أعلنت إريتريا عودتها للانضمام إلى الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) بعد أربع سنوات من انسحابها منها، احتجاجاً على دخول قوات إثيوبية الصومال.
ويقول محللون إن انسحاب أسمرة من (إيجاد) كان المؤشر الأول على تدهور العلاقات بين إريتريا ودول في المنطقة بسبب الصومال الذي تحارب فيه حركة الشباب التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة للإطاحة بحكومة مقديشو التي تدعمها الأمم المتحدة. ويمكن للدول الأعضاء في (إيجاد) تعليق عضويتها وإعادتها، وإريتريا هي الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك. وقال خطاب من وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح إلى السكرتير التنفيذي لـ(إيجاد) محبوب معلم “أتشرف بإبلاغكم ومن خلالكم إبلاغ أعضاء (إيجاد) أن دولة إريتريا قررت إعادة تنشيط عضويتها في (إيجاد) على الفور”.
من جانب آخر، ذكر تقرير للأمم المتحدة أن إريتريا تقف وراء مخطط للهجوم على قمة للاتحاد الأفريقي في يناير، وأنها تمول متمردين صوماليين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة من خلال سفارتها في كينيا. وقال تقرير لمجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة خاصة بالصومال وإريتريا إن بعض العاملين في مخابرات إريتريا لهم نشاط في أوغندا وجنوب السودان وكينيا والصومال، وإن ما تفعله إريتريا يهدد الأمن والسلام في المنطقة. وجاء في التقرير الذي حصلت “رويترز” على نسخة منه “بعد أن كان دعم إريتريا لجماعات معارضة مسلحة أجنبية يقتصر في الماضي على عمليات عسكرية تقليدية، فإن مخطط تعطيل قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في يناير 2011 الذي كان يتضمن هجمات على أهداف مدنية توقع الكثير من الضحايا والاستخدام الاستراتيجي لمتفجرات بهدف خلق مناخ من الخوف يمثل تحولاً في أساليب إريتريا”.
وكانت الخطة تشمل تنفيذ هجوم بسيارة ملغومة على المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي خلال فترة راحة الزعماء الأفارقة وتفجير أكبر سوق في أفريقيا “لقتل كثير من الناس” ومهاجمة المنطقة الواقعة بين مكتب رئيس الوزراء وفندق شيراتون الذي يقيم فيه معظم زعماء الدول خلال اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي. وقالت الأمم المتحدة إن دعم إريتريا في الماضي لجماعات مسلحة في الصومال وإثيوبيا كان ينظر إليه في إطار نزاع حدودي لم يحل مع أديس أبابا، لكن النهج الجديد الذي تتبعه إريتريا يهدد كل منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا.
وأضاف التقرير “يشير اضطلاع نفس الضباط الإريتريين المسؤولين عن تخطيط وتوجيه هذه العملية أيضاً بأدوار إشراف وتنفيذ في عمليات خارجية بجيبوتي وكينيا وأوغندا والصومال والسودان إلى مستوى عال من التهديد للمنطقة بأسرها”.
ونفت أسمرة مراراً أي دور لها في تمويل جماعات متمردة في المنطقة. ورفضت في يونيو المزاعم عن أي صلة لها بمؤامرة التفجير في أديس أبابا ووصفتها بأنها “تعليقات حمقاء” لا تستند إلى أساس قانوني.