الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التحالف العربي يفكك أركان الإرهاب في اليمن

التحالف العربي يفكك أركان الإرهاب في اليمن
11 نوفمبر 2018 01:51

ماجد عبد الله، بسام عبد السلام (عدن)

حقق التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، نجاحات متواصلة في التصدي للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وميليشيات «حزب الله»، وخطر التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «القاعدة» و«داعش» التي سعت هي الأخرى لفرض سيطرتها في المحافظات اليمنية، مستغلة انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014، وحزب «الإصلاح» ذراع جماعة «الإخوان» الإرهابية في اليمن، وبرزت تلك النجاحات في الانتصارات الميدانية الكبيرة التي تحققت منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في مارس 2015 وحتى اللحظة، حيث عملت قوات التحالف العربي في كبح جماح الميليشيات الحوثية التي بدأت سرطاناً في التوسع واجتياح المدن، وممارسة أبشع الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين، وتمكنت قوات التحالف عبر إسناد القوات اليمنية والمقاومة الشعبية من استعادة 85% من الأراضي اليمنية التي كانت مهددة بالسقوط في المشروع الإيراني الرامي لضرب المنطقة، وتهديد الأمن الإقليمي والعالمي.

دعم الشرعية
وعلى طول السنوات الماضية من عمر «عاصفة الحزم»، عملت قوات التحالف العربي على دعم الشرعية، ولا تزال من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية بالتوازي مع دحر ميليشيات الحوثي الإيرانية، حيث نجحت العمليات النوعية للتحالف في تحرير معظم المناطق التي كانت تعد معقلاً للإرهابيين وتفكيك قدراتهم، وذلك ضمن الأهداف الرامية لإنقاذ حياة اليمنيين من براثن الإرهاب بوجهيه، «الحوثي وحزب الله» والجماعات الإرهابية الأخرى على غرار تنظيمي «القاعدة وداعش».

دعم عسكري غير محدود
يعيش اليمن حالياً لحظات فارقة في معركة استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وبعد أن كانت الميليشيات الانقلابية تواصل عمليات الاجتياح للمدن اليمنية بدءاً من معقلها في صعدة شمالاً، وصولاً إلى مدينة عدن في أقصى الجنوب، وسعيها لفرض سيطرتها على مضيق باب المندب والساحل الغربي، ها هي اليوم وبعد 3 أعوام تعيش لحظات صعبة مع عمليات تحرير المدن اليمنية، وصولاً إلى تضييق الخناق عليها في معقلها الرئيس في صعدة وقطع خطوط إمداداتها الرئيسة من الصواريخ والأسلحة القادمة من إيران عبر الساحل الغربي وميناء الحديدة الذي بات قاب قوسين من تحريره، هذا عدا عن وصول القوات اليمنية إلى محيط العاصمة صنعاء. ومنذ بدء العمليات العسكرية سعت قوات التحالف العربي إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للجيش الوطني في اليمن نحو تشكيل نواة حقيقية للجيش اليمني واستعادة دوره الوطني لحماية اليمن والتصدي للانقلابيين، والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار اليمن.
وعملت قوات التحالف على إطلاق برنامج شامل، بدءاً من تجهيز المعسكرات التابعة للجيش في المحافظات المحررة، وتقديم الدعم والإشراف على بناء الوحدات العسكرية، وتسليم الرواتب والعتاد العسكري المتكامل، وصولاً إلى دعم الجيش في المعارك الميدانية لتحرير المزيد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية.

دور رئيس في الانتصارات
ويوضح المتحدث باسم الجيش الوطني اليمني، العميد عبده مجلي، أن تقديم التحالف العربي المساعدة والإسناد لقوات الجيش مثل الدور الرئيس والمحوري في الانتصارات التي تحققت على ميليشيات الحوثي الانقلابية، لافتاً إلى أن «عاصفة الحزم» جسدت حاجتنا المشتركة للقضاء على كل بؤر الخطر والتهديد الذي يتعرض له اليمن والمنطقة جراء انقلاب الحوثيين بدعم إيراني.
وقال مجلي، إن الجيش اليمني لديه جبهات مختلفة في مواجهة الميليشيات الحوثية التي باتت تفقد كل يوم مواقع جديدة، لافتاً إلى أن القوات باتت اليوم قريبة من معقل الحوثي في «مران» بصعدة، وأيضاً لها جبهات في «نهم» القريبة من العاصمة صنعاء، إلى جانب محافظة الحديدة التي باتت في حكم المحررة. وأضاف أن الميليشيات تتلاشى، وتنقرض وبعد أن كانت تسيطر على عدن والساحل الغربي باتت اليوم محاصرة في صعدة والحديدة وصنعاء ومحافظات أخرى، موضحاً أن نهاية الميليشيات الحوثية باتت قريبة جداً. وقال مجلي «نرحب بكل أبناء الشعب اليمني من مختلف القبائل والمناطق بأن ينضموا للجيش الوطني، وأن يشاركوا ضد الميليشيات الانقلابية الحوثية، فاليوم هناك إجماع شعبي للانضمام للجيش والتخلص من الميليشيات والتمرد والانقلاب والعودة للشرعية، بما في ذلك كثير من أتباع علي عبدالله صالح، فهم تمردوا على الميليشيات الانقلابية في العاصمة صنعاء».

تضحيات خالدة
ويؤكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء ركن فضل حسن أن تدخل قوات التحالف العربي بعاصفة الحزم سيظل علامة فارقة في إيقاف همجية ومخططات ميليشيات الحوثي الإيرانية، موضحاً أن تضحيات كبيرة سطرها الأشقاء في التحالف، وعمدت بدماء الشهداء من أجل نصرة أشقائهم في مواجهة خطر المشروع الإيراني الخبيث. وقال إن الدعم والمساندة سيظل خالداً في وجدان وضمير الشعب اليمني الذي لم ولن ينسى المواقف الأخوية، إلى جانبه في أصعب وأخطر مراحل تاريخه، لافتاً إلى أن المواقف النبيلة والشجاعة لقوات التحالف تدخل السنة الرابعة، وهم يشاركون إخوانهم الانتصارات والبطولات على امتداد ساحات المواجهة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية.
وأضاف اللواء فضل، أن التحالف سعى إلى تقديم الدعم والإسناد المادي واللوجستي العسكري، والذي كان علامة فارقة في تغيير موازين القتال ضد الميليشيات الانقلابية التي سخرت ما نهبته من معسكرات الجيش من أجل اجتياح المدن وصولاً إلى العاصمة صنعاء والتمدد حتى مدينة عدن، مشيراً إلى الدعم الكبير بدءاً من إسناد جهود تشكيل نواة حقيقية للجيش الوطني وتقديم الدعم العسكري والمادي، وإطلاق المعارك الحاسمة، بدءاً من معركة «السهم الذهبي» لتحرير مدينة عدن، وصولاً إلى معركة تحرير الساحل الغربي.
وأشار قائد المنطقة العسكرية الرابعة، إلى أن الجيش الوطني اليوم وبمساندة أشقائه في قوات التحالف بات صمام أمان في وجه كل التحديات والمخاطر التي تحاك ضد الوطن من قبل ميليشيات الانقلاب والعناصر الإرهابية، مؤكداً أن «ما قدمته وتقدمه دول التحالف من دعم وعون لن يذهب هدراً، وسنبذل الوفاء بالوفاء لرد هذا الجميل». وقال إن «تضحيات الأشقاء في التحالف والدماء الزكية لأشقائنا في السعودية والإمارات والسودان والبحرين التي انهمرت على الأرض اليمنية وروت تربتها لن تذهب هدراً، وستظل عنواناً للوفاء والتضحية، وسنجعل منها في الغد القريب وفي المستقبل البعيد مادة حية متجددة ننهل منها في صفحات تاريخنا ومناهج مدارسنا وصالات متاحفنا وفي إبداعاتنا الفنية والثقافية المختلفة، ونربي ونعلم الأجيال من خلالها على التضحية ومبادئ وأخلاقيات الحب والوفاء ورد الجميل».

عاصفة التحالف لمحاربة الإرهاب
تعد جهود محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة أحد الأهداف الرئيسة التي سعت إليها قوات التحالف العربي، من خلال تدخلها لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، حيث عملت قوات التحالف بخط مواز في حربها ضد الميليشيات الحوثية على التصدي لخطر التنظيمات الإرهابية التي كانت تتمدد في المحافظات الجنوبية.
التنظيمات الإرهابية في مقدمتها تنظيما «القاعدة» و«داعش» اللذين سعيا إلى استغلال الفراغ الأمني الذي أحدثته حرب الميليشيات الحوثية لبسط نفوذهما وسيطرتهما، حيث تمكن التنظيمان في أبريل 2015 من فرض سيطرتهما في حضرموت وإعلان مدينة المكلا الساحلية إمارة لهم! وكما سعت الخلايا الإرهابية إلى البروز ومحاولة وضع أقدام لها في كل محافظة جنوبية، بدءاً من عدن وصولاً إلى محافظات مجاورة لها مثل لحج وأبين وشبوة. ولعبت قوات التحالف العربي دوراً رئيساً وبارزاً في تقديم الدعم والإسناد المباشر في معركة الحرب ضد الإرهاب التي كانت عاصفة موازية لعاصفة الحزم ضد الميليشيات الحوثية التي لا تقل خطورة عن التنظيمات الإرهابية في السعي نحو تحقيق مخططاتها وأهدافها الإجرامية.

تأمين المحافظات المحررة
عقب تحرير عدن في يوليو 2015، وضعت قوات التحالف العربي أولوية تأمين المناطق المحررة من أجل استعادة الحياة وتطبيع الأوضاع وإحباط مخططات العناصر الإرهابية التي حاولت التمركز وفرض سيطرتها مع تزايد الهجمات التي استهدفت قيادات حكومية وأمنية وعسكرية بارزة، وصولاً إلى تنفيذ عمليات الاغتيالات، وضرب المرافق الحكومية.
وعملت قوات التحالف، وخصوصاً القوات الإماراتية العاملة في إطاره على إعادة تفعيل الأجهزة الأمنية، وتأهيل مقرات الشرطة ورفدها بالتجهيزات والمعدات الأمنية اللازمة، وصولاً إلى تدريب قوات مؤهلة للقيام بمهام تأمين المحافظة المحررة. ومطلع العام 2016 أسهمت قوات التحالف بتأسيس جهاز قوات «الحزام الأمني» في عدن والمحافظات المجاورة لها، وركزت مهام القوات في محاربة الإرهاب والتطرف وتأمين تلك المحافظات، وتمكنت هذه القوات بوقت قياسي من إحراز انتصارات كبيرة، حيث تمكنت من تطهير مدينة عدن في فبراير 2016، قبل أن تمتد إلى محافظة لحج التي كانت تشهد عمليات اغتيالات عديدة وسلسلة هجمات انتحارية، حيث تمكنت القوات من فرض سيطرتها على مدينة الحوطة مركز المحافظة في أبريل 2016.
وقلصت جهود قوات الحزام الأمني والأجهزة الأمنية المدعومة من التحالف من العمليات الإرهابية التي برزت مع تحرير عدن والمحافظات المجاورة لها، كما أسهمت هذه النجاحات في تمهيد الطريق لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن في منتصف 2016 وممارسة مهامها. وتزامنت عمليات تأمين عدن ولحج مع إطلاق عمليات مماثلة في حضرموت عبر دعم تشكيل قوات النخبة لحضرموت لطرد «القاعدة» من المكلا، ومن ساحل المحافظة في 24 أبريل 2016.

أبين وشبوة.. النصر والتحرير
خلال السنوات العشر الماضية، ظلت العناصر الإرهابية تتوغل في مناطق محافظتي أبين وشبوة، قبل أن تعلن وجودها رسمياً في هاتين المحافظتين مستغلة حالة الانفلات الأمني، وبعد تلك المواقع والتحصينات عن الحملات العسكرية، وخصوصاً أن العناصر الإرهابية اتخذت المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة مواقع لها للتحصن، والتمركز وإنشاء معسكرات تدريبية، حيث سعت عناصر «القاعدة» عقب تحرير أبين من سيطرة الميليشيات الحوثي، لفرض وجودها مستغلةً الفراغ الأمني، حيث عملت العناصر الإرهابية على التمركز في المرافق الحكومية، ناهيك عن تنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية، الأمر الذي دفع بالقوات بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة في أغسطس 2016 على مواقع «القاعدة» وتطهير هذه المحافظة. وتمكنت الحملات الأمنية المتعاقبة من تطهير وملاحقة عناصر التنظيم في المناطق الريفية البعيدة. وتمكنت قوات الحزام الأمني من الانتشار في المناطق المختلفة في أبين ووصلت إلى مناطق لم تصل القوات لها من قبل، وهو ما أسهم في تهاوي التنظيم وتراجعه، عقب خسارته عدداً من قياداته البارزين الذين لقوا حتفهم، وآخرين تم أسرهم.
وكانت محافظة شبوة هي النقطة التالية في تعقب عناصر «القاعدة» و«داعش»، ففي مطلع شهر أغسطس 2017 أطلقت قوات النخبة الشبوانية التي جرى تدريبها بإشراف التحالف العربي، عملية أمنية لتأمين الشريط الساحلي المطل على بحر العرب، حيث تمكنت من فرض سيطرتها على مدينة «عزان» التي كانت تعد أحد أهم معاقل تنظيم «القاعدة». ونجحت القوات من شل قدرات التنظيم في التنقل بمديريات شبوة ومحافظة أبين المجاورة، حيث نجحت في تأمين عدد كبير من مديريات محافظة شبوة، وأنهت أحلام التنظيم في البقاء بالمحافظة والاستفادة من ثرواتها النفطية الغنية. كما أن قوات التحالف واصلت دعم القوات اليمنية المؤهلة في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت لتنفيذ عمليات نوعية في دهم أوكار العناصر الإرهابية، واعتقال العشرات من القيادات الخطيرة في تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» في عدن ولحج، كما نجحت القوات في تعقب فلول التنظيمات الإرهابية إلى المناطق النائية والبعيدة عن مراكز تلك المحافظات.

صفعة قوية للإرهاب
فور سيطرت تنظيم «القاعدة» على ساحل حضرموت، وإعلان مدينة المكلا إمارة له في أبريل 2015، كانت هناك تحركات مُحكمة للتحالف العربي للإعداد والتجهيز لعملية خاطفة لتحرير المنطقة واستعادتها، حيث سعت قوات التحالف وفي مقدمتها قوات السعودية والإمارات لدعم وتشكيل قوات النخبة الحضرمية، وتجهيزها بشكل متكامل، استعداداً لتحرير المكلا، وساحل حضرموت وإنهاء معاناة أبناء المحافظة جراء النهب والسلب الذي مارسته العناصر الإرهابية، بدءاً من البنك المركزي في المكلا، وصولاً إلى موانئ «المكلا والشحر والضبة» للنفط. وفي 24 أبريل 2016 أي بعد عام واحد من سيطرة التنظيم على ساحل حضرموت أطلقت قوات النخبة الحضرمية عملية عسكرية واسعة بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي، وتمكنت خلالها من تحرير المكلا ومدن ساحل حضرموت في عملية أذهلت العالم، وتلقى فيها تنظيم «القاعدة» صفعة قوية، حيث تمكنت القوات من طرد العناصر، بعد أن قتلت وأسرت قرابة 800 عنصر من «القاعدة». ويؤكد المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، هشام الجابري، أن قوات التحالف العربي كانت خير معين وشريكاً في تحقيق النصر على العناصر الإرهابية التي ظلت تسيطر على ساحل حضرموت على مدى عام كامل، موضحاً أن تاريخ 24 أبريل 2016 سيظل خالداً في ذاكرة حضرموت والوطن العربي والعالم، حيث تمكنت قوات النخبة الحضرمية وبدعم وإسناد الأشقاء في التحالف من توجيه ضربة قاضية لعناصر «القاعدة» و«داعش»، من خلال استعادة مدينة المكلا ومينائها الاستراتيجي الذي ظل إلى جانب ميناء الشحر والضبة النفطي تحت سيطرت هذه العناصر الإجرامية.
وأضاف أن مدن ساحل حضرموت تمثل اليوم نموذجاً للأمن والاستقرار وتطبيع الحياة عن بقية المحافظات اليمنية الأخرى، موضحاً أن النجاحات الأمنية التي تبذلها قوات النخبة والأجهزة الأمنية الأخرى أسهمت في ترسيخ الأمن والاستقرار بزمن قياسي.
وأشار الجابري إلى أن العمليات الأمنية في مكافحة الإرهاب تمكنت من ضبط عناصر إرهابية خطيرة إلى جانب تفكيك مواقعها الإستراتيجية التي ظلت تتحصن فيها لسنوات ماضية، مضيفاً أن «الأشقاء في التحالف واصلوا تقديم الدعم والإسناد عبر إطلاق عمليات أمنية شاملة لضرب أوكار القاعدة في معاقلها الرئيسة التي اتخذتها مراكز للتحضير والإعداد لتنفيذ أعمال إرهابية في حضرموت واليمن بشكل عام». وقال إن «للتحالف العربي دوراً كبيراً في تأهيل ودعم قوات النخبة الحضرمية لتحقيق تلك الانتصارات، بدءاً من الإعداد والتحضير لإنشاء قوة لتحرير المكلا ضمن العمل الأخوي والعروبي في محاربة الإرهاب ودحر خطر التنظيم الدولي عن المنطقة، ومشاركتها الفاعلة في قصف واستهداف التحصينات والأوكار الإرهابية التي تمركزت فيها عناصر القاعدة وداعش». ولفت المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية إلى أن «جهود الأشقاء تواصلت مع بعد التحرير عبر دعم الأجهزة الأمنية وإنعاشها من أجل استعادة نشاطها ومهامها في ترسيخ الأمن والاستقرار»، مثمناً الدعم الكبير المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي ساهمت بشكل كبير في إعادة بناء المنطقة العسكرية، وإقامة سلسلة من الدورات التأهيلية لتخريج قوات مدربة تمتلك المهارات والقدرات في محاربة الإرهاب وحماية حضرموت.

تحالف ثلاثي شيطاني
مخاطر كبيرة هددت اليمن في السقوط بالهاوية والنفق المظلم خصوصاً مع بروز التنسيق المباشر وغير المباشر مع تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» لتهديد شبه الجزيرة العربية عبر محاولتهم السيطرة على المحافظات اليمنية التي أفرغت تماماً من منظوماتها الأمنية بسبب الحرب والسعي نحو تنفيذ مشروع مشترك الأهداف لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، وتهديد خطوط التجارة العالمية المارة من مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وبحر العرب. وعقب طرد قطر من التحالف العربي، برز التحالف الشيطاني والسري بين ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية للعلن، حيث سعت التنظيمات الإرهابية إلى ضرب المناطق المحررة من قبل قوات التحالف والشرعية من سيطرة الحوثيين، في الوقت الذي تتفادى فيه الميليشيات الحوثية استهداف تلك التنظيمات، بل تسعى لتأمين بيئة آمنة ومناسبة لها لاستعادة عافيتها، والعودة من جديد للواجهة. مراقبون أكدوا أن التحالف الشيطاني برز بشكل صريح مع انقلاب ميليشيات الحوثي في 2014 في العاصمة صنعاء، والذي تزامن أيضاً مع تحركات لعناصر «القاعدة» في جنوب البلاد وسيطرته على محافظة حضرموت ومناطق في شبوة وأبين، موضحين أن هذا التحالف ليس مستغرباً على النظامين الإيراني والقطري اللذين سعيا إلى تحريك أدواتهما على الخريطة اليمنية ضمن مخطط توسعي لخنق البلاد وحصارها، وتهديد أمن واستقرار المنطقة وتهديد الدول المجاورة وعلى رأسها السعودية.
وفي أبريل 2018 أطلقت ميليشيات الحوثي الإرهابية عدداً من سجناء «القاعدة» من سجن البيضاء المركزي الذي تديره الميليشيات، في تصرف زاد من التأكيد على العلاقة الوطيدة التي تجمع الطرفين في المصالح والأهداف. وكشفت مصادر يمنية حينها أن هذا التنسيق بين الحوثيين و«القاعدة» لتنفيذ عمليات إرهابية، لإعادة ترتيب صفوف ميليشيات الحوثي في البيضاء إثر الخسائر الميدانية الثقيلة التي تتلقاها من القوات الحكومية وأبناء القبائل بإسناد من التحالف العربي. كما أن استخدام الميليشيات الحوثية العبوات الناسفة محلية الصنع يكشف أيضاً جعن انب من العلاقة الخفية مع تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، عبر تبادل خبراء صنع المتفجرات، ففي جبهات الساحل الغربي، تمكنت قوات المقاومة المشتركة من ضبط كميات كبيرة من العبوات الناسفة المصنعة محلياً، إلى جانب استخدام الحوثيين لسيارات مفخخة مماثلة لتلك التي استخدمها تنظيم «داعش» في هجماته في عدن ومحافظات محررة أخرى.

ويرى المراقبون أن هذا التحالف يكشف العلاقة الفعلية بين الجماعات المسلحة والمتطرفة التي تتغطى بعباءة الدين والشعارات الإرهابية الرامية للقتل والدمار، فوجود الحليفين في محافظة البيضاء يسلط الضوء على التنسيق المشترك بالباطن وإظهار العداوة في العلن. وقالوا إن «قطر هي المحرك الرئيس في توأمة العلاقة بين الحوثيين حلفاء إيران، وأيضاً التنظيمات الإرهابية كالأجنحة العسكرية لتنظيم الإخوان الحليف لقطر»، موضحين أن العلاقة الوطيدة بين قطر والحوثيين، خصوصاً مع الحروب الست التي كانت الدوحة تلعب دور الوساطة فيها، هيأت الأرضية المناسبة لهذا التحالف الجديد من أجل ضرب الشرعية والتحالف الداعم لها. وأضافوا أن قطر سعت إلى تمويل الحوثيين، وأيضاً التنظيمات الإرهابية بشكل مواز عبر أموال تقدم كهبات ومنح مالية لمصلحة منظمات وجمعيات إخوانية، وأيضاً عبر صفقات الفدية التي تبرم من قبل النظام القطري مع طرفي الإرهاب في اليمن.

إرهاب «حزب الله»
كما لم يعد خافياً وجود ودعم ميليشيات «حزب الله» لميليشيات الحوثي، فمع انتهاء الحروب الست في صعدة الممتدة، خلال الفترة من 2004 إلى 2010 نسج الحزب خيوطه القوية لدعم الحوثيين، عسكرياً ومالياً وإعلامياً، تمهيداً لانقلابهم على الشرعية في 21 سبتمبر 2014. وسعى «حزب الله» لإنشاء معسكرات تدريبية لإعداد مقاتلين حوثيين على أساليب القتال، وصنع المتفجرات وتفخيخ السيارات بدءاً من محافظة صعدة، حيث عمل الحزب على توطيد العلاقة مع الميليشيات بهدف تأمين مصالح إيران عبر استغلال الحوثيين كأداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وتهديد دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية. وعمل الحزب الإرهابي على تقديم دعم للحوثيين في كل ما يتعلق بإدارة الحرب في اليمن، حيث كلف «حزب الله» قيادات بارزة، من بينها قيادي يدعى ناصر أخضر، كمسؤول عن الملف اليمني في الحزب، إلى جانب قيادي آخر يدعى خليل يوسف حرب كانت المملكة العربية السعودية صنفته ضمن قوائم الإرهاب بعد أقل من 60 يوماً من إعلان الحرب على ميليشيات الحوثي.

كما عمل الحزب عبر قيادات حوثية على تبني مشاريع غسيل أموال من أجل تمويل الأنشطة التخريبية في اليمن، وساهم باستضافة قيادات حوثية بارزة في لبنان وتأسيس وسائل إعلامية موالية للحوثيين وبثها من الضاحية الجنوبية. واستغلت قيادات «حزب الله» سفارة إيران في صنعاء من أجل إدخال القيادات العسكرية والخبراء إلى اليمن بهوية مزورة للإشراف على العمليات العسكرية وتقديم الدعم للحوثيين. ويؤكد وكيل وزارة الإعلام اليمني عبدالباسط القاعدي أن أنشطة «حزب الله» التخريبية برزت مؤخراً بصورة واضحة، خصوصاً لقاء زعيم الحزب حسن نصرالله بوفد الحوثيين الذي كان من المقرر له المشاركة في مباحثات السلام التي تبنتها الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والتي فشلت قبل أن تبدأ بسبب تخلف الوفد الحوثي. وأشار أن المقاتلين المنتمين لـ«حزب الله» وجدوا في صعدة قبل الانقلاب، وأسهموا بوضع خطة التقدم للسيطرة على معسكرات الجيش واجتياح العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، لافتاً إلى أن الجيش والأمن تمكنا حينها من ضبط عدد من جنود «الحرس الثوري» الإيراني، و«حزب الله» اللبناني قبل الانقلاب الحوثي، إلا أن الحوثيين تمكنوا عقب سيطرتهم على صنعاء من الإفراج عنهم. وأكد الجيش اليمني مقتل عدد من مقاتلي «حزب الله» في عدة جبهات منذ اندلاع «عاصفة الحزم»، موضحاً أن الحزب الموالي لإيران قام بإرسال المئات من مقاتليه والخبراء العسكريين من طهران ولبنان إلى اليمن بهدف تقديم الدعم العسكري للحوثيين في الحرب، بدءاً من تدريب الميليشيات الانقلابية على أساليب القتال، وصنع المتفجرات وتفخيخ السيارات.

سقوط قيادات الإرهاب
نجح التحالف العربي خلال العمليات العسكرية في القضاء على العشرات من القيادات البارزة من الصف الأول لميليشيات الحوثي كان أبرزهم الصريع «صالح الصماد» الرجل الثاني في قائمة الـ40 مطلوباً التي أعلن عنها التحالف ورئيس ما يسمى المجلس السياسي التي شكله زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، والقيادي البارز يوسف أحسن إسماعيل المداني المطلوب الثامن، إلى جانب المطلوب الحوثي سفر مغدي الصوفي المطلوب رقم 15، والقيادي رقم 22 أحمد صالح هندي دغسان. كما سقط المئات من القيادات البارزة والميدانية من بينها طه المداني المسؤول الأمني الأول، ورئيس استخبارات الميليشيات الحوثية، والقيادي ناصر القوبري قائد عمليات الميليشيات الصاروخية، وجار الله سالم الجعوني المكلف بقيادة قوات التدخل الحوثية، ومنصور السعادي المشروف على القوات البحرية للحوثيين، وأحمد الحربي صهر زعيم الحوثيين وأبرز القيادات العسكرية المقربه منه. وفي الجناح الآخر، أيضاً فقد أدت العمليات الموازية ضد التنظيمات الإرهابية إلى مصرع واعتقال العشرات من القيادات البارزة في تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في عدة محافظات محررة، بينهم القيادي البارز أحمد عبدالنبي، والقيادي الخضر علي باصريع، مفتي تنظيم «القاعدة» في أبين الذي قتل في حملة أمنية لقوات الحزام الأمني في سبتمبر، بالإضافة إلى مسؤول العمليات الإرهابية في شبوة القيادي نايف الصعيري الدياني الذي قتل في حملة استهدفت مديرية مرخة في شبوة سبتمبر الماضي، وهناك أسماء قيادات أخرى سقطت جراء الحملات الأمنية المستمرة ضد العناصر الإرهابية في المحافظات المحررة. كما أسهم التنسيق المشترك بين قوات التحالف العربي والولايات المتحدة الأميركية في تعقب واستهداف قيادات «القاعدة» وكان أبرزهم القيادي جلال بلعيدي أحد زعماء تنظيم «القاعدة» البارزين في اليمن الذي قتل أواخر العام 2016. كما لعبت الإمارات دوراً محورياً وبارزاً في الحرب ضد الإرهاب باليمن وفق الإشادات الأميركية والدولية الكثيرة.

تأمين الملاحة الدولية

حصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية على دعم عسكري وتقنيات متطورة من إيران بحسب ما أثبتته التقارير الأممية والتحذيرات المتكررة التي يصدرها مجلس الأمن الدولي لطهران، لتعزيز ترسانة الحوثيين من صواريخ بالستية والطائرات من دون طيار المفخخة، وصواريخ مضادة للسفن وألغام بحرية ومراكب مفخخة توجه عن بعد يتم إطلاقها على السفن البحرية وناقلات النفط التجارية المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، فضلاً عن أكثر من نصف مليون لغم أرضي وعبوات ناسفة صنعت عبر خبراء إيرانيين من «حزب الله» اللبناني. وسعت قوات التحالف العربي في مقدمتهم القوات الإماراتية على تعزيز وجودها في الساحل الغربي اليمني من أجل إنهاء التهديد الحوثي الإيراني على الملاحة الدولية.
ومطلع يناير 2017، أطلقت قوات التحالف عملية «السهم الذهبي» لتأمين المضيق المائي الدولي، وصولاً إلى تأمين جزء كبير من ساحل البحر الأحمر وصولاً إلى محافظة الحديدة التي باتت شبه محررة، حيث ركزت قوات التحالف والشرعية في اليمن على استعادة كافة المنافذ البحرية التي تسيطر عليها الميلشيات، وصولاً إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي استغلت الميليشيات لعمليات تهريب الأسلحة ونهب المساعدات والمعونات الإغاثية المقدمة من منظمات أغاثية دولية.
وأكد مراقبون أن الانتصارات المتتالية التي تحققها قوات الشرعية والتحالف العربي في الساحل الغربي أدت إلى تقليل الخطر الذي تتعرض له خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتمثل ضغطاً إضافياً على الحوثيين لإجبارهم على التفاوض مع الحفاظ على أولوية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد يحيى أبو حاتم، أن التحالف سعى إلى تأمين مضيق باب المندب وتأمينه ضمن خطة عسكرية محكمة في اليمن، كون أمن هذه المنطقة لا يخص اليمن فقط، وإنما يهم العالم كله بدرجة رئيسة، لافتاً إلى أن وضع حد لاستهداف الخطوط التجارة الملاحية المارة عبر الممر المائي الدولي في خليج عدن والبحر الأحمر يعني نهاية الحوثيين، إلا أن هناك بعض الدول الكبرى لا تزال تراوح في مسألة إسناد جهود وإجراءات التحالف العربي بشأن تأمين هذا الممر الدولي بهدف جعل الحوثيين جزءاً من المعادلة السياسية القادمة. وأكد أن قوات الجيش والتحالف لديها القدرات العسكرية على تحقيق مزيد من الانتصارات، ومواصلة تأمين المزيد من الشريط الساحلي الغربي حتى ما بعد ميناء الحديدة.

أدوار خفية لـ«الإصلاح»

مع طرد قطر من «عاصفة الحزم» والتحالف العربي توالت فضائح الدور الخفي الذي يلعبه حزب التجمع اليمني للإصلاح ذراع جماع «الإخوان» الإرهابية في اليمن، بدعم ميليشيات الحوثي وتسليم مواقع الجبهات القتالية وتسليم شحنات أسلحة ودعم التنظيمات الإرهابية لضرب الاستقرار في المحافظات المحررة. ولم يكتف حزب «الإصلاح» بهذا الدعم، بل عمل على تنشيط وسائل الإعلام التابعة له والمنظمات الحقوقية والمدنية التي فرخها من أجل استهداف الشرعية والتحالف العربي، وتشويه الانتصارات وإعاقتها في تنسيق مشترك مع الميليشيات الحوثية. ولجأ حزب «الإصلاح» إلى المراوغة بما يخدم أجنداته الإرهابية، بدءاً من التظاهر بدعم الحكومة الشرعية، وإخفاء علاقاته ودعمه المستميت لميليشيات الحوثي، وتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، عسكرياً واستراتيجياً.
وفي هذا السياق، قال الكاتب اليمني هاني سالم، إن «التقارب الرخيص بين الإخوان في اليمن وميليشيات الحوثي، هو انعكاس صريح للعلاقة بين قطر وإيران»، موضحاً أن «الإصلاح» بات خنجراً مسموماً في خاصرة اليمن ودول الجوار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©