الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإعلام الغربي يشيد باستثمار الدولة في الثقافة والمجتمع

الإعلام الغربي يشيد باستثمار الدولة في الثقافة والمجتمع
26 أكتوبر 2018 00:56

طه حسيب (أبوظبي)

تحت عنوان «الإمارات والإعلام في مرحلة التمكين»، تضمنت الجلسة الثانية من منتدى الاتحاد الثالث عشر الذي انعقد أول أمس، ثلاث أوراق رئيسة، الأولى للدكتور عمار علي حسن، وتتطرق لـ«الأصداء الإعلامية للتجربة الإماراتية كنموذج رائد في التنمية العربية..
والثانية للأكاديمي المغربي دكتور عبدالحق عزوزي تتطرق لـ«رؤية الفضاء المتوسطي والأوروبي للتجربة الإماراتية». والثالثة للكاتب الصحفي حسن محمد الحربي عن «صورة الإمارات كراعية للانفتاح الثقافي والتواصل الحضاري في المنطقة»، وقدم الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان تعقيباً على الأوراق الثلاث.

أدار الجلسة عبد الرحمن عوض الحارثي، المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في «أبوظبي للإعلام»، وقبل ترحيبه وتقديمه للمتحدثين، أكد «الحارثي» محورية دور الإعلام في تعزيز صورة الإمارات كبلد رائد في التنمية على الصعيد الإقليمي..بلد يقدم مبادرات خلّاقة تشحذ الهمم وتبث الأمل في النفوس، وتصون الموارد وتستثمر في الإنسان.
وواصل «الحارثي» قائلاً: إن مسيرة التنمية في إمارات الخير تضع الإعلام بوسائله كافة أمام تحد كبير يتمثل في المسؤولية عن توضيح وتأكيد رسالة إمارات الخير، ورؤى قياداتها الرشيدة، وضمان وصول هذه الرسالة بدقة وسهولة لمن يتلقاها في الداخل والخارج.
وأكد الحارثي أن مسؤولية الإعلام تتمثل أيضاً في رصد هذه المسيرة وترويجها خاصة وأنها باتت بشهادات إقليمية ودولية، نموذجاً في الخير والعطاء والتسامح والحوار الثقافي والتواصل الحضاري.
وأضاف الحارثي أن الإمارات باتت تقدم صورة أخرى من المنطقة العربية التي دأب الإعلام الدولي على أن ينقل منها مشاهد الدمار والخراب والفوضى، الصورة التي تقدمها الإمارات، والتي نحرص على ترسيخها في إعلامنا بمختلف منصاته، هي صورة بلد عربي يعتز بهويته ويفتخر بقيمه وتراثه الأصيل..بلد هدفه البناء في وجه دعاة الهدم..الانفتاح في وجه مروجي الانغلاق..التسامح في وجه مسوقي التعصب والتنطع والتطرف.
وقال الحارثي إن الإمارات بقيادتها الرشيدة تصنع المستقبل، وتصنع الخبر لنا نحن كإعلاميين من خلال مواكبتها لكل ما هو جديد، ليس فقط من أجل سعادة شعبها وخير أمتها، بل أيضاً من أجل خير الإنسانية.

إعلام راصد للتنمية
يركز الكاتب والباحث المصري الدكتور عمار علي حسن في ورقته المعنونة بـ«الأصداء الإعلامية للتجربة الإماراتية في التنمية»، على الحضور البارز لقصة التنمية في السجالات السياسية، والقرارات والإجراءات التي اتخذتها الإمارات، ومن دون التنمية ما كان هذا النموذج الوحدوي الناجح أن يصل إلى ما نراه اليوم من إنجازات، بعدما صمد في وجه عواصف التغيير والتقلبات، والأهم في هذه المسيرة التنموية، التي يرصدها الإعلامان العربي والدولي، أنها أيضاً تجربة اقتصادية واجتماعية انفتحت على العالم في مشارق الأرض ومغاربها.
ويثني عمار على هذا الانفتاح كخصلة حميدة وتوجه واكب تطورات العصر، وأعطى الإمارات قدرة على التفاعل الخلاق مع ما يفكر فيه ويطبقه الآخرون.. الإمارات تؤمن بقيمة التسامح، وتتفهم التعدد في المعتقدات والتنوع في مدارس التخطيط.. وحسب عمار، بذلت الإمارات جهداً في الانتقال من الدولة الريعية إلى دولة ذات اقتصاد متنوع يتراجع مكون النفط فيه مع مرور الوقت.. الإعلام يرصد الطفرة التنموية في الإمارات التي حققت قفزات ملموسة في زمن قياسي، لينتقل من الاعتماد الكبير على الزراعة في الواحات والصيد وتجارة اللؤلؤ، إلى الصناعات المعتمدة على التقنيات المتقدمة واقتصاديات المعرفة.

إعلام أوروبا.. رؤية جديدة
وعن رؤية الفضاء الأوروبي والمتوسطي للتجربة الإماراتية، قدم الأكاديمي المغربي الدكتور عبدالحق عزوزي، ورقة استنتج خلالها أنه إذا كانت النظرة الإعلامية الأورومتوسطية إلى الشأن الإماراتي قائمة على ربط المجالات الجيوسياسية والجيوبوليتيكية والتنموية والاقتصادية، فإن التغطية الإعلامية الأوروبية للإمارات بدأت تهتم أكثر من أي وقت مضى بالشأنين الثقافي والمجتمعي.
وضمن هذا الإطار، يرى عزوزي أن منابر الإعلام الأوروبية والمتوسطية خاصة الفرنسية واكبت افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي، واعتمد الفرنسيون على وسائل الإعلام الإماراتية عند نقلهم وقائع افتتاح المعرض، ويرى عزوزي أن الإمارات نجحت في تحقيق نهجها الرصين الذي يقوم على تحقيق سياسة «القوة الناعمة»، ما عزز سمعتها ومكانتها المرموقة في جميع أنحاء العالم.
ويؤكد أن المراجع الإعلامية الأورومتوسطية التي توقف عندها، تشير بمختلف اتجاهاتها إلى ارتباط التجربة الإماراتية الآن بالمجتمع ما بعد الصناعي و«مجتمع تكنولوجيا المعلومات ومجتمع اقتصاد المعرفة والقرية الكونية، وجميعها مفردات يراها العزوزي دليلاً على الابتعاد التدريجي عن ارتباط الإمارات بالنفط، واتجاهها نحو عالم الإنتاج وسوق العمل، وتوزيع الثقافة والعلوم والسلع والخدمات.

«اللوفر»..والمرأة الإماراتية
وحسب العزوزي، فإن الإعلام الأورومتوسطي رصد خلال السنوات الأخيرة مجموعة من العناوين التي تشير إلى المعجزة الإماراتية والاستثناء الإماراتي في محيط صعب، فدولة الإمارات العربية المتحدة، حققت بسبب العقل الإماراتي المتنور معجزة تنموية من خلال الاستثمار في العامل البشري، ولا أدل على ذلك - حسب قوله- من فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، وهو تجسيد لتطور وقوة الإمارات.
ويؤكد العزوزي أيضاً أن وسائل الإعلام الغربية لفت انتباهها منذ ما يزيد على خمس سنوات صعود المرأة الإماراتية فاعلاً أساسياً في عملية التنمية وقضية المساواة، ويشيد الإعلام الغربي باستثمار دولة الإمارات في الثقافة والمجتمع، ولدى عزوزي قناعة بأن الإمارات نجحت في وضع منظومة متكاملة من العناصر الثقافية والتعليمية والاقتصادية والحضارية التي تجعل منها دولة تنموية وإنسانية بامتياز.
عوامل الانفتاح
وركّز محمد حسن الحربي في ورقته على تساؤل جوهري مؤداه: ما الذي جعل صورة الإمارات في الإعلام الخارجي - الغربي ترشح هذه الدولة لتكون راعيةً للانفتاح الثقافي والحضاري في المنطقة؟ يجيب الحربي قائلاً، إن البعض يرى في الإمارات دولة ناهضة ومتوثبة، تشق طريقها بصورة واثقة وإنسانية.
وبعض ثان، يرى فيها بلداً مستقراً سياسياً، لذا، فهو مكان مناسب للاستثمار، وبعض ثالث يجده بلداً يزاوج بين القديم والحديث في نهضته، لذا، فهو مناسب للسكن العائلي والحياة العصرية، وتتوافر فيه كل أنواع الخدمات. وبعض رابع يراه بلداً نذر نفسه إلى المستقبل، إلى الثورة الصناعية الرابعة، واقتصاد المعرفة، لذا، فإن وظيفة المستقبل التي يبحث عنها ستتوافر هنا. وبعض خامس يشعر أنه بلد يَسعدُ فيه الإنسان لضمان حقوقه، ولكثرة ما فيه من تنوّع للبُنى الثقافية، يجده مجتمعاً منحازاً للثقافة والفكر والفنون والإبداع والجمال، فهو واحة للطمأنينة والتأمل.
وبعض سادس ينظر إلى أنه البلد الوحيد الذي نجح في إدارة أضخم تجمّع بشري في العالم بتنوعه الثقافي والحضاري، لذا، فهو يتطلع إلى الإقامة الدائمة فيه مهما كلف ذلك من ثمن. إن مثل هذه الانطباعات والآراء تساعد المهتم على معرفة كيف ينظر العالم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، من بوابته الإعلامية وتجارب أفراده الشخصيّة. إدارة التنوع البشري ويؤكد الحربي أنه من بين العوامل العديدة التي عززت مكانة الإمارات راعيةً للانفتاح الثقافي والحضاري في المنطقة العربية والإقليم، هو أنها لم تعرف في تاريخها المعاصر، صراعاً عنيفاً من أي نوع، ولا برزت فيها تيارات متشددة كما هي حال كثير من بلدان العالم العربي، وبلدان العالم النامي.
لذا، فإنها بسهولة، وبزمن قياسي، تبوأت مكانتها اللائقة كرمز لقيم التعايش السلمي والعدل والتسامح، والتكافل الإنساني.
وتطرق الحربي في ورقته إلى منصات مهمة تم تدشينها وتعزز مكانة الدولة الثقافية والحضارية، شملت الإعلام والتعليم والتراث والثقافة، من بين هذه المؤسسات وزارة الإعلام والثقافة التي تأسست عام 1972، وأصبح اسمها الآن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وأيضاً جامعة الإمارات التي تأسست 1976، وتقدم مئات الخريجين في تخصصات علمية ومعرفية، و«جائزة الشيخ زايد للكتاب» و«نادي تراث الإمارات»، وأضاف«الحربي»، إن من العوامل التي تعزز صور الدولة راعية للانفتاح الثقافي والحضاري، قدرتها وتجربتها المتميزة في إدارة التنوع البشري للمقيمين على أرضها والذين ينتمون ل 200 جنسية.

ديناميكية تتحدى الإعلام
وقدم الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان، تعقيباً على أوراق الجلسة، مؤكداً أن الإعلام لا يستطيع سوى أن يعكس الواقع، لا يخترعه ولا يستنبطه، لكن يستطيع أن يساهم في تطويره. وفي حال الإمارات بالكاد يتمكن الإعلام من اللحاق بالديناميكية المتفاعلة على كل الصعد، من القيادة والدولة والمؤسسات إلى المجتمع والأفراد.
ويرى بدرخان أننا نتحدث عن بلد أدركت فيه المستويات كافة أنها صارت محكومة بالحيوية والتهيّؤ الدائم للمستقبل بتحدّياته كافة. دولة الإمارات عملت واجتهدت وأنجزت ولا تزال تنجز. الرؤية موجودة، الأهداف واضحة، الإمكانات متوافرة، والإرادة محسومة، التراث مصان، والحداثة والعولمة مرحّب بهما في إطار احترام صارم للخصوصية ومقوّمات الهوية الوطنية. وأضاف بدرخان، إن مسيرة التنمية في الإمارات ماضية بلا توقف، متكاملة مع ما أنجزه الوالد المؤسس وأخوته المشاركون في التأسيس، مستنتجاً أنه لا يكون هناك انفتاح ثقافي من دون تنمية مستدامة، وهذا من العناوين الإماراتية الثابتة التي أكدتها الأوراق الثلاث- حسب بدرخان- باجتهاداتها المتنوّعة.

مبادرات خلاقة
ويرى بدرخان أن الإمارات أصبحت ذات شهرة عالمية في الكثير من المجالات، ومن أبرزها، الثقافة بمعناها العميق الذي يشكّل وعياً بالمكان، ويضفي عليه قيمة مضافة، سواء بإبراز جمالية التراث، أو بتأمين تواصله مع الحاضر والمستقبل.
مع إشراقة كل يوم تكاد تكون للإمارات مبادرة بل مبادرات، وليس أدلّ إلى ذلك من ألف وأربعمئة مبادرة تعهدتها الإمارات السبع لـ«عام الخير»، و«عام زايد»، وكلها مبادرات تضافرت لعمل «الخير»، الكلمة التي يستيقظ إعلام الغرب - بما فيه الأسوأ والأقل إنسانية - ليسأل من وقت إلى آخر: ولكن ماذا حلّ بالخير؟ وإذا استعرضنا العناوين سنتعرّف سريعاً إلى أهداف تلك المبادرات: مكافحة الفقر والقضاء على الجوع، حماية أصحاب الهمم، الصحة والرفاه، التعليم الجيّد، الإمارات الخضراء، الطاقة النظيفة... ويصعب عملياً حصر المبادرات، وكلّها يساهم- حسب بدرخان- في صنع أفضل صورة للإمارات، وقد أثبتت الوقائع والتجارب أن الصورة الجيدة لأي بلد ما لم تبدأ أولاً من داخله فعبثاً السعي إلى إكسابها إشعاعاً عالمياً.

معالم كبرى
عدا المبادرات- يقول بدرخان- هناك المعالم، تحف معمارية كـ«مسجد الشيخ زايد الكبير» ومتحف اللوفر، و«برج خليفة»، و«برج العرب»، و«قصر الإمارات»، باتت ترمز إلى المكان، وتعرّف به على غرار المعالم التي تُعرف بها كبرى المدن العالمية بقديمها وحديثها. هناك المشاريع التي ذهبت أبعد من الرمزية فجعلت الجزر (جزيرة السعادة، جزيرة النخلة، جزيرة السينية...) والمحميات (صير بني ياس...) والقرى التراثية والمراسي المبتكرة (عالم فيراري) بمثابة تثبيت لأصالة المكان أو لإعادة إنتاجه. وهناك الجوائز التي تغطّي مختلف الأنشطة من الابتكار إلى الإدارة إلى الإنتاجية، ولعل من أهمها تلك التي تعنى بحفز الإبداع الثقافي والتفاعل الفكري، من جائزة زايد للكتاب إلى«البوكر»، وجوائز دبي للصحافة وجائزة القراءة...
وكل ذلك متواكب مع توسّع لامتناهٍ في الأخذ بمعطيات التكنولوجيا الحديثة وثقافة المعرفة، ولا شك أننا نشهد هنا واحدة من أكبر وأهم تجارب الانفتاح الثقافي بما يعنيه من إعلاء شأنٍ لكرامة الإنسان وعيشه الكريم، ومن توفير إمكانات التفاعل مع العصر، ومن تهذيب تلقائي للروح والطبائع والذائقة الثقافية. في البداية كان الوعي بالاحتياجات، وبالتالي البحث عن حلول، على ما وصفته لنا ورقة د.عمار علي حسن، ثم صارت الحلول تولّد أفكاراً، وهذه تتحوّل إلى مشاريع وبعد ذلك صارت المشاريع تتطوّر وتقود إلى غيرها، وشيئاً فشيئاً راحت الخطط ترتسم وتتكامل. وأي منّا داوم على زيارة الإمارات منذ أواسط الثمانينيات إلى الآن ستذهله تلك الصورة الذهنية التي تخطر في باله كلما حاول أن يتذكر كيف كان هذا المكان وكيف صار كثيرون وأنا منهم شاهدنا مشاريع ورسومات على الورق، أو وقفنا نتأمل في مجسّمات متوقعين لها مدىً زمنياً مفترضاً، لنفاجأ بأنها نفّذت بأسرع من كل التوقّعات. ويواصل بدرخان تعقيبه قائلاً: لا شك أن الجهد الطيب الذي بذله الدكتور عمار علي حسن لعرض مراحل تطوّر الرؤية التنموية واهتماماتها التقافية، مرحلة بعد مرحلة، أفضى إلى بحث وافٍ وشامل يرصد الرؤية التنموية ويرافق تطوّراتها كما يعرض تنوّعاتها وديناميكياتها التي أصبحت، كما يشرح بإسهاب، نمطاً تنموياً ذاتي الذكاء والابتكارية يقود من تطوّر إلى آخر. وبذلك خطا الكاتب في العمق شارحاً الفلسفة الكامنة في هذه الرؤية.

«لوفر أبوظبي»..سياحة وحضارة
ولعل الصورة تكتمل- حسب بدرخان- مع ورقتي الأستاذ محمد حسن الحربي ود.عبد الحق عزوزي. فالمنصّات الخمس التي حدّدها الأستاذ الحربي ترسم لوحة بيانية غرافيكية واضحة ومبسطة للبنى التأسيسية للاهتمام بالثقافة على طريق الانفتاح الثقافي، بحيث يمكن رؤية بداياتها ومراكماتها، وصولاً إلى تمثّلاتها الحاضرة مع ملمح استشرافي لمستقبلها. من الإعلام والثقافة كمهمة حكومية إلى التعليم ارتكازاً إلى جامعة الإمارات في العين، إلى دار الكتب ودورها في إنماء الثقافة إلى نادي التراث الذي رسّخ الاهتمام بالموروث الثقافي، وأخيراً إلى إدارة التنوّع البشري والثقافي والاجتماعي، كلها محطات متصلة تؤكّد وعياً متقدماً لدى القيادة بأن للثقافة والتعليم دوراً أساسياً في التطوّر.
وأضاف بدرخان: يعكس متحف اللوفر أبوظبي الذي اختاره د.عزوزي مدخلاً لبحثه اختزالاً دقيقاً للصورة التي تُرى بها الإمارات خارجياً، فالمتحف ليس فقط نقطة جذب سياحي، بل فعل حضاري ثقافي بامتياز، ولا يزال إنشاء المتاحف في المعايير العالمية من أعلى التعبيرات الحضارية، لكنه يتميّز في حال«لوفر أبوظبي» بأنه ينقل العالمية إلى المحلية، ويجسد طموح الاطلاع الشامل والتصالح مع مجمل الحضارة الإنسانية.وأكد بدرخان أن الأوراق الثلاث تشكل نواة كتاب عن صورة الإمارات في الداخل والخارج.

دعوة للمكاشفة
وفي مداخلته على أوراق الجلسة الثانية، أشار حمد الكعبي، رئيس تحرير الاتحاد إلى ضرورة البحث أيضاً عن المكاشفة والحديث بصراحة أكثر، فالإمارات لديها خطوات كبيرة جيداً، لكن هناك من يحاولون النيل من تجربة الإمارات سواء في اليمن أو في غيرها من الملفات، والسبب هو وجود منصّات تحاول النيل من صورة الإمارات، ووجدنا هذا عند وقوع الأزمة المالية العالمية، هناك من حاول النيل من هذه الصورة.
وفي معرض تعقيبه على ورقة عزوزي، طرح الكاتب الجزائري خالد عمر بن ققه تساؤلاً مؤداه: هل الإعلام الأوروبي على قلب رجل واحد مع فرنسا تجاه رؤيتها للإمارات؟
وأشار بن ققه إلى أن مشروع «كلمة» خطوة مهمة للتواصل بين الحضارات، يعزز صورة الإمارات، لأنه يتعامل مع منتج ثقافي متنوع وينتمي لروافد متعددة.
بين المكتوب والشفاهي
كما قدم الكاتب والمفكر المصري حسن حنفي مداخلة، أشار خلالها إلى أن السجالات التي تتمحور حولها أوراق العمل ترصد الإعلام المكتوب، لافتاً الانتباه إلى ما يمكن تسميته «الإعلام الشفاهي»، الذي ينبغي أن يرصد التساؤلات التي تدور في قلوب الناس وعقولهم، ويضرب مثالاً على تساؤل مؤداه: ما هي التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من المواطنين العرب تجاه الإمارات؟
واستطرد حنفي، قائلاً: في العالم العربي هناك تياران: الأول يعكس التضحية بالشعب من أجل الحفاظ على السلطة، ويراه حنفي متمثلاً في «نموذج الشعب السوري»، أي بقاء الأسد رغم تشرد الشعب. التيار الثاني: التضحية بالسلطة من أجل حماية الشعب ووحدته – وهو خيار عبدالناصر.
وعن الإمارات ودورها في اليمن، يتساءل حنفي: هل يتعلَّق الأمر بمعاناة الشعب من أجل الحفاظ على شكل من أشكال السلطة، أم البحث عن حل يجمع بين جميع المتخاصمين، على أمل بأن يكون هناك في هذه الحالة فضل كبير للإمارات، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي في جنوب الجزيرة العربية حتى يصبح البحر الأحمر بالفعل جزيرة عربية.
حضور أورومتوسطي
وأكد عبدالحق عزوزي، أن نظرة الأوروبيين للإمارات تطورت وانتقلت من التركيز على النفطية، إلى رصد الحراك التنموي والثقافي والاجتماعي، هناك حديث عن زيادة الثقة داخل المجتمع الإماراتي كعامل مهم سهّل حدوث المعجزة الإماراتية.
كما أشار العزوزي إلى أن الأوروبيين يعتقدون أن دول الخليج تدشن محطات إعلامية في إطار حروب إعلامية.
ويرى عزوزي أن «جائزة الشيخ زايد للكتاب» لها حضور واضح في الفضاء الأورومتوسطي، وعند افتتاح متحف اللوفر – بدأ الإعلاميون يبحثون عن القوة الناعمة للإمارات وكأنهم يكتشفون مجتمعاً آخر.
قراءات مغرضة
وانتقلت الكلمة لعمار علي حسن، الذي أشار إلى أن هناك قراءات مغرضة للواقع الإماراتي، بعضها يصور التنمية في الإمارات أن عملية مظهرية تخلو من الجوهر، وأن انفتاح هذ البلد تسيب– وهناك إعلام تحدث عن مخاوف حقيقية تتعلق بالهوية الإماراتية، وهذه القراءات ينبغي التعامل معها على أنها إعلام مغرض يمارس حرباً نفسية ودعاية مسمومة.
وأضاف عمّار أن الإعلام الشفاهي الذي أشار إليه الدكتور حسن حنفي، يمتلك القدرة على التأثير المتمثلة في التقاليد والأمثال والحكم، وهذا له دور ودول الخليج تطرح نفسها في إطار مشروع لا بد وأن ينسجم مع الرسالة الحضارية لهذا الإقليم.

زيارة «صرح زايد المؤسس»
خصص منتدى الاتحاد الثالث عشر جولة لضيوفه من الكُتاب والباحثين والمفكرين، زاروا خلالها «صرح زايد المؤسس»، الذي يعد تخليداً لإرث ورؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأنشئ ليكون تكريماً لمآثره الإنسانية وقيمه النبيلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©