الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عاصمة الضباب» ترفض المبالغة في «الإبهار» وتهتم بالمضمون

«عاصمة الضباب» ترفض المبالغة في «الإبهار» وتهتم بالمضمون
27 يوليو 2012
صبري علي (لندن) - على الرغم من إقامة حفل الافتتاح الرسمي لأولمبياد لندن 2012 مساء اليوم، إلا أن كل المتابعين والرياضيين المشاركين في الحدث والوفود الإدارية والفنية، خاصة العربية، قد اتفقوا على أن “عاصمة الضباب” لا تشعرك بأنها تستضيف أكبر حدث رياضي في العالم، وربما يكون ذلك بسبب البساطة التي يتم التعامل بها مع الأولمبياد منم دون مبالغة في الإبهار أو الدعاية في كل مكان أو بسبب انشغال سكان لندن أنفسهم عن الأولمبياد بأشياء أخرى تجعل الحدث ليس في مقدمة أولوياتهم. ويعيب الكثير من أعضاء الوفود على مظاهر الهدوء في لندن قبل انطلاق حفل الافتتاح بسبب ما وصفوه بأنه لا يشعرهم بالوجود في دورة أولمبية، لدرجة أن عضوا بأحد الوفود العربية المشاركة علق على ذلك قائلاً بسخرية: نحن في بلادنا نضع دعاية للدورات الرمضانية في الشوارع أكبر من التي تضعها لندن للأولمبياد. وبينما يرى البعض الآخر أن ذلك ميزة وليس عيباً، على اعتبار أن الدعاية الكبيرة في الشوارع ليست مهمة بقدر حسن التنظيم وانضباط الأمن وسيولة المرور ونجاح الفعاليات الرياضية في كل الملاعب، وهو ما يبدو أنه يسير في الاتجاه الصحيح حتى الآن قبل ساعات من ظهور لندن أمام العالم كله من خلال الحفل الرسمي. جولة على الطبيعة وقبل ساعات من انطلاق الحدث الرياضي الضخم قامت “الاتحاد” بجولة في شوارع لندن اصطحبنا خلالها سائق مصري الأصل بريطاني الجنسية يقيم في لندن من 40 عاما، ويدعى مصطفى نصر الدين، خرجنا ببعض النتائج والانطباعات، التي يمكن أن ترسم لنا الصورة كاملة عن المدينة العريقة من خلال الحديث مع عدد من سكان المدينة ودخول المحلات والتجول في السوق. وتجولنا في بعض شوارع لندن، وتوقفنا في أكثر من مكان وسألنا بعض شباب لندن عن الأولمبياد، وتبين بالفعل أن الكثيرين من سكان لندن لا يشعرون بالمتعة في ظل استضافة مدينتهم للأولمبياد ووجود هذا الكم الهائل من الناس في شوارعهم، وهو أمر طبيعي يحدث حتى في المدن الساحلية بأي دولة عندما يأتي الصيف ويملأ المصطافون شوارع هذه المدينة فيشعر أهلها الأصليون بالانزعاج الشديد. فكر استثماري ومن بين ما علمناه خلال الجولة أن ثلاثة أنواع من الناس من بين سكان لندن، النوع الأول فضل التعامل مع الحدث والاندماج فيه ومحاولة التعايش مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدينة والمشاركة في الترويج للمدينة أو القيام بدور تطوعي في مساعدة اللجان المنظمة، والنوع الثاني قرر الابتعاد عن المدينة مؤقتا بالحصول على إجازة يقضيها في مكان آخر حتى تنتهي فعاليات الأولمبياد، والثالث قرر الاستفادة ماديا من الحدث بطريقة استثمارية بتأجير المكان الذي يقيم فيه للاستفادة من ارتفاع قيمة الإيجارات هذه الأيام، التي قال البعض أنها زادت عشرات المرات. وعلمنا بأنه قبل الأولمبياد كان من الممكن تأجير شقة مكونة من غرفتي نوم وصالة من 500 إلى 700 جنيه استرليني في الشهر، أما الآن فيمكن تأجير الشقة نفسها مقابل 2500 استرليني في الأسبوع الواحد وليس الشهر، وهو بالطبع ما يمكن استغلاله بشكل جيد من هواة الاستثمار واستغلال الفرص التي لا تتكرر كثيرا، خاصة أن من وصل إلى لندن متأخرا ولم يجد غرفة في فندق فهو مضطر لتأجير شقة بأي سعر. ويبدو أن هناك الكثيرين ممن قرروا الاستفادة المادية من الحدث، فقد ارتفعت مثلاً أسعار تذاكر مباريات الكرة ومنها مباراة المنتخب الأولمبي مساء أمس أمام أوروجواي في مانشستر بشكل “جنوني”، وبعيداً عن تذاكر الفئات المميزة، ارتفع سعر التذكرة “درجة ثالثة” التي يجلس صاحبها خلف المرمى أعلى المدرجات من 20 جنيه استرليني إلى 350 جنيه دفعة واحدة قبل يوم واحد من المباراة، وهو ما ينطبق على كل المباريات الأخرى وقد يزيد بالفعل في مباريات المنتخبات الشهيرة وفي الأدوار التالية بدرجة أكبر. ولا يمكن لأحد أن يصدق أن إدارة البعثة الرسمية الإماراتية أرادت أن تحصل على عدد 14 تذكرة لكل مباراة من مباريات منتخبنا الثلاث في مانشستر وويمبلي وكوفنتري سيتي فوصل سعر التذاكر الإجمالية وعددها 42 تذكرة في المقصورة الأمامية لبعض الشخصيات التي تحضر من الإمارات إلى 114 ألف درهم أو ما يقرب من 20 ألف جنيه استرليني لهذا العدد القليل من التذاكر. ومن بين الملاحظات التي يمكن مشاهدتها بسهولة وجود كم كبير من الشباب من الجنسين بين المتطوعين للعمل لمساعدة اللجنة المنظمة، لدرجة أن المكان الذي يمكن تسييره من خلال 4 متطوعين يدار من خلال 20 متطوعا من أجل زيادة تسهيل مهمة ضيوف لندن وضمان تحقيق أفضل خدمة للجميع من رياضيين ووفود إدارية وإعلامية وجماهير من مختلف دول العالم، وبالسؤال عن سبب الإقبال من الشباب على العمل كمتطوعين في اللجنة المنظمة أجاب بعضهم بأن ذلك الحدث يستحق المشاركة فيه ولو من دون مقابل مادي، معربين عن سعادتهم بالمشاركة في التجمع الرياضي العالمي الكبير. ويبدو أن اللجنة المنظمة سوف تمنح المتطوعين مقابلا ماليا جيدا، خاصة أن هناك العديد من المتطوعين قد حصل على إجازة من عمله الرسمي للعمل أثناء الدورة، وهناك عدد كبير من الشباب الخريجين الجدد، ولكن من بين الملاحظات أن عدداً غير قليل منهم لا يعرف واجبات المهمة التب كلف بها، ويضطر كثيراً للاتصال من خلال الشبكة الخاصة باللجنة من أجل الرد على أي استفسار بسيط أو للتعامل مع موقف طارئ. كانت الساعات الأخيرة قبل حفل افتتاح الأولمبياد قد شهدت تضاعف عدد الرحلات الجوية على كل مطارات بريطانيا، خاصة مطار هيثرو في لندن، الذي عمل بكل طاقته من أجل استقبال ضيوف الأولمبياد، وتم زيادة عدد شباب المتطوعين لسرعة إنهاء إجراءات الدخول لكل الوافدين منعاً للزحام والتكدس في المطار. وأكد أحد المتطوعين في مجال التأمين أنه يتم في كل يوم الدفع بعدد من قوات الجيش لمساعدة قوات الشرطة من أجل أفضل تأمين للحدث الكبير وضيوفه، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته من خلال السير في شوارع لندن التي تمر بها سيارات الشرطة باستمرار، خاصة بالقرب من القرية الأولمبية وتجمعات الرياضيين والملاعب،. وهناك حالة من التشديد الأمني على مداخل كل الملاعب والمرافق، التي تحظى بتدقيق أمني كبير على دخول وخروج أي شخص من خلال البوابات الإلكترونية الأمنية، لدرجة أن أي إعلامي يرد الدخول إلى مكان من المسموح له بدخوله يبقى حوالي 5 دقائق خاضعاً للتدقيق على بطاقته الإعلامية وتفتيشه تفتيشا ذاتياً بعد مروره من البوابات الإلكترونية أيضاً، ولكن ذلك يحدث في أسلوب مهذب جداً من القائمين على هذه الإجراءات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©