تباينت آراء المحللين بشأن أداء السوق المصرية في الأسبوع المقبل لكنهم اتفقوا على تحكم مظاهرات اليوم الجمعة في تعاملات الأسبوع المقبل. وقال محمد عسران عضو مجلس إدارة شركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية “مظاهرات الجمعة هي التي ستحدد اتجاه تعاملات الأسبوع المقبل. أتوقع أن تنتهي بخير. ولذا أتوقع ارتفاع السوق وأحجام التداولات”. ويواصل شباب ائتلاف الثورة المصرية وعدد من الأحزاب وجماعات معنية بالحقوق ونشطاء يدافعون عن الديمقراطية تنظيم مظاهرات حاشدة بميدان التحرير كل جمعة للتأكيد على عدد من مطالبهم وتنضم إليهم غداً جماعة الإخوان المسلمين. وتستهدف الاحتجاجات على نحو متزايد المجلس العسكري الذي يدير البلاد وهي الأطول منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة. وقال عسران “السيولة ستزيد الأسبوع المقبل مع حلول شهر رمضان وتقليل زمن التداولات”. وقالت البورصة المصرية إنه سيجري خفض عدد ساعات التداول إلى ثلاث ساعات فقط من أربع ساعات في شهر رمضان الذي سيبدأ أول أغسطس المقبل. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية “تقليص ساعات التداول سيعمل على تنشيط التداولات خلال رمضان”. وأكد أن المتعاملين “عاشوا أسبوعاً صعباً ما بين أحداث العباسية السبت الماضي والدعوة لمظاهرات حاشدة اليوم”. كان العشرات أصيبوا خلال مسيرة يوم السبت في القاهرة حينما اشتبك آلاف المتظاهرين مع معارضين لهم بميدان العباسية. وأطلقت الشرطة العسكرية النار في الهواء لمنع المتظاهرين من الاقتراب من وزارة الدفاع لكنها لم تتدخل في الاشتباكات.
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة لثماني جلسات متتالية وسجل ثاني أقل قيمة تداولات منذ 23 مارس. ويرى إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الأوراق المالية أن أداء السوق في الأسبوع المقبل “سيكون مائلاً للهبوط. أتوقع الاقتراب من مستوى الدعم الرئيسي عند 4800-4950 نقطة”. وتابع “أتوقع ارتداد المؤشر من مستوى الدعم الرئيسي إلى مستويات المقاومة 5270-5600 نقطة”.
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 0,53% أمس ليختم معاملات الأسبوع خاسراً نحو 2.2 بالمئة عند 5022 نقطة. وتراجعت القيمة السوقية نحو خمسة مليارات جنيه (840 مليون دولار) على مدار الأسبوع لتصل إلى حوالي 383 مليار جنيه. وتوقع محسن عادل المحلل المالي “اتجاهاً عرضياً للسوق مع الميل للصعود. واستمرار اتجاه المتعاملين الأفراد نحو أسهم المضاربات. ولكن أتوقع استمرار نقص السيولة مع ترقب الأوضاع السياسية المتغيرة من يوم لآخر”. وتوقع تحول المستثمرين نحو الأسهم الدفاعية خلال تعاملات الأسبوع المقبل. وقال فتحي “محاكمة مبارك الأسبوع المقبل قد تكون عاملاً مساعداً للصعود بالسوق”. وأجبر مبارك على التخلي عن الرئاسة في 11 فبراير الماضي بعد خروج ملايين المصريين إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً. لكن عسران أكد أن “محاكمة الرئيس السابق مبارك ستكون إيجابية للسوق لو عقدت في شرم الشيخ وليس القاهرة”. وتبدأ جلسات محاكمة مبارك الموجود في مستشفى شرم الشيخ منذ أبريل في الثالث من أغسطس. وأدت تقارير منتظمة عن مشاكل صحية يعاني منها مبارك إلى تكهنات بأنه لن يمثل إلى المحاكمة أبداً وزادت الشكوك في أن الجيش يتجنب إهانته لخلفيته العسكرية. وقال عسران “أتوقع في حالة عقدها بالقاهرة أن يكون لها تأثيرات سلبية على السوق في حالة حدوث مصادمات بين أنصار مبارك وأهالي الشهداء”. (الدولار = 5,95 جنيه مصري).