الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون في مؤتمر "الدفاع الوطني في عصر الابتكار": الذكاء الاصطناعي المحرك الأساس للنمو والتقدم

مشاركون في مؤتمر "الدفاع الوطني في عصر الابتكار": الذكاء الاصطناعي المحرك الأساس للنمو والتقدم
26 أكتوبر 2018 00:56

منى الحمودي (أبوظبي)

اختتمت بالأمس أعمال «مؤتمر الدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي»، الذي تنظمه وزارة الدفاع ضمن دورات المؤتمر السنوي «القادة لحروب القرن الواحد والعشرين».
وأشاد المشاركون في المؤتمر بالرسائل المقدمة خلال المؤتمر والتي تؤكد على اهتمام حكومة دولة الإمارات على استباق المستقبل على أسس علمية حديثة. وسعيها الدائم لامتلاك التقنيات المتطورة التي تنقلها بوتيرة متسارعة للمستقبل. إلى جانب تفعيل تقنيات الجيل الرابع من الثورة الصناعية الرابعة في إطار سعي الدولة لإيجاد الحلول الابتكارية لجميع التحديات.
وأوضحوا بأن دولة الإمارات تؤمن بأن الذكاء الاصطناعي سيكون المحرك الأساس لجميع عمليات النمو والتقدم. حيث وضعت دولة الإمارات الخطط التنفيذية لتحسين البنى التحتية، لتكون جاهزة وبالكفاءة المطلوبة لمواكبة التطور التقني، وبدأت الحكومة بنفسها بالانتقال إلى الحكومة الرقمية. كما تشجع وتؤهل الدولة مختلف القطاعات لاستقبال متطلبات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعزز مكانتها الاقتصادية العالمية. ويمثل الذكاء الاصطناعي ركناً أساسياً لتحقيق الفرص الاقتصادية الكبرى للبلاد، من خلال تقليل الاعتماد على العمالة البشرية ورفع وتحسين جودة المنتجات.
وناقش المؤتمر في يومه الثاني الذي تم عقده في أكاديمية «ربدان» عدة محاور في جلسات قدمها عدد من الخبراء، من أهمها، «الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها علي الأمن الوطني»، «كسب معركة الخطابات»، «كيفية إضفاء الطابع المؤسسي على الابتكار والسلوك الابتكاري في الدولة»، «الذكاء الاصطناعي والابتكار في الدفاع حتى عام 2030» وجلسة بعنوان «تأثير الأنظمة الذاتية والروبوتات على الدفاع».
وتضمنت الفترة الثانية للمؤتمر جلسات بعنوان «محركات الابتكار التي ستؤثر على الدفاع الوطني» و«الابتكار للسماح بالاستخدام المرن للقوات المسلحة في الحرب المستقبلية»، و«قانون وأخلاقيات الابتكار في الدفاع الوطني». و«التعزيز البشري والتكنولوجيا الحيوية في الدفاع الوطني» وجلسة «التصنيع المتقدم والإنتاج في الدفاع الوطني».
وصاحب انعقاد المؤتمر تنظيم معرض للابتكارات التكنولوجية في مجالات الأمن والدفاع، شاركت فيه القوات المسلحة وجامعة الإمارات وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

وأشار الدكتور أحمد المنصوري أستاذ مساعد في قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، إلى أن المشاركة في مؤتمر وزارة الدفاع في عصر الابتكار التكنولوجي، تأتي من الشراكة الاستراتيجية لجامعة الإمارات مع وزارة الدفاع، حيث تنوعت المشاركات ما بين مشاركة في الجلسات ومشاركة في المعرض المصاحب.
وأوضح بأن مشاركته في جلسة «كسب معركة الخطابات»، أكدت على مسألة أن الصراعات الحالية التي نواجهها ونعيشها في ظل عدم الاستقرار في المنطقة، تحتاج لضرورة أن يكون لدينا خطاب إعلامي قوي ومؤثر، ونحاول جاهدين أن نفكك الخطاب المقابل، القائم على التشويه وعلى تزييف الواقع. مشيراً إلى أن مواجهة الخطاب تتم بالتركيز على ثلاثة مستويات، المستوى الأول الجبهة الداخلية والمجتمع الداخلي، فمن الضروري أن يتم تحصين المجتمع وجعله مواكباً ومؤيداً بما تقوم به القيادة من خطوات محلية أو إقليمية أو سياسة خارجية، وهذا ينطلق من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حول التركيز أن «البيت متوحد»، لذلك فإن خطابنا الإعلامي قائم على تحسين الجبهة الداخلية، والتأكيد على أن بيتنا متوحد، ونحن في حماية وحفظ من الأخطار المحيطة. ومن ثم الخطاب الإقليمي كون أن لدينا قنوات ووسائل إعلام تنشر خطاباً مضاداً، تنشر خطاباً تحاول أن تلحق بنا الهزيمة المعنوية، ولكن نحن بفضل قيادتنا الرشيدة وجهود القائمين على المؤسسات الإعلامية، يجب أن نواجه هذا الخطاب بالحجة والدقة وبتقديم ما يثبت أننا على حق وصواب. وبالتالي النظر إلى الساحة الدولية والخطاب الدولي فيما يتعلق بالمؤسسات الإعلامية الدولية، وموقفها فإن لم نستطع إن نكسبها على الأقل نحيدها، لذلك من الضروري أن نراجع موقف هذه المؤسسات الإعلامية ولماذا تنشر خطاباً مضاداً، وخطاباً غير عقلاني وغير موضوعي نحونا، ونحاول أن نكسب هذه المجتمعات.
ولفت إلى ضرورة عدم التغافل عن «الفضاء السيبراني» والفضاء الإلكتروني والذي انتقلت ساحة الحرب وساحة المواجهة لهذا الفضاء، حيث يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لتقديم الحقائق، وأن نكون على قدر من المسؤولية، ونتسلح بالمعرفة والعلم لأن مفتاح الانتصار ليس فقط امتلاك التكنولوجيا وليس بالعدد والكم، بل بالتسلح بالمعرفة والعلم، ولرب كلمة صادقة أن تكون مؤثرة وبناءه ولرب كلمة قد تهدم وتنسف كل ما بنيته وأنجزته.
وأوضح بأن المشاركات في المؤتمر أكدت على أننا نعيش في عصر تكنولوجيا وعصر معرفة وعصر ثورة صناعية رابعة. وأهمية الذكاء الاصطناعي في كيفية استخدامه وكيف نسخره، ومن الناحية الإعلامية كيف نوظفه في تقديم خطابنا، فكما هو مهم بالنسبة للقادة العسكريين الموجودين في ساحة المعركة أن يحققوا الانتصار على الأرض، فإن من مسؤولياتنا أن يكون هناك انتصار في «الفضاء السيبراني» وأن نحقق النصر بما يحقق رفعة ونهضة الوطن.
من جهته أشار الدكتور سامي بشير، مدير إدارة التقنية والتكنولوجيا والابتكار في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بأن المؤتمر يقدم مسألة الابتكار كجزء مهم في المؤتمر، وأنه لم يتم وضعه في مسار رؤية الدولة واهتمامها به، بل هناك حرص على تفعيل هذه المنظومة.
وأوضح بأن الجلسة التي شارك فيها «إضفاء الطابع المؤسسي على الابتكار» تناولت كيف يكون الابتكار جزءاً من منظومة العمل في وزارة الدفاع والمشاركة والتفاعل مع الحضور حول دراسة الأولويات وتفعيل مسألة الابتكار مما يصب في دعم الوزارة حول التحركات النافذة في جعل الابتكار وتفعيله كجزء ليس فقط من الاستراتيجية والأهداف فقط، بل في العمل اليومي للوزارة.
أما اللواء ركن عبيد راشد الحصان الشامسي رئيس الإدارة التنفيذية للتحليل الاستراتيجي رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، فقد أوضح بأن وزارة الدفاع من خلال مؤتمر الدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي تطرقت إلى الإيجابيات والسلبيات الناتجة عن الابتكار التكنولوجي في سياق الدفاع والأمن بهدف وضع اللبنات الأولى الاستباقية لاستشراف المستقبل، واضعة نصب أعينها تعليمات المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أورثنا حكمته القائلة:«إن استعداد الأمم الواعية يكون دائمة سابقاً لحدوث أي احتمالات قادمة فتهيئ نفسها بوعي كامل لمواجهتها».
وقال :«تحرص وزارة الدفاع وهي تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي تتمركز حول صون وحماية الاتحاد والمكتسبات الوطنية ضد أي أخطار تهددها عبر السياسات والنظم والإجراءات الاستباقية التي تنتهجها على درء جميع أنواع الأخطار المحتملة، حيث أصبحت تلك الأخطار أكثر تعقيداً في عالمنا اليوم عما كانت عليه في السابق، فالتطور الرقمي فرض على جميع دول العالم نهجاً جديداً من التحديات الأمنية والعسكرية التي لم تكن مألوفة، ولم تعد المدرسة التقليدية في الدفاع تستطيع أن تتغلب عليه».
وأضاف «تتسم الطفرة التكنولوجية الرقمية في الألفية الجديدة بالتطور والابتكار المستمر الذي يُنتج أنماطاً جديدة من الابتكارات التي من شأنها عند وقوعها في أيدٍ غير مناسبة أن تلحق أضراراً كبيرة بالدول، ليس فقط على المستوى العسكري والأمني والحيوي بل أيضاً على جميع المستويات الاقتصادية والفكرية والتجانس والتناغم الوطني في البلد الواحد مما يهدد الاستقرار والهدوء العام».
وأشار إلى أن التكنولوجيا الذكية أصبحت تفرض نفسها في العالم بوصفها حقيقة واقعة لا يمكن إغفالها، وتسعى الدول لامتلاكها لما فيها من جوانب إيجابية وإسهامات حقيقية في رفع القدرات المحلية الوطنية لكل دولة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الصناعية، فالاعتماد على التكنولوجيا يوفر الكثير من مقومات النجاح الاقتصادي ويرفع من جودة الحياة في الدول.
ولفت إلى أنه بالرغم من الجانب الإيجابي الذي تقدمه التكنولوجيا الرقمية الحديثة للعالم إلا أن لديها جوانب سلبية. فهي من الناحية الاقتصادية تسهم في مشكلة البطالة، خصوصاً للذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التعليم، ومن الناحية الأمنية بات يمكن للجميع الحصول على معلومات حساسة وحيوية كصور الأقمار الصناعية، وخرائط المواقع العسكرية والسيادية التي يمكن للمنظمات الإرهابية والإجرامية استخدامها.
أما الطائرات من دون طيار فقد أصبحت متاحة للجميع، ويمكن للجهات المعادية تسليحها مما يعطي قدرة تدميرية كبيرة، كما إن اختراع الروبوتات ذاتية التحكم وعالية التحليل القادرة على اتخاذ القرار أفرزت خطراً جديداً، فالعلماء حذروا من إمكانية وصول الابتكار التكنولوجي إلى آلة تستطيع أن تتخذ قراراً وتنفذه من دون الرجوع للبشر خاصة في المجال الدفاعي، ويزداد هذا الخطر مع إمكانية اعتبار الآلة أن البشر تهديد لها، ومن ثم محاولة التخلص منهم.وأكد على إن الابتكار هو الوسيلة المناسبة في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وهو الذي يمكن أن يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة تتبوأ مقعدها في ركب الدول المتقدمة، حيث إن الابتكار في أبسط معانيه هو تحويل الأفكار الابداعية إلى تطبيقات ملموسة، كما أن الابتكار لا يمكن أن يثمر إلا من خلال بذل الجهد والصبر والدأب في العلم.

الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع
أكدت الأعمال الختامية لمؤتمر «الدفاع الوطني في عصر الابتكار» أن يوفر الذكاء الاصطناعي مستقبلاً خدمات مهمة في مجالات الأمن والدفاع، خاصة في مجال تحليل ومعالجة البيانات الضخمة، والمساعدة على اتخاذ القرار اعتماداً على تلك البيانات، كما يُمكن من توفير الوقت والعمالة من خلال التحكم الذاتي في أجهزة الفحص والمراقبة والتدقيق والكشف، وهو ما يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية للأمن.
أما في مجال الأمن الإلكتروني، فإن الذكاء الاصطناعي يستطيع ضمان المراقبة المستمرة والآلية للشبكات المعلوماتية، وتأمين البيانات التي تمر من خلالها، واكتشاف محاولات الاختراق التي قد تتعرض لها والرد عليها بشكل ذاتي ومتأقلم مع طبيعة تلك الهجمات.
ومن الناحية الدفاعية، فقد أدى الذكاء الاصطناعي إلى زيادة حجم التحديات التي تواجهها القوات المسلحة في العالم، وذلك بسبب ما وصلت إليه التقنيات الحديثة من القدرة على تطوير الأسلحة وجعلها أكثر دقة وفتكاً، سواء استُخدمت من طرف جيوش معادية أو منظمات إرهابية.

المعرض المصاحب
صاحب المؤتمر معرض للابتكارات التكنولوجية في مجالات الأمن والدفاع، الذي استعرضت فيه القوات المسلحة والخدمة الوطنية بعضاً من الابتكارات في هذا المجال، إلى جانب جامعة الإمارات وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. وذلك ضمن جائزة القوات المسلحة للتميز والابتكار، التي تأتي إدراكاً من القوات المسلحة لضرورة وأهمية الانتقال إلى عمل مؤسسي أكثر تنظيماً لدعم ضباط وضباط الصف وأفراد القوات المسلحة وتحفيزهم بكافة الطرق والوسائل وضمان توفر البيئة المناسبة لهم للإبداع والتميز والابتكار.
وتهدف القوات المسلحة من خلال «جائزة القوات المسلحة للتميز والابتكار» إلى وضع الأسس لتحفيز الابتكار والبحث العلمي لدى منتسبي القوات المسلحة، وغرس ثقافة الإبداع والتطوير في نفوس منتسبي القوات المسلحة وجعلها أسلوب حياة وممارسة يومية، إلى جانب بث روح التنافس ضمن وحدات وتشكيلات القوات المسلحة في مجال التميز والابتكار.
كما تسعى القوات المسلحة من خلال الجائزة إلى استغلال الموارد التقنية والفنية والعلمية والكفاءات البشرية في دعم وتعزيز التطوير الإداري والفني والتكنولوجي فيما يخدم القوات المسلحة، وتوثيق وحفظ حقوق جميع الأفكار والمقترحات وتحليلها للنظر في إمكانية الاستفادة منها وتسجيل براءات الابتكار الملكية الفكرية محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى الأداء والكفاءة القتالية والخدمات اللوجستية والإدارية للقوات المسلحة.
واستعرض قسم هندسة الحاسوب والشبكات في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات تطوير طائرة بدون طيار بحيث تؤدي تطبيقين، وهي مجهزة بحساسات بتقنية استشعار، تستخدم في تحديد مواضع الضحايا والناجين في حالة الكوارث الطبيعية والحروب. وأوضح الطلبة المشاركون بأن الطائرة قادرة على أن تحوم فوق المكان الذي وقعت فيه الكارثة وتستشعر الإشارات التي تخرج من هواتف الناجين والضحايا، على افتراض أن معظم الأشخاص يمتلكون هواتف متحركة، حيث تستطيع الطائرة تحديد الموقع بدقة وسرعة. أما التطبيق الثاني للطائرة فهو استباقي في حالة وجود تجمعات كبيرة من الناس، على سبيل المثال المهرجانات ومواسم الحج، فالطائرة قادرة على تتبع الحشد والتنبؤ في حالة وجود تدافع أو تكدس أو تصادم بين الحشود.
وقدم أيوب الحمادي من «فاب كاست سوليوشن» التابعة لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، مشروع مولدات الطاقة المعتمدة على مواد تصنيع البطاريات بأقل تكلفة وأكثر جودة، ويمكن لهذه المولدات العمل في المناطق الخارجية. وشارك طلبة من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، بمشروع «الصاروخ الهجين»، والذي يعتمد على الوقود الصلب العضوي المحضر من بقايا بذور نبتة تم استخراج الزيت منها، ويتم طحنها واستخدامها كوقود لهذا الصاروخ، كما يمكن استخدام نوع ثانٍ من الوقود، وهو الوقود الغازي المتمثل في غاز الأكسجين المضغوط الضروري لعملية الاحتراق.
واستعرض الطالب حمدان أحمد النقبي من قسم الجيولوجيا في جامعة الإمارات، طائرة من غير طيار، تعمل على مسح مناطق واسعة بسرعة كبيرة، واكتشاف الصواريخ والألغام. كما تمتلك الطائرة خاصية استكشاف باطن الأرض، مثل الكهوف. استعرضت طالبات كلية الهندسة في جامعة الإمارات، جهاز الكشف عن الحرائق والسرقات، والذي لديه القدرة على إرسال رسائل تنبيه للشخص صاحب المنزل، وفي حالة عدم استجابته للتنبيهات، يبدأ الجهاز بإرسالها للجهات المختصة في الدولة.

اقرأ أيضاً.. علي بن تميم: مؤتمر "الدفاع الوطني في عصر الابتكار" يكشف حجم الجهود للقوات المسلحة

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©