الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عام على «وثيقة الأخوة الإنسـانية».. محمد بن زايد: دعوة عالمية لإحياء قيم التعايش

عام على «وثيقة الأخوة الإنسـانية».. محمد بن زايد: دعوة عالمية لإحياء قيم التعايش
5 فبراير 2020 02:34

أبوظبي (وام والاتحاد)

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي انطلقت من أرض الإمارات قبل عام، تمثل دعوة عالمية مفعمة بالأمل لإحياء القيم الإنسانية التي تحض على التآخي والمحبة والتعاون والتسامح والتعايش. وقال سموه في تغريدة بـ«تويتر»: «عام مضى على توقيع (وثيقة الأخوة الإنسانية).. دعوة عالمية مفعمة بالأمل انطلقت من أرض الإمارات لإحياء القيم الإنسانية التي تحض على التآخي والمحبة والتعاون والتسامح والتعايش بين بني البشر.. جميعنا شركاء في نشر بذور الخير وبناء السلام العالمي لتنعم به الأجيال كافة في هذه الحياة».
إلى ذلك، شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، بحضور معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، احتفال اللجنة العليا لتحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية» بالذكرى الأولى لتوقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» المنبثقة عن اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
حضر الاحتفال، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع ومعالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع وأعضاء اللجنة العليا وحشد من القيادات الدينية والثقافية والطلبة من مختلف أنحاء العالم.
وافتتح الاحتفال بكلمتين مسجلتين من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تضمنتا تأكيدهما التزامهما بالمضي قدماً لتحقيق أهداف الوثيقة من أجل بناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب بالإضافة إلى توجيه الشكر لقيادة دولة الإمارات للدعم الكبير الذي توليه لجهود اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمته خلال الحفل: «قبل عام من اليوم اجتمع على هذه الأرض الطيبة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حيث وقعا إحدى أهم الوثائق في تاريخ البشرية الحديث وثيقة الأخوة الإنسانية».
وأضاف سموه: «تلك الزيارة التي جاءت في بداية عام التسامح كانت مصدر إلهام لنا في دولة الإمارات التي بناها الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على نهج التعايش والتعددية والانفتاح على العالم بثقافاته ورؤاه المتنوعة».
وأشار سموه إلى أن «انطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية من الإمارات العربية المتحدة وعلى أرض أبوظبي شرف كبير لنا ورعاية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لها يجسد التزامنا بمبادئها الراسخة في استراتيجياتنا الداخلية والخارجية حيث قمنا بإدراجها في المناهج التعليمية لطلبة المدارس وتشرفنا باحتضان مقر اللجنة العليا للأخوة الإنسانية المنبثقة عن الوثيقة التي تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في نشر مبادئ الوثيقة حول العالم وتشجيع الدول والمؤسسات الدولية لاحتضانها في برامجهم التنموية وإطلاق مشاريع ومبادرات دولية لتحقيق أهداف الوثيقة وما ورد فيها».
وقال سموه: «يسرني اليوم الإعلان عن استمرار (جائزة زايد للأخوة الإنسانية) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة العام الماضي وذهبت في دورتها الأولى مناصفة بين فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا اللذين تجسد حياتهما ومبادراتهما قيم الأخوة الإنسانية في أجمل صورها، وستتواصل هذه الجائزة بشكل سنوي لنحتفي من خلالها بصناع السلام وناشري المحبة في مختلف بقاع الأرض». وأضاف سموه: لقد ورد في وثيقة الأخوة الإنسانية ما نصه «هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان بل بين المؤمنين وغير المؤمنين وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة».
وأكد سموه أنها «دعوة للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية للالتفاف حول قيم الأخوة الإنسانية التي ندعو الجميع للتمسك بها وتبنيها وأخص بذلك الأجيال الناشئة التي شاركت في صنع هذا الحدث.. فالمستقبل للسلام والأخوة والتنوير».
وشارك أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ضمن برنامج الاحتفالية في جلسة حوارية استعرضوا خلالها استراتيجية اللجنة خلال المرحلة المقبلة وأكدوا ضرورة تفعيل دور الشباب والمعلمين من أجل توعية الأجيال الصاعدة بأهداف وثيقة الأخوة الإنسانية وتشجيع العمل على تحقيقها الأمر الذي ركزت جهود اللجنة على الدفع بعجلته منذ إنشائها.
كانت اللجنة قد استضافت منتدى حواريا في وقت سابق اليوم شارك فيه 150 من طلبة الجامعات والقيادات الدينية والثقافية من المنطقة والعالم تفاعلوا مع الحوار واستمعوا إلى رؤى قادة عدد من المبادرات البارزة التي تجسد قيم الأخوة الإنسانية. وتتضمن استراتيجية اللجنة العليا للمرحلة المقبلة بالإضافة إلى تفعيل دور القادة الشباب والطلبة للنهوض بدورهم في غرس قيم الأخوة الإنسانية تشجيع ومناصرة المبادرات التي تخدم القضايا الإنسانية في مختلف المجتمعات وذلك من خلال أنشطة يتم تصميمها خصيصاً للقيادات وللفئات المستضعفة في تلك المجتمعات.

شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية حلم أصبح حقيقة
وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحية تقدير.. إلى كل محبي السلام في العالم وإلى كل متطلع لعالم يسوده الخير والتسامح، وتظله المودة والسلام والتضامن مع الفقراء والضعفاء والمهاجرين من ديارهم وأوطانهم خوفاً ورعباً من وباء العنف والإرهاب حتى ينعموا بالأمان والاستقرار.
وأضاف، خلال كلمته بمناسبة مرور عام على توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية»، إن وثيقة الأخوة الإنسانية حلم أصبح حقيقة بعد جهد مخلص استغرق عاماً كاملاً من العمل الدؤوب مع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبرعاية مخلصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعم مشكور للجنة العليا للأخوة الإنسانية، وهو الكيان الذي أثبت سريعا قدرته على التحرك الدولي من أجل البحث عن استراتيجية إنسانية تقوم على التعاون بين كل محبي الخير والسلام.
وتابع: كما أحيي باعتزاز تلك المبادرات التي تسعى لإدراج الوثيقة في المناهج التعليمية، وإتاحتها للبحث العلمي، إيماناً منا بقدرة التعليم على بناء أجيال تحمل رسالة السلام والمحبة، وتصنع مستقبلاً خالياً من العنف والكراهية. وأضاف فضيلته: «أقدر حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على إقامة البيت الإبراهيمي كأولى المبادرات لتطبيق الأخوة الإنسانية، كما يسعدني أن أشارك اليوم في الإعلان عن واحدة من أهم الجوائز العالمية التي تمنح سنوياً في مجال العناية بالأخوة الإنسانية». وتابع: الأمل يحدوني في أن تكون هذه الجائزة هي الأبرز عالميا في مجال الإخاء الإنساني، وسبباً رئيساً في ميلاد مبادرات نحن الآن في أمس الحاجة لها من أي وقت مضى، داعياً كل محبي الخير على اختلاف ألوانهم ودياناتهم للمضي قدماً نحو تعزيز العلاقات الإنسانية والتعايش، وتقديم كافة الجهود من أجل عالم نعيش فيه إخوة متحابين متعاونين على الخير دائماً.

أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
تضم «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» اليوم تسعة من الأعضاء من دولة الإمارات وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية وبلغاريا وهم ميغيل أنخيل أيوسو غيغسوت رئيس اللجنة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي والقاضي محمد محمود عبدالسلام الأمين العام للجنة المستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والحاخام م بروس لوستيج كبير الحاخامات في المجمع العبري بواشنطن والمونسنيور يوأنس لحظي جيد السكرتير الشخصي لقداسة البابا والأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي وسعادة الدكتور سلطان فيصل الرميثي أمين عام مجلس حكماء المسلمين وإيرينا بوكوفا المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو وياسر حارب الكاتب والإعلامي الإماراتي.
وتتمثل المهمة الأساسية للجنة العليا -وهي لجنة دولية مستقلة- في نشر قيم الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والخلفيات والقوميات على مستوى العالم وتهدف جهودها إلى تحقيق تطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية من خلال عقد الاجتماعات مع القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدولية وغيرهم من القيادات لتشجيع المبادرات التي من شأنها نشر السلام بين جميع الشعوب.

الإمارات نموذج ملهم للأخوة الإنسانية عالمياً
أكد المونسنيور يوأنس لحظي جيد السكرتير الشخصي لقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن دولة الإمارات نموذج إنساني سام للتعايش السلمي بين مختلف الجنسيات واللغات والأعراق، واصفاً «وثيقة الأخوة الإنسانية» بأنها أضحت جزءا من تاريخ الإمارات والعالم. وقال المونسنيور يوأنس لحظي، على هامش الدورة الافتتاحية لـ «منتدى أصوات الأخوة الإنسانية» الذي يقام بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، إن رعاية ودعم دولة الإمارات لهذه الوثيقة التاريخية يمثل نموذجا ملهما للأخوة الإنسانية الحقيقية على مستوى العالم. وأضاف: «لمسنا في اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الاهتمام والحرص الكبيرين من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذه الوثيقة التاريخية والذي أكد دعم دولة الإمارات الكامل للجنة العليا والوثيقة التي تحض على الخير والمحبة والتسامح لتجني ثمارها الأجيال المقبلة في المنطقة والعالم. وذكر أن وثيقة الأخوة الإنسانية خريطة طريق انطلقت من الإمارات للعالم أجمع لنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام والعمل على خير البشرية جمعاء كونها تعزز الأمل في مستقبل مشرق للجميع من خلال إعادة اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. ووجه عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية التحية لدولة الإمارات على تبنيها ورعايتها لوثيقة الأخوة الإنسانية ومواقفها الشجاعة التي سيتوقف أمامها التاريخ طويلا وستتحول للأجيال القادمة نورا يهتدون به.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©