الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ويندسور جون: الإمارات "الفائز الأكبر"

ويندسور جون: الإمارات "الفائز الأكبر"
1 فبراير 2019 00:01

معتز الشامي (أبوظبي)

ساعات قليلة وتختتم كأس آسيا 2019، البطولة الأهم في تاريخ كرة القدم بالقارة الصفراء، وقبل أن نغلق ملف الاستضافة لنسخة «استثنائية»، وكان لابد من التوقف مع الأمين العام للاتحاد الآسيوي، داتو ويندسور جون، في حوار خاص لـ«الاتحاد»، على هامش الختام لبطولة شهدت العديد من الأحداث وحفلت بالإثارة والندية، وتابعها عشاق الكرة الآسيوية داخل وخارج القارة.
وأكد داتو ويندسور، أن الفائز الأكبر والأهم في تلك البطولة، هي الإمارات، التي استمتعت في أرضها جماهير الساحرة المستديرة بـ28 يوماً من الإثارة والندية والمنافسات الكروية، مشيراً إلى أن نسخة كأس آسيا 2019 ستظل عالقة في أذهان الكثيرين.
وأوضح أن كل الفرق عاشت أجواء غير مسبوقة من الحماس، ربما تفوقت على تلك التي كانت حاضرة بقوة في النسخ السابقة، وذلك لسبب بسيط بحسب وجهة نظره، وهو القرار التاريخي والاستثنائي للمكتب التنفيذي، بزيادة عدد منتخبات البطولة إلى 24 فريقاً، حيث حضرت التنافسية حتى المباراة الأخيرة لدور المجموعات في ظل وجود أمل للتأهل داعب جميع المنتخبات في الجولة الأخيرة لهذا الدور، وكان سبباً في القتال الفني داخل الملعب، كما برعت منتخبات وظهر لاعبون للمرة الأولى في تاريخ الكرة الآسيوية، لكن رغم ذلك غاب أهم وأمهر اللاعبين وقال: «غياب عموري كان واضحاً، فهو اللاعب الأكثر مهارة في الكرة الآسيوية وشهرته كبيرة، بالتأكيد وجودة كان سيكون لها تأثيره الإيجابي».
وفيما يتعلق بالقيمة السوقية للبطولة التي نظمتها الإمارات التي توقع في أول يوم للحدث في تصريح سابق مع «الاتحاد»، أن تصل إلى مليار دولار كقيمة سوقية وتسويقية، قال: «الفوائد التسويقية عديدة بالتأكيد، هذه البطولة شاهدها مئات الملايين لأنها الأكبر في التاريخ بأرقام أكبر من سابقتها، وستكون بداية لتطور هائل في الكرة الآسيوية، لذلك أرى أن حجم المكاسب المباشرة وغير المباشرة، سواء في تلك النسخة أو ما سيليها، ستتخطى حاجز المليار دولار بكثير».
وتابع: «البطولة التي ستختتم بلقاء النهائي مساء اليوم، حققت نجاحاً كبيراً، على كافة الأصعدة، سواء التنظيم والاستضافة المميزة، والتي تفوقت على سابقتها من بطولات، أو المستوى الفني المرتفع للمباريات التي كانت الإثارة حاضرة خلالها بقوة، فالكل يعلم أن الإمارات قادرة على تنظيم أكبر الأحداث وهو ما شاهدناه، كما لم نتلق أية شكوى على مدار أيام البطولة من أي ثغرة عانى منها أي ضيف أو أي فريق، ومن خلال وفرة الإمكانيات اللوجستية غير المسبوقة هنا، وأرى أن الإمارات قادرة على تنظيم بطولات أكبر، وفي مستوى كأس العالم، كما سبق وأبهرت العالم أيضاً باستضافة مونديال الأندية».
وأضاف: «الكل كان يعمل بجهد كبير، اللجنة المحلية المنظمة للبطولة قدمت عملا مميزا على مدار 4 سنوات قبل البطولة، بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، وكان تتويج تلك الجهود بالتنظيم المميز والمناخ الكروي الآسيوي، الذي حضر بقوة على أرض الإمارات، والكل باتت له ذكريات جميلة في الإمارات بختام البطولة مساء اليوم، لذلك أرى أن هناك رضا كبيراً عن مستوى البطولة وعن كافة التفاصيل بشكل عام، لكن أهم المخرجات من تلك البطولة هو زيادة عدد الفرق المشاركة، حيث كان التنافس شرساً، فضلاً عن تقدم نسبة تسجيل الأهداف وهو ما يعكس تألق الكرة الهجومية الآسيوية في البطولة».
وفيما يتعلق بنسب الحضور الجماهيري وما أثير عن مشكلات في نظام التذاكر، قال: «بالعكس، نحن راضون عن الحضور الجماهيري، رغم بعض الانتقادات التي صدرت بشأن مبيعات التذاكر وغيرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن رغم ذلك نرى أرقام الحضور جيدة للغاية، صحيح أن بعض المباريات لم تشهد حضورا كافيا، ولكن أغلب المباريات كانت كذلك، كما أن الاتحاد الآسيوي سيراجع تفاصيل كل ما يتعلق بنظام التذاكر لنرى ما هي الإيجابيات والسلبيات، لنعمل على تحسينها للمستقبل، حيث باتت كل الحلول مطروحة للنقاش، ومن بينها منح حق توزيع التذاكر للمباريات للاتحادات التي تلعب منتخباتها المباريات، بشكل متساوي، كما سنناقش بعض الأفكار التي تسهل وصول التذاكر للجميع لضمان أكبر حضور ممكن».
وعن أبرز المشروعات المستقبلية قال ويندسور: «سنبدأ من الآن التفكير في بدء مشوار التصفيات المؤهلة لدوري أبطال آسيا، كما سنبدأ التحضير لاجتماعات كونجرس 6 أبريل المقبل، والتي تتعلق بالانتخابات حيث سيتم الإشراف عليها من لجان مستقلة تماماً، كما سيواصل الاتحاد الآسيوي العمل بقوة لمشروعات مستقبلية عديدة، من بينها إطلاق خطة شاملة لمراجعة النظام الخاص بدوري المحترفين وكيفية دعم الدوريات المحترفة بالتنسيق مع الاتحادات الوطنية في آسيا، فالكل الآن بات أكثر اهتماماً بمشروع الاحتراف في كرة القدم داخل آسيا».
وفيما يتعلق برسالته لجماهير الإمارات قال: «أعتقد أن لقاء اليوم هو الأهم في مسيرة بطولة استضافتها الإمارات وقدمتها لآسيا، اليوم هو عرس آسيوي، والإمارات حتى ولو غاب منتخبها، فهي المستضيف، وإنجاح الحدث يجب أن يكون هدف كل إماراتي، ورسالتي للإماراتيين والمقيمين هنا، يجب أن تحضروا للمباراة وأن تملأوا الملعب، والمدرجات، هذا أمر مهم للغاية».

ويندسور جون يتحدث لـ«الاتحاد»
وعن احتجاج الإمارات والطعن في مشاركة اللاعبين بسام الراوي والمعز علي، بصفوف منتخب قطر وعدم أهليتهما للمشاركة في البطولة قال: «الإمارات استخدمت حقها القانوني في الطعن على مشاركة لاعبين بصفوف منتخب آخر وهو المنتخب القطري، هذا الأمر يعتبر صحياً للغاية، وتتيحه اللوائح، والاتحاد الآسيوي لا يتدخل في تلك العملية أبداً، وما حدث أن الأمانة العامة حولت الطعن الإماراتي والمستندات اللازمة إلى لجنة الانضباط التي هي لجنة مستقلة تماماً، هي وباقي اللجان القضائية في الاتحاد الآسيوي التي تضم أعضاء محايدين تماماً وجميعهم من القانونيين المختصين».
وتابع: «لجنة الانضباط طلبت من قطر الرد بمستندات تؤيد صحة موقف اللاعبين، ومن ثم ستقوم اللجنة بمراجعة كافة المستندات وتحقق وفق ما لديها من أوراق ووثائق، ومن ثم يتم إصدار القرار، والذي قد يكون قبل مباراة النهائي بساعات، لكن الاتحاد الآسيوي لا يمكنه التدخل في مباراة النهائي بالمنع أو التأجيل، لأن هناك درجتين أخيرتين للتقاضي، وهي اللجوء للجنة الاستئناف كحق قانوني، والتي ستدرس الأوراق مرة أخرى وإما تؤيد قرار الانضباط أو يكون لها رأي آخر، وفي حالة عدم قناعة أي من الطرفين بالقرار مجدداً، فتنتقل القضية بملفها بالكامل إلى محكمة التحكيم الرياضي كاس، للفصل فيها بقرار نهائي وبات ليتم إغلاق هذا الملف تماماً، أياً كان القرار، فنحن لسنا طرفاً في تلك القضية، ولكننا جهة تنفذ قرارات اللجان القضائية المستقلة، وعلينا أن ننتظر القرار، وبالتالي ستستمر البطولة ويقام النهائي ويتوج البطل أياً كان اسمه».
وفيما يتعلق بتجنيس اللاعبين الذين احتجت الإمارات بشأنهم، وما إذا كان «الفيفا» قد سمح لهم بالمشاركة قال: «الفيفا لا يمنح كل لاعب رخص مشاركة، لأن هناك طرقا قانونية أخرى للتجنيس بدون الحصول على إذن الفيفا، منها تجنيس لاعبين لهم جدود أو أمهات أو آباء ولدوا في الدولة، لكن هذا ليس مجالاً للحديث عن القضية، أنا أتحدث عن اللوائح فقط»، وشدد ويندسور على أن الاتحاد الآسيوي يتمسك بالشفافية في التعامل مع جميع الاتحادات الوطنية، حيث الجميع سواسية أمام اللوائح والقوانين، لاسيما عند النزاع على قضية من القضايا أمام اللجان القانونية والقضائية.

الدوري الأفضل قارياً
كشف داتو ويندسور جون عن قرب توقيع اتفاقية تعاون وشراكة قريباً مع لجنة دوري المحترفين الإماراتية، التي وصفها بأنها الأقوى والأفضل في القارة، وفق الجائزة التي حصلت عليها من لجنة التطوير بالاتحاد الآسيوي على هامش الحفل السنوي للجوائز في تايلاند وقال: «الاتحاد الآسيوي دقق وراجع آليات عمل اللجان المحترفة في آسيا عبر معايير موحدة تم تعميمها، وقام بها فريق من الخبراء، وقد جاء اختيار لجنة دوري المحترفين الإماراتية في الصدارة وهي تستحق ذلك، لأن هناك عملاً محترفاً يبذل هنا».
وتابع: «مستقبلاً سيتم توقيع مذكرة تعاون لتطوير الجوانب التسويقية والاستثمارية للدوري والأندية، بالإضافة لمذكرات تعاون أخرى من شأنها تحقيق المزيد من التطور في إدارة المنظومة المحترفة، ونحن نعتبر الإمارات هي النموذج الأبرز في الالتزام بمعايير الاحتراف منذ إطلاقه في 2007».

مشروعات جديدة للتطوير بالتعاون مع الاتحادات
أكد الأمين العام للاتحاد الآسيوي، أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مشروعات لتطوير الكرة الآسيوية بشكل شامل في معرض تعليقه على مخرجات ملف التحقيقات اليومية الذي تناولته «الاتحاد» عبر صفحاتها، وأشاد داتو بالأفكار التي طرحت خلال التحقيق، حيث قدمت «الاتحاد» للأمين العام ملخصاً لأبرز التوصيات الصادرة عن الملف، وقال: «بالفعل هناك جوانب تحتاج لعمل وتطوير في الدوريات المحترفة، لاسيما من حيث الإنفاق المالي الكبير، والخسائر العالية التي تتحملها الدوريات المحترفة حالياً».
وتابع: «كما أن لدينا خططاً لزيادة الدول المنضوية تحت نظام التراخيص المحترفة، هناك 27 دولة لم تقدم على التطور الحقيقي لكن مستقبلاً سيكون لها حضور، فهناك معايير سنسعى لفرضها مستقبلاً قد تشمل الحد الادنى من معايير الاحتراف على الدول الأقل إمكانيات، ومع مرور الوقت ستكون دول حاضرة بقوة في كرة القدم الآسيوية، خصوصاً وأن قرار زيادة المنتخبات فتح باب الأمل أمام فرق ومنتخبات لم يكن مقدراً لها الوصول لتلك المرحلة، فالكل شاهد منتخب بحجم فيتنام وتايلاند والهند وقيرغيزستان وتركمانسان، فهي قدمت أداء مميزاً بالفعل.
وأضاف: «نتمنى أن نصل لنظام جديد يضمن عدم إهدار أموال الكرة الآسيوية على مصادر إنفاق غير صحيحة، وهو ما يحتاج لعمل جماعي في هذا الإطار، الأمر سيكون مطروحاً للنقاش مع الإدارات المعنية في الاتحاد الآسيوي، وسنساعد الدوريات التي تخسر المال وتهدره عبر الإنفاق غير الرشيد، كما سنساعد الدوريات التي لا تحقق دخلاً مرضياً، حتى تصل لتحقيق ما تستحقه بالفعل من دخل ونساعدها نحو مزيد من التطور الإداري والفني والتقني والاحترافي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©