السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

توفيق العشا.. طائر الفرح وملهم الأطفال

توفيق العشا.. طائر الفرح وملهم الأطفال
21 أكتوبر 2018 02:14

أحمد النجار (دبي)

ترجل صاحب الصوت الرخيم، العالق في وجدان أطفال الثمانينيات، الفنان السوري توفيق العشا عن عمر يناهز 70 عاماً، ليتوقف طائر الفرح وصاحب الحضور الملهم في عالم الصغار والكبار عن التحليق، وأبدع العشا في مسلسلات عدة منها «مرايا وجدار الزمان، ووضاح اليمن، ويوميات مدير عام» وغيرها، وخلال مسيرته كان مثالاً للإنسان الشهم الذي رسم الكثير من القيم النبيلة عبر أعماله التي ستظل محفورة في العقول والقلوب معاً..
نعم، رحل العشا من دون تلويحة وداع يهديها لمحبيه، الذين يرونه عنوانا للفرح القديم ورمزا للطفولة الغائبة.

«الطائر ملسون»
صوت العشا لا تزال ترانيمه تغرد في وجدان الملايين شدواً طفولياً عذباً، وقد نعاه كوكبة من نجوم الفن والدراما وصناع برامج الطفل في الوطن العربي، حيث تحولت منصات «السوشيال ميديا» إلى فضاء عزاء ملون من الذكريات الجميلة، وتصاعدت كلمات الرثاء وبورتريهات من أعماله المتنوعة، ومقاطع وفيديوهات بصوته العذب الرخيم، وهو يتلو أناشيد الطفولة وترانيم الزمن الجميل من خلال شخصية «الطائر ملسون» التي أداها بصوته الفخم في مسلسل الأطفال التعليمي «افتح يا سمسم» بجزئيه الأول والثاني، والذي امتاز فيها بأدائه الجميل وقدرته على الغناء للأطفال.

الفنان والإنسان
وداعاً «أبو رزان»، هكذا يحلو لأصدقائه المقربين مناجاته، بعد أن نثروا حزنهم في كلمات مليئة بالفقد والأسى، تجسد روعة شخصيته المحببة القريبة من قلوب الناس، وداعاً كلمة صاغها الكثيرون في «#هاشتاغات» تتصاعد منها ترانيم وأناشيد الطفولة التي أداها توفيق من خلال شخصية «ملسون»، وفي رثاء هذا الفنان الإنسان والإنسان الفنان، الحاضر الذي لا يموت، الذي عرفه الجميع بكرمه النادر، وتواضعه الجم، وابتسامته البيضاء التي تعلو وجهه البريء، وصوته العميق الذي ترك بصماته في خواطر ومشاعر الملايين، سيرة عطرة من الإنجازات والنجاحات سطرها الراحل في مسلسلات درامية عديدة أهمها (حارة نسيها الزمن، دولاب، ماريانا، أولاد بلدي، أخماس بأسداس، أبجد هوز، مواكب النصر، تغريبة بني هلال، الأميرة الشماء، الأميرة الخضراء، الزيناتي خليفة، الحب والشتاء، رمضان كريم، وأحمد باشا الجزار.. وغيرها).

برامج الطفل
قال الفنان الإماراتي جاسم عبيد صاحب شخصية «دبدوب»، إن الراحل كان له مناقب وسيرة فنية عبقة بالقيم والروائع، خاصة في برنامج الطفل الشهير «افتح يا سمسم»، وعبر عبيد عن أسفه لوفاة العشا الذي يصفه بـ «أيقونة الطفولة»، وصاحب الصوت الأصفر الذي لا يغيب عن القلب، معتبراً أن هذا العملاق الذي ترك بصمات مهمة في وجدان الأطفال يمثل خسارة للوسط الفني والثقافي في الوطن العربي ككل، داعياً المؤسسات الثقافية العربية والخليجية بضرورة الاحتفاظ بالإرث الفني الذي قدمه لجمهور الأطفال، ويجب استعادة هذه البرامج لإحياء ذكراه ومواصلة رسالته النبيلة للتعلم منه والاقتداء بشخصيته المحببة والاحتفاء بعطائه الكبير، ولفت جاسم إلى أن أهمية برامج الطفل كونها تمثل مدرسة تربوية وتنويرية تسطع بالقيم والعبر التي تهذب النفوس، وتنير العقول، وترتقي بالفكر والوعي.

من أعمدة الفن
وقال الفنان والمخرج السوري عارف الطويل، إن الفنان توفيق العشا ترك أعمالاً قيّمة تعد علامات ثقافية وتعليمية وفنية مهمة، ولفت إلى أن العشا الذي ولد عام 1948 في بيروت، قدم رائعته الفنية للطفل بدور دمية الطائر «ملسون» في برنامج الأطفال «افتح يا سمسم»، وبسبب خامة صوته المميزة التي تأنس لها الحواس، فقد قدم أعمالاً كثيرة للإذاعة والدبلجة في الثمانينيات من القرن الماضي، كما عمل في السينما وشارك في أفلام عدة، منها: الانتفاضة، عملية شناو، الأحمر والأسود والأبيض، فتيات حائرات، أبو عنتر بوند، أيام في لندن، وغابة من الأسمنت.
نجوم وممثلون سوريون عبروا عن حزنهم لفقدان الفنان توفيق العشاء، أبرزهم قصي خولي وسلاف فواخرجي وجيني إسبر وتولين البكري وجيهان عبدالعظيم، كما قالت الفنانة مها المصري، إن الراحل كان زميلاً غالياً جمعتها به أعمال عدة، وشاركته سلسلة مرايا، ودعت لروحه بالسلام ولأهله وأسرته بالصبر والسلوان. وقالت الفنانة سحر فوزي إن رحيله شكل خسارة كبيرة للوسط الفني، كونه أحد أعمدة الفن السوري، كما قدمت أحر التعازي لأسرته وللفنانين السوريين. كما قدمت يارا صبري تعازيها الحارة إلى أهله ومحبيه وجمهوره في الوطن العربي.
أما الفنانة السورية عبير شمس الدين، فقالت «الرحمة لروحك ولأرواح من سبقوك من فناني بلدي الذين يموتون حزناً على ماض جميل.. الحمد لله قدرت شوفك قبل الرحيل.. الله يرحمك.. وداعاً». كما نعاه المخرج مؤمن الملا، قائلاً: «لا أعتقد أيها الأصدقاء أن المديح والعرفان وإطلاق التسميات التي لم يسمعها قبل موته ستريح روحه الحزينة».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©