الثلاثاء 21 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
عربي ودولي

سكان شرق ليبيا «أحرار فقراء» ينتظرون فك تجميد الأصول

30 يوليو 2011 23:50
يحاول المئات من سكان بنغازي “عاصمة” المتمردين شرق ليبيا، يومياً سحب مبلغ من المال استعداداً لشهر رمضان، لكنهم غالباً ما يعودون بخفي حنين إذ أن المصارف تعاني أزمة سيولة. وجلس نحو مئة شخص على مدارج مصرف البنك الوطني الشعبي يتوسلون أن يدعوهم أحد إلى الداخل. وقال شرطي متقاعد متذمراً “هذا اليوم الخامس الذي آتي فيه ولم أحصل على مال”. من جهتها قالت ياسمين محمد (62 سنة) بتذمر “عيب. رمضان على الأبواب ولدينا حاجات إضافية لكن ليس هناك مال”، موضحة أن ما تنفقه العائلات الكبرى قد يصل إلى 3 آلاف دينار خلال رمضان أي 10 أضعاف الحد الأدنى من راتب موظف. وذكرت نجاة علي (35 سنة) وهي أم لـ6 أطفال “لا مال ولا رواتب منذ أبريل”. وأضافت “سنصبر لأن الله كريم لكنني خائفة، الحياة صعبة والأسعار مرتفعة”. وبينما ظلت نجاة تقف في الطابور أمام البنك يومياً منذ 10 أيام، سبقها البعض منذ أسابيع ولم يحصل معظمهم على قرش واحد من رواتبهم منذ أبريل الماضي، بينما تلقى آخرون جزءاً قليلاً منه إذ أن السحب من المصارف محدود بما بين مئة إلى مئتي دينار ليبي للشخص الواحد. وقال أحمد المصراتي مازحاً “الحمد لله، عودنا القذافي على الفقر!”. مضيفاً “الناس المعتمدون على الدولة وليس لديهم وظيفة ثانية هم الأكثر تضرراً، إنهم يمثلون ثلث الشعب”. وأقرت موظفة في المصرف طالبة عدم ذكر اسمها، بخطورة الوضع. وقالت إن “الناس يأتون من كافة مناطق ليبيا لسحب المال لكنه ليس متوافراً، ولا أحد يعلم أين أموالنا، ما العمل؟”. واعتبر حامد صالحين الرائد من بنك التجارة والتنمية أن مشكلة السيولات عائدة جزئياً إلى كون العديد من المصارف لديها قسم مهم من أموالها في مقراتها بطرابلس العاصمة التي يسيطر عليها معمر القذافي. وينص قانون المصارف في ليبيا، على أن تحتفظ البنوك بـ20% من أصولها في المصرف المركزي بطرابلس. وأضاف الرائد أن ثمة صعوبة أخرى تتمثل في سلوك التجار حيث إن “في بنغازي يستعمل الناس سيولات لشراء البضائع لكن التجار توقفوا عن إيداعها في المصارف”. وتابع “ننتظر من المجتمع الدولي أن يساعد المجلس الوطني الانتقالي على فتح حسابات في الخارج تمكننا من فتح قروض أو السماح للقطاع الخاص باستيراد البضائع بنفسه”. وأوضح رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل للصحفيين في بنغازي أنه يأمل في تسديد الرواتب بداية أغسطس مع بداية رمضان. وقالت الأرملة فضيلة حماد (62 سنة) التي جاءت تسحب معاشها وعلاوة ابنتها المعاقة “يقولون دائماً إنهم سيدفعون المال ونأتي مجدداً لكن لا شيء”. وأوضح حسين محمد الشرطي الذي ينتظر أيضاً أن تسدد الدولة راتبه “بالتأكيد رمضان هذا سيكون أصعب بكثير من قبل”. وقال فرح المصراتي مازحاً “نحن أحرار لكننا فقراء”. وتذكر آخرون أن الرواتب في عهد القذافي كانت أيضاً “دائماً تأتي متأخرة أحياناً بـ6 أشهر”. ويبدو أن لا أحد ينتقد المجلس الوطني الانتقالي الذي لم يحصل على سنت واحد من الأموال المجمدة في الخارج كما يكرر عبد الجليل. وقال خالد المبني “لا بد أن يأتي الحل من الخارج، لدينا أموال مجمدة في مختلف أنحاء العالم. الليبيون أثرياء”.
المصدر: بنغازي
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©