الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

هوس الشراء يسرق رواتب الموظفات

هوس الشراء يسرق رواتب الموظفات
1 فبراير 2019 02:10

أبوظبي (الاتحاد)

التسوق القهري أو هوس الشراء، مرض نفسي يفتح شهية الشخص على التسوق والشراء من دون دوافع منطقية أو احتياج للسلع، وبعد زوال لذة الشراء يشعر الشخص بآلام نفسية وتوبيخ داخلي على فعله، وفي السياق ذاته تشير الكثير من الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهوس التسوق عن الرجال بنسبة تزيد على 60%، ويرجع هذا إلى أن النساء أكثر عرضة للضغوط النفسية من الرجال وإلى اهتمام الرجال بالعمل بشكل أساسي بينما تتولى المرأة مسؤوليات أكثر إرهاقاً، إلا أن هناك بعض الحالات التي تجد فيها الرجال يقبلون على التسوق بطريقة توصف بالجنونية، ومن دون أن تصيبهم الآلام النفسية بعد الشراء، بل يكررون رحلات تسوقهم كلما أتيحت لهم الفرصة، حتى لو كانت عروض التخفيضات وهمية.
المستشارة النفسية فاطمة السويدي تؤكد أن هناك الكثير من النساء يقمن بشراء الأشياء عبر الإنترنت من خلال بضع نقرات، مما يؤدي بالبعض إلى الإنفاق الزائد عن حده والذي يخرج عن السيطرة مما يصبح هنا نوع من الإدمان، فيشترين أشياء لن يستخدمنها وينتهي بهن الحال إلى جمع كميات هائلة من مقتنيات ليست ذات فائدة.

تعديل المزاج
«لا إرادياً» تشعر أسماء عبد العزيز بالرغبة الشديدة في التسوق، حيث تجد نفسها كثيرًا في المركز التجاري للشراء، وتقول عن ذلك «كثيرا من الأحيان اقتني ما يلفت انتباهي، رغم عدم حاجتي له، حيث يعرض بطريقة ملفتة وتدعو الكثير من النساء إلى شرائه، مبينة أن هناك البعض من النساء يعتبرن التسوق نزهة وجزءاً لتعديل المزاج ما يشعرهن ذلك بالسعادة، فمنهن من يكتفين بالمشاهدة وأخريات يشترين كل ما يلفت انتابههن بلا تردد.
مع بطاقة الائتمان تشعر سعاد الحوسني بالسعادة البالغة فكل ما يعجبها في المحال تقتنيه مهما كان سعره، مما أصبح لديها شعور هوس الشراء الذي لا يتوقف، مشيرة إلى أن هناك من النساء من تعشق الشراء ولا تستطيع السيطرة على رغبتها في الذهاب إلى التسوق، فكل ما هو موجود يدفع لذلك فكل يوم الموضة تتغير، ونتيجة لذلك تجد أنها أحيانا تشتري ما لا ترغب به، لكن طريقة العرض تدفعها لاقتنائه.
وأضافت: زوجي لا يحاسبني أو يمنعني من الشراء مراعاة للحياة الزوجية واحتراماً لي، مما أجد ذلك أحد الأسباب التي تدفع بي للتسوق بلا توقف، ونحن معشر النساء دائما نبحث عن الأناقة والجمال لذلك من متطلبات الموضة أن نشتري ما نريده.

حب الامتلاك
أما زينب الظاهري، فترى أن طبيعة عملها كموظفة تحتاج إلى الكثير من الأناقة والجمال، وهذا يتطلب بالطبع التسوق الدائم في الشهر أكثر من مرة، ورغم أنها مستقرة نفسياً واجتماعياً، إلا أنها من النوع الذي يعشق التسوق دائما، وتحب شراء الملابس والأحذية والحقائب لتكتمل أناقتها بشكل جميل، وما دام لديها الراتب، الذي يكفي متطلباتها، فلماذا لا تدلل نفسها؟، معلقة على من يرى أن من يعشق التسوق مصاب بـ «الهوس القهري» فان ذلك تراه من وجهة نظرها غير صحيح، فالكثير يبحث عن التميز والأناقة الكاملة وهي من خصال النساء، اللاتي يحببن اقتناء الأفضل والأجمل وحب الامتلاك.
بينما ميثاء الحارثي، تعتبر صوت أكياس التسوق موسيقى مهدئة لها حيث تدخل السعادة إلى يومها أثناء التسوق، وهي تخصص مبلغاً من راتبها للشراء، لكن مع منتصف الشهر غالبا ما تبدأ بالاستدانة، فالعروض كثيرة والموضة في تغير مستمر، تبرق وتلمع في العين، وفن العرض يغري بالشراء، كما أن الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي لا نهاية له، وقال: «كلها أدوات تحالفت لجذبي نحو مزيد من التسوق والشراء، وأصبحت اشتري بدون وعي أحياناً».

عوامل نفسية
قالت المستشارة النفسية فاطمة السويدي إن شعور البعض بـ «التسوق القهري» يرجع لعدة أسباب منها عوامل اجتماعية ونفسية ما يدفعها للخروج للشراء، أو تعرض المرأة للإهمال من قبل الزوج مما يدفعها إلى خلق بديل وهو التوجه للسوق، حيث تسعى بعض النساء للكمال من خلال شراء ما يلزم وما لا يلزم، أو الاضطرابات الانفعالية والتي تشمل ردود الأفعال الخارجة عن التحكم مثل الغضب والفرح وعدم قدرة الشخص على إخراج الانفعال الطبيعي في الموقف مما يدفعه للهروب بالتسوق.
وأضافت: مثل هؤلاء الأشخاص الذين لديهم مرض الشراء القهري، والذين لا يستطيعون السيطرة على رغباتهم في الشراء، نجدهم يشترون أشياء كثيرة، ومعظم هذه الأشياء التي يقومون بشرائها، ليسوا هم بحاجةٍ لها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©