29 يوليو 2011 20:33
توشك شركة “آبل” على الاتفاق على تقديم هاتف “آي فون” من خلال أكبر شركة اتصالات محمول في الصين تشاينا موبايل ليمتد في خطوة تتيح للشركة فتح سوق ضخمة تزيد من نموها.
وكان المدير الإداري لشركة آبل تيم كوك قد زار مكاتب تشاينا موبايل الشهر الماضي في بكين. ورغم عدم تعليق الشركتين على زيارة كوك النادرة إلا أن شركة الاتصالات أكدت أن الشركتين تجريان محادثات حول “آي فون”.
وقال متحدث رسمي باسم آبل إن استراتيجية الشركة ترمي إلى عرض الهاتف على أكبر عدد ممكن من شركات الاتصالات.
“آي فون” متاح بالفعل في الصين من خلال ثاني أكبر شركة اتصالات فيها تشاينا يونيكوم (هونج كونج) ليمتد منذ عام 2009 وسبق لشركة آبل إصدار نسخة صينية من App Store “متجر تطبيقات آبل”. غير أن تشاينا موبايل التي تعد أيضاً أكبر شركة اتصالات في العالم لديها 600 مليون حساب مشترك بينما لدى تشاينا يونيكوم أقل من 200 مليون حساب مشترك.
من المرجح أن يعرض “آي فون” من خلال تشاينا موبايل في غضون الإثني عشر شهراً المقبلة، بحسب محللين. ويتوقف التوقيت على ما إن كانت آبل ستقرر عرض الجهاز ارتكازاً على التقنية التقليدية التي تستخدمها شركة الاتصالات المسماة تي دي - اس سي دي ام ايه TD-scdma أو تنتظر إلى أن تصدر الشركة شبكة جيل رابع جديدة تسمى تي دي - ال تي إي TD-LTE تقوم تشاينا موبايل حالياً بتجربتها في بعض المدن.
وبصفة عامة تعتبر الصين مجالاً كبيراً غير مطروق نسبياً لآبل، إذ قال شاو وو المحلل في ستيرن اجي في سان فرانسيسكو: “من الممكن أن تصبح الصين ثاني بل ربما أكبر سوق لآبل لاحقاً”.
درجت آبل على التركيز على السوق الأميركية حيث شكلت منطقة الأميركتين 38% من إيرادات الشركة في ربع السنة المنتهي في مارس البالغة 24,7 مليار دولار. غير أنه من المتوقع أيضاً أن تحقق آبل مبيعات قوية في الصين في ربع السنة الثاني.
بل إن الصين تعتبر بالفعل أسرع المناطق نمواً من حيث المبيعات رغم أنه لا يوجد سوى أربعة متاجر في المنطقة.
زادت إيرادات آبل من الصين الكبرى بما فيها هونج كونج وتايوان إلى نحو أربعة أمثالها لتبلغ ما يقارب 5 مليارات دولار في الأشهر الستة المنتهية في 26 مارس عن سنة مضت رغم أن المنطقة لا تشكل سوى أقل من 10% من جملة إيرادات آبل.
في العقد الماضي أصبحت الصين إحدى أهم الأسواق الاستهلاكية في العالم بالنظر إلى ضخامة اقتصادها وسرعة نموه.
ولدى الصين أكبر عدد من مستخدمي شبكة الإنترنت البالغ 450 مليون مستخدم وأكبر عدد من مشتركي خدمة المحمول بما يزيد على 900 مليون مشترك بحسب بحث أجرته الحكومة الصينية. بينما يبلغ عدد مشتركي المحمول في الولايات المتحدة نحو 303 ملايين مشترك.
غير أن السوق الصينية محاطة بالكثير من الصعوبات مثل الشروط التي تفرضها الحكومة على استخدام تكنولوجيا واي - فاي والرقابة على بعض مواقع الشبكة الخارجية مثل تويتر وفيسبوك الأمر الذي يصعب معه أو يستحيل استخدام بعض التطبيقات في آب ستور آبل.
فضلاً عن أنه لا يوجد بالصين سوى 73,8 مليون مستخدم خدمات بيانات الجيل الثالث عالية السرعة لغاية شهر مايو وأن الغالبية العظمى من المشتركين مدرجون في نظم مدفوعة مسبقاً ولا ينفقون سوى القليل جداً على خدمات الأجهزة المحمولة شهرياً. يذكر أن متوسط إيراد تشاينا موبايل الشهري لكل مستخدم بلغ 67 يوان أو نحو 10 دولارات في شهر مارس.
كما أن بالصين سوقاً رائجة لإلكترونيات السوق السوداء وشبه السوداء التي بوسع المستخدمين فيها أن يشتروا بسهولة هواتف “آي فون” معدلة من الخارج وكذلك أجهزة “آي باد” مقلدة.
يعتبر “آي فون” الذي يباع حالياً بما يتراوح بين 3999 و5999 يوانا بدون عقد نوعاً من الرفاهية للعديد من المستهلكين الصينيين.
إذ بلغ متوسط دخل الأسرة في النصف الأول من عام 2011 12076 يوانا، بحسب هيئة الصين للإحصاءات الوطنية.
يذكر أن آبل الحاصلة على نحو 8,4% من سوق الهواتف الذكية بالصين في ربع السنة الأول تواجه أيضاً منافسة متزايدة من هواتف ذكية تعمل على برنامج سوفتوير اندرويد من جوجل.
إذ تعمل اتش تي سي على زيادة عروضها في الصين فيما قدمت موتوروك موبيليتي هولدينجز هواتف ذكية مزودة بمزايا خاصة تلائم المستخدمين الصينيين بينما تواصل نوكيا اكتساب رواج اسمها. يذكر أن شركة هواوي تكنولوجيز وشركة زد تي واي وغيرهما تبيع هواتف ذكية بسعر 150 دولارا أو أقل. ومع ذلك يتردد على متاجر أبل في الصين أكثر من 40 ألف شخص في اليوم بمعدل يبلغ أربعة أمثال متوسط الحركة في متاجر الأميركيتين. وقال مدير أبل المالي بيتراوبنهايمر إن لمتاجر الشركة القائمة بالصين أعلى حركة وأعلى إيرادات في المتوسط مقارنة بكافة متاجر آبل في العالم.
وينتظر أن تفتح الشركة خامس وسادس متجرين في شنغهاي وهونج كونج خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وكانت آبل قد سبق أن خططت لفتح 25 متجراً في الصين الكبرى بحلول آخر هذا العام، غير أن الشركة قالت إنها أجلت خطتها حيث قررت أن تبني متاجر أكبر تتسع لأعداد أضخم من العملاء والمتسوقين. تعتبر جيسي كوي من شنجهاي البالغة من العمر 30 عاماً مثالاً على مستخدمي آبل في الصين، فقد اشترت أول جهاز كمبيوتر مكتبي آبل عام 2003 فانبهرت بتصميمه لدرجة أنها اشترت بعد ذلك ماكبوك ثم آي بود ثم آي بود شافل ثم آي بود تاتش وآي فون. وقالت كوي: “أريد شيئاً مختلفاً عما يستخدمه معظم الناس”. وأضافت أنها تنوي شراء آي باد في المرة القادمة.
عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: عماد الدين زكي