الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خادم الحرمين يدعو إيران لصفحة جديدة مع العالم

خادم الحرمين يدعو إيران لصفحة جديدة مع العالم
21 نوفمبر 2019 00:11

الرياض (وكالات)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية دعم الحل السياسي في اليمن من خلال جهود المبعوث الأممي وثبات الموقف في نصرة الحكومة الشرعية لتحقيق الأمن والاستقرار وحفظ المؤسسات وضمان وحدتها واستقلالها، وتوحيد الصف ودعم الاقتصاد. وقال في كلمة خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان: «أثمرت ولله الحمد جهود المملكة بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث ويتيح للشعب استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية».
وقال خادم الحرمين «لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمائة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً». وأضاف: «إن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ 286 صاروخاً باليستياً و289 طائرة من دون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلاً أي دولة أخرى، لم يؤثر على مسيرة المملكة التنموية ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها. ولقد أظهرت الاعتداءات التخريبية على المنشآت النفطية في بقيق وخريص، والتي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، ما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقص في الإمدادات ودورها الرائد في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية».
وأضاف: «ما زال النظام الإيراني مستمراً منذ أكثر من أربعة عقود بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومواصلاً الرعاية والدعم لقوى الإرهاب والميليشيات المسلحة التي تستهدف كيان الدول وتقوض مؤسساتها في المنطقة، وقد آن الأوان لإيقاف ما يحدثه هذا النظام من فوضى ودمار، وزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة، ونؤكد أهمية قيام المجتمع الدولي بوضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والبالستي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري للتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وتابع قائلاً: «لقد عانت المملكة، والعديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها، من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه، التي وصلت مؤخراً إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص تحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة. وأضاف النظام الإيراني إلى رصيده الإجرامي خلال العام المنصرم الاعتداء التخريبي على محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق غرب الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، واستهداف سفن شحن وناقلات نفط في الخليج العربي، والاعتداء التخريبي الذي استهدف المنشآت النفطية في بقيق وخريص. وقد التزمنا كعادتنا في المملكة بالحكمة في التصدي لهذه الأعمال الجبانة، ونثمن بكثير من الاعتزاز مواقف حلفائنا من الدول الشقيقة والصديقة من هذه الأعمال الجبانة».
وأضاف خادم الحرمين: «إن على النظام الإيراني أن يدرك أنه أمام خيارات جدية، وأن لكل خيار تبعات سيتحمل هو نتائجها، وأن المملكة لا تنشد الحرب، لأن يدها التي كانت دوماً ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان، وتأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أن لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساتها إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب وبفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والعالم تنطلق من تعهدات واضحة بالالتزام بالقانون الدولي ووقف كل أشكال التدخل والتخريب في الدول الأخرى، فالتصعيد لن يزيد النظام الإيراني إلا عزلة، ولا يمكن للنظام الإيراني أبداً أن يثني أو يقايض إرادة المجتمع الدولي الرافضة لممارساته التخريبية بالتهديد أو التصعيد».
وقال خادم الحرمين: «إن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم (أرامكو) للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها. كما يأتي فتح قطاع السياحة وبدء العمل في إصدار التأشيرة السياحية تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع الواعد الذي يوفر فرصاً وظيفية كبيرة، وجسراً ثقافياً للتواصل مع العالم ليشارك التراث الغني والمعالم الحضارية.
وشدد خادم الحرمين على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، والاستمرار لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر رؤية 2030. لافتاً إلى تصنيف المملكة هذا العام من قبل البنك الدولي كأكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً من بين 190 دولة في العالم، مما يعكس التصميم على المضي قدماً في تنفيذ البرامج الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزاً للأعمال في العالم، وتحقيق طموحات لا حدود لها.
وقال: «يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تمت مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمةً تميز المجتمع السعودي، كما تتواصل جهودنا ضمن تضامن دولي لمحاربة الإرهاب ومطاردة الإرهابيين أفضى إلى إلقاء القبض على قائد تنظيم (داعش) في اليمن، مع استمرار جهودنا الحثيثة لمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ونؤكد دعمنا لمبادرة خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية التي تدين جميع الاعتداءات على أماكن العبادة واستباحة حرمتها. ونعيد التأكيد أن الإرهاب آفة خطيرة لا يمكن ربطها بأي دين أو وطن أو ثقافة، وأنها تستلزم جهوداً دولية مشتركة لمحاربتها على كل الأصعدة».
وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، وعلى إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية. وقال: «لا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من أزمات وخلافات، وما تواصل المملكة بذله من جهود لحلها، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن أمن واستقرار هذه المنطقة ليس حلماً بعيد المنال، بل هو هدف ممكن وواجب التحقيق. فلم تكتف تلك الأزمات والخلافات بحرمان العديد من شعوب المنطقة من فرصة العيش في أمن واستقرار، بل أدت كذلك بكل أسف إلى حرمان أجيالها الحاضرة من بارقة الأمل في المستقبل».
وجدد موقف المملكة من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للحفاظ على سوريا وطناً آمناً وموحداً لجميع السوريين، وأن ذلك لن يتحقق إلا بإخراج كل القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من الأراضي السورية، كما أعاد التأكيد على موقف المملكة الرافض للتدخل التركي العسكري في شمال شرق سوريا، باعتباره تعدياً سافراً على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية، ومواصلة المملكة مد يد العون والمساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وشدد خادم الحرمين في الخطاب المفصل للسياسة الداخلية والخارجية، على نهج المملكة والمضي في تحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030 بجميع محاورها التي ترتكز على تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته، وتنمية قطاعات اقتصادية جديدة وتطوير ودعم قدرات أبناء وبنات الشعب من خلال رفع مستوى جودة التعليم، وزيادة برامج التدريب والتأهيل، وتوفير المزيد من فرص العمل للحاضر والمستقبل في شتى الميادين. وأضاف: «إن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بدءاً من الشهر المقبل دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي، ونأمل أن يسهم البرنامج الطموح الذي وجهنا بإعداده خلال تولي المملكة رئاسة المجموعة في تعزيز مسيرتها بما يخدم مصالح كافة الدول والشعوب». وتابع قائلاً: «إننا في بلاد الحرمين في استقبال كل مسلم، ونأمل التوفيق والسداد لكل إخواننا العرب والمسلمين والعالم كله إن شاء الله».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©