الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قرارات «المهرجين»

قرارات «المهرجين»
21 نوفمبر 2019 00:03

نصورهم أحياناً وكأنهم ملائكة، لا يرتكبون في كرة القدم آثاماً ولا حماقات، وأن احترافهم لا ينزلق إلى ما هو شائع في مشهدنا الكروي العربي من سلوكيات غريبة.
مطلقاً لا أدعي أن كرة القدم الأوروبية لم تصل إلى مستويات عالية من «الحرفنة» والإتقان في تدبير كرة القدم بشكل احترافي لا يترك إلا القليل القليل من هوامش الخطأ والاهتراء، ولا نية لي أن أسفه هذا المسار الطويل والشاق الذي قطعته كرة القدم الأوروبية، لكي تنال الزعامات، وتصبح لكرة القدم في القارات الأخرى المرجع والمنبع، إلا أنني أختلف مع كل الذين يرفعون الكرة الأوروبية إلى درجة القداسة، فما يحدث في النوادي والاتحادات الرياضية من وقت لآخر يصيب بالذهول ثم بالصدمة.
أظنكم سمعتم بالقرار الذي كشف عنه لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم يوم الثلاثاء الماضي، والقاضي بإعادة لويس إنريكي إلى قيادة منتخب «لاروخا»، بعد أشهر من الغياب القهري بسبب مرض نجلته، المحزن في الأمر أن هذا القرار تم الكشف عنه ومنتخب إسبانيا يحقق فوزاً بخماسية نظيفة على رومانيا، وينهي مشوار التصفيات المؤهلة إلى بطولة أوروبا للأمم 2020 متصدراً مجموعته من دون أي هزيمة، وقد اعتبر بمثابة طعنة خنجر في ظهر المدرب روبيرتو مورينو الذي أمن بشكل رائع فترة الغياب الاضطراري للويس إنريكي، وكان يستحق من الاتحاد الإسباني شيئاً آخر، غير هذا الذي أدخله في نوبة بكاء شديد في مستودع الملابس، وهو من كان يجدر به أن يبكي فرحاً بهذا الذي حققه لمنتخب بلاده في ثوب رجل الطوارئ.
مثل هذه القرارات الفجائية والغريبة التي تشير إلى وجود نوع من الرعونة «المجملة» في التدبير الكروي الاحترافي، والتي جعلت الحارس الأسطوري لـ «لاروخا» وريال مدريد إيكر كاسياس، يعقب بخبث في تدوينة له على ما حدث بالقول: «نحن بلد المهرجين، تحيا إسبانيا»، أتى بها نفس هذا الروبياليس قبل سنة وأكثر، فقد عمد بكل جرأة إلى الإطاحة بالمدرب جولين لوبيتيجي من على رأس المنتخب الإسباني، وهو في طريقه لملاقاة المنتخب البرتغالي في أولى مباريات الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، ونصب بدلاً منه المدرب فيرناندو هييرو، لمجرد أن لوبيتيجي كشف عن تعاقده لثلاث سنوات مع ريال مدريد، وهو ما يزال على رأس المنتخب الإسباني، قرار عارضه نجوم لاروخا بلا طائل، وأثار وقتها جدلاً واسعاً، وعرض روبياليس لانتقادات شديدة اللهجة، خاصة لما أقصي «لاروخا» من الدور ثمن النهائي على يد المنتخب الروسي، بل هناك من جهر بالحقيقة المؤلمة، وهو يوجه خطابه لوربياليس: «كيف نسمح لأنفسنا بإعطاء الآخرين دروسا في الحوكمة الجيدة، ونحن نرتكب مثل هذه الحماقات».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©