الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وروسيا.. تعاون متنامٍ ومتوازن

الإمارات وروسيا.. تعاون متنامٍ ومتوازن
2 ديسمبر 2019 04:46

القاهرة (الاتحاد)

علاقات استراتيجية شاملة، جمعت دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا على مدار سنوات، بدأت منذ إعلان قيام الدولة في ديسمبر 1971، حيث اعترف الاتحاد السوفييتي (آنذاك) بالدولة، وسعى إلى إقامة علاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية معها. وخلال السنوات الماضية، تضاعفت أوجه التعاون وصولاً إلى توقيع «الشراكة الاستراتيجية» في يونيو 2018.
وفي السياق أوضحت نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية، أن الإمارات وروسيا تجمعهما علاقات قوية متعددة المجالات، الأمر الذي ظهر جلياً في زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات خلال منتصف أكتوبر الماضي.
وأكدت لـ«الاتحاد»، أن الزيارة عكست اهتماماً روسياً بتطوير العلاقات مع الإمارات، في ظل تقارب وجهات النظر بين البلدين حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وقد أكد بوتين أن الإمارات تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة وتلعب دوراً يعزز الاستقرار. وقال: إن روسيا على اتصال دائم مع قيادة الإمارات، لما له من فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها.
وبدوره، أوضح الدكتور عمرو الديب، المحاضر والباحث في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، أن روسيا تحرص على إقامة علاقات متوازنة وثابتة مع الإمارات باعتبارها قوة عربية وخليجية مؤثرة، وتساهم بشكل ملموس في إدارة العديد من الملفات المهمة في الشرق الأوسط.
ونص إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أنها تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية. كما تتضمن إجراء المشاورات بشكل منتظم بين وزيري خارجية البلدين، بغرض تنسيق المواقف.
وأكد السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، والخبير في شؤون العلاقات الدولية، لـ«الاتحاد» أن الإمارات تحرص على إقامة علاقات راسخة قائمة على تبادل المصالح مع جميع دول العالم، خاصة القوى الكبرى، ومن هنا يأتي تنامي العلاقات الإماراتية الروسية بشكل ملحوظ، ولاسيما في السنوات الأخيرة. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقباله بوتين في أكتوبر الماضي، أن العلاقات بين الإمارات وروسيا في تطور مستمر.
ولفت الغطريفي إلى اهتمام الجانب الروسي بتعميق علاقاته السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية مع الإمارات، مؤكداً أن روسيا تتشاور بصفة مستمرة مع الإمارات، وتعتبرها دولة مهمة ذات ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة العربية.
تشابه المواقف وتقاربها تجاه القضايا الدولية والإقليمية بين الإمارات وروسيا، اعتبره عمرو الديب، عاملاً مهماً في تنامي أوجه التنسيق والتعاون بين أبوظبي وموسكو، وعلى سبيل المثال لدى البلدين وجهات نظر متقاربة حول الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا.
وفي اليمن، جاء الموقف الروسي تجاه الأزمة متقارباً مع الموقف الإماراتي الرافض للانقلاب الحوثي على الشرعية، والداعي إلى اعتماد آلية سلمية للخروج من الأزمة.
كما اتفقت الإمارات وروسيا على ضرورة إنقاذ ليبيا من خطر الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، وأهمية دعم الجيش الوطني في معركته ضد الإرهاب.
وأوضحت نورهان الشيخ أن هناك العديد من التوافق بين الإمارات وروسيا حول العديد من القضايا، وفي المقدمة منها القضية الليبية، حيث يتفق البلدان على ضرورة التعاون في سبيل عودة الاستقرار، وطرد الجماعات الإرهابية التي تعمل على تنفيذ أجندات خارجية تستهدف استنزاف ثروات ليبيا من النفط، والسيطرة على منطقة الهلال النفطي. وفي أبريل الماضي، تدخلت روسيا لدى مجلس الأمن الدولي لمنع إصدار بيان كان يحث قوات الجيش الليبي الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر على وقف تقدمها في طرابلس.
واقتصادياً، شدد الدكتور محمد الشوادفي العميد الأسبق لكلية التجارة بجامعة الزقازيق المصرية، على قوة العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وروسيا، والفوائد المشتركة لذلك تنموياً وتجارياً لكلا الجانبين. وأكد لـ«الاتحاد» أن العلاقات الإماراتية الروسية ستشهد طفرة كبيرة في السنوات القادمة، ولاسيما أن الإمارات تعتمد على الاقتصاد المعرفي، وروسيا لديها تميز فيه، الأمر الذي من شأنه أن يرفع حجم التعاون، ويحقق تنويعاً وتميزاً وإضافة إلى القوة الاقتصادية الإماراتية.
وقد شهدت زيارة الرئيس الروسي للإمارات في منتصف أكتوبر الماضي، توقيع حزمة صفقات جديدة تبلغ قيمتها 1.4 مليار دولار.
وشدد بوتين على ترحيب بلاده بالاستثمارات الإماراتية في روسيا، مشيراً إلى أن شركة «مبادلة» أصبحت أحد أول شركاء الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، وقد قام الجانبان بتنفيذ 25 مشروعاً قيمتها 2.3 مليار دولار.
وقال الخبير الاقتصادي: إن الإمارات في توجهها الاستراتيجي نحو الاعتماد على الصناعات الثقيلة والمتوسطة، يمكن أن تستفيد من الخبرة الروسية في هذا المجال، وهنا تستطيع توظيف مواردها بشكل جيد، مما يجعلها قوة اقتصادية فاعلة في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن حرص الإمارات وروسيا على تعزيز علاقاتهما الاقتصادية أسفر عن العشرات من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، فضلاً عن المشروعات المشتركة للقطاع الخاص في البلدين، حيث يوجد ما يقرب من 350 مشروعاً مشتركاً بين رجال أعمال روس وإماراتيين.
وتستهدف اتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والاستثمارية والطاقة الحيوية، تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©