الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«المحافظون» يخسرون نصف الأغلبية ودعوات لـ«تصويت عقابي»

«المحافظون» يخسرون نصف الأغلبية ودعوات لـ«تصويت عقابي»
9 ديسمبر 2019 01:23

شادي صلاح الدين، دينا محمود (لندن)

قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الأهم في تاريخ بريطانيا منذ عقود، تقلصت الأغلبية التي يُتوقع أن يفوز بها حزب المحافظين الحاكم في مجلس العموم المقبل إلى النصف، وسط تزايد الأصوات الداعية للناخبين بـ«التصويت عقابياً» ضد الحزب، لحرمانه من فرصة الحصول على الدعم البرلماني اللازم للخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى دون التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد.
فقد أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى أن عدد المقاعد المتوقع أن يحصل عليها المحافظون تقلص من 82 مقعداً قبل أسبوعين إلى 40 فحسب، وأن بوسع أقل من 41 ألف ناخب لا أكثر، توجيه ضربة قاصمة للحزب وإجباره على تشكيل حكومة أقلية، حال تصويتهم لخصومه في 36 دائرة رئيسة، توصف بالمتأرجحة.
ومن بين الدوائر التي قد تشهد هذا السيناريو، دائرة «أوكسبريدج أند ساوث رايسليب» في لندن الكبرى، والخاضعة لهيمنة المحافظين منذ استحداثها عام 2010، ويمثلها رئيس الوزراء بوريس جونسون نفسه منذ عام 2015.
فقد أفادت تقارير بأن حزب «الديمقراطيين الأحرار» قرر وقف أنشطته الدعائية في الدائرة، بما يسمح لمرشح «العمال» فيها بانتزاع مقعدها من الحزب الحاكم.
وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته مجموعة «الأفضل من أجل بريطانيا» المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، سيؤدي تكرار ذلك في «الدوائر المتأرجحة الأخرى»، إلى أن يفوز حزب رئيس الوزراء المحافظ بـ309 مقاعد فحسب في مجلس العموم، مقابل 255 لـ«العمال» و49 للحزب الوطني الاسكتلندي، بجانب 14 لـ«الديمقراطيين الأحرار».
ويحتاج تشكيل حكومة تتمتع بدعم غالبية أعضاء مجلس العموم المؤلف من 650 مقعداً، إلى الحصول على تأييد 325 على الأقل من الأعضاء.
وفي الانتخابات السابقة التي أُجريت عام 2017، فاز «المحافظون» بـ318 مقعداً، مقابل 262 للمعارضة العمالية، و35 للحزب الوطني الاسكتلندي.
واضطر حزب المحافظين الذي كانت تقوده رئيسة الوزراء في ذلك الوقت تيريزا ماي للتحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الفائز بعشرة مقاعد، للحصول على الأغلبية البرلمانية.
لكن الحزب الذي يدعو إلى بقاء إقليم إيرلندا الشمالية تحت التاج البريطاني ينضوي حالياً تحت لواء رافضي خطط حزب جونسون بشأن ملف الانفصال عن الاتحاد الأوروبي «البريكست»، وهو ما يقلل بحسب مراقبين من إمكانية بلورة أي تحالف بينهما عقب انتخابات الخميس المقبل.
وقالت ناعومي سميث المديرة التنفيذية لحملة «الأفضل من أجل بريطانيا» إن الانتخابات المقبلة «ستكون على حد السكين»، إذا قرر الناخبون المؤيدون للبقاء في الاتحاد الأوروبي، منح أصواتهم للمرشحين الأوفر حظاً لإلحاق الهزيمة بمرشحي المحافظين أياً كانت انتماءاتهم.
في السياق ذاته، اعتبر نواب عن المعارضة العمالية اقتراع الخميس «انتخابات لا تشبه أياً من سابقاتها على الإطلاق».
وقالوا إن ذلك يوجب «تبني أسلوب مختلف، وإلا سندفع الثمن». وأشار هؤلاء النواب إلى أن هذا «يعني تشجيع مؤيدي العمال في الدوائر التي ليس لدينا فرصة فيها للفوز على دعم أي مرشح غير محافظ قادر على الوصول إلى البرلمان، أي القيام بكل ما في وسعنا، لحرمان بوريس جونسون من الأغلبية التي يتوق إليها لتنفيذ خطته الوحشية المتعلقة بالبريكست».
بدورها، قالت نيكولا ستيرجن زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي إن «بمقدور الناخبين التصدي لحكومة بوريس جونسون، إذا اختاروا التصويت عقابياً». وأوضحت بالقول: «نحن ننافس المحافظين في كل مقعد يشغلونه في اسكتلندا، ولذا من شأن دعم مرشحينا، تمكين اسكتلندا من لعب دورها في الحيلولة دون وصول جونسون إلى 10 داوننج ستريت من جديد، أما في باقي أنحاء المملكة المتحدة، فهذا هو وقت تغليب المصلحة العليا على المصالح الحزبية الضيقة».
وفي مواجهة هذه التحركات المكثفة المناوئة لـ«المحافظين» على الساحة السياسية، أبرزت وسائل الإعلام اليمينية المؤيدة للحزب نتائج استطلاعات للرأي، أشارت إلى استمرار تقدمه على المعارضة العمالية بفارق يتراوح ما بين 8 و10 نقاط.
كما سعى رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى تعزيز فرص حزبه للفوز بأغلبية مريحة، عبر العزف على وتر الهجرة، مُتعهداً في مقابلة نشرتها صحيفة «صنداي تايمز» أمس، بمنع المهاجرين الأقل كفاءة من الحصول على حق الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©