السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيارق العربا» يقدم البداوة كما لم يعرفها المشاهد من قبل

«بيارق العربا» يقدم البداوة كما لم يعرفها المشاهد من قبل
26 يوليو 2011 20:09
من الأعمال التي ينتظر أن تحظى باهتمام المشاهدين في الدورة الرمضانية المقبلة، يأتي المسلسل البدوي “بيارق العربا” الذي تقرر عرضه على قناتي “أبوظبي الأولى”، و”أبوظبي الإمارات” في المقدمة. ذلك أنه، وبالرغم من كون الأعمال البدوية ليست جديدة على الأمسيات الرمضانية، وعلى تلفزيون أبوظبي خاصة، إلا أن في بعض مكونات المسلسل ما يبرر الزعم بتمايز ما، وعلى مستويات متعددة. لعل في مقدم عوامل التمايز التي يمكن نسبها للمسلسل، يمكن الحديث عن القصة التي صاغها الكاتب رعد الشلال معتمداً على إحاطته المتمكنة من البيئة البدوية، والتي تتناول فترة زمنية تمتد على مساحة القرن السابع عشر، وهي فترة غير مغطاة درامياً بما يمنحها حقها من الشمولية والإفصاح، ذلك أن النص الدرامي يتناول التجربة البدوية وفق رؤية مغايرة للمألوف، بل هو يتولى تصحيح بعض المفاهيم السائدة عن البدو، لا سيما لجهة افتقادهم للاستقرار للجغرافي، وهشاشة الصلة بينهم وبين الأرض، فالمتداول عن نسق المعيشة البدوية أنهم قوم يميلون عادة إلى الترحال، وهم بالتالي لا يقيمون صلة راسخة مع المكان، ما يتمحور حوله مسلسل “بيارق العربا” صراع مستميت يخوضه الشيخ خالد، شيخ قبيلة البيارق، ضد زعيم قبيلة الجهاذم الشيخ طالوم، أما سبب الصراع، وعنوانه الأبرز، فهو محاولة الأخير الاستيلاء على مساحة من الأرض تعود ملكيتها للأول. تناقضات متجاورة هكذا إذن يبدأ المسلسل من نسف إحدى المقولات الأساسية التي جرى الركون إليها طويلاً في مقاربة الحياة البدوية، ثم يتابع نحو تفاصيل حياتية بالغة الإيحاء ترصد سلوكيات أهل الصحراء، وما يمارسونه في حياتهم اليومية من أفعال يجد صداها الكثير من ردود الأفعال الغرائبية في أوساط المتابعين ممن ابتعد نمط حياتهم عن مثيله للبدو. تحظى قيم البداوة من نخوة وشجاعة وثبات موقف وترفع عن الصغائر، إضافة إلى الاستعداد للتضحية والأثرة والتعاون، بالكثير من الحضور في أحداث المسلسل، وهي لا تساق بصورة ترويجية أو دعائية مباشرة، إنما يصار إلى تقديمها وفق قوالب سردية مقنعة، وأحداث مركبة يتجاور فيها الحب مع الصراع، وتتقاطع في سياقها المودة مع مشاعر نقيضة، يجري ذلك كله في أجواء استلهام مؤثر لواقع الحياة القاسية التي تقدمها الصحراء لقاطنيها، الأمر الذي يمنح العمل التلفزيوني الكثير من مقومات الاختلاف، وما بيرر بالتالي وجوده كعنصر درامي متفرد، وكخطاب مرئي يحمل في ثناياه مقاربة متجددة لواقع تقليدي. إبهار مشهدي لا يعتمد “بيارق العربا” على صياغته التأليفية وحدها، بل يتعداها نحو بنيته الفنية والإخراجية أيضاً، حيث جرى تدعيم المادة المشهدية بالكثير من عناصر السينوغرافيا المفرطة في ثرائها، حتى يمكن الحديث عن بذخ انتاجي مثير للاهتمام، وقد أمكن توظيف كل ذلك في إطار تقديم رؤية مشهدية مقنعة، تتوخى إبهار المشاهد الذي يقتصر مخزونه من الأعمال البدوية على خيمة وجلسة وبعض الإبل والخيل، في حين أن للبداوة عالمها الشاسع الذي ينطوي على مكونات بالغة الوفرة. يتميز العمل ببنية مركبة، كما سبقت الإشارة، حيث تتجاور في لعبته السردية خيوط درامية متعددة، حيث ينهض محوره الرئيسي على الخلاف بين الشيخ خالد والشيخ طالوم، لكنه، في محاور فرعية، يتناول العديد من النقاط المثيرة للاهتمام مثل حياة شيوخ العشائر وتفاصيل عيشهم اليومي، كما يبدي اهتماماً بتفاصيل الحياة البدوية كبناء البيوت، واستخدام التقنيات التقليدية في تذليل المصاعب الكثيرة التي تعترض أهل الصحراء، وفي إضافة تقنية تتكامل مع البناء المشهدي تمت تغذية العمل بلمسة سينمائية محترفة، عندما جرت الاستعانة لتصوير المعارك، بفريق تصوير عالمي نفذ العديد من الأفلام المهمة من بينها فيلم “المهمة المستحيلة” لتوم كروز. نجوم الدراما العربية يضم العمل مجموعة من نجوم الدراما العربية منهم ياسر المصري، منذر رياحنة، عبير عيسى، ريم بشناق، شايش النعيمي وغيرهم، وهو من إخراج إياد الخزوز، الذي يحرص على الذهاب بعيدا بالدراما الإماراتية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©