الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجلسة الأولى.. استثنائية زايد جعلت الإعلام مشاركاً في صناعة حدث تاريخي

الجلسة الأولى.. استثنائية زايد جعلت الإعلام مشاركاً في صناعة حدث تاريخي
25 أكتوبر 2018 01:56

طه حسيب (أبوظبي)

تحت عنوان «صورة الإمارات في الإعلام»، انطلقت أمس فعاليات منتدى الاتحاد الثالث عشر، بمشاركة كوكبة من الباحثين والكُتاب والمفكرين. وتمحورت زوايا النقاش حول ثلاث جلسات رئيسة، أولاها، عن «ملامح صورة الدولة في الإعلام بمرحلتي التأسيس والتنمية»، وثانيتها، «صورة الإمارات في الإعلام خلال مرحلة التمكين»، والجلسة الثالثة تم تخصيصها لآليات الرد الإعلامي على حملات التشويه. وعلى ضوء هذه البنود، سلطت الجلسة الأولى التي أدارها حمد الكعبي، رئيس تحرير «الاتحاد»، الضوء ضمن 3 أوراق، أولاها للأكاديمي اللبناني الدكتور رضوان السيد، وحملت عنوان «زايد في الإعلام العربي والدولي خلال مرحلتي التأسيس والتنمية»، ثم ورقة الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور عبدالله جمعة الحاج عن «الإعلام ودور الإمارات في الدفاع عن الحقوق العربية وضمان الاستقرار الدولي»، والورقة الثالثة كانت للأكاديمي الإماراتي المتخصص في الإعلام د. حسن قايد الصبيحي وحملت عنوان «إدراك المؤسس أهمية الإعلام في تدشين دولة الاتحاد وتعزيز مسيرة التنمية».

تحت عنوان «زايد في الإعلام العربي والدولي خلال مرحلتي التأسيس والتنمية»، أكد د. رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية في ورقته، أن الدولة الاتحادية التي أقامها المغفور له الشيخ زايد على الحكمة، وبعد النظر والأخلاق في التعامل مع الداخل والخارج، هي تجربة نجاح مازال يتعاظم بالإنجاز، وصنع الجديد والتقدم في المجالات الداخلية والعربية والعالمية.

وعي زايد.. وقوة الاتحاد
استنتج السيد، في ورقته، أن القراءة في مضامين الصحف لحظة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة تشير إلى أن الدولة قامت على وعي وهمة وإرادة وإصرار الشيخ زايد، وإدراكه للضرورات التاريخية والحاضرة.. وقد جرى الاتحاد بسلاسة، ومن دون استئثار أو إرغام.
الدولة الاتحادية التي أقامها الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات حفظها الجيلان اللاحقان من الشيوخ، ومن المواطنين على الأسس ذاتها وعلى الإنجازات المتزايدة.
وحسب السيد، كان أنصار تدشين الدولة الاتحادية يبذلون جهوداً لإيضاح مشروعهم لدى الصحف العربية والأجنبية، وبدأ الاهتمام الحقيقي بمشروع الدولة الاتحادية في الظهور بالصحف العربية، بعد الاجتماع الذي حضره المغفور لهما الشيخ زايد، والشيخ راشد في دبي يوم 18 فبراير 1968، وخلال الاجتماع تم الاتفاق على إقامة اتحاد بين أبوظبي ودبي، ويشير د. رضوان إلى أن الاجتماع الثاني جرى في دبي أيضاً مع الإمارات الخمس الأخرى التي وافقت على إقامة اتحاد الإمارات العربية المتحدة. ولدى د. رضوان قناعة بأن التفكير في الدولة الاتحادية كان نابعاً من وعي الشيخ زايد القوي بضرورات الاستقلال، وأن يكون ذلك بقوة تدشين الدولة الاتحادية، مُفنداً ما ورد في دراسات تاريخية اعتبرت أن إعلان البريطانيين عام 1968 نيتهم الانسحاب من شرق السويس بحلول آخر عام 1971، هو الذي أدى إلى التفكير في الدولة الاتحادية.

إعلام الإمارات.. سرعة التطور
وفي ورقته المعنونة بـ «إدراك المؤسس لأهمية الإعلام في تدشين دولة الاتحاد وتعزيز مسيرة التنمية»، استنتج الكاتب والأكاديمي الإماراتي د. حسن قايد الصبيحي، في ورقته أن الإعلام في الإمارات أحد إفرازات الدولة الحديثة التي وضع دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومضى على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ورقة الصبيحي تخرج بخلاصة مفادها أن الإعلام أحرز نجاحات وقفزات مهنية، وقام بأدوار تتحلى بالمسؤولية الاجتماعية، سواء بالدعوة للتطوير والتنمية والتمهيد لهما، وبات أحد أهم قواعد الانطلاقة الحضارية للإمارات. وتؤكد الورقة أن جهوداً مضنية بذلها المؤسسون لتأسيس إعلام ملتزم بقضايا الوطن، كما أن الإعلام الإماراتي امتاز عن المسارات الإعلامية العربية الأخرى في البيئة الخليجية وغير الخليجية في كونه بدأ متواضعاً جداً، لكنه اجتاز المسافة الفاصلة بين النشأة والازدهار بسرعة فائقة وبسلاسة ويسر لا مثيل لهما في التجارب الإعلامية العربية الأخرى.
وقدم الصبيحي قراءة في إحدى وثائق «مركز الوثائق البريطانية» تتضمن رسالة من المندوب السامي إلى وزارة الخارجية البريطانية، تقول: إن زايد يتمتع بروح مرحة، وذو شخصية قوية تتسم بصفات الكرم والعطاء، وفي كل تعاملاته كان ميالاً إلى اختيار العروض الأقل تكلفة في اتفاقيات المشاركة في تنمية الدول، وتجنب العروض ذات التكاليف الباهظة على بلاده.
إعلام يخدم الدولة والمجتمع
وفي ورقته المعنونة بـ «الإعلام ودور الإمارات في الدفاع عن الحقوق العربية وضمان الاستقرار الدولي»، أكد الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور عبدالله جمعة الحاج أن الإعلام الإماراتي بعيد عن التهويل والتضليل والمبالغة، ويميل إلى ممارسة النقد الهادف بأساليب رصينة تخدم الدولة والمجتمع.
وتقدم ورقة الحاج خلاصات منها أن الإعلام الإماراتي بعيد عن الفكر المتطرف، وطوّر لنفسه على مدى الخمسين عاماً أو أكثر، أنماطاً فريدة خاصة به من الحرية والتنوع والقدرة على إيصال الأفكار الإيجابية عن الدولة، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وأن الصورة التي يرسمها الإعلام الإماراتي، وعلى الصعيد الداخلي، أن الإمارات، دولة ومجتمعاً، مدركة وواعية ومهتمة بالمخاطر المحيطة بها، خاصة تلك الآتية من فئات ضالة تتبنى أفكاراً مستوردة من الخارج تتمثل في جماعات التطرف والعنف.
سمات الإعلام الإماراتي
ويرى الحاج في ورقته أن أدوار الإمارات الخارجية مرت بثلاث مراحل، الأولى بدأت عام 1971 وانتهت عام 1980. الثانية من 1981 إلى 1990، والثالثة: بدأت عام 1991 ومستمرة حتى الآن. خلال المرحلة الأولى، ركّز الإعلام على نجاح الدولة في الحفاظ على استقلالها وسلامة أراضيها وشعبها من المخاطر كافة، وركز الإعلام على ابتعاد الدولة عن الاستقطابات العالمية والمحاور الأيديولوجية والتكتلات السياسية والعسكرية. في المرحلة الثانية- حسب ورقة الحاج- اندلعت الثورة في إيران ونشبت الحرب العراقية- الإيرانية انتهاء بغزو العراق للكويت في 2 أغسطس 1990، ثم حرب تحرير الكويت، وفي هذه المرحلة اتضحت صورة الإمارات في الإعلام عبر جهود امتدت لتصل إلى زوايا محيطها الخليجي والعربي والإقليمي بيد ممدودة بالخير إلى الجميع.
وأثناء الغزو العراقي للكويت، تمحورت صورة الإمارات في الإعلام، حول الرفض التام للغزو جملة وتفصيلاً، وأن الاحتلال الغاشم انتهاك لحرمة وسيادة دولة خليجية شقيقة ومستقلة. وعن أزمة إقليم كوسوفو التي اندلعت عام 1993، كانت الإمارات من أولى الدول التي تدخلت بفعالية، وكان تدخلها إنسانياً وليس عسكرياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©