الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

برعاية هزاع بن زايد.. إطلاق كتاب «زايد بن سلطان آل نهيان سيرة التحول والنهوض» في منارة السعديات

برعاية هزاع بن زايد.. إطلاق كتاب «زايد بن سلطان آل نهيان سيرة التحول والنهوض» في منارة السعديات
4 فبراير 2020 00:04

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تم إطلاق كتاب «زايد بن سلطان سيرة التحول والنهوض»، أمس في منارة السعديات، وذلك بحضور مؤلفي الكتاب سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس هيئة اللغة العربية والدكتور خليل الشيخ عضو الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب والأديب سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر الذي قام بإدارة الندوة وتحليل الكتاب مع المؤلفين، كما حضر عدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والإعلامية.

قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في تقديمه للكتاب: «جعلت هذه الدراسة من الفروسية، بكل ما تنطوي عليه من قيم وأخلاق مفتاح شخصية زايد، فنحن عندما نتأمل شخصية زايد، نجد سجايا الفارس الذي يتصف بالتسامح وعزة النفس والإباء والتسامي والعدل والمروءة والترفع عن الصغائر»، آملاً سموّه «أن يشكل هذا الكتاب حافزاً للباحثين كي يتعمقوا في دراسة مختلف المسائل التي توقف عندها».
ويقع الكتاب في 298 صفحة من القطع الكبير، وينقسم إلى ثمانية فصول تسعى في مجموعها لرسم معالم شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استطاع أن يبني أمّة ويصنع تحولاً حضارياً جذرياً يراه القاصي والداني. وقد أشار المؤلفان في تصديرهما للكتاب إلى أنّ شخصيّة الشيخ زايد تمثّل لحظة التوازن بين الركائز الثابتة والعناصر المتحولة، فقد ظلّ من المتمسّكين بالقيم والأخلاق والثوابت، كما ظل يدعو على الدوام إلى قيم الصدق، والمروءة، والإيثار، والتراحم، والتوادّ، والعدل، والإنصاف، مثلما كان منفتحاً على قيم العصر المتمثّلة بالحفاظ على حقوق الإنسان، والإيمان بالحريّة، والتعدديّة، والتسامح، ورفض التمييز العنصري، ولهذا لم يكن للهوية في نظره معطى ثابتٌ، كما أنها لم تكن لحظة منغلقة بقدر ما تشكلّت بوصفها ثمرة للحظة تفاعل منتج.
وتتميز الطبعة الخاصة لهذا الكتاب بأنها أنتجت في دولة الإمارات، وبأنها ذات مواصفات فنية عالية في الطباعة، أما لغته فجمعت بين العمق والبساطة لتخاطب في آن معاً الدارسين وعامة القراء ولاسيما فئة الشباب، مستثمرة جماليات الخط العربي.
والكتاب يغوص عميقاً في فكر الشيخ زايد بمنهجية علمية تحليلية تقدم أفكار الشيخ زايد التي جمعت بين الأصالة والحداثة، ويتتبع أبرز معالمها وطبيعة تطورها.

سيرة خصبة
يعرف دارسو سيرة الشيخ زايد ثراء سيرته، وما تمتاز به من خصب وحيويّة، فقد عاش حياة مملوءة بالأحداث والتحوّلات، وكان صانعاً للكثير منها، ولهذا يقارب الكتاب سيرة الشيخ زايد من منظور لحظتي التحوّل والنهوض، وهو منظور جوهري في حياة الشيخ زايد يكاد يختصر حركته في الزمان والمكان، ويؤدّي إلى الكشف عن منظوره النهضوي الذي تمثّل في قدرته على تحرير الطاقة المبدعة للفرد والمجتمع في دولة الإمارات، وزيادة فاعليتّه، وتخليصه من التشرذم والتفتّت، ويسعى الكتاب إلى تتبّع مدارج الترقّي في شخصية الشيخ زايد منذ طفولته وشبابه المبكّر، وكيفيّة بنائه لوعيه الذي أسهم في إحداث التحوّل والنهوض.
ويتدرج الكتاب في وصف رحلة الشيخ زايد وصولاً إلى مرحلة بناء الدولة، مجسدة بذلك رمزاً لتحوّل مجتمعي شامل، انتقل فيه المجتمع من حال إلى حال، من دون أن يفقد أصالته. وقد ظلّ الشيخ زايد على امتداد رحلته حريصاً على ثوابته، حرصَه على الإفادة ممّا عند الآخرين من علم وتقدّم، ولذا لم يستطع التحوّل أن يغيّر من جوهر شخصيّة الراحل الكبير الذي نشأ في بيئة يسكنها الإيمان، الذي بقي ملازماً لفكرة التقدّم عنده، فكان يكثر من ترداد قوله تعالى: «وما بكم من نعمة فمن الله»، مثلما ظلت تجربته الفرديّة وثيقة الصلة بمجتمعها وهي تحدث التحول وتبني النهضة، وظلّ كذلك إلى أن لقي وجه ربه سنة 2004.
وقد شهد حفل الإطلاق كل من الدكتور فهد مطر النيادي مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع، والأستاذ عبدالله ماجد المدير التنفيذي لدار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبعض أعضاء الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومحمد الشحي الذي تولى الإشراف الفني على الكتاب والفنان محمد مندي الذي خطط الكتاب. وستتلو هذه الطبعة الفاخرة طبعة عامة كما سيجري العمل على ترجمة الكتاب إلى عدد من اللغات الحية.

علي بن تميم: منهج جديد
وعلى هامش حفل إطلاق الكتاب تحدث سعادة د. علي بن تميم لـ«الاتحاد» عن مدى أهمية هذا الإصدار في إغناء المكتبة العربية والعالمية، وقال: تكمن أهمية الكتاب في أنه حاول أن يقرأ ويحلل كافة البحوث والدراسات التي أنجزت حول شخصية الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والاستعانة بها لنتوّج هذه الجهود بهذه الدراسة التي قدمت منهجاً جديداً في دراسة شخصية الشيخ زايد، وركزنا على ثنائية التحدي والاستجابة التي ظهرت في عنوان الكتاب.
كما تكمن أهمية الكتاب في أنه يتناول المفاهيم الأساسية التي تطرح الآن في دولة الإمارات مثل الهوية والتسامح والإعلام وموقف الراحل الكبير منه، وكيف كان يراه ويرى الثقافة والتراث والمعاصرة. وإذن، الكتاب يحاول أن يتابع سيرة الراحل الكبير من خلال المفاهيم الكبرى التي شكلت هذه التحديات حيث بدأت بتحدٍّ، وهذا التحدي انتهى باستجابة.
وختم د. بن تميم قائلاً: أهمية الإصدار أنه يجمع بين السرد والصور، ويجمع بن نمو وتطور أهم العناصر المؤثرة في شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأهم الأفكار التي تتمحور حول الشخصية وهي أفكار تطرح اليوم. والأمر الثاني لغة الكتاب، فهي لغة رشيقة تحاول أن تصل إلى الباحثين، وفي الوقت نفسه تصل للناشئة والشباب.

سلطان العميمي: رؤية عميقة
بدوره تحدث الأديب سلطان العميمي قائلاً: إن هذا الكتاب يتناول شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورؤيته التنموية في بناء الإنسان وبناء الوطن منذ بدايات نشأته إلى قيام الاتحاد، كما أن الرؤية المطروحة بالكتاب للمؤلفين تنطلق من بحث ومرجعية عميقة تتصل بالثقافة العربية، وحتى الأطروحات الفلسفية أيضاً، وكذلك فيه رؤية شعرية تناولت كذلك قصائد الشيخ زايد، وقد ربطت هذه الرؤية وهذه القصائد بما يتعلق بهوية الفرد في الإمارات، بالتسامح، وببناء الدولة نفسها والتحديات التي واجهت الشيخ زايد وواجهها أيضاً في بناء الدولة وبناء الفرد. فهذا الكتاب يعطي منطلقات جديدة ومختلفة في تحليل رؤية الشيخ زايد تجاه بناء الدولة وبناء الفرد، وأيضاً شعرياً هناك تحليل جميل لرؤية الشيخ زايد تجاه الأرض والهوية والإنسان الإماراتي وغير الإماراتي كذلك، وعن الماء وقيمته في قصائده وأثره في تحويل هذه الصحراء إلى بساتين خضراء. هذا تحليل جديد في قصائد الشيخ زايد في بناء الدولة.

خليل الشيخ: الشاعر القائد
ونبقى مع الشعر الذي تحدث عنه أيضاً لـ«الاتحاد» د. خليل الشيخ فقال: الشيخ زايد شاعر، وفي الكتاب ليس القصد أن نكتشف شاعرية الشيخ زايد، فقد كتب عن هذه الشاعرية الكثير وتحدث الناس عنها بمستويات مختلفة. ولكننا أردنا أن نكتشف أن شاعرية الشيخ زايد تشكل ثنائية مهمة مع قيادته، فلم يكن زايد قائداً فحسب بل إدارياً عظيماً وصانع تحولات كبرى، وكان مبدعاً عظيماً، وبالتالي تتجاور مع شخصيته الشاعرية العظيمة والقيادة من جهة أخرى، وهذا ما يعطي للشاعرية معنى مختلفاً فهي تشكل ذائقة جمالية مختلفة ومتفردة، فهو يعرف الجمال وأبعاده ويتذوقه ويقدر على فهم تحولاته ويقدر ويعي جماليات الشعر العربي. فهو قائد يصنع تحولات مجتمعية كبرى وتقوم أيضاً هذه التحولات على الجمال، وبالتالي كان شعره مرآة لذاته القيادية من جهة والفردية من جهة أخرى.

منظور نهضوي
يقارب الكتاب سيرة الشيخ زايد من منظور لحظتي التحوّل والنهوض، وهو منظور جوهري في حياة الشيخ زايد يكاد يختصر حركته في الزمان والمكان، ويؤدّي إلى الكشف عن منظوره النهضوي الذي تمثّل في قدرته على تحرير الطاقة المبدعة للفرد والمجتمع في دولة الإمارات وزيادة فاعليّته، وتخليصه من التشرذم والتفتّت، ويسعى الكتاب إلى تتبّع مدارج الترقّي في شخصية الشيخ زايد منذ طفولته وشبابه المبكّر، وكيفيّة بنائه لوعيه الذي أسهم في إحداث التحوّل والنهوض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©