الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

%100 صناعة إماراتية.. «خليفة سات» إلى الفضاء غداً

%100 صناعة إماراتية.. «خليفة سات» إلى الفضاء غداً
28 أكتوبر 2018 01:08

آمنة الكتبي (دبي)

كشف عامر الصايغ مدير إدارة تطوير أنظمة الفضاء ومدير مشروع «خليفة سات» أن فريق المشروع توجه لليابان استعداداً لإطلاق القمر الصناعي «خليفة سات»، مبيناً أنه تم الانتهاء من الاختبارات النهائية.
وذكر أن الاختبارات النهائية على «خليفة سات»، الذي وصل إلى قاعدة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي في موعده المحدد، يؤكد نجاح الخطة الموضوعة من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاقه في الـ29 من أكتوبر الحالي، وهو ما يعكس المهنية العالية التي يتحلى بها المهندسون العاملون على هذا المشروع الضخم، والبالغ عددهم 70 مهندساً ومهندسةً من أبناء الدولة الذين نجحوا في تصنيع «خليفة سات»، ويواصلون مهمتهم إلى حين إطلاقه.
وأكد الصايغ أنه تم حفظ القمر الصناعي ضمن مساحة مصممة خصيصاً لذلك لحين موعد الإطلاق، ويطلق على هذه المساحة اسم مبنى تجميع المركبات (VAB)، حيث يتوجب على القمر الصناعي التواجد في هذه المنطقة قبل موعد الإطلاق خلال مدة تتراوح ما بين 5 أيام إلى 40 يوماً.
وقال إن «خليفة سات» يؤسس عصر الصناعات الفضائية في دولة الإمارات، وخضع إلى اختبارات مختلفة تضمنت اختباراً وظيفياً للتحقق من أن جميع الأنظمة الفرعية تعمل بشكل جيّد، واختباراً خاصاً بسلامة البطاريات، وما إلى ذلك من الاختبارات ذات العلاقة، وتم تجهيزه لتأكيد سلامة وضعه على مركبة الإطلاق «الصاروخ (H-IIA)» كما تم تثبيته على المركبة استعداداً لإطلاقه؛ وعملت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة على تزويد فريق العمل الإماراتي بكافة المرافق الضرورية لإجراء هذه الاختبارات.
مرحلة مهمة
وبين أنه تم الانتهاء من إجراء الاختبارات التقنية اللازمة على «خليفة سات» والذي يعد أول قمر صناعي صنع 100% في الدولة، استعداداً لإطلاقه من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، الذي وقع الاختيار عليه لكونه أكبر مجمع لإطلاق الصواريخ في اليابان، وأحد المواقع الفريدة في العالم التي تسمح ميزاتها بإطلاق الأقمار الصناعية وغيرها من المركبات الفضائية إلى المدار.
وأضاف كما تتيح مرافقه المتعددة تنفيذ سلسلة من العمليات مثل تجميع مركبات الإطلاق، الصيانة، إجراء الفحوص النهائية على الأقمار الصناعية، وتحميلها على مركبات الإطلاق، ومتابعة عملية الإطلاق، إلى جانب تتبع مركبات الإطلاق بعد الإقلاع.
وقال إن تاريخ 29 أكتوبر الجاري سيكون الموعد الرسمي لإطلاق «خليفة سات» من قاعدة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ (H-IIA)، ليبدأ العمل في مداره لمدة خمس سنوات، وسوف تتم عملية الإطلاق بالشراكة مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).
وتابع: وبمجرد دخول «خليفة سات» إلى مداره المنخفض حول الأرض (على ارتفاع 613 كم تقريباً) سيبدأ القمر الصناعي عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء، ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم.
وأشار الصايغ إلى أن وقت الإطلاق يستغرق عادة من 15-20 دقيقة، الأمر الذي يعني أن عمل 12 عاماً على تصميم وتصنيع «خليفة سات» يختصر في هذا الوقت الحاسم، يعقبه الانتظار لمدة ساعتين إلى حين وصوله للمدار الفضائي، كما تم توثيق جميع المخططات الهندسية والتصاميم العلمية، التي ستمكن فريق العمل من تصنيع قمر آخر، في حالة فشل الإطلاق.
وأضاف يبلغ طول «خليفة سات» مترين ووزنه 330 كيلوجراماً فقط ليكون بذلك رائداً على مستوى العالم في فئته الوزنية، ويتضمن نظاماً متطوراً لتحديد المواقع يوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة.
وتابع وسيتم استخدام هذه الصور في جهود رصد التغيرات البيئية وتأثيرات الاحترار العالمي، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية، وسيعمل في مداره لمدة خمس سنوات.
وقال: إن الصاروخ «H-IIA» الذي سيتولى عملية الإطلاق للقمر الصناعي «خليفة سات»، يعتبر الأحدث والأكفأ عالمياً في فئته، موضحاً أن توقيت الإطلاق سيكون الـ8 صباحاً بتوقيت الإمارات، فيما سيتم نقل عملية الإطلاق عبر بث حي في 29 أكتوبر على قناة «يوتيوب» الخاصة بالمركز ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبين أن «خليفة سات» سيبدأ العمل في مداره لمدة 5 سنوات، وسوف تتم عملية الإطلاق بالشراكة مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة ومنظمة استكشاف الفضاء اليابانية، لينضم بذلك إلى الأقمار الصناعية الأخرى التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء ومنها «دبي سات-1» و«دبي سات-2».
وأكد مدير مشروع «خليفة سات» أن المشروع وطني 100%، وبه بني قطاع الصناعات الفضائية في الدولة، كما أننا عبر العمل مع شركاء داخل الدولة، تمكنّا من تطوير قمر صناعي بهذه القدرات، ما يفسح المجال أمام الكثير من المشاريع الفضائية، حيث إن معدل أعمار المهندسين الذين عملوا على «خليفة سات» تراوح بين 27 و28 سنة، وهذا دليل على استثمار طاقات الشباب المواطنين بشكل صحيح، مبيناً أن «خليفة سات» يعد اختباراً حقيقياً للعنصر البشري بالدولة، حيث تمكنت الكوادر الوطنية من صناعة أول قمر صناعي على أرض الإمارات، ما يؤكد أن ثقة القيادة الرشيدة بطاقات شباب وشابات الدولة وعقولهم في مكانها، فضلاً عن أن ذلك يضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، والقادرة على تصنيع أقمار صناعية أسوة بالدول الأخرى.
وحول استخدامات «خليفة سات»، قال الصايغ: استخدامات صور «خليفة سات» ستساعد في رصد البيئة، وذلك في التعرف على التغيرات التي حدثت في البيئة لأسباب طبيعية أو طرأت بسبب التدخل البشري. وسيقدم «خليفة سات» صوراً فضائية عالية الوضوح تتيح للعملاء استكشاف التغيرات البيئية الحاصلة في أي منطقة من العالم.
وأضاف كما يمثل دعم عمليات التخطيط العمراني على المستوى الوطني واحداً من أهم استخدامات القمر الصناعي «خليفة سات»، بما يساعد على الاستخدام الأمثل للأراضي وتخطيط البنية التحتية ودعم أصحاب القرار في المشاريع المستقبلية.
وتابع، وسيقوم «خليفة سات» بالتقاط صور فضائية لذات المناطق وعلى فترات متعاقبة وهذه الصور تساعد على المقارنة والتحديد السريع والجازم لأي تغير حاصل، فهناك الكثير من التغيرات لا يمكن ملاحظتها إلا من خلال الصور الفضائية العالية الوضوح.
وسيقدم خليفة سات صوراً فضائية عالية الوضوح تتيح للعملاء استكشاف التغيرات البيئية الحاصلة في أي منطقة من العالم.
ويمثل دعم عمليات التخطيط العمراني على المستوى الوطني واحداً من أهم استخدامات القمر الصناعي «خليفة سات»، بما يساعد على الاستخدام الأمثل للأراضي وتخطيط البنية التحتية ودعم أصحاب القرار في المشاريع المستقبلية.
وسيكون القمر الصناعي «خليفة سات» على الاستعداد لتقديم المساعدة، ودعم جهود الإغاثة في أنحاء العالم، كما قام بذلك القمر الصناعي دبي سات-1 الذي كان له دور رئيس في عدد من عمليات الإغاثة الدولية.
وسيكون القمر الصناعي «خليفة سات» قادراً على القيام بدور مهم من خلال توفير معلومات دقيقة عن حركة الملاحة العالمية ومواقع السفن، والكشف عن هوية السفن وتقديم معلومات متكاملة عن اتجاهاتها وسرعاتها.
وأضاف وستُستخدم صور «خليفة سات» في تصميم ورسم خرائط طبوغرافية دقيقة تلبي احتياجات المتعاملين من المؤسسات المحلية والعالمية داخل دولة الإمارات وخارجها ولجميع المتعاملين في أنحاء العالم كافة.
وذكر الصايغ أن «خليفة سات» يعد أيقونة هندسية فائقة التطور، وهو مخصص لأغراض رصد الأرض ويمتلك 5 براءات اختراع، وبدأت مراحل إنجازه عقب إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق مشروع «خليفة سات» في ديسمبر 2013، وتم تصميمه وتطويره وتصنيعه وإدارته بالكامل في مرافق مركز محمد بن راشد للفضاء بواسطة فريق من المهندسين والكفاءات الإماراتية العاملة بالمركز، كما أنه يعد أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء التابعة للمركز.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©