الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مساهمات المرأة الرحّالة في جزيرة العرب تختتم فعاليات «روّاد المشرق»

مساهمات المرأة الرحّالة في جزيرة العرب تختتم فعاليات «روّاد المشرق»
27 نوفمبر 2019 02:36

فاطمة عطفة (أبوظبي)

بأوراق مهمة عن دور النساء الرحالات في صياغة وجه المرأة في الجزيرة العربية، وبعض التجارب الشخصية للرحّالة، اختتمت فعاليات ندوة «رواد المشرق - الرحالة الغربيون والجزيرة العربية» التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في المجمّع الثقافي، يومي 24 و 25 نوفمبر الجاري، فيما يستمر المعرض المصاحب للندوة: «خمسة قرون من المغامرة والريادة - رحّالة الغرب في الجزيرة العربية» لغاية يوم السبت 30 نوفمبر.
وناقشت جلسة بعنوان «تمثيلات المرأة الرحالة في جزيرة العرب» دور المرأة في الرحلات القديمة إلى شبه الجزيرة العربية، وتحدثت فيها المؤرّخة الألمانية فراوكه هيرد باي، والباحثة والكاتبة الإماراتية د. فاطمة الصايغ من قسم التاريخ والآثار في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة كاورو ياماموتو، الأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية.
جاء بحث د. الصايغ بعنوان: «المرأة المبشرة كرائدة من رواد التغير في الخليج وشبه الجزيرة»، وتناولت فيه اهتمام الرحالة والمستشرقين الغربيين بمنطقة الخليج والجزيرة العربية خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، مشيرة إلى أن صورة العربي في ذلك الوقت لم تكن واضحة في الذاكرة الغربية، بل كانت متأرجحة بين الحب والكره، الإعجاب والدونية.
واستعرضت الصايغ أهمية الإسلام في تغيير وجه الكون عبر إشعاع الحضارة العربية الإسلامية العلمي والثقافي، وأوضحت د. الصايغ دور المرأة المبشرة في التعريف بحياة المرأة العربية، والتأثير الذي أحدثته من خلال الأنشطة التبشيرية غير الدينية التي قامت بها في الكثير من مناطق شبه الجزيرة، وعرجت على دور الكنيسة والإرساليات الغربية، ثم ختمت بحثها برائدة من رواد المشرق هي «آمي زومير».
ومن جانبها، قدمت د. كاورو ياماموتو مقاربات بين الرحلات الغربية إلى المنطقة العربية وإلى اليابان، واعتبرت أن معظم الانطباعات القديمة التي شكلها اليابانيون عن المنطقة العربية جاءت من نتاج الرحلات الغربية للجزيرة العربية، كما أشارتْ أيضاً إلى بداية عصر التبادل الحضاري الياباني مع الدول العربية في بداية القرن العشرين، حيث زار المنطقة الكثير من الرحّالة والرحّالات اليابانيين. وأوضحت أن تجربة اليابان مع العالم العربي كانت مختلفة عن التجربة الأوربية والأميركية. وعدّدت المؤرخة الألمانية فراوكه هيرد باي أبرز التجارب للرحالات الغربيات إلى الجزيرة العربية منذ بداية القرن التاسع عشر، ممن تركن قصصاً ومذكرات في غاية الأهمية لدراسة التراث القديم المتعلق بالمرأة العربية. وتوقفت عند رحالة ذهبت سنة 1787 إلى إسطنبول وقابلت النسوة هناك، وكتبت انطباعاتها في رسائل.
وقدمت د. ضياء الكعبي، أستاذة السرديات والنقد الأدبي في جامعة البحرين والأكاديمية المتخصصة في الروايات الثقافية والدراسات النسوية، في جلسة بعنوان «الرحلة والتبادل الحضاري بين الشرق والغرب»، شرحاً وافياً للمقاربات والخطابات الأدبية والمعرفية في كتابات الرحالة إلى المشرق العربي، وتطرقت أيضاً إلى موضوع السرديات الكولونيالية في أدب الرحالة، ودور الرواية المترجمة كمادة ثقافية أدبية عابرة للأمم. وقد استعرضت د. ضياء تجارب بعض رحلات النساء المستشرقات في تسليط الضوء على تمثيلات المرأة العربية في الجزيرة العربية والخليج العربي في حقبة ندرت فيها الأرشيفات المحلية التي تتناول هذا الموضوع.
واختُتمت أعمال ندوة «رواد المشرق - الرّحالة الغربيون والجزيرة العربية» بجلسة بعنوان «تجارب شخصية بالرحلات» شارك فيها الكويتي زيد الرفاعي، أول متسلق عربي لقمة جبل إي?رست، والرحالة والباحث الإيطالي آيروس بالدسيرا، ونوري الجراح، مدير المركز العربي للأدب الجغرافي في سوريا، وأدارت الجلسة د. هناء صبحي، أستاذة اللغة والأدب الفرنسي بجامعة السوربون- أبوظبي.
تحدّث بالدسيرا عن ترحاله الثقافي من إيطاليا إلى العالم العربي منذ عام 1968، حيث مكّنته هذه الرحلات من إصدار الكثير من الدراسات المتعلقة بالأدب العربي الحديث. وتحدث الجراح عن الجهود والمساهمات في توثيق مشروع ارتياد الآفاق، والذي يتناول مقارنات بين الرحلات القديمة والمعاصرة في أدب الرحلة العربية، وأشار إلى أهمية ندوة رواد المشرق في تجديد البحوث المتعلقة بدراسة الروايات القديمة والجديدة المتعلقة بالثقافة العربية في أدب الرحلات، وحكى الرفاعي عن بدايات شغفه بالتسلق، ورحلته إلى جبل إيفرست، والتحديات الكبيرة التي واجهته وكيف تخطاها للوصول إلى القمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©