الأحد 2 ابريل 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الضربات الخفية»... استراتيجية أميركية في باكستان

30 يوليو 2011 21:33
قال مسؤول رفيع في إدارة أوباما يوم الجمعة الماضي إن الولايات المتحدة تعمل على "تكثيف" استراتيجية الضربات الصاروخية الخفية الجراحية التي تنتهجها في باكستان في أعقاب مقتل بن لادن، معبراً عن اعتقاده في أن "القاعدة" باتت هشة أمام ضربة حاسمة. وفي هذا السياق، قال الجنرال "دوجلاس إي. لوت"، الذي يشرف على الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان وباكستان بمجلس الأمن القومي: "أعتقد أن ثمة ثلاثة إلى أربعة زعماء كبار إذا تمت إزالتهم من ساحة المعركة، فإن قدرة تنظيم القاعدة على الاستمرار ستتراجع بشكل جذري". وقد رفض ذكر أسمائهم باستثناء أيمن الظواهري، الذي خلف بن لادن كزعيم لتنظيم "القاعدة". وقال "لوت" أيضاً: "علينا أن نستغل حقيقة أن القاعدة باتت تتخبط بعد موت بن لادن، و هذه فترة تشويش وعدم وضوح الرؤية... وعلينا أن نسعى لتوجيه الضربة القاضية". وقد شكلت تعليقات "لوت" تصريحاً واضحاً وصريحاً على غير العادة بخصوص المنطق الذي يحكم اعتماد الإدارة المتزايد على طائرات من دون طيار وأشكال أخرى من الهجمات التي تنفذ عن بعد ضد تنظيم "القاعدة"؛ ولكن "لوت" تجنب الإشارة بشكل صريح إلى الضربات التي تنفذ بواسطة طائرات من دون طيار، التي لا تعترف بها الحكومة بشكل رسمي، وتحدث بدلاً من ذلك عن برامج سرية في باكستان. ولكن قصده كان واضحاً. إلى ذلك، قال "لوت" إن الإدارة لم تكن تتصور أن المسؤولين الباكستانيين الكبار سيشعرون بالحرج بسبب الغارة الأميركية التي أسفرت عن مقتل بن لادن من دون علمهم أكثر منها بسبب حضوره هناك. وقال في هذا السياق: "لقد قللنا بعض الشيء من تقدير عامل الإذلال الذي ولدته الغارة في حد ذاتها". وجاءت تصريحات "لوت" في نقاش في إطار "منتدى آسبن للأمن" بعد أن طُلب منه يوم الخميس الماضي الرد على تصريحات كان قد أدلى بها الأميرال "دنيس سي. بلير"، الذي أرغم على الاستقالة العام الماضي من منصبه كمدير للاستخبارات الوطنية. وكان "دنيس"، الذي غادر منصبه بعد أن انحاز أوباما إلى صف "سي. آي. إيه" في سلسلة من النزاعات السياسية بين الوكالة ومكتب "دنيس"، قال إن الضربات التي توجهها طائرات من دون طيار أصبحت تأتي بنتائج عكسية على اعتبار أنها تثير غضب الجمهور في باكستان، ويمكن أن تخلق أعداء جدداً للولايات المتحدة. كما قال "دنيس" إن على الولايات المتحدة أن تقدم لباكستان الفرصة "لوضع يدين على الزناد" كشريك في البرنامج – وعليها بالتالي ألا تنفذ سوى الضربات التي يوافق عليها الباكستانيون. وقال أيضاً إن هذه الهجمات، مثلما هي حالياً، تنفذ بدون التشاور مع الحكومة الباكستانية، على الرغم من التعاون الذي كانت تبديه السلطات الباكستانية أحياناً في الماضي. كما جادل ضد قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات بواسطة طائرات من دون طيار في اليمن والصومال، وقال في هذا الصدد: "إننا نعامل البلدان كأماكن نذهب إليها لننفذ الهجمات فقط". وتشكل التصريحات التي وردت على لسان "دنيس" المرة الأولى، التي يقوم فيها مسؤول سابق في إدارة أوباما بتوجيه انتقادات علنية لركن أساسي من الأركان التي تقوم عليها استراتيجية الأمن القومي، الذي يتبناه الرئيس. غير أن آراءه بخصوص الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار كانت محل رفض من قبل مسؤولين سابقين آخرين في الحكومة حضروا مؤتمر "آسبن"، مثل النائبة السابقة جاين هارمان، وهي "ديمقراطية" كانت تترأس لجنة استخبارات الأمن الداخلي في مجلس النواب؛ حيث قالت هارمان: "إن الهجمات التي تنفذ بواسطة طائرات بدون طيار... تمثل وسيلة مهمة وأساسية في ترسانتنا لمحاربة الإرهاب، وأنا أؤيدها". ويعد هذا الخلاف جزءاً من سجال أوسع بشأن مدى نجاعة وفعالية الضربات الرخيصة نسبياً التي تنفذ بواسطة طائرات من دون طيار، مقارنة مع الاستعمال الباهظ جداً للجنود على المدى الطويل من أجل شن حملة دائمة لمحاربة الإرهاب. ومما يذكر في هذا الإطار أن الإدارة عمدت إلى خفض عديد القوات الأميركية في المنطقة، حيث تعتقد أن التكاليف مرتفعة ولا يمكن تحملها على المدى الطويل. هذا وقد جادل "دينس" بأن السبيل إلى هزم تنظيم "القاعدة" يكمن في شن الجيش الباكستاني لحملة لمحاربة التمرد من أجل تطهير المناطق الحدودية الأفغانية والسيطرة عليها، لأنها هي المناطق التي لجأ إليها زعماء التنظيم. غير أن "لوت"، الذي كان يعكس وجهة نظر الإدارة، لفت إلى أن الجيش الباكستاني لديه حضور في تلك المناطق، ولكن وعلى رغم مليارات الدولارات من المساعدات الأميركية، فإن جيشها لم يُظهر الاستعداد ولا القدرة على استئصال المقاتلين. وجواباً على سؤال حول التهديد الذي تطرحه "القاعدة" حالياً، كرر "لوت" تصريحات كان قد أدلى بها في المؤتمر يوم الخميس الماضي "مايكل إي. ليتر"، الذي غادر منصبه مؤخرا كرئيس لـ"المركز الوطني لمحاربة الإرهاب" الحكومي؛ حيث قال إن القاعدة جُرحت ولكنها لم تهزم بعد، مضيفا أننا "لسنا مستعدين لإعلان النصر". وأشار "ليتر" إلى أن زعماء "القاعدة" في باكستان "على وشك الانهزام"، ولكنه أضاف أن التنظيم مازال قادراً على تنفيذ هجمات، وأن "باكستان مازالت تمثل مشكلة كبيرة" حيث "القاعدة" والمجموعات المرتبطة بها تجد ملاذاً لها في مناطق باكستان القبلية بمحاذاة الحدود الأفغانية. كين ديلانيان آسبن - كولودرادو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©