عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
بعد عقود من الاكتفاء بالمشاهدة، يدخل الملايين من عشاق الدوري الإنجليزي في المنطقة العربية إلى عصر المشاركة، في ظل تألق النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول والنجم الجزائري رياض محرز لاعب مان سيتي، فقد نجحا في جعل مباريات «البريميرليج» أكثر إثارة ومتعة وترقباً لدى الملايين من عشاق الكرة العالمية في المنطقة العربية، وذلك بالنظر إلى ما يقدمه كل منهما، والرائع في الأمر أن القمة الإنجليزية أصبح مصيرها يتقرر بما يقدمه صلاح ومحرز، حيث يتصدر «البلو مون» جدول الترتيب برصيد 23 نقطة بعد مرور 9 جولات، ويشاركه الصدارة ليفربول بنفس الرصيد وبفارق 10 أهداف لمصلحة «بيب تيم».
النجم الجزائري، تمكن من تقديم مباراة كبيرة مع مان سيتي وقاده للفوز بخماسية على بيرنلي، وكان نصيبه منها الهدف الأجمل في المباراة، وهو هدفه الثالث في «البريميرليج» بقميص السيتي الموسم الحالي، والأول في معقل النادي باستاد الاتحاد، مما جعله يعبر عن فرحته الكبيرة عقب المباراة بهذا الهدف، فضلاً عن إشادة بيب جوارديولا به، ليس فقط فيما يتعلق بروعة الهدف الذي سجله بطريقة مهارية خاصة في شباك بيرنلي، بل لأنه تعافى سريعاً من تأثيرات ركلة الجزاء التي أهدرها أمام ليفربول في الجولة التي أقيمت قبل التوقف الدولي.
وتابع جوارديولا: «من يسددون ركلات الجزاء هم الذين يهدرونها، لا يمكن للاعب لا يملك الجرأة أو المهارة في تنفيذ هذه الركلات أن يهدر إحداها، لقد ظهر محرز بصورة رائعة في الآنفيلد حينما تعادلنا مع ليفربول، لذلك دفعت به أساسياً أمام بيرنلي، أعتقد أن محرز يملك قوة الشخصية، وهي أقوى أسلحة اللاعب الجيد، كما أنه لاعب مهاري وموهوب، إنه يسجل باليمنى واليسرى دون معاناة، كنا ندرك جيداً قدراته الخاصة قبل أن نتعاقد معه، وها هو يبرهن على أنه صفقة رابحة لمان سيتي».
وعلى الجانب الآخر، يواصل النجم المصري محمد صلاح رحلة العودة من جديد، فقد سجل هدفاً في مرمى هيدرسفيلد منح به ليفربول 3 نقاط جعلته شريكاً في صدارة البريميرليج مع مان سيتي، وهو هدف صلاح الرابع في المسابقة الإنجليزية الموسم الحالي، وعلى الرغم من وصوله إلى هذا الرصيد التهديفي في 9 مباريات، إلا أن تألق صلاح التاريخي الموسم الماضي لا زال يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليه، خاصة بعد وقوفه على منصة المنافسة مع أفضل 3 نجوم في العالم، سواء أوروبياً أو في مسابقة الفيفا.
وأشاد يورجن كلوب بما يقدمه صلاح منذ بداية الموسم، ولم يتردد في الدفاع عنه، نافياً أن يكون النجم المصري يعاني تراجعاً يدعو للقلق، حيث أكد أنه يتعين على صلاح وكذلك الجماهير والإعلام في كل مكان نسيان ما حققه هداف ليفربول واللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، لكي لا يتحول ذلك إلى عنصر ضغط بدلاً من أن يكون دافعاً لتقديم الأفضل.
كما أكد كلوب أن هدف صلاح الذي منح به ليفربول 3 نقاط مهمة يجعله يشعر بالرضا مؤقتاً، ولكنه ليس سعيداً بالأداء المتوسط الذي قدمه فريقه أمام هيدرسفيلد، فقد اعتاد كلوب على حد قوله أن تحقق الأندية التي يتولي تدريبها الفوز مع تقديم الأداء الممتع الجذاب، ولكنه يشعر بالرضا نسبياً في ظل الظرف الراهن الذي يتمثل في كثرة اللاعبين الذين يعانون من الإرهاق أو الإصابات بعد عودتهم من فترة التوقف الدولية.
وبالعودة إلى محرز وصلاح والبصمة التي حققها كل منهما في ملاعب الإنجليز، فقد تمكنا معاً من تسجيل أكثر من 100 هدف، وتحديداً 102، منها 50 هدفاً لصلاح في 83 مباراة، و52 هدفاً لمحرز سجلها في 192 مباراة سواء مع ليستر سيتي أو مان سيتي، أما عن حصيلتهما في البريميرليج تحديداً فقد سجلا معاً 80 هدفاً، منها 42 لمحرز في 148 مباراة، و 38 هدفاً سجلها صلاح في 58 مباراة بقميصي تشيلسي وليفربول.
ومنذ انطلاقة الموسم الجاري، سجل صلاح 4 أهداف في البريميرليج وصنع هدفاً، في 9 مباريات، فيما سجل محرز 3 أهداف، ويتمتع كل منهما بمكانة خاصة في تكتيك وفكر مديره الفني، حيث يتمسك جوارديولا بجعل محرز أساسياً على الرغم من كثرة النجوم في صفوف البلو مون، فهو يراه الأكثر قدرة على صنع الفارق بفضل مهاراته، مع كل من سيلفا وساني ودي بروينه، وعلى الجانب الآخر يرى كلوب أن صلاح لا زال النجم الأكثر قدرة على ترجمة جهد الفريق إلى أهداف، على أمل أن يعود الثلاثي الناري «صلاح وماني وفرمينيو» لتقديم الأفضل الذي يثير الخوف في دفاعات الأندية المنافسة كما حدث الموسم الماضي سواء محلياً أو على مستوى منافسات دوري الأبطال.
