الأربعاء 22 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجبات تخمد الإحباط وتحارب الاكتئاب بالتعويض العاطفي

وجبات تخمد الإحباط وتحارب الاكتئاب بالتعويض العاطفي
29 يوليو 2011 23:58
ينجذب الناس عند شعورهم بالاكتئاب إلى الدهون المشبعة فيما يسمى علمياً بآلية “مأكولات التعويض العاطفي”، أي تناول الطعام لإخماد مشاعر الإحباط. وركزت أغلب الدراسات التي حاولت شرح هذه الآلية على الجانب السيكولوجي لهذا السلوك، أما اليوم فقد أكدت دراسة جديدة أن لهذا السلوك جذوراً بيولوجية مستقلة. فأي شخص يعزّي نفسه بتناول البيتزا أو كمية كبيرة من البوظة يعلم جيداً أن الغذاء يمكن أن يكون مصدر راحة له. ولكن الخبراء لم يحددوا قبل اليوم سبباً فيسيولوجيا لانجذابنا إلى الأطعمة الدهنية أو الحلويات عندما نكون مكتئبين، ويلعب الطعم اللذيذ والذاكرة العذبة المرتبطة بهذا النوع من الأكل دوراً بارزاً بالطبع، لكنهما جزء من السبب فقط. وبحسب دراسة جديدة أُجريت في بلجيكا، يبدو أن هرمونات معينة تتواصل مباشرة مع أدمغتنا عند تناول تلك الأطعمة، بعيداً عن أي مشاعر تخالج الشخص إزاء نكهة معينة. وكانت دراسات سابقة في هذا الإطار قد ركّزت فقط على تجربة الأكل نفسها وعاينت الطعم، والرائحة، والشكل، والعناصر الغذائية. ولكن هذه الدراسة أبعدت هذه المعايير بإطعام المتطوعين بواسطة أنابيب موصولة إلى المعدة مباشرة. وتبين أنه حتى بتلك الطريقة خففت الدهون المشبعة المشاعر السلبية أحياناً، وأبعدتها تماماً أحياناً أخرى. فالمتطوعون كانوا أكثر تفاؤلاً حتى بعد سماع موسيقى حزينة، ومشاهدة وجوه مكتئبة، عندما كانت أمعاؤهم ممتلئة بالدهون المشبعة والحلويات. وفي المقابل شعروا بالإحباط عند التعرض للمؤثرات نفسها عندما كانت أمعاؤهم ممتلئة بمأكولات مملحة عادية. ويعد هذا دليلاً على أن “مأكولات التعويض العاطفي” هي عملية بيولوجية وليست نفسية. ويقول الخبراء إن المسألة تتعلق بإنتاج المعدة هرمونات معينة تؤثر في الدماغ مباشرة. وبالفعل أكدت تلك النتائج، وعبر جلسات مسح لأدمغة المتطوعين بالرنين المغناطيسي، الدهون المشبعة تخمد أنشطة أجزاء الدماغ المرتبطة بالحزن التي تجاوبت مع الموسيقى والصور المحبطة، عندما كانت المعدة ممتلئة بالأطعمة العادية والمملحة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©