عدد اليوم
محمد حامد (الشارقة)
هل تتحول مزحة بيب جوارديولا حول الحصول على دوري الأبطال من ليفربول، مقابل التنازل عن البريميرليج إلى حقيقة؟ يبدو أن إطلاق بعض الكلمات على سبيل الدعابة يحمل في بعض الأحيان بعضاً من الحقيقة، فالجميع يعلمون أن حلم مان سيتي الكبير هو الحصول على دوري الأبطال الذي لم يحققه البلو مون طوال تاريخه، فيما لا يريد عشاق ليفربول حول العالم سوى لقب البريميرليج الذي لم يحصل عليه الريدز أبداً، وتحديداً منذ أن أصبح يحمل هذا المسمى، فقد كان آخر ألقابهم للبطولة المحلية عام 1990.
السيتي يشعر بحالة أقرب إلى التشبع من الدوري الإنجليزي الذي حصل عليه الفريق 4 مرات في آخر 7 سنوات، وفي المقابل حصل ليفربول على دوري الأبطال 6 مرات، آخرها الموسم الماضي، ولم تكن مزحة جوارديولا سوى تعبير عما تهفو إليه القلوب في السيتي وليفربول، فالأول يحلم باللقب القاري، والثاني لا يريد سوى عرش البريميرليج، وفي ظل ابتعاد السيتي عن القمة التي يسيطر عليها الريدز بفارق 14 نقطة، يتجدد الحديث عن أن الاتجاه صوب الحلم الأوروبي أصبح إجبارياً في السيتي.
رودريجو هيرنانديز نجم وسط السيتي أخذ على عاتقه التعبير عن الحالة التي تدور في الغرف المغلقة داخل مان سيتي، وتحدث قبل مباراة فريقه أمام دينامو زغرب في ختام مرحلة المجموعات لدوري الأبطال، ويعد التأكد من تأهل السيتي في صدارة مجموعته، وقال اللاعب الشهير بـ«رودري»: «لقد أخبرنا بيب بأن نرفع رؤوسنا، ونحافظ على معنوياتنا، هناك الكثير من التحديات أمامنا من الآن وحتى نهاية الموسم، بالطبع سوف نقاتل على بطولة الدوري، ويتعين علينا عدم الاستسلام لأي خسارة من الآن وحتى مايو المقبل للحفاظ على حظوظنا، على الرغم من أن المهمة أصبحت أكثر صعوبة».
وتابع رودريجو: «لدينا بطولات أخرى، كؤوس أخرى، طموحات أخرى، وهذا الأمر يتطلب أن نرفع رؤوسنا، ولا نفكر كثيراً في الفجوة مع ليفربول على قمة جدول الترتيب، لا يتعين علينا النظر إلى هذه الفجوة والتوقف أمامها، فهناك الكثير من الأهداف الأخرى والبطولات التي تنتظرنا، ويجب أن يشاركنا جمهورنا في هذه الرؤية، سوف نفعل كل شيء من أجل تقليل هذه الفجوة، ولكن في الوقت ذاته يجب أن يكون التركيز كبيراً على بقية البطولات، وعلى رأسها دوري الأبطال، وكذلك الكؤوس المحلية».
ويبدو أن رودري يعبر عن التوجه العام داخل صفوف الفريق، بل إنه ألمح إلى أن هذه الروح الجديدة التي تجعل الجميع يتجه إجبارياً صوب الحلم الأوروبي ما هي إلا الروح التي يحاول بيب جوارديولا زرعها لدى اللاعبين، حيث يدرك بيب جيداً أن السير قدماً في دوري الأبطال وصولاً إلى أبعد نقطة ممكنة بالحصول على اللقب هو الحلم الكبير لدى جماهير وإدارة النادي.
ومن المتوقع أن يدفع جوارديولا بعناصر شابة في مباراة الليلة التي لا تحمل أهمية للفريق، فقد تأهل السيتي في صدارة المجموعة تاركاً الصراع على البطاقة الثانية بين بقية أندية المجموعة، وعلى رأس الأسماء الشابة التي يترقب الجميع ظهورها الليلة في ماكسمير ستاديون في كرواتيا فيل فودين 19 عاماً، فقد تعهد جوارديولا بمنحه الوقت الكافي في الفترة المقبلة، خاصة أنه يملك قدرات كبيرة.
كما يستمر أنجلينو في التشكيلة الأساسية، وهو يبلغ 22 عاماً، وقد أثبت اللاعب قدرته على البقاء أساسياً مع الفريق بالأداء الذي يقدمه في الفترة الحالية، ومن المؤكد أن يستمر بيب في منح رودري الثقة لقيادة منتصف الملعب، فهو مستقبل الفريق في مرحلة ما بعد فرناندينيو، بالإضافة إلى أسماء أخرى لم تنل فرصة حقيقية للظهور مع الفريق الأول ومن بينهم بوفيدا، وبرنابي، وتومي، وغيرهم من الأسماء الشابة.
