الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حكاية "يوم العلم" الإماراتي

حكاية "يوم العلم" الإماراتي
1 نوفمبر 2018 00:37

منذ اللحظة التي أعلن فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الثالث من نوفمبر من كل عام «يوم العلم» أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية عزيزة تحتفل بها دولة الإمارات العربية المتحدة، بكل أطيافها ومؤسساتها ومواطنيها وحتى المقيمين على أرضها، بل وتشهد البلاد كلها، بشراً وشجراً وحجراً وأماكن ومؤسسات حالة كرنفالية عامة، حيث كل شيء يرتدي العلَم، رمز الوفاء والانتماء، والبطل المتوج على القلوب والساحات الذي يروي مع كل رفرفة من رفرفاته سيرة وطن آثر الوحدة في زمن التفرّق، والتكاتف في زمن التخاصم، والتعاضد في زمن التشرذم.
صورة نادرة نشهدها كل عام في هذا اليوم، صورة جميلة، بديعة، حانية، تختزل قيم القوة والشجاعة والسعادة والوثوق في الوطن والالتفاف حول قيادته... هنا محاولة لقراءة دلالات ومعاني ومضامين هذا اليوم.
يكتسب «يوم العلم» أهمية إضافية لتزامنه مع الاحتفال بيوم تولّي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم. وفيه يلتف شعب الإمارات وقيادته حول علم الدّولة، يهتفون بلسان واحد وبقلب واحد: «دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا».

أمانة في أعناق الجميع
ولعل ما يفسر هذه الحفاوة بعض ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أول احتفال بهذه المناسبة: «نجدّد العهد والوعد لشعب الإمارات على خدمته ورفعته.. ولتراب الإمارات على بذل الرّوح من أجله، ولعلم الإمارات على الإخلاص له، وترسيخ مكانته. إنّ العلم أمانة تسلمناها من الآباء المؤسسين، وهو أمانة عند أخي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وعندي، وعند كل مواطن ومواطنة، وهو أمانة بأيدي الأجيال القادمة للحفاظ عليه وتعزيز مكتسباته ومكانته». وأضاف سموه: «مشاعرنا تجاه علم الدولة لم تتغير منذ قيام الاتحاد، بل زادتها الأيام قوة ورسوخاً وشموخاً، ويزيدنا فخراً وارتياحاً أننا نرى هذه المشاعر قوية في أبنائنا، تحركهم وتعطيهم الدافع للبذل والعطاء في كل الميادين».
كما تتزامن مناسبة «يوم العلم» مع فعاليات معرض الشارقة الدّولي للكتاب الذي ذهب في دورته الثانية والثلاثين إلى سلوك مميز قدم صورة رائعة للمشاركين في الحدث عايشوا خلالها مشهداً من أجمل المشاهد، عندما قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، برفع علم الإمارات على جناح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، كما وجه بأن يرفع العلم على معظم أجنحة المعرض، لتتعانق الكلمة والكتاب مع ألوان العلم، ولتجسد هذه الخطوة اللافتة في معناها ودلالاتها حرص القيادة الحكيمة لدولة الإمارات على التّمسك بهوية الشعب، وغرس مفاهيم الانتماء والولاء في نفوس المواطنين والمقيمين، ولفت انتباه الوفود الزائرة والمشاركة من جنسيات مختلفة إلى أهمية الحدث وأهمية العلَم بالنسبة لشعب وقيادة الإمارات.

محبة دافقة
هذا الإحساس الغامر بالانتماء والوفاء تعكسه أيضاً كلمات صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلاّ، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، خلال رفعه العلم بميدان الديوان الأميري في 6 نوفمبر2013، حيث قال: «إنّ الاحتفال برفع علم دولة الإمارات في جميع أنحاء الدّولة، هو تجسيد حيّ لوحدة الوطن وتعبير صادق عمّا يكنّه شعب الإمارات من محبة صادقة لقيادتنا الحكيمة، ويوم العلم بالنسبة لنا يعتبر يوماً وطنياً وتلاحماً بين القيادة والشعب، يعبّر عن اعتزاز أبناء هذا الوطن وانتمائهم الحسّي والوطني للقيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، الذي يعدّ رمزاً وطنياً وقائداً وفياً لوطنه وأمته وشعبه. إننا نستذكر في هذا اليوم ونحن نحتفل بيوم العلم وتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رئاسة الدولة، والجهود التي بذلها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وضع لبنات الدولة الحديثة ورسم لشعبها خطوط المستقبل والسبل الكفيلة باستقلالها وحريتها».

عهد ووعد
يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أن يكون في مقدّمة المشاركين في احتفالية «يوم العلم» وهي المناسبة التي توحد أبناء الإمارات على علم واحد وتوقيت واحد، وقد أكد في كلمة له في 3 نوفمبر 2016، على أن يوم العلم «هو يوم يلتف فيه شعب الإمارات وقيادته في وقت واحد وبنداء واحد حول راية العزّ والخير»، وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على «تويتر»: «رحم الله تلك الأيادي حينما رفعت علمنا عالياً، لحظة آذنت بفجر جديد لنهضة وطننا الغالي ومسيرته المباركة، ونثمن باعتزاز الجهود الوطنية لرئيس الدولة ومبادراته القيمة في رفع اسم الإمارات عالياً بين الدّول والشعوب، وبرفع العلم فإننا نجدد الوفاء والعهد والوعد لذلك الرّعيل الفذ، بأننا ماضون بثبات على خطاهم نحو مزيد من الرفعة والتقدم، نعتز ونفتخر بالتفاف شعبنا حول العلم وبتلك الروح الوطنية العالية التي تسري في وجدانهم حباً وفخراً بوطن العزّ والشّموخ، نرفع علمنا شامخاً ونرفع معه هاماتنا فخورين بما تحقق على أرض الوطن من منجزات ومكتسبات وطنية».

ميلاد وطن
وفي سياق الاحتفاء بالعلم، قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال حضوره مراسم الاحتفال برفع علم البلاد خفاقاً فوق مبنى وزارة الداخلية: «إنّ اليوم الأول الذي رفع فيه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه بناة الاتحاد، علم دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، أصبح هذا اليوم بالنسبة لنا جميعاً هو يوم الحقيقة التي تؤكد ميلاد شعب ووطن، يمضي قدماً تحت تلك الرّاية لبلوغ أوج الرفعة والنهوض والازدهار، إنّ هذه الاحتفالية الرائعة برفع العلم تمثل لحظة حبّ أخرى وموعداً متجدداً للعرفان والولاء للوطن ولقائد المسيرة الإماراتية الكبيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يمثل رمز هذه الوحدة الخالدة وركيزتها الأساس».
العلم رمز يعيش في الوجدان والنفوس
ويطول الكلام حول العلم، ويوم العلم، لكن ما يمكن التأكيد عليه، هنا، أن علم الإمارات ليس مجرد قطعة قماش، بل رمز يعيش في النفوس والوجدان، ويرتبط بحالة وطنية شعبية، يتحول فيها إلى هاجس عمل وأمل، يحفز مشاعر العطاء للمساهمة في مسيرة البناء والتحديث لمواكبة العالم.. أما يوم العلم فهو مناسبة أصبح لها مكانتها ورمزيتها الكبيرة في الدولة التي تستمد قوتها من اللحمة الوثيقة بين القيادة والشعب، باعتباره رمزاً من رموز الوحدة الوطنية ومصدراً من مصادر الفخر والعزم والاحترام، ورمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات الوطنية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية كافة وغيرها من القضايا اليومية، سواء داخل الدولة أو خارجها، حيث تحرص سفارات الدولة كافة حول العالم على الاحتفال بهذا اليوم الأغرّْ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©