السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مسرحيات هادفة ومسابقات شعرية وتصويرية تبهر زوار "سلطان بن زايد التراثي"

مسرحيات هادفة ومسابقات شعرية وتصويرية تبهر زوار "سلطان بن زايد التراثي"
2 فبراير 2019 00:56

أشرف جمعة (أبوظبي)

توافدت أعداد كثيفة من الزوار إلى مهرجان «سلطان بن زايد التراثي 2019» في نسخته الحالية بمنطقة سويحان، والذي يشهد إقبالاً كبيراً من محبي الموروث الشعبي، حيث تبرز البيئات القديمة بحضورها على أرض الواقع، وهو ما يحفز الأجيال الجديدة ومختلف الشرائح والفئات على التواصل مع المهرجان، والذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.

«المهرجون»
شهدت مجدداً خشبة المسرح الشعبي بمهرجان سلطان بن زايد التراثي، عرضاً لمسرحية «المهرجون»، والتي دارت أحداثها حول قصة المهرجين، و«المدير المتعجرف»، والتي تلقي الضوء على محاربة المدير لمسرحهم الصغير بعد نجاح عروضهم، إلا أن النجاح في النهاية يكون للعزيمة والإصرار والأمل، في مواجهة التعنت والغطرسة، لتمرر المسرحية رسالة مضمونها أن النجاح هو نتيجة عمل ونشاط ومثابرة، بالإضافة إلى أنها اعتمدت على دمج عدة أساليب مسرحية في صناعة الفرحة، وهي بالتالي خرجت عن النمط المألوف في محاولة لخلق تنوّع متنام ومستمر لأسلوب المشاهدة خلال أحداث القصة.
ومن جانبها، قالت الفنانة سمية الداهش: «عندما انتهى العرض المسرحي، أول ما حرصت عليه هو معرفة آراء القائمين على المهرجان، وكان إيجابياً، حيث قدموا شكرهم لنا وأخبرونا بأن المسرحية كانت مناسبة لجميع الأعمار، خاصة وأن التواصل والتجاذب بيننا وبين الأطفال منحنا دفعة قوية لنقدم عرضا مميزا، فتفاعل الأطفال معنا، يشجعنا كثيراً ويعطينا حماساً لنقدم الأفضل».
وأضافت الداهش: في عالم المسرح هناك ما يسمى «كسر الحاجز الثالث»، وهو أن يكون الممثل على علاقة مباشرة مع الجمهور، وتعتبر هذه مغامرة كبيرة لأننا لا نعرف ما ردة فعلهم، وإلى أين ستقودنا، وبالأخص أنهم أطفال، لكن خفة ظلنا دفعتهم للتفاعل معنا، والأجمل أن فكرة المسرحية وصلت لهم وجعلتهم يميزون بين الخير والشر، لدرجة أنهم كانوا يطردون مدير السيرك لأنه شرير، وهذا ما جعلنا سعداء بأن رسالتنا وصلت إليهم.

جانب من الفنون الشعبية بالمهرجان

عرض شائق
وقال الطفل حمد المنصوري البالغ من العمر 14 عاماً: «استمتعت كثيراً مع عائلتي بمشاهدة العرض الأول من مسرحية «المهرجون» الأسبوع الماضي، وقد كان شائقاً، وعندما علمت بأن هناك عرضاً آخر أخبرت أصدقائي وزرت المهرجان بصحبتهم وتابعنا العرض مرة أخرى، وشعرت بأني أشاهده للمرة الأولى من شدة إتقان الممثلين لدورهم في هذا العمل المميز.
وأضافت السيدة فاطمة الرميثي، التي جاءت لمشاهدة العرض المسرحي مع أطفالها الثلاثة: عندما شاهدت إعلان المسرحية جئت لمشاهدتها وسعدنا جداً أنا وأبنائي بهذا العمل الممتع، نظراً لكونها مسرحية هادفة تعلّم الأطفال المثابرة والعمل بجد وإتقان حتى يستطيع الإنسان الوصول لأهدافه، الأمر الذي أسعدني كثيراً، كما أن المسرحية ليست فقط للضحك بل كانت أهدافها قوية في إيصال رسالة ما للصغار.

700 سائح
من جهة أخرى، يستقطب المهرجان أعداداً كبيرة من السياح الأجانب، الذين يتوافدون على ميدان سويحان للاستمتاع بمفردات التراث الشعبي الإماراتي، حتى زاد العدد عن 700 سائح أبدوا إعجابهم بأركان السوق الشعبي الذي يحوي بين جنباته قرية تراثية إماراتية، مع مفردات تراثية عريقة تعكس تسامح ومحبة وعادات وتقاليد أهل الإمارات وكرمهم، وتحاكي القرية المشهد القديم لحياة الآباء والأجداد، وقد جلس عدد من السياح مع الأمهات والآباء العارضين في السوق مصغين إلى قصصهم المثيرة ومتابعة حركة أيديهم في شرحهم لاستخدامات الخوص وأدوات الصيد، والكثير من مفردات البحر والبر.
عقب ذلك توجه السياح إلى ميدان مركاض سويحان ليستمتعوا بتجربة جديدة ومشاهدة تسعة أشواط من رياضة الهجن العربية الأصيلة في حماسة دفعت العديد منهم إلى السؤال عن هذه الرياضة وجمالها، إضافة إلى إعداد برامج مخصصة للسياح في «خيمة التسامح»، باعتبارها ملتقى للثقافات والتواصل الإنساني.

سياح يستمتعون بفعاليات المهرجان

مسابقة شعرية
وقد تم أمس تتويج الفائزين بالمسابقة الشعرية المرافقة لفعاليات المهرجان في دورته الحالية، والتي كان موضوعها مجاراة أبيات قصيدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «يا ذا الشباب الباني»، وتعتبر هذه القصيدة واحدة من أبرز القصائد التي تحمل في أبياتها قيما إنسانية ووطنية كبيرة، إلى جانب شهرتها وانتشارها على نطاق واسع في الإمارات والخليج العربي، حيث فاز بالمركز الأول الشاعر عبيد بن خصيف الكعبي من الإمارات، ومُنح رمزاً وسيارة فاخرة، وحصل الأربعة الآخرون على جوائز نقدية قيمة، وهم على التوالي: الشاعرة سليمة عبدالله المزروعي (الإمارات)، والشاعر علي بالسيقان المري (الإمارات)، والشاعر عبدالعزيز الفدغوش (السعودية)، والشاعر عنزي بن مغيب الأكلبي (السعودية)، وقد حققت المشاركات في هذه الدورة رقما قياسا زاد على 211 مشاركاً، ما أسهم في شدة المنافسة بين الشعراء.
يشار إلى أن المسابقة الشعرية المصاحبة لفعاليات المهرجان تؤكد حضورها عاما بعد عام في الساحة الشعرية بالإمارات ومنطقة الخليج، وذلك منذ انطلاقتها ضمن فعاليات المهرجان عام 2013، حرصا من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، على دعم الشعراء، وإيمانا بأن الشعر أحد أبرز ركائز التراث الأصيل، وديوان العرب.

حمدان وزايد وسلطان في زيارة للمهرجان
زار الشيخ حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ زايد بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ سلطان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، مساء أمس الأول، مخيم مكشات سويحان المقام ضمن مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2019، والذي يختتم فعالياته مساء اليوم السبت.
واستمع الشيوخ إلى عدد من القصائد التي ألقاها شعراء من الإمارات والسعودية، كما تعرفوا على مخيم المكشات، وما يحويه من عادات تتصل بطلعات البر، في محاكاة للرحلات البرية ومفرداتها العربية العريقة، إضافة إلى زيارة السوق الشعبي، حيث تجولوا في أرجائه، وتفقدوا الأجنحة والأقسام التي تعرض منتجات ومشغولات ومفردات تراثية تعبر عن عراقة وأصالة موروثات الإمارات العربية المتحدة. كما تفقدوا جناح ومعرض إصدارات ومقتنيات مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، وإصدارات مركز سلطان بن زايد، كما شاهدوا الصور التي يضمها جناح الشيخ زايد بالسوق، واطلعوا على العديد من الفعاليات المختلفة.

الفائز الأول بمسابقة التصوير الضوئي

مسابقة التصوير الضوئي
شهد المهرجان أمس، تتويج الفائزين الخمسة بمسابقة التصوير الضوئي، حيث فاز بالمركز الأول تيتو شاجي توماس (الهند)، كما نال المركز الثاني محمد خالد صالح المصعبي (الإمارات)، وحاز المركز الثالث كريسينكو برنابي (الفلبين)، وحصد المركز الرابع سعيد بن سالم البادي (سلطنة عمان)، فيما جاء في المركز الخامس إديسل لا روسا كابالان (الفلبين)، وحصل صاحب المركز الأول على 20 ألف درهم إماراتي، والثاني 15 ألفا، والثالث 12 ألفا، والرابع 10 آلاف، والخامس 8 آلاف.
وشهدت مسابقة هذه الدورة إقبالاً قياسياً من المصورين الموهوبين والمحترفين، حيث شارك أكثر من 120 مصوراً من دول مختلفة، بواقع 350 صورة عن موضوع «التراث» الذي حددته اللجنة لهذه الدورة. وتُعتبر مسابقة التصوير الضوئي في مهرجان سلطان بن زايد التراثي واحدة من أبرز مسابقات التصوير التي تشجّع الموهوبين على خوض غمار التجربة في مساحة تراثية وجمالية تتيحها أجواء المهرجان، حيث تم التقاط الصور التي وثقّت للحدث، وبرهنت على مواهب وقدرات المصوّرين الذين استطاعوا من خلال صورهم الكشف عن لحظات ولقطات جمالية لا تُنسى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©