اتهمت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس أمس سوريا وإيران بمواصلة تسليح «حزب الله» اللبناني الذي قالت انه يمارس نفوذا “مدمرا ومزعزعا للاستقرار” في المنطقة،، فيما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان تيري رود لارسن أمس أن الوضع في لبنان حالياً فائق الخطورة وأن الشرق الأوسط في مفترق حرج للغاية.
وفي حين يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة بشأن لبنان، قالت المندوبة الاميركية إن سوريا تبدي “استهانة سافرة” بسيادة لبنان وتواصل تسليح جماعة حزب الله اللبنانية. وقالت للصحفيين “أبدت سوريا على نحو خاص استهانة سافرة بسيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي”.
وقالت رايس إن “حزب الله يبقى الميليشيا الأكبر والأكثر تسلحا في لبنان، ولا يمكن أن يكون نجح في ذلك من دون مساعدة سوريا وحصوله على أسلحة سورية وإيرانية”. وأضافت “ما زلنا نشعر بالقلق الشديد من نفوذ حزب الله المدمر والمزعزع للاستقرار في المنطقة وأيضا من محاولات أطراف أجنبية بينها سوريا وإيران للقضاء على استقلال لبنان وتهديد استقراره”.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان تيري رود لارسن أمام الصحافيين “لدينا منطقة تعصف بها الرياح والأعاصير من كل جانب، ووسط هذه الرياح المتعاكسة توجد خيمة وهذه الخيمة مثبتة بوتدين، أحدهما الفلسطينيون والآخر لبنان، وإذا ما خلع أحد هذين الوتدين فإن الخيمة كلها ستنهار”.
وأضاف “بمعنى آخر فإنه إذا ما تزعزع الوضع في لبنان أخشى أن يكون لذلك تأثير على المنطقة وستكون له انعكاسات دولية ضخمة”. وتابع قائلاً “قلت في مجلس الأمن إنها المشكلة الأكثر خطورة للسلام الدولي والأمن حالياً”.
وقال لارسن “إن لبنان يزداد اقتراباً من الأزمة يوماً بعد يوم .. نعلم أنه توجد في لبنان ميليشيات مسلحة جيداً وهذا يخلق وضعاً فائق الخطورة”. وأضاف “من البدهي أن هذه الأسلحة لا تأتي من القمر، لكن هناك شيئاً ملموساً بين الاتهامات التي نسمعها وما نسمعه من حزب الله نفسه بشأن قدراته”.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس دعمه للمحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005، وذلك خلال استقباله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي كرر انتقاداته لهذه المحكمة.
واعلن بري للصحفيين بعد ثلاثة أرباع الساعة من المحادثات مع الرئيس الفرنسي “لا أحد في لبنان يعترض على العدالة، لكن ينبغي معرفة الوسيلة لبلوغها”، وأضاف “لا ينبغي أن نتحدث (عن المحكمة الخاصة بلبنان) مع الدول الأخرى وحسب وإنما أيضا بين اللبنانيين”، وأثناء اللقاء “كرر نبيه بري موقفه وموقف حركته من المحكمة” الدولية التي أنشأتها الأمم المتحدة، كما أوصحت الرئاسة الفرنسية، متحدثة عن قضية شهود الزور. وأضاف المصدر نفسه “لقد كرر الرئيس ساركوزي موقفه الداعم للمحكمة”.
ويسود توتر في لبنان بين معسكر رئيس الوزراء سعد الحريري، وبين حزب الله الذي يتهم المحكمة الخاصة بلبنان بأنها “مسيسة” وتستند إلى شهادات زور. وحركة أمل بزعامة الرئيس نبيه بري حليفة حزب الله. وامس الأول منع فريق من المحققين الدوليين من الوصول إلى ملفات تخص نساء داخل عيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أثناء تصريح صحفي إن “محاولات عرقلة عمل المحكمة الخاصة بلبنان غير مقبولة”.
وقال “إننا ندينها بحزم”. وأضاف “كما أكدت المحكمة الخاصة بلبنان” الأربعاء، “فإن أعمال التخويف لن تحول دون إنجاز المحكمة مهمتها” فيما أعلن بري أيضا أن ساركوزي اعرب “عن نيته زيارة لبنان”. وأوضح الاليزيه “قال إنه على استعداد للذهاب لكن لا موعد محددا لذلك”.
نصر الله: التعاون مع المحققين الدوليين «اعتداء على المقاومة»
بيروت (وكالات) - دعا الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله مساء أمس المسؤولين والشعب اللبناني إلى مقاطعة المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وعدم التعاون معها. وقال بعد يوم على دخول فريق من المحققين الدوليين عيادة نسائية يتردد عليها نساء من «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية «أمام هذا التطور الفضائحي في سلوك المحققين الدوليين ومن يقف وراءهم ومن يدعمهم ومن يغطيهم .. أنا أطالب كل مسؤول في لبنان وكل مواطن في لبنان بمقاطعة هؤلاء المحققين وعدم التعاون معهم ويكفي ما حصل من استباحة». وأضاف «إن كل ما يقدم لهؤلاء يصل إلى الإسرائيليين .. كل المعلومات والمعطيات والبيانات والعناوين كلها تصل إلى الإسرائيليين .. كفى استباحة». وتابع قائلاً «استمرار التعاون مع هؤلاء يساعد من جهة على مزيد من استباحة البلد على كل صعيد ويساعد من جهة أخرى في الاعتداء على المقاومة».