الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أجمل مباراة عربية

أجمل مباراة عربية
26 نوفمبر 2019 00:10

كان‎ أسبوعاً حافلاً بالدراما في كرة القدم، وفي البداية مباريات المنتخب الأولمبي المصري، الذي توج بطلاً لأفريقيا بجدارة، وبعد خوضه خمس مباريات صعبة، تسلح خلالها الفريق بالروح العالية، التي ترجمها إلى أداء فني يواكب تطور كرة القدم وصعوبتها.
من‎ أهم مباريات هذا الأسبوع، تلك المباراة الدرامية التي أبهرتنا جميعاً في البطولة العربية، بين الفريقين المغربيين الوداد والرجاء، وهي المباراة التي طُبقت فيها أشهر مقولة لأساتذة الفن والسينما والمسرح: «الدراما القوية هي تلك التي يتخاصم ?فيها ?طرفان ?على ?نفس القدر من القوة».
كأني‎ كنت أشاهد أحد «أفلام الأكشن»، فقد تقدم الوداد 4 - 1، ثم تعادل الرجاء 4 - 4، بعدما سجل هدفه الرابع في الدقيقة 92 و49 ثانية، وجرت المباراة في أجواء احتفالية صاخبة، جسدت أمامنا ظاهرة «التيفو» أو الجنون، كما يسميها الإيطاليون والإسبان، حيث يصاب عشاق كرة القدم ومشجعو الفرق بحالة من حالات اللا وعي في بعض الأحيان، ويجدون أنفسهم مصابين بنوع من السحر الحي، تتجاذبهم الهجمات والفرص والأهداف والنتيجة، وتندفع الصرخات من الحناجر بالغناء والهتاف، كما حدث في تلك المباراة، التي تعد من أجمل وأروع مباريات «الديربيات»، التي عاشتها الكرة العربية، وأظنها أفضل مباراة أيضاً في تاريخ البطولة العربية للأندية، منذ انطلاقها في القرن الماضي.
إن‎ البطولة العربية بما قدمه فريقا الرجاء والوداد، يمكن أن تكون بالفعل مثل دوري أبطال أوروبا، فيما تقدمه من متعة وإثارة ودراما، وهو ما يعكس فلسفة البطولة وأهميتها، لتتجاوز فكرة الأرباح المادية التي تداعب خيال الأندية المشاركة، وتصل إلى مستوى العروض القوية الممتعة، التي تجعل ملاعبنا مسرحاً للأحلام.
مشجعو‎ الوداد والرجاء وعشاق كرة القدم، توجهوا إلى الملعب بألوان وقمصان الفريقين.. توجهوا وهم يحملون الرايات والأعلام والطبول والدفوف، وأخذوا يشجعون ويهتفون ويغنون بحماس أثناء اللعب، وبصوت كهزيم الرعد، وأطلقوا الصواريخ والشماريخ، واستمتعوا بثمانية أهداف، وبأجمل أسرار كرة القدم، وبجوهرها الحقيقي، وهو الصراع القوي النظيف.
وتبقى‎ تهنئة الهلال السعودي «الزعيم»، الفائز بلقب بطل آسيا للمرة الثالثة في تاريخه، بعد تغلبه على أوراوا ريد دياموندز الياباني 3 - 0 في مجموع المباراتين، ففي أجواء مثيرة، ووسط جماهير يابانية مشحونة بالحماس، قدم الهلال عرضاً شجاعاً خارج أرضه على استاد سايتاما، واستحق الهلال التهنئة على البطولة، وعلى الشخصية القوية والهجومية، التي خاض بها تلك المباراة النهائية، وهو يلعب خارج أرضه، إن هذه الشخصية تصل بأي فريق إلى منصات التتويج.
‎** هكذا هي كرة القدم، وهكذا تتحقق البطولات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©