السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإعلاميون العرب يوقعون على «مدونة العشرين»

الإعلاميون العرب يوقعون على «مدونة العشرين»
5 فبراير 2020 02:34

إبراهيم سليم (أبوظبي)

اختتمت أمس فعاليات التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية الذي عقد لمدة يومين بمناسبة مرور عام على صدور «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وتوصل المشاركون إلى إقرار مدونة الـ20، حيث تضمنت 20 مبدأ من مبادئ العمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية.
ووقع إعلاميون في الوطن العربي ومسؤولون مشاركون بالتجمع الإعلامي العربي الأول للأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، على مدونة العشرين التي تتضمن مبادئ العمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية، والتي جاءت بعد مناقشات مستفيضة شاركت فيها النخب الإعلامية العربية، وتوصلوا إليها في ختام أعمالهم التي استمرت يومين متتاليين، وذلك انطلاقاً من وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها قبل عام في أبوظبي فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
وأعلن الدكتور سلطان فيصل الرميثي، أمين مجلس حكماء المسلمين، ما توصل إليه المشاركون، وذلك بناء على مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية التي وضعتها الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية في العالم، ومن منطلق أن أبناء المجتمع الإعلامي والصحفي في العالم العربي إخوة، ودعماً لثقافة التنظيم المهني الذاتي للجماعات المهنية، قائلاً: «نؤكد نحن الموقعين على هذه (المدونة) باعتبارها ميثاقاً مهنياً وأخلاقياً للممارسات الإعلامية في كل ما يخص القضايا الإنسانية، أهمية العمل على نشر ثقافة الأخوة الإنسانية، والاستفادة من الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام لتشكيل الوعي لدى عموم الناس، بما لا يتسبب في تأجيج مشاعر التمييز والعنصرية والطائفية والكراهية بين البشر».
وأضاف: «تم الاجتماع في أرض التسامح بالعاصمة الإماراتية أبوظبي يومي الثالث والرابع من فبراير 2020، بدعوة كريمة من مجلس حكماء المسلمين، وواضعين في اعتبارنا أننا أصبحنا نواجه اليوم العديد من الممارسات الإعلامية التي ينتهجها البعض بقصد أو من دون قصد، فتخلق حالة من إثارة النزعات غير الأخلاقية بين البشر، وتعمل على تأجيج الفتنة والكراهية والتمييز، وتكرس الابتعاد عن المعايير الأخلاقية والقانونية، ومخالفة الهدف الرئيس للرسالة الإعلامية كعامل مؤثر بالإيجاب في المجتمعات».
وقال: «هذه المدونة وما تتضمنه من مبادئ وآليات لتحقيقها ونشرها والتدريب عليها وتحويلها إلى جزء من الوعي القيمي لكل إعلامي وصحافي، وملمح رئيس من الممارسات المهنية الإعلامية العربية والدولية، تعتبر ميثاق شرف يلتزم به الجميع أخلاقياً، وتنبثق منه مبادئ أساسية لضبط الممارسات المهنية، آملين من الهيئات الإعلامية والمؤسسات والجماعة المهنية في العالم العربي أن تتعاون معنا وفيما بينها من أجل نشر ثقافة الأخوة الإنسانية بما يساهم في تعزيز السلم والتعايش في المجتمعات، ومكافحة الكراهية، وتحقيق الاستقرار، ودعم التنمية العادلة وصيانة حقوق الضعفاء».
وتابع: «نعلن التزامنا الأخلاقي والمهني والإنساني بالمبادئ العشرين التي تتضمن التأكيد على الحقوق الأصيلة للإعلاميين كافة، وفي صدارتها حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع، باعتبارها حقوقاً أصيلةً لا تكتمل مسؤولية الإعلامي من دونها، ودعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك، ونبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد، واحترام التعدد والتنوع الفكري».
كما تضمنت عدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية، وتجنب أي محتوى إعلامي محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدراؤها.. والابتعاد عن استخدام المصطلحات التي يرى أصحاب الديانات والأعراق والأجناس المقصودون بها أنها تمثل إساءة لهم وحطاً من شأنهم، والامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج أي فتوى دينية غير منسوبة لجهات الاختصاص، وإبراز أثر جرائم الحرب والعنف التي يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء، والابتعاد عن تبني أو ترويج المواقف التي من شأنها إذكاء الحروب وزعزعة الاستقرار الإنساني
بالإضافة إلى الالتزام بدعم النازحين وضحايا الحروب والنزاعات والجرائم الإرهابية، والكوارث الطبيعية، وحشد الرأي العام المحلي والدولي للتنبيه لمشكلاتهم ومآسيهم، ووصفهم بالأوصاف التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية، ومراعاة البعد الإنساني في التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث الإرهابية، والتأكيد على حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، وعدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل، ومواجهة الصور النمطية المسيئة التي يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم.
وكذلك تشجيع المحتوى الإعلامي الإنساني لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية، ودعم نموذج الأسرة في المعالجات الإعلامية، والتركيز على المحتوى الذي يحمي الأسر ويصون بقاءها ويعزز دورها، ومناصرة القضايا العادلة للمرأة، وحقوقها التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية، والاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وعرض متطلباتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وعدم استخدام مصطلحات تنتهك كرامتهم، والتأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، وإدانة المتاجرة بطفولتهم البريئة أو انتهاكها بأي شكل كان.
كما تضمنت الامتناع عن ازدراء الأديان والنيل من رموزها، وتشجيع الجامعات والكليات والمعاهد التي تُدرس الإعلام على تبني هذه المبادئ في مناهجها لإعداد إعلاميين ذوي طابع إنساني، مكافحة التعصب الرياضي، وعدم تغذيته بأي شكل، والالتزام بالأخلاق الرياضية، ومواجهة وكشف الممارسات التي من شأنها إثارة الفتن بين الجماهير، تشجيع النقابات الفنية المختلفة وصُناع المحتوى الدرامي والغنائي على تبني هذه المبادئ، ووضعها في الاعتبار، والتنبيه عبر المحتوى الإعلامي النقدي لأي خرق لها في الأعمال الفنية، ودعم العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، والترويج لثقافة التطوع والخدمة العامة.
حيث تعهد الموقعون على هذه المدونة بالالتزام بمبادئها، والعمل على نشرها والترويج لها، وإبقاء باب التوقيع مفتوحاً لجميع الإعلاميين في العالم.

مستقبل الأخوة الإنسانية
ناقشت ورش العمل في المحور الأول مستقبل الأخوة الإنسانية، ومستقبل الإعلام العربي، والتي تحدث فيها الدكتور عبدالمنعم سعيد، وياسر رزق، وشريف عمر، وخالد البرماوي، وعثمان ميرغني، ونرفر رمول، وتناولت سبل تمكين قيم الإخوة الإنسانية، واستثمارها في جميع الميادين، وتعزيز التعاون بين المؤسسات ذات الاهتمامات الإنسانية، والوظيفة الإنسانية والوظيفة الصحفية، وتحديد الأولويات، ودور الصحافة العربية في تبني خطاب ومبادرات الوثيقة الإنسانية، وكيفية صناعة الصحافة الإنسانية.
وتناولت في المحور الثاني، آفاق تطبيق ميثاق إنساني للصحافة العربية، المعيار والدليل والميثاق، وتحدث فيها كل من الدكتور عمرو الشوبكي، ونائلة فاروق، رئيس التلفزيون المصري، والدكتور سلام مسافر، وأحمد المسلماني، والدكتور محمد سعيد محفوظ، والتي ناقشت تعددية التوجهات الصحفية، وتوحيد أخلاقيات العمل الصحفي، وقراءة نقدية للجانب الإنساني، في المواثيق الصحفية، العربية، وإطلالة على الجانب الإنساني في المواثيق الصحفية الدولية، وأهمية وجود دليل لأخلاقيات الطرح الصحفي للقضايا الإنسانية، وميثاق لتجمع إعلامي عربي والآفاق والتحديات. وتحدث ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، أن بعض وسائل الإعلام لا تحترم حركة الحياة الخاصة، ولا تتعامل بمسؤولية مع المشاهد، وقال: «إن وثيقة التجمع الإعلامي العربي تخاطب المستقبل أكثر من الحاضر». وقالت الإعلامية دانة الصباغ، المدير التنفيذي لقناة التلفزيون بالمملكة الأردنية: «إن القنوات التلفزيونية قائمة على مفهوم خدمة المشاهد، ونحن لا نفعل ذلك ولا نتعمق في الأخبار وتحليلها، بل نسعى وراء الأمور الرائجة، وإذا التزمنا بوثيقة الأخوة الإنسانية ستكون الخطوة الأولى نحو الطريق الصحيح». وأكد شريف عامر أن بعض وسائل الإعلام في الوطن العربي تحدث فرقة ليس فقط بين نسيج المجتمع ولكن بين الأسر، لافتاً إلى أن هناك محاذير يجب أن تراعى في العمل الإعلامي، وهذا ما حددته وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.

ميثاق إنساني للصحافة
ناقشت الورشة الثانية موضوع: آفاق تطبيق ميثاق إنساني للصحافة العربية.. المعايير- الدليل- الميثاق، حيث قال الإعلامي أحمد المسلماني: «يجب التوافق على حد أدنى من القيم الإنسانية، لأن طبيعة البشر تقضي عدم الاتفاق أو الالتزام حول آليات مجمعة للوثائق الإنسانية، وأنه من الصعب أن نلزم وسائل الإعلام كافة بالميثاق الإنساني أو الإعلامي». ومن جانبه، طالب الإعلامي الدكتور سلام مسافر، بعدم إهانة الصحفيين أو تعرضهم للخطر، مشيراً إلى أن العراق وحده شهد الاعتداء على 423 صحفياً.
ومن جانبها، قالت نائلة فاروق، رئيس التلفزيون المصري: «إن بعض وسائل الإعلام تفرض على العاملين فيها الالتزام بالسياسة الخاصة بالجريدة، والتي قد لا تتوافق مع وثائق الشرف الإعلامي في بعض الأحيان»، مؤكدة أن على الصحفي أن يدرك أنه محمل برسالة وعليه واجب مهم تجاه الجمهور والرأي العام. ومن جانبه، يرى المفكر الدكتور عمرو الشبكي، أن النقابات الصحفية الموجودة في بعض البلدان العربية لها مواثيق مهنية تعمل وفقها، لكن تلك المواثيق لم تحدد القيم الإنسانية التي يجب على الإعلامي أن يلتزم بها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©