الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صحة أبوظبي» تحذر من استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة

«صحة أبوظبي» تحذر من استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة
29 يوليو 2011 22:47
حذرت هيئة الصحة في أبوظبي من استخدام مواد غير مرخصة في رش المنازل من الحشرات والقوارض، لما قد تسببه هذه المواد من حالات تسمم قد تصل في تأثيراتها لحد التسبب في الوفاة، خاصة مع الإجازات الصيفية والعودة للمنازل واكتشاف وجود حشرات فيها، بحسب الدكتور ياسر شريف رئيس مركز معلومات السموم ورئيس قسم سلامة العلاج والمنتجات الطبية في هيئة الصحة بأبوظبي. وقال إن حالات التسمم تزداد في أشهر الصيف، حيث تتزامن مع موسم الإجازات وتوجه الناس لرش منازلهم قبل مغادرة المنزل، أو بعد العودة من الأجازات، والتي قد تستخدم فيها مبيدات تخترق الجدران لتؤذي الغير. وأشار إلى أن طفلين توأمين توفياً بإمارة عجمان إثر استنشاقهما مبيدات حشرية غير مخصصة للاستخدام المنزلي، قام أحد الجيران بالبناية برش مسكنه بها مستعيناً بشركة، ولشدة سميتها وقوتها تسربت لغرفة الطفلين مما أدى إلى وفاتهما. وقال إنه يمكن للجمهور الاتصال في حال حدوث أي حالات تسمم بالرقم المجاني 800424 أو إرسال التساؤلات عن طريق الموقع الإلكتروني www.haad.ae أوpdic@haad.ae، وتسجيل استفساراتهم بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية في الثالثة بعد الظهر، على أن يعاود فريق مركز معلومات السموم الاتصال بالمتصلين في اليوم الثاني مباشرة، وهناك خطة لأن يتم تلقي الاتصالات طوال الأربع وعشرين ساعة سيتم تنفيذها مستقبلاً. ولفت إلى أن الضرر قد ينجم عن آثار غير مباشرة كاستخدام أحد الجيران كبسولات لمقاومة الصراصير، والتي تصدر عنها سموم تقتل الحشرات كالصراصير وتقتل الإنسان أيضا، حيث تتسرب من مسكن لآخر ويتم استنشاقها، والتي يشعر الشخص عند استنشاقه لها بالتعب، ويذهب للمستشفى دون معرفة السبب الحقيقي، وقد تتسبب في إصابته بالفشل الكلوي إن لم تقده للوفاة. وقال إن الهيئة وبالتعاون مع جمعية الإمارات لحماية المستهلك بصدد عقد مؤتمر تنظمه الجمعية عن الاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية في المنازل، وذلك بعد حدوث حالات وفيات ناتجة عن استنشاق مبيدات حشرية غير مخصصة للاستخدام المنزلي، وهي مبيدات تستخدم أساسا في الزراعة، وغير مرخصة للاستخدام المنزلي. شركات منتهية الترخيص حذر شريف من التعامل مع شركات رش المبيدات غير المرخصة، مطالباً المستهلك بأن يكون أكثر وعياً بالمخاطر الناجمة عن استخدام مثل تلك الشركات مواد غير مرخصة لمكافحة الحشرات والقوارض، وعدم الموافقة على رش المنزل إلا بالمواد المرخصة. وذكر الدكتور شريف لـ “الاتحاد” أن مركز معلومات السموم تعامل خلال الفترة الماضية مع العديد من حالات التعرض للمبيدات الحشرية، إما عن طريق البلع أو عن طريق الاستنشاق من داخل إمارة أبوظبي وخارجها. وقال إن البيانات الواردة عن هذه الحالات تشير إلى سوء استعمال أو سوء تخزين للمواد الكيميائية الزراعية في المنازل، وكذلك قيام بعض الشركات باستخدام أنواع من المبيدات المخصصة للأراضي الزراعية. وحذر الدكتور شريف من التعامل مع المبيدات الزراعية ورشها في المنازل بما في ذلك مادة الأورجانا فوسفيت التي اعتبرها مثل أسلحة «دمار شامل»، حيث تضرب الجهاز العصبي عند الإنسان لدى استنشاقها، إضافة إلى مادة زنك الفوسفيد والألمنيوم فوسفيد التي تخترق الجدران وقد تتسبب في اختناق كل من يستنشقها. ودعا شريف عامة الجمهور لدى رش المنزل بأي مبيدات لمغادرة المنزل لأكثر من خمس ساعات وتهويته بعد العودة إليه، وتحذير ساكني الشقق المحيطة من عملية الرش، وفي حال الشعور بأي أعراض من تقيؤ أو صداع أو صعوبة في التنفس أو تعرق يجب التوجه إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، مع أخذ اسم المادة المستعملة في الرش، لاسيما أن لكل مادة علاجا خاصا. وتقسم المبيدات الحشرية إلى فئتين وهي ?المبيدات الزراعية التي تعد الأكثر سمية بين المبيدات، وتشمل المركبات الفوسفورية العضوية والفوسفيدات، وكلها يمكن أن تسبب التسمم الحاد وحتى الموت للبشر والحيوانات الداجنة. أما المبيدات الحشرية التي يمكن استعمالها في المنازل مثل البيريثرويد، فهي تشل حركة الحشرات، وفي الوقت ذاته فإنها ذات سمية منخفضة في الثدييات، مقارنة مع الفئات الأخرى من المبيدات الحشرية. كما أنها أقل تأثيراً في البيئة، لأنها تتحلل بسرعة وهي الأكثر استعمالاً في المنازل والحدائق. وفي هذا الإطار، أشار شريف إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة على مستوى العديد من الدول وتحديداً الآسيوية أن مبيدات الآفات شديدة السمية مثل المبيدات الفوسفورية العضوية أصبحت تستخدم بشكل متزايد، وذلك عن طريق خلطها مع المبيدات المنزلية. وأكد أن هذه الحالات تدق ناقوس خطر يتطلب وعياً أكثر من قبل الأهالي لاستخدام المبيدات الحشرية في المنازل ووسائل حماية الأطفال منها، كما يتطلب أن يكون العاملون في شركات الرش أكثر وعياً بالتعامل مع هذه المواد. الأطفال أكثر تضرراً أكد الدكتور ياسر شريف رئيس مركز معلومات السموم ورئيس قسم سلامة العلاج والمنتجات الطبية في هيئة الصحة بأبوظبي، أن الأطفال هم الأكثر تضرراً بالمواد السامة، وأكثر حساسية تجاه هذه الروائح انطلاقاً من أن ضربات القلب لديهم أسرع من البالغين وحساسية الجلد لديهم أعلى. وقال إن مادة “ألمونيوم فوسفيت” هي من المبيدات الحشرية المقيد استخدامها، وهي مصنفة من قبل وكالة حماية البيئة بأنها مبيدات من الدرجة الأولى من حيث سُميتها. وأكد أن المنتجات المحتوية على هذه المادة يجب أن تحمل إشارة خطر عليها، بحيث يعلم مستخدمها أنها مادة شديدة الخطورة على صحة الإنسان، وأن عليه اتباع الإرشادات والتعليمات لاستخدامها بالطريقة الصحيحة، فضلاً عن تأكيده ضرورة تجنب المبيدات الحشرية غير المعروفة. وأكد شريف أهمية أن يكون العاملون في شركات الرش لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع هذه المواد، كما يجب على الأطباء المعالجين أن تكون لديهم الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع هذه المواد والعلاج من حالات التسمم الناجمة عنها. مسؤولية المستهلك أكد الدكتور شريف أن المستهلك يتحمل مسؤولية كبيرة باتجاه وضع حد لحالات التسمم جراء استخدام المبيدات الحشرية، بما في ذلك التأكد من أن شركة الرش مرخصة وترخيصها ساري المفعول، ومعرفة تركيبة المواد التي سيتم استخدامها، وأن تكون المواد المستعملة في أكياس محكمة الإغلاق وعليها بطاقة تعريف باسم المنتج ومكوناته بالعربية والإنجليزية، لاسيما أن العاملين في الشركات من جنسيات آسيوية ولا يتقنون العربية أو الإنجليزية. كما تجب إزالة ألعاب الأطفال والأطعمة عند رش المبيدات الحشرية، لا سيما أن الأطفال يضعون كل ما يقع أمام أعينهم في أفواههم. وختم شريف حديثه بالقول بأن الإهمال أثناء الاستعمال وجهل المستخدم بخطورة المبيدات، هما السببان الرئيسيان في معظم حالات التسمم بالمبيدات، وعليه أكد ضرورة قراءة تعليمات الاستخدام الموجودة على العلبة والالتزام بها وتخزينها في أماكن عالية منعاً لوصول الأطفال إليها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©