الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"واشنطن تايمز" تتساءل عن ارتباط اختفاء خاشقجي بعلاقته بـ"الإخوان"

"واشنطن تايمز" تتساءل عن ارتباط اختفاء خاشقجي بعلاقته بـ"الإخوان"
19 أكتوبر 2018 00:23

دينا محمود (لندن)

رأت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أن التاريخ المثير للجدل للصحفي السعودي جمال خاشقجي وخاصةً علاقته بالتنظيمات المتشددة في الشرق الأوسط مثل جماعة «الإخوان» الإرهابية، لعب دوراً كبيراً في الغموض الذي يكتنف مسألة اختفائه في مدينة إسطنبول التركية منذ الثاني من أكتوبر.
وفندت الصحيفة واسعة الانتشار في تقرير إخباريٍ حمل عنوان: «تهديد مفترض: التاريخ المعقد والطويل لخاشقجي يضعه في مرمى النيران»، الاتهامات الزائفة التي يحاول أصحابها الربط بين المملكة العربية السعودية وملف الاختفاء، قائلةً «إن المطلعين على بواطن الأمور في الشرق الأوسط، يشيرون إلى أن هناك حبكات ثانويةً أكثر عمقاً لعبت دوراً في اختفاء خاشقجي، وليس الروايات المختلقة التي تروجها بعض وسائل الإعلام المغرضة».
وقال التقرير الذي أعده الصحفي جاي تايلور إن تلك الحبكات تنبع من مسيرته (خاشقجي) الطويلة كناشط سياسي، وعلاقته السابقة مع جماعة الإخوان الإرهابية. وأشار إلى أنه على الرغم مما يقال من أن الصحفي السعودي المختفي، كان قد أنهى قبل سنوات أي ارتباط رسمي له بهذه الجماعة الإرهابية فإنه من المعتقد أن روابطه السابقة بهذه الجماعة كانت سبباً لعدم الثقة فيه، موضحاً أن تلك الروابط بدأت منذ أن كان خاشقجي شاباً.
ولفتت «واشنطن تايمز» الانتباه إلى أن الصحفي السعودي اختفى في تركيا التي ترتبط حكومتها بعلاقاتٍ وثيقةٍ بقطر وجماعة الإخوان، وهي العلاقات التي تجسدت في الدعم العاجل الذي قدمته أنقرة لـ «نظام الحمدين» لإنقاذه من مواجهة كارثة اقتصادية محققة بعد فرض «الرباعي العربي» المقاطعة عليه منتصف العام الماضي. وحرصت على الإشارة إلى الإجراءات الصارمة، التي تتخذها السلطات السعودية في الوقت الحاضر لمواجهة الخطر الذي يمثله «الإخوان»، من قبيل تصنيف هذه الجماعة كتنظيمٍ إرهابيٍ، وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع النظام القطري، الذي يشكل إحدى أبرز الجهات الداعمة لتلك الجماعة الإرهابية.
وأبرز تقرير الصحيفة الاتهامات التي توجهها المملكة ومعها باقي الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات ومصر والبحرين)، للدوحة بتمويل جماعة «الإخوان» الإرهابية لـ «إثارة القلاقل ضد الحكومات في مختلف أنحاء العالم العربي». وأشار إلى أن المحللين المعنيين بشؤون الإرهاب يعتبرون «الإخوان» غالباً الجماعة «التي تقف وراء ظهور تنظيم «القاعدة» الإرهابي، المسؤول عن تنفيذ عددٍ لا حصر له من الهجمات الدموية في مختلف أنحاء العالم.
وفي مؤشرٍ آخر على العلاقات المثيرة للجدل التي ربطت خاشقجي بالتنظيمات الإرهابية، ذَكَّرَ تايلور في تقريره أن هذا الرجل «اجتذب الاهتمام الدولي وهو في الثلاثينيات من عمره، عندما أجرى مقابلةً مع أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، عندما كان الأخير مُقيماً في السودان. وأوضحت أن اسم خاشقجي كان معروفاً في الدوائر الحكومية بالولايات المتحدة قبل حتى ظهور الصحفي المختفي في المشهد، وذلك لأن عمه عدنان خاشقجي كان تاجر سلاحٍ ذائع الصيت على الساحة الدولية، تورط في فضيحة إيران كونترا التي كانت إدارة (الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريجان ضالعةً فيها»، في ثمانينيات القرن الماضي، وشهدت بيع أسلحة أميركية لإيران سراً خلال حربها ضد العراق. وأبرز الصحفي الأميركي في تقريره النفي السعودي الواضح في ملف فقدان أثر خاشقجي بأي شكلٍ من الأشكال، وأشار كذلك إلى تعهد المملكة بدعم أي تحقيقٍ شفافٍ يستهدف كشف غموض هذه الواقعة. كما نقل عن مصادر مقربةٍ من الحكومة السعودية تأكيدها على أن السلطات في الرياض لا يمكن أن تُصدر أوامر بالقيام بعمليات اغتيال كتلك التي يحاول خصومها إلصاقها بها، مُشددةً على أن السياسة المعتادة من جانب المملكة حيال الشخصيات المُنتقدة لبعض سياساتها مثل خاشقجي تتمثل في محاولة إعادتها إلى كنف الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©