الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مختصون وخبراء: «المنظومة الإعلامية» الخط الأول لمواجـهة الأزمات

مختصون وخبراء: «المنظومة الإعلامية» الخط الأول لمواجـهة الأزمات
17 أكتوبر 2018 02:37

منى الحمودي (أبوظبي)

أكد مختصون وخبراء أن المنظومة الإعلامية تعمل على تأمين حق المتلقي في الحصول على المعلومة في الوقت الذي يحتاج إليها، وأن الإعلام في الوقت الحالي هو الخط الأول لمواجهة الأزمات، وذلك لقوة وسرعة تواصله مع المجتمع، وذلك بوضع آلية عمل لإيجاد منصات إعلامية تكون أكثر قرباً من الجمهور تخاطبهم، وتتحدث بلغتهم وتوصل رسالتها إليهم عن طريق محتوى يلائم تطلعات هذه الفئة.
جاء ذلك، خلال انطلاق أعمال «الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات» في دورته الثانية أمس، الذي تنظمه «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث»، تحت شعار «المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر»، بالشراكة مع «المجلس الوطني للإعلام» و«أبوظبي للإعلام» وسكاي نيوز عربية، بفندق «فيرمونت باب البحر» في أبوظبي. بمشاركة أكثر من 350 من كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاتصال الحكومي.
وأوضح الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن أهمية هذا الملتقى تأتي في توقيته، خصوصاً مع تسارع وتيرة التحديات التي تؤثر في دول المنطقة، وتزايد أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الإماراتي، الذي يتسم بالمهنية والاحترافية في التعامل مع الأزمات والتحديات المستقبلية، وتطوير استراتيجية إعلامية شاملة لإدارة الأزمات بالتعاون مع الجهات والهيئات المختصة في الدولة، بما يسهم في بناء خطط مستقبلية للتعامل الاستباقي في مواجهة الأزمات والطوارئ.
وأشار الحوسني، إلى أن ما حققته دولة الإمارات من إنجازات، يضعها تحت المجهر بين دول العالم المتقدمة، ولذا نتطلع لأن تقوم المؤسسات الإعلامية بدورها المحوري في التصدي للحملات التي تستهدف أمن الوطن وسلامته، والتقليل من إنجازاته، والنَّيل من رموزه وقياداته، مؤكداً أن للإعلام دوراً كبيراً في التحضير لإدارة الأزمات والكوارث، وما يعقبها من مراحل التعافي في الأزمة أو الكارثة، ولذلك فمن المهم أن تتفاعل وسائل الإعلام المختلفة في توحيد الخطاب الموجه للجمهور لكي يكون مواكباً للحدث. كما يقع على كاهل وسائل الإعلام الحكومية مسؤولية نقل وجهة النظر الرسمية بشأن الأزمة، وعليها أن تكون مستعدة لمواجهة وسائل الإعلام الأخرى الناقلة للخبر، عبر رسائل إعلامية واضحة، لتبعث على الطمأنينة، وتنقل الحقيقة عبر المتحدث الرسمي.

صناعة عالمية ضخمة
من جانبه، قال معالي علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، إن وسائل الإعلام والاتصال تشهد بجميع أشكالها التقليدية والحديثة تطورات متلاحقة وغيـر مسبوقة، ولم تعد وسائل الإعلام مجرد قنوات لنشر الأخبار وتداول المعلومات أو الترفيه، بل ‏تحولت إلى صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة، وذلك بوجود مؤشرات عديدة تدلل على ذلك.
وأشار، إلى تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام بنسبة تصل إلى 1.7 تريليون دولار أميركي ‏سنوياً، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45% منه، مع ارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، وزيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي إلى 37% من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي. وأثبتت وسائل الإعلام والاتصال دورها الحيوي كسلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول، حتى أن قيمة الإنفاق العالمي على قطاع الإعلام والاتصال تجاوزت حجم الإنفاق العسكري عالمياً، والمقدر بنحو 1.67 ‏تريليون دولار، بحسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2015، وتعادل نسبة كبيـرة تصل إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وأكد أن دول العالم أدركت في ظل انفتاح الحدود والفضاءات القوة الكامنة في وسائل الإعلام المختلفة، حيث باتت الدول الكبرى في السنوات الأخيرة تقلص من ميزانياتها العسكرية مقابل رفع معدلات تمويل الأمن السيبراني بصورة هائلة. وتحتل الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى بين دول العالم في حجم إنفاق الميزانيات العسكرية على الحروب الإلكترونية.
وقدم الرميحي خلال كلمته تساؤلات عديدة حول من رسخ ثقافة الصراخ والتحريض على الكراهية في الإعلام العربي، وهل الصوت العالي والتطاول على الأديان والمذاهب والرموز الوطنية هي حرية التعبير، التي يبحث عنها المواطن العربي؟ ومن تلاعب بمشاعر المواطن العربي وتاجر بقضاياه وحاجاته، ومارس التسييس لكل احتياجاته بخطاب فيه من الكراهية المقيتة، التي لم نعتد سماعها؟ ولماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية، ويصور الإسلام بصورة مشوهة، فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ؟
كما تساءل: لماذا تصرف قطر المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية، وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية؟ ولماذا سوقت «الجزيرة» القطرية حصرياً خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء، وتبث أفلام المختطفين، وتوصل رسائل غير مباشرة على حسن معاملة الخاطف! موضحاً، أن جميع هذه التساؤلات تمكنت من اختراق حالة الوعي الوطني لدى الجمهور وإعادة تشكيله برؤية جديدة. وقدمت رواية مغلوطة عن النضال العربي، وخلقت في كل بلد عربي أزمة، وشوهت قيادات وطنية، وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين والمشبوهين أبطالاً ونجوماً في عالم الإعلام المسيس.

محورية البعد الإعلامي
وأكد اللواء الركن طيار فلاح محمد القحطاني الوكيل المساعد للسياسات والشؤون الاستراتيجية في وزارة الدفاع في كلمة ألقاها بالنيابة عن معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن جهود مواجهة الأزمات والكوارث تعد أساسية لاستمرار حالة الاستقرار حتى في أشد الأوقات صعوبة، ولم يعد ممكناً الآن في ظل تطور تكنولوجيا الاتصال مواجهة وإدارة الأزمات والكوارث دون وجود ذراع إعلامية نشطة واستباقية، خاصة أن استراتيجيات مواجهة الأزمات لا تخلو من التأكيد على محورية البعد الإعلامي ودوره المهم والأساسي، الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فالرسائل التي تصل الرأي العام قبل وأثناء الأزمات هي التي تسطيع العبور بأفراد المجتمع إلى بر الأمان.
وقال: في حال إخفاق وسائل الإعلام في تأدية دورها فإن هذا قد يعرض الأمن الوطني للتهديد، إذ يفتح الباب أمام ترويج الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهز ثقة المواطنين والمقيمين بقدرة الدولة على مجابهة الأزمات، وتتحول الحالة الطارئة إلى أزمة وفوضى يصعب التعامل معها أو السيطرة عليها.
وأضاف: تجدر الإشارة إلى أهمية تدفق المعلومات عبر قنوات الإعلام الرسمي بصورة منتظمة وبوتيرة سريعة تتناسب مع حالة الأزمة، خاصة في ظل التحدي الذي أضافته وسائل التواصل الاجتماعي على عاتق الإعلام، وإعاقة دوره أحياناً، فما إن يتأخر الإعلام الرسمي في تزويد المجتمع والرأي العام بالمعلومات المطلوبة سريعاً حتى تملأ تفاعلات التواصل الاجتماعي هذا الفراغ بالتخمينات والتصورات غير الدقيقة والشائعات، وتصبح مرتعاً لكل من أراد استغلال الموقف لتعقيد الأزمة وافتعال حالة من عدم الاستقرار.

استراتيجية إعلامية شاملة
وتابع: تأتي أهمية الحاجة إلى وجود استراتيجية إعلامية وطنية شاملة تستبق الأحداث وتتعامل مع المستجدات بطريقة احترافية مؤثرة، تشكل المظلة الكبرى لاستراتيجية فرعية متخصصة، تتناغم في مخرجاتها مع الأهداف الوطنية الرئيسة ومع استراتيجية الأمن والدفاع ليكونا منظومة تكاملية تساهم في توفير الأمن والاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات، وعلى الإعلام المحلي ألا يغفل الشق الدولي من واجبه، وعليه أن يضع نصب عينيه تعزيز سمعة الدولة عالمياً من خلال فتح قنوات اتصال فعالة مع المؤسسات الإعلامية العالمية، بهدف نقل الحقائق والوقائع حول الأحداث الجارية في المنطقة بشكل العام، والدولة بشكل خاص. وأشاد بالإعلام المحلي لدولة الإمارات، الذي أثبت على مر السنوات الماضية خلال المواقف والأزمات التي مرت بها الدول المجاورة، المسؤولية والكفاءة والموضوعية التي يتسم بها، وخاصة في ظل تحدي التعددية الشديدة التي يتسم بها المجتمع الإماراتي، فقد استطاع بفضل استنارة القائمين عليه أن يصل برسالته إلى كافة القطاعات، بل إنه استطاع أن يكون من أهم المصادر الموثوقة عالمياً، حيث يشار إليه كمصدر للمعلومات من قبل العديد من المنصات الإعلامية الدولية، التي تتناول قضايا المنطقة.

الإعلام الوطني رسالة ومنهجية
وناقشت الجلسة الأولى للملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات، بمشاركة سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام أبوظبي للإعلام، والمقدم يوسف جمعة الحداد، رئيس شعبة الإعلام العسكري، رئيس تحرير مجلة درع الوطن في القوات المسلحة، أهمية الإعلام الوطني، باعتباره رسالة ومنهجية تهتم بها الدول، باعتباره مكسباً للدول، وأهمية الحفاظ على هذا الإعلام للأجيال القادمة.
وأوضح سعادة الدكتور علي بن تميم، في بداية مداخلته أن «المنظومة الإعلامية» عبارة عن منهج عمل إعلامي متكامل يشترك في وضعه خبراء الإعلام ومفكرون وباحثون في التربية والثقافة والاجتماع والتاريخ والقانون، وممثلون عن القطاعين العام والخاص. وتقوم المنظومة على التضافر المعرفي، وتهدف إلى بناء حالة من الانسجام والتكامل بين المنصات الإعلامية التقليدية والجديدة على نحو تتوزع فيه المهام والأدوار بما يحقق الاستراتيجية الإعلامية.
وقال: الإعلام في أبسط تعريفاته هو النقل الموضوعي للأخبار، والمعلومات، والوقائع عبر المنصات الإعلامية بهدف التأثير في العقل والوجدان. وبالتالي فإنّ مفهوم الإعلام يتصل بالوسائل، أو المؤسسات، أو التقنيات المستخدمة في نقل الأخبار وتداولها، وهذا يقودنا إلى دور الإعلام الفاعل في توجيه المواطن نحو تبني آراء ووجهات نظر معينة، ومن ثم تشكيل المزاج العام الذي يؤثر في توجهات الرأي العام في أي مجتمع من المجتمعات. وأضاف: «بصرف النظر عن التطور التقني الهائل الذي تقوم عليه تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة، فإن المادة المتداولة على المواقع الإلكترونية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ترتبط في الغالب بمنتج إعلامي تم نشره أو بثه في وسائل الإعلام التقليدية أو الإلكترونية. وهنا، تبدأ مواقع التواصل الاجتماعي، في توظيف هذا المنتج بما يحقق الأغراض التي تنطلق منها».

المنتج الإعلامي
وأوضح أن المنتج الإعلامي الإيجابي يغير الأفكار، ويتحكم في المواقف والسلوكيات. ويتمكن من إعادة تشكيل الواقع، ويساعد الدولة في بناء التوجهات المجتمعية المنتجة، ويسهم في عملية التنمية، وينشر الوعي بأولويات المجتمع، وبالقيم التي ينبغي أن يتحلى بها أفراده، لكي يكونوا القوة الدافعة للدولة. وبالمقابل فإنّ المنتج الإعلامي السلبي يمارس الدور النقيض تماماً، فيسهم في نشر القيم السلبية، واليأس، والإحباط، الأمر الذي يجعل المواطن يعيش في دائرة من الشك، والقلق، والتوتر، وهذا ما يقوده في النهاية إلى أن يصبح عاجزاً عن التفاعل الإيجابي بغية الوصول لمستقبل مشرق. وأشار إلى أهداف المنظومة الإعلامية التي تعمل على تأمين حق المتلقي في الحصول على المعلومة في الوقت الذي يحتاج إليها، وتحويل العملية الإعلامية من نموذج خدمي-استهلاكي إلى مكون اجتماعي متصل بالتنمية المستدامة في الدولة، وتحويل العملية الإعلامية من مجرد نقل للمعلومات إلى عملية صناعة المعرفة. كما تهدف إلى بناء إعلام يقوم على المصداقية والتوازن والبعد عن الإثارة، وتشكيل وعي حقيقي بثقافة المجتمع وهويته، ومجابهة الإعلام الذي يسعى إلى تغييب الوعي، والخروج على الثوابت الوطنية.
وأوضح أن مهام المنظومة الإعلامية، والتي تعمل على وضع الخطط المرحلية والاستراتيجية للعمل الإعلامي، التي تشمل خطط التطوير والتدريب والترويج، وتحديد الأولويات في العمل الإعلامي، وتطوير اللغة الإعلامية المستخدمة لتكون دقيقة وبسيطة، وإعداد مسوح ميدانية ودراسات علمية وصياغة المفاهيم والمصطلحات اللازمة لبناء منظومة إعلامية فاعلة ونامية.
وأكد أن الإعلام الجديد بمنصاته صار فاعلاً ومؤثراً، وأصبح في وسع من يمتلك حاسباً آلياً أو جهاز هاتف ذكي الدخول على خط هذا الإعلام، بغض النظر عن تكوينه أو تدريبه أو خبرته الإعلامية، التي تفتقر في الغالب إلى عناصر المنظومة الإعلامية، والشروط اللازمة لجودة الأداء الإعلامي وتحقيق المهنية المطلوبة، بدءاً من المدخلات، مروراً بالعمليات، وانتهاء بالمخرجات.

عناصر المنظومة الإعلامية
وأوضح سعادة الدكتور علي بن تميم أن عناصر المنظومة الإعلامية، أولها الإعلام المعرفي الذي يقوم على أساس فهم لطبيعتيْ الإعلام والمعرفة، والذي ينطوي عليه نشر الوعي وتقديم النماذج الإيجابية التي تبني الشخصية، وتصنع القدوة. ويتم نشر الوعي المعرفي عن طريق نبذ ثقافة الكراهية والإقصاء وخطاباتها، وبلورة خطاب فكري وفنّي يقوم على التعددية الثقافية التي تحترم الخصوصيات الثقافية، وتعزيز خطاب التسامح ونشره بين الناس والدعوة إلى العمل به، وتشجيع الوسطية والاعتدال.
وثانياً الإعلام المجتمعي، الذي يسهم في حل كثير من مشكلات المجتمع بإلقاء الضوء عليها، والتوعية بها، واقتراح أفضل الحلول لمعالجتها، ورفع مستوى الثقافة، وتطوير الفكر العام للمجتمع وتكوين الرأي العام، لافتاً إلى أن تشكيل الوعي المجتمعي يتطلب أن يتولى الإعلام الدفاع عن الدولة الوطنية التي تمثل إرادة المجتمع. وثالثاً الإعلام التنموي، الذي يمثل الأنشطة الاتصالية، التي تستهدف المتلقي، وتزويده بالمعلومات والوقائع لإحداث التحول الاجتماعي بهدف التطوير والتحديث، أو بمعنى آخر هو توجيه أجهزة الإعلام بما يتفق مع أهداف الحركة التنموية ومصلحة المجتمع العليا. ويعتبر الإعلام التنموي هو المسؤول عن تحفيز الناس نحو مسؤولياتهم الوطنية.

إعلامنا الوطني يعزز الهوية
بدوره، أوضح المقدم ركن يوسف الحداد خلال أعمال الجلسة أن صناعة الإعلام شهدت في الآونة الأخيرة تطورات غير مسبوقة، أفرزت تحديات ضخمة للإعلام الوطني ليس على صعيد مواكبة التطور التقني والتكنولوجي الحاصل في هذا القطاع الحيوي، ولكن على صعيد رسالة الإعلام ومنهجه في التعامل مع هذه التطورات، ومدى قدرته على الاستمرار في القيام بدوره الذي يحافظ على الهوية الوطنية، وصونها من التأثيرات الثقافية والحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدفها على مدار الساعة.
وقال: أثبت إعلامنا الوطني كفاءة كبيرة في التعامل مع هذه التطورات المختلفة بكل موضوعية، وأسّس مدرسة إعلامية تتسم بالمهنية والاحترافية، وتعتمد على الشفافية والمصداقية والموضوعية.
وأضاف «إن رسالة إعلامنا الوطني، لم تعد تقتصر فقط على إيصال الحقيقة إلى المتلقين أولاً بأول، أو إبراز الوجه الحضاري للإمارات إلى العالم الخارجي، وإنما أيضاً العمل على تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الولاء والانتماء في نفوس أبنائنا من الجيل الجديد والشباب، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة، التي تتعاظم فيها المخاطر والتحديات، سواء كانت سياسية أو أمنية أو ثقافية أو مجتمعية».
وتابع «إعلامنا الوطني يقدم نموذجاً للإعلام المسؤول، الذي يقوم بدور فاعل في تحصين المجتمع وتعزيز التماسك والتلاحم بين أفراده، وذلك من خلال التصدي المبكر لأي شائعات، تستهدف إثارة البلبلة، ونشر الذعر في المجتمع، ومن خلال رسائل الطمأنة والثقة التي يبعث بها إلى الجمهور، والتصدي في الوقت ذاته للحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدف أمن الوطن وسلامته، والتقليل من إنجازاته، والنيل من رموزه وقياداته».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تتعرض لحملة من الاستهداف من جانب بعض المنصات والمواقع الإعلامية التابعة لأطراف خارجية (قطر- ميليشيا الحوثي- إيران)، التي تحاول تشويه صورة الإمارات ومواقفها، من خلال ما يمكن أن نطلق عليه «صناعة الأخبار الوهمية»، التي تقوم على قيام هذه المواقع والمنصات، بنشر خبر سلبي وغير حقيقي عن الإمارات، ثم تقوم مواقع ومنصات إعلامية أخرى بإعادة نشره، بحيث يبدو في نهاية المطاف أمام المتلقي باعتباره خبراً صحيحاً، ويحظى بالمصداقية، مثل الأخبار التي تتحدث عن موقف الإمارات من الأوضاع في اليمن، والأخرى التي تزعم استهداف مطارات الدولة من جانب ميليشيا الحوثي الإجرامية، وغيرها من الأخبار المفبركة التي تستهدف إثارة البلبلة والتحريض في الداخل، موضحاً أن هذه الحملة الإعلامية المغرضة التي تستهدف الإمارات هي نتاج حقد دفين عليها، لما حققته من إنجازات في مختلف المجالات، ولأن نموذجها التنموي والسياسي بات مصدراً للإلهام للآخرين، وقصة نجاح تروى للعالم أجمع، لهذا كلما حققت الإمارات نجاحات في ظل هذه البيئة الإقليمية تعرضت لحملات تشكيك تنال من صورتها ومصداقيتها.
ولفت إلى أن الإعلام الوطني كان، وما يزال، عند حسن الظن به، سواء في مواكبة التطورات المختلفة أو في تسليط الضوء عليها، وقام بدور فاعل سواء فيما يتعلق بتعزيز الهوية الوطنية والقيم الإماراتية الأصيلة، وترسيخ أركان «البيت المتوحد»، أو لجهة تحصين الشباب في مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، من خلال التمسك بالقيم والتقاليد الراسخة، التي تعزز الولاء والانتماء لوطننا الغالي، أو لجهة إبراز النموذج الإماراتي على الساحتين الإقليمية والعالمية، وما يمثله من قيم كالتسامح والتعايش والوسطية والاعتدال والتضامن الإنساني على الصعيد العالمي.
وأكد الحداد أهمية تعزيز الثقة بالإعلام الوطني وقدرته على التعامل مع قضايا الوطن في الداخل والخارج من منظور واحد متكامل، ويتحقق ذلك من خلال دمج الإعلام الجديد مع الإعلام التقليدي، وتطوير المحتوى، والرسالة والالتزام بالمنهج القائم على الموضوعية والمصداقية، وتمكين الشباب الإعلاميين، وبناء قاعدة من الكوادر الإعلامية المواطنة، التي لديها القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي وتوظيفها للمساهمة في توفير بيئة حاضنة لأفكارهم ومحفزة لطاقاتهم الإبداعية في خدمة مسيرة التنمية في مجتمعاتهم.

دور الإعلام العسكري
وأشار الحداد إلى دور الإعلام العسكري والأمني الذي يتكامل في أهدافه ومضمونه مع الإعلام الوطني، فإن الإعلام العسكري والأمني تقع عليه مسؤولية كبيرة، خاصة في هذه المرحلة التي تشارك فيها قواتنا المسلحة في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، لدعم الشرعية ومساعدة الشعب اليمني الشقيق في مواجهة ميليشيا الحوثي الإجرامية، حيث يعتبر الدور الذي يلعبه الإعلام العسكري والأمني أوقات الحروب والأزمات هو دور رئيس وحاسم، لأنه مهما كانت قوة الجيوش ومستوى تسليحها، فإن الإعلام يظل داعماً لها ومسانداً لأهدافها، فالإعلام العسكري يلعب دوراً أساسياً في مراحل المواجهات العسكرية المختلفة، لحماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق المعادية، سواء عن طريق الشائعات أو التأثيرات السلبية في الروح المعنوية لدى أفراد القوات المسلحة والشعب، واستثمار نتائج الحرب بما يحقق أهداف الدولة.

الخطاب الإعلامي
وتناولت الجلسة الثالثة للملتقى الخطاب الإعلامي باعتباره أهم وسيلة إعلامية، بالرغم من أن البعض يعتبره متغيرا لكنه يحتفظ بقيم معينة، وذلك بمشاركة الإعلامي الكويتي محمد أحمد الملا، وعبدالعزيز الخميس صحفي سعودي وباحث في شؤون الشرق الأوسط.
وأوضح محمد الملا أن الوقت الحالي في حالة حرب إعلامية، يتم طبخها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر بسيطة في تقنيتها، لكنها حاولت ترسيخ فكر لدى أفراد المجتمعات العربية بأنهم يعانون الظلم، الفساد، وعليهم تبديل السلطة وتبديل أنظمة الحكم.
وأشار إلى أن دولة الإمارات بدأت صناعة الإعلام الحقيقي عندما كشفت زيف الإخوان، وبدأت الفكرة تكبر في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح، أن الصحف الأجنبية تنشر أخبار العرب بصورة سيئة، وذلك عبر إعلاميين صنعتهم دول الخليج ولمعتهم وما إن ذهبوا للخارج بدؤوا بالهجوم على الدول الخليجية، مؤكداً أهمية أن يلتفت صناع القرار إلى أبناء الوطن ودعمهم وخلق جيل إعلامي حقيقي، والاستثمار في شباب الوطن.
من جانبه، أشار عبدالعزيز الخميس، إلى وجود قصور في التواصل مع الرأي العام الدولي، وأن الأزمات هي الفرص الحقيقية لتصحيح الأوضاع، ويجب الاستفادة منها وعدم الخضوع لها، بل مواجهتها بكل قوة، لافتاً إلى عدو التحالف العربي، الذي بات يعتمد على الإعلام بعد فشله في المجالات الأخرى، من أجل هدم استقرار الدول الداخلي وهدم التحالف.
ولفت إلى أن الإعلام جزء مهم لتأمين الاستقرار، وهناك حاجة لصياغة رأي عام داخلي قوي يفند الشائعات، فالإعلام يعاني افتقاده للمعلومة، وهذا ما تمت ملاحظته في ردود الأفعال الأخيرة، فالإعلامي لا علم لديه حول ما يدور في الساحة، والأجهزة الحكومية لا تساعد، وليس هناك شفافية في النقل، وهناك فقدان للعمل الموحد. لذلك يجب توفير أجهزة ومتحدثين رسميين للرد على جميع الأسئلة، مؤكداً على أن إدارة الأزمة الإعلامية تعتمد على المعلومة، والتواصل مع صناع القرار والإعلاميين والصحفيين.
وأشار إلى أن كل ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من تآمر عليها من إعلاميين غربيين، مدعومين من قطر، بتمويل لم يقتصر فقط على فترة المقاطعة، بل امتد إلى فترة عز العلاقات الجيدة معهم، وكانت قطر تدعم المعارضات الخليجية، وتدعم الإعلاميين ضد السعودية، وتدعم الحملات الموجهة ضد ولي العهد السعودي، لأن أكثر من يملكون هذه المواقع التي تهاجم السعودية هم خريجو الجزيرة، ولا يزالون يتسلمون رواتبهم منها، إلى جانب دفع الرشاوى للصحفيين الغربيين.

فرسان الإمارات

تحدث محمد أحمد بالعلاء من فريق فرسان الإمارات في ورشة «دور الحسابات الوطنية»،
عن دور فرسان الإمارات من خلال رؤيتهم المتمثلة في أن يكونوا الخط الأول للدفاع عن الوطن ومكتسباته عبر إرساء مفاهيم الولاء والانتماء، ورسالتهم للمساهمة في استقرار وأمن وازدهار الإمارات عبر تحصين المجتمع من الأفكار المهددة له، حيث يأتي إنشاء فرسان الإمارات من قبل شباب الإمارات لمواجهة الإعلام الموجه ضد دولة الإمارات، وذلك بأن تكون خطاً أول للدفاع عبر الحقائق والأدلة.
وأوضح أن «فرسان الإمارات» يعمل ضمن أطر محددة منها إبراز الإنجازات وحماية المكتسبات، عبر أدوات ومعايير معتمدة على أن ما سيتم بثه صحيح، ومساعد، وملهم وضروري، وأشار إلى أن الشائعات تصنف إلى ثلاث مجموعات: الأماني والأحلام وتعكس الرغبات المرجوة، والرعب والرهبة وتثير الخوف والفزع بالمجتمع، والفتنة والشقاق، وتستهدف هدم العلاقات بين الأطراف.

الحسابات الوهمية وكيفية التعامل معها

استعرض ماجد الرئيسي الناشط في قنوات التواصل الاجتماعي، خلال ورشة عمل، الحسابات الوهمية وكيفية التعامل معها، مهددات الإعلام الرقمي وشراكة المواطن في إدارة الأزمات الإعلامية، والتي تشمل حرب الإشاعات، ومنصات الجذب.
وأوضح، أن الدول المعادية تستخدم الكثير من الأساليب ضد الإمارات، من أهمها حرب الإشاعات، ولأنها تعلم أن المجتمع الداخلي المحلي لا يتقبل مثل هذه الإشاعات التي تصدر من قنواتها المركزية، فهي تتبع أسلوباً آخر، وهو اللجوء إلى مواقع إخبارية تتحدث بلغات أخرى في دول أخرى، بهدف نقل الإشاعة لأكثر من منصة، حيث يمكن أن يعطي هذا النوع من الإشاعات مصداقية للمتلقي، حيث تسعى دول الضد على تشويه ملفات الإمارات الناجحة والتأثير المعنوي السلبي على المواطن والمقيم، والاستهداف في الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وقال: دول الضد لا تمتلك شرف المنافسة لكنها فاجرة في الخصومة، وتستهدف الوضع الاقتصادي بتقارير مفبركة. وأشار إلى أن منصات الجذب عبر حسابات وهمية، تستهدف اهتمامات فئة الشباب المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت فنية أو رياضية، وذلك باستقطاب أكبر عدد من المتابعين لتمرير رسائل بطريقة غير مباشرة.
وحذر الرئيسي من أن يتم استخدام أسلوب «تعدد الجنسيات» من جانب من دول الضد، لتشويه صورة الإمارات ورموزها، وتعتمد دول الضد على تعدد جنسيات الأبواق لأهداف عدة، منها خلق صورة ذهنية بأن العديد من الجنسيات تنظر للدولة بصورة سلبية، وبالتالي جر الرأي العام الإماراتي للتصادم مع هذه الشخصيات بحسب جنسياتهم للتأثير على العلاقات الدبلوماسية.
وأوضح الرئيسي خلال ورشته نقاط مواجهة التحديات عن طريق السيادة والخصوصية، وأساليب الدفاع والتطبيقات الذكية.

الإمارات حققت إنجازات كبيرة بمجال الاتصال الحكومي

ناقشت الجلسة الثانية للملتقى أهمية التوعية الإعلامية في مجتمعات متعددة اللغات، وأبرز التحديات التي يتعرض لها الإعلام، وأهمية تنسيق الجهود بين الإعلام والأمن في مواجهة التحديات الحالية. وذلك بمشاركة سوسن الشاعر صحفية وإعلامية بحرينية، ونوف تهلك مستشارة الأمين العام لمجلس الوزراء.
وأكدت سوسن الشاعر على أهمية سرعة إيصال الرسالة لأفراد المجتمع ضماناً لتأمين الأمن، وذلك عبر مختلف وسائل التواصل، حتى الحديث منها للوصول لكافة شرائح المجتمع، مشيرة إلى أن التواصل الاجتماعي أصبح يشكل خطراً، ومن الممكن أن تتسبب حسابات فردية في حدوث كوارث وبلبلة في المجتمعات.
وقالت: المجتمعات العربية لا تمتلك الاستعداد الكافي للتعامل مع الأزمات، ولم تتعلم من الدروس المحيطة في المنطقة، مشيرة إلى أنها محلياً قادرة على خلق وحدة صف وخطاب رسمي، لكن على المستوى الدولي، نقر بالفشل، وليس لدينا التواصل الذي يرقى لحجم التحديات التي نواجهها استعداداً لما قبل وأثناء وبعد حدوث الأزمة.
وذكرت أهمية التدريب على سرعة وصول الحقيقة، وذلك باستغلال منصات التواصل الاجتماعي، التي يمتلكها شباب إماراتيون ومقيمون في الدولة يمتلكون مئات الآلاف من المتابعين من فئات عمرية مختلفة.
وأشارت نوف تهلك، إلى أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة في هذه المسألة من خلال الاتصال الحكومي، والذي تم تشكيله وصياغته للمستقبل. فالقيادة في دولة الإمارات تنظر للمستقبل وتوجهاته دائماً، لافتةً إلى أن مكتب اتصال حكومة الإمارات عمل منذ تشكيله على بناء نظام أساسي من شأنه تحقيق التكامل الداخلي بين المؤسسات، الوزارات والهيئات والمجالس. وتم تحديد المعايير فيه، وحالياً يوجد أكثر من 200 متحدث رسمي لحكومة دولة الإمارات.
وأوضحت أن حكومة الإمارات تؤكد أهمية الاتصال الحكومي في أي مؤسسة حيث يعتبر أداة فعالة لتعزيز التواصل المباشر. ذاكرة الأهداف الخمسة للاتصال الحكومي، والمتمثلة في دعم أولويات وبرامج رؤية الدولة، والإدارة المبتكرة والفعالة لصورة الحكومة على المنصات الإعلامية كافة، وبناء نظام متوازن لإدارة إعلامية ليس محلياً فقط بل عالمياً، وتكوين العلاقات والشبكات الإعلامية المحلية والدولية، وتعزيز التنسيق الاقتصادي بين القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص في الدولة.
وأكدت استعداد دولة الإمارات لمواجهة أي أزمة مستقبلية، بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتم تنفيذ عمليتي محاكاة لقضايا من الممكن أن تظهر، وذلك بمشاركة جهات رسمية إعلامية. مشيرةً إلى أن الاتصال الحكومي يعمل على توثيق العلاقات بين المؤسسات والأشخاص وجمعيات النفع العام، ويوظف بشكل فعال وسائل التواصل الاجتماعي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©