عدد اليوم
عبدالرحيم الريماوي، علاء المشهراوي (القدس المحتلة، رام الله، غزة)
عاد الهدوء إلى قطاع غزة بعد أن بدأ عملياً سريان تنفيذ وقف اتفاق النار صباح أمس، بين حركة الجهاد برعاية الوفد الأمني المصري بعد جولة من القصف المتبادل بين المقاومة والاحتلال ليلة وفجر السبت، حيث شنت مقاتلات حربية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، استهدفت في غالبيتها مواقع تتبع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وأفاد شهود عيان، بأن طائرات الاحتلال استهدفت بصواريخ عدة بناية سكنية قيد الإنشاء مكونة من 5 طوابق، وسط مدينة غزة، كما استهدفت غارة أخرى على أرض خالية في منطقة «اليرموك»، أسفر القصف عن تدمير المبنى وإلحاق أضرار كبيرة في عدد من المنازل المحيطة به، وإصابة العشرات من الفلسطينيين بحالات هلع.
وفي سلسلة اعتداءات أخرى شنها سلاح الجو الإسرائيلي خلال ساعات الليل والفجر، استهدف بخمسة صواريخ موقعاً يتبع لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في منطقة «الشيخ زايد»، شمالي القطاع، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بالحجارة المتطايرة وشظايا زجاج نوافذ المنازل التي تضررت جراء الاستهداف العنيف للموقع.
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، في بيان صحفي، أن الغارة نفسها ألحقت أضراراً بالغة بالمستشفى الإندونيسي القريب من موقع القصف، كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية بخمسة صواريخ موقعاً عسكرياً لكتائب القسام، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. واستهدفت موقعاً آخر للقسام في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، نفذ الاحتلال اعتداءات أخرى بأربعة صواريخ استهدفت موقعاً يتبع لـ«القسام».
وقصف سلاح الجو الإسرائيلي بصاروخين موقعاً في بلدة جباليا، وأغار بـ10 صواريخ على موقع آخر للقسام بين مدينتي دير البلح وسط القطاع وخانيونس، جنوبي القطاع، وباستثناء الإصابات في استهداف الموقع العسكري في منطقة «الشيخ زايد»، فإن بقية الغارات الإسرائيلية لم تتسبب في وقوع إصابات.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صحفي، أن طائراته الحربية والمروحيات قصفت 80 هدفاً لحركة حماس في أنحاء قطاع غزة، بزعم الرد على إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948. وأشار الاحتلال إلى أن 30 صاروخاً أطلق من القطاع تجاه الأراضي المحتلة عام 1948، اعترضت منظومة «القبة الحديدية» «نظام دفاع صاروخي» 10 منها، وقال إنه ينظر «بخطورة» إلى الهجوم الصاروخي الذي تم تنفيذه باتجاه البلدات الاحتلالية الإسرائيلية.. وفي قطاع غزة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، لكن حركة الجهاد قالت، إن «المقاومة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار قتل الأبرياء بدم بارد من جانب الاحتلال الإسرائيلي».
وأضافت في بيان لها: «لقد حذرت المقاومة مراراً من تكرار استهداف المدنيين، لكن الاحتلال لم يحترم القوانين والأعراف، وواصل تلاعبه بحياة الناس في ظل حصار مستمر»، دون أن تعلن مسؤوليتها صراحة عن عمليات إطلاق القذائف. وأكدت صحيفة إسرائيل اليوم عبر موقعها الإلكتروني، أنّ الجيش وافق على وقف إطلاق النار مع غزة تلبية للدعوة المصرية، بالتنسيق مع المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف لوقف التصعيد في قطاع غزة وإعادة الهدوء.
وكانت حركة الجهاد، قد أعلنت عن التوصل إلى اتفاق «وقف شامل لإطلاق النار» الساعة الثانية عشرة ظهر أمس السبت، في قطاع غزة برعاية جمهورية مصر العربية، وقال داود شهاب، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد، في تصريح صحفي: ملتزمون بهذا الاتفاق ما التزم الاحتلال به، لافتاً إلى أنه جاء بعد اتصالات من الأشقاء في مصر بقيادة حركة الجهاد.
وأكد أن «الجهاد أبلغ الجانب المصري أن جولة ليلة وفجر السبت جاءت رداً على استباحة الاحتلال الإسرائيلي لدماء المشاركين في مسيرات العودة الكبرى»، وأضاف: «مصر أبلغت الاحتلال الإسرائيلي هذه الرسالة، بعد أن فهم بشكل خاطئ ضبط النفس من فصائل المقاومة»، وتابع: «هذه الجولة ارتكزت على مبدأ معادلة الدم بالدم والقصف بالقصف»، مشدداً على مبدأ فصائل المقاومة واتفاقها على حقها في الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
