الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأنشطة المدرسية ترسخ الهوية الوطنية

الأنشطة المدرسية ترسخ الهوية الوطنية
29 نوفمبر 2019 02:48

أحمد السعداوي (أبوظبي)

زخم من الأنشطة المدرسية هدفها تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، بداية من تحية العلم كل صباح، مروراً بتدريس المواد الفنية والتربية الوطنية والتربية الأخلاقية، وصولاً إلى فعاليات تنظمها المدارس خلال المناسبات الوطنية على مدار العام، وهي برامج وأنشطة تبرز الدور الكبير الذي تقوم به المدارس في مراحل عمرية مهمة تتشكل فيها شخصيات الطلاب، ليصبحوا أكثر التصاقاً بهويتهم، وأقدر على حفظ ملامحها في مواجهة عالم متعدد الثقافات.
يقول خالد السعيدي، مدير مدرسة القدرة للتعليم الثانوي في منطقة الفلاح في أبوظبي، إن هذا النوع من الأنشطة يأتي في صميم العملية التربوية التي تقوم بها المدارس بدءاً من الطابور الصباحي الذي يشهد تحية العلم وتأدية السلام الوطني، حيث يعكس وقوف الطلاب بانتظام ونظرتهم إلى علم الدولة فعلاً معززاً للهوية في النفوس، فضلاً عن برامج الإذاعة الصباحية بالتنسيق مع مدرسي الاجتماعيات، اللغة العربية، التربية الإسلامية، وكذلك المقالات والكتيبات الإرشادية التي يتم توزيعها على الطلاب، وتؤكد ترسيخ معاني الهوية. وهناك أيضاً مادة التربية الفنية التي يمارس خلالها الطلاب في المناسبات الوطنية أنشطة فنية تتماشى مع نهج الهوية الوطنية، ولا يغب عن الذهن أن حصص التربية الموسيقية عبارة عن معزوفات وطنية متنوعة ترسخ الهوية والانتماء الوطني لدى الطلاب.

طرق مختلفة
وفيما يتعلق بالتراث، يقول السعيدي «نعرّف الطلاب بكثير من ملامح الهوية الوطنية بالممارسة الفعلية لأنشطة مختلفة مثل «العيّالة»، والأهازيج الوطنية والشعبية، وإقامة معارض فنية وتراثية تخص تاريخ دولة الإمارات وتاريخ الدول الأخرى لتعزيز الناحية الثقافية والاجتماعية لدى الطلاب، وكذلك التعريف بعلاقة الإمارات بالدول الأخرى».
ويلفت إلى أهمية دور الأنشطة الاجتماعية في تعزيز الهوية وإثراء الجانب التاريخي لدى الطلاب، وذلك عبر زيارة المتاحف الوطنية وغيرها من أبرز معالم الدولة، إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه مادة التربية الأخلاقية والتربية الوطنية في تعريف الطلاب بتاريخ الإمارات والأماكن التاريخية والحضارية داخل الدولة وخارجها، والموروث الحضاري الإماراتي وارتباطه بموروثات الدول الأخرى.
ويقول السعيدي إن تعليمات وزارة التربية والتعليم بإدخال مادة «السنع» في المناهج التربوية، إضافة لافتة لتعليم الطلاب عاداتهم وتقاليدهم الموروثة عن آبائهم وأجدادهم سواء من ناحية إكرام الضيف، وأداء التحية، والاهتمام بالحياة البرية والطيور والتراث بشكل عام، فكل هذه العوامل تسهم في تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا الطلاب.

دور محوري
ويقول حمود الصديان، معلم اللغة العربية بمدرسة الإمارات الوطنية، إن «هناك الكثير من الأنشطة والأساليب المتعلقة بالهوية الوطنية التي نعمل على غرسها في نفوس الطلاب وهي موجودة في كل قسم بالمدرسة بداية من دروس المنهاج وأساليب التدريس والفعاليات التي تقيمها المدرسة في مختلف المناسبات، وتصبح كرنفالات وطنية داخل جدران المدرسة عبر ارتداء الملابس الوطنية والتزين بألوان علم الدولة وترديد الأهازيج الوطنية والتراثية».
ويضيف أن لتدريس التراث دورا محوريا في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب لأنه جزء منها وركن تقوم عليه، موضحا أن التراث مصدر فخر وعز وامتداد لكل حضارة وأرض صلبة يستند عليها من يريد النهوض، خاصة وأن التراث الإماراتي يمتاز بتعدد مفرداته ويتعلمه الطلاب بشكل عملي من خلال ورش العمل وتعليم بعض أساسيات الحرف التراثية خلال العام الدراسي.
وإلى جانب التراث، يقول الصديان «هناك العديد من الأنشطة التي تقوم بها المدارس هدفها ترسيخ الهوية وتنميتها في نفوس الطلاب ومنها يوم العلم واليوم الوطني ويوم الشهيد والأيام والفعاليات التراثية من مثل حق الليلة وقرقيعان، وتحية العلم التي تحمل رسالة فخر وعزة وكبرياء وانتماء لهذا الوطن المعطاء، إلى جانب المسابقات الثقافية واليوم المفتوح، التي تمثل مسارات لتعزيز الهوية خلال العملية التربوية التي تقوم بها المدرسة».
ويؤكد أن تدريس اللغة العربية والاهتمام البالغ بها في مدارس الدولة باعتبارها من أعمدة الهوية الوطنية ومن دونها لا يمكن أن تقوم حضارة وتزدهر، ومن خلالها نركز على هذا الجانب وننميه في عقول ونفوس طلابنا ليدركوا أهميتها ويعتزوا بها ويحافظوا عليها».

تنويع البرامج
ويعتبر أحمد شلبي، المشرف التربوي بمدارس النهضة الوطنية، أن أهم ما يميز مدارس الدولة هو الاهتمام بالأنشطة المدرسية كونها تستطيع أن تؤدي دوراً كبيراً في تسهيل اكتساب مفاهيم الهوية الوطنية، والمواطنة الصالحة، وذلك عبر تنويع برامج الأنشطة المدرسية من برامج تربوية، واجتماعية، وثقافية، وبيئية، وكشفية، وسياحية، تجعل الطالب يتربى على قيمة التعاون، ويستفيد من عقد الندوات والاجتماعات المدرسية التي تتم فيها دعوة المسؤولين وأصحاب الأفكار البنّاءة لمناقشة الطلاب في اهتماماتهم وتعزيزها لديهم.
وينوّه إلى أن المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية الأولى التي وظيفتها التربية، كما أن كل مدرسة تسعى لتنمية الإيجابية لدى طلابها، وتعدهم للمواطنة الصالحة من خلال نقل نتائج الخبرات الإنسانية المختلفة لحسن إعدادهم على أساس خلقي مستغلة في ذلك مرونة الطلاب وقابليتهم للتشكيل في مراحل العمر المبكرة، فالمدرسة وسيلة عظيمة لإكساب التلاميذ القيم والاتجاهات التي ينشدها، ولها أيضا دورها الإيجابي في عملية التوجيه الثقافي، وابتكار أنشطة جديدة تتفق مع تطور عقل الطلاب في ضوء المتغيرات المجتمعية المحلية والعالمية وسمات العصر.
ويشرح أن مجرد الحديث مع الطلاب عن أهمية ترديد النشيد الوطني وتحية العلم يغرس في داخلهم حب الوطن، فيقبلون على النشيد والتحية بحماسة شديدة، كما أن ربط أهداف الدرس بالمواطنة في مواد مثل التربية الإسلامية واللغة العربية والاجتماعيات والتربية الأخلاقية يجعل الطالب يتعايش مع مفهوم الوطن ويزداد ارتباطه به، مضيفا أن الرحلات التي تقوم بها المدارس إلى الأماكن التراثية مثل جزيرة السمالية، تعزز هويتهم حيث يجلسون مع من يحكي لهم عن تراثهم ويعلمهم بعضاً من تراث الآباء والأجداد.

معانٍ وطنية
تقول عروب نجيب، مسؤولة الأنشطة في إحدى مدارس أبوظبي، إن المدارس تعمل على دمج الهوية في جميع الخطط الدراسية على مدار العام. كما أن الرحلات المدرسية وزيارة الأماكن التراثية والمحافظة عليها والحفلات المدرسية والاحتفالات الوطنية التي تتم بمشاركة الطلاب لإبراز إبداعاتهم من أفضل الأساليب التي تغرس الهوية في نفوس الطلاب وتجعلها مكوناً رئيساً في شخصياتهم.

صفّية ولاصفّية
يقول الدكتور ماهر المومني، مدير مدرسة المشاعل الوطنية بأبوظبي، إن هناك كثيراً من الأساليب المتبعة داخل المدارس تسهم في غرس الهوية الوطنية لدى الطلاب، وفي مقدمتها الأنشطة المدرسية سواء الصفية أو اللا صفية داخل الصف وخارجه، والتي يشارك فيها الطلاب بأنفسهم سواء كانت ورش عمل مدرسية أو محاضرات، أو رحلات خارجية للتعرف على أبرز معالم الدولة التاريخية والتراثية والحضارية، وعبر مثل هذه الأنشطة التفاعلية يتم تشجيع الطلاب على تحمل المسؤولية نحو تطبيق الهوية والتمسك بعاداتهم وتقاليدهم.
وشدد المومني على أهمية تدريس مادة التراث ضمن المنهاج التعليمي لدوره في غرس قيم الولاء والتعرف على معنى الوطنية والانتماء، وبالتالي تنشئة جيل واع وقيادي ومبدع وذي قيم قادرة على مواجهة تحديات القرن، وهو متمسك بالقيم والعادات والتقاليد مع التفاعل بين الأصالة والمعاصرة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©