الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اشتدي أزمة تنفرجي

اشتدي أزمة تنفرجي
12 ديسمبر 2019 00:09

هل حقاً لا نعرف لأزمة الكرة الإماراتية شكلاً ولا فاعلاً ولا حلاً؟
كل هذه الدوائر المفرغة التي تعبرها كرة القدم الإماراتية جيئة وذهاباً، وكل هذه الأنفاق التي تدخلها طوعاً أو كرهاً، أليس لها نهاية؟
قطعاً هناك صدع، قد نختلف في قوته ومداه، ولكننا نتفق على أنه صدع يستوجب حالة من الاستنفار لوقفه حتى لا يستفحل، والحيلولة دون استفحاله لا بد من معرفة مسبباته.
الأمر يفرض وضع كرة القدم الإماراتية تحت مجهر التشريح الدقيق، وإخضاعها لفحص شامل، يحدد باعتماد ما هو سائد اليوم من تقنيات الكشف وآليات الرصد، مواقع الضعف وطبيعة الاختلالات في كل مناحي الاشتغال الإدارية والفنية، لعلنا نجد جواباً لسؤال: هل الأزمة، هي أزمة هياكل؟ أم أزمة بناء سياسات كروية بديلة؟ أم أزمة حوكمة؟ من عشرات الندوات والتناظرات العلمية التي كانت الإمارات أرضاً لها في العقدين الأخيرين، واختصت بمجالات التصنيع الكروي والجيل الجديد للتدبير الاحترافي، سيقت شهادات وتحدثت عن نفسها خبرات بكل لغات العالم وبكل أجناس الابتكار، وكان المستفاد منه، في كل هذه الحلقات الدراسية ذات الجودة العالمية، أن كرة القدم أشبه ما تكون بالنهر الذي تتغير فيه المياه، والمصبات والينابيع كثيرة ولا شيء إطلاقاً يبقى على حاله، بل إن وثيرة التطور سريعة جداً، لدرجة أن من يقف للحظات في مكانه يكتشف أنه تراجع خطوات كثيرة للوراء.
وهذا الوعي بأهمية الاستماع للآخر والانفتاح على تجارب الآخرين، بخاصة من احترف منهم النجاح، هو ما يجب أن يحضر في تدبير الأزمة الحالية لكرة القدم الإماراتية، فالأزمة ليست أزمة مال ولا أزمة هياكل، ولكنها أزمة في إنتاج البدائل وفي إبداع الحلول.
تسأل المنتخبات الإماراتية عن حالة الاحتباس التي أصابتها، فعطلت القدرة على محاكاة المستويات القارية، بل وجعلت «الأبيض» لا يكون سيداً على قارته، ولا يوقف هذا الغياب الطويل والمستفز عن كأس العالم، وتسأل الأندية الإماراتية عن حالة المد والجزر التي تضرب حضورها قارياً، وعند طرح السؤالين معاً، يحضر الجواب ذاته، وهو أن بمنظومة العمل خللاً ما، فإما أنها منظومة متجاوزة وغير متطابقة مع روح العصر، وإما أنها منظومة لا تفتحص على نحو يعطيها القدرة على التجدد والتطور.
في النهاية كرة القدم الإماراتية بحاجة إلى فحص علمي لكشف الحالة، وعلى ضوء ما سيفرزه هذا الفحص، سيكون ممكناً تحديد الوصفة الرياضية التي تخلص الكرة الإماراتية مما بها من أعطاب، وصفة في صورة استراتيجية مندمجة ومرنة وقوية برجالها وهياكلها.
هل صناعة هذه الاستراتيجية، هو ما يعجز اليوم عائلة كرة القدم الإماراتية؟ بالمطلق، لا أظن ذلك، فالأزمة مهما اشتدت ستفرج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©