الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مواليد 97 مجرد «كومبارس»!

مواليد 97 مجرد «كومبارس»!
20 نوفمبر 2019 00:26

علي الزعابي (أبوظبي)

تخوض الأندية كأس الخليج العربي، أثناء التوقف الدولي أو «أيام الفيفا»، نظراً لانشغال اللاعبين الدوليين مع المنتخب الوطني، ولهذا تقام مباريات البطولة خلال هذه الفترة الزمنية، وتجد الأندية الفرصة لإشراك أكبر عدد من اللاعبين الذين لا يتم الدفع بهم في الدوري، للوقوف على مستوياتهم والاطمئنان عليهم، إلا أن هذا الهدف أصبح معدوماً في السنوات الماضية، ولذلك سارعت رابطة المحترفين بوضع بند ضمن قوانين لائحة كأس الخليج العربي، وتحديداً في «المادة 8» والتي تهتم بقيد ومشاركة اللاعبين في المسابقة تحت بند 2 القسم 4 من المادة، ويقتضي ضرورة تسجيل 5 لاعبين مواطنين، في قائمة المباراة، من مواليد 97 فما فوق، على أن تبدأ المباراة، بوجود 3 لاعبين منهم داخل «المستطيل الأخضر».
إذاً القانون واضح وصريح، الغرض منه إشراك هذه الفئة لكسب الخبرات وإعدادهم وصقل مهاراتهم والاحتكاك مع الأجانب والكبار أصحاب الخبرة، لتعود عليهم الفائدة، سواء في خدمة الأندية أو المنتخبات الوطنية، على مستوى الشباب والأولمبي، وحتى المنتخب الأول،
وبوضع القانون، من الطبيعي أن تلتزم أندية دورينا بهذه البنود، إلا أنها سرعان ما أصبح البند وسيلة للتحايل عليه من الأندية، والمطالبة ببدء المباراة فقط لا يعني اللعب لدقائق كافية، خصوصاً أن بعض الأندية لجأت إلى مشاركة اللاعبين منذ البداية، من دون أن يكملوا المباريات، أو حتى دقائق أطول منها، وأصبح القانون صداعاً في رأس مدربي الأندية، والإدارة التي ترى أن مشاركة هؤلاء ليست ضرورية، خصوصاً في ظل الإحصائيات التي تؤكد أن العديد من اللاعبين لا ينالون الفرصة الكافية للمشاركة، وبعض المدربين يدفعون باللاعبين لمدة شوط فقط، وفي بعض الأحيان إخراجهم قبل نهايته، وهناك أمثلة عدة لم يتمكن اللاعب الشاب من المشاركة أكثر من 10 دقائق.
القانون يفترض أن يكون متنفساً للاعب الشاب من أجل الظهور مع الفريق الأول، لكنه أصبح مصدراً للإحباط واليأس في نفوس هؤلاء اللاعبين، بعد مشاركتهم في دقائق معدودة، ويدركون تماماً أن وجودهم في الملعب مجرد «كومبارس»، وليس لجدارتهم بالمشاركة، أو ثقة الجهاز الفني بهم، وأن الدقائق القليلة على المستطيل الأخضر، سرعان ما تنتهي، بالخروج لإفساح المجال لأصحاب الخبرة، مما يترك لديهم الانطباع السلبي، ويفقدهم الثقة بالنفس وقدراتهم أيضاً.
أقيمت 30 مباراة خلال كأس الخليج العربي هذا الموسم، حتى الآن، وبموجب القانون، فإن الأندية مجبره على إشراك 180 لاعباً من مواليد 97 فما فوق، إلا أن الأرقام تشير إلى أن أكثر من نصف العدد لا يكمل المباراة، وتحديداً 99 لاعباً شاباً لم يكملوا 90 دقيقة، كما أن 18 لاعباً لم يكملوا الشوط الأول، وخرجوا في دقائق مبكرة، و31 لاعباً خاضوا 45 دقيقة فقط، بينما 50 لاعباً خرجوا أثناء الشوط الثاني، ومن خلال 30 مباراة كاملة في كأس الخليج العربي، فإن مواجهة الوحدة وبني ياس هي الوحيدة التي لم تشهد خروج أي لاعب من الصغار، بينما شهدت الـ 29 مباراة الأخرى خروج اللاعبين.
وقال ناصر حسن الفلاسي، مدير فريق حتا، إن المشاركة الشرفية للاعبين الشباب في كأس الخليج العربي غير جيدة، وتؤدي إلى عواقب نفسية سيئة في اللاعبين، خصوصاً أن هذا التوجه كان جيداً للغاية وإيجابياً، بسبب الفكرة المرتبطة بالمشاركة، لأنها تمنحهم الثقة المطلوبة وتعزز قدراتهم.
ودعا الفلاسي إلى منح هؤلاء اللاعبين فرصة أكبر للمشاركة، أكثر من مجرد وجودهم الشرفي فقط في الملعب لمدة شوط أو أقل من ذلك، بسبب التداعيات المرتبطة بهذا التوجه من قبل الإدارة أو المدرب، حتى تكون المحصلة بمستوى التوقعات، خصوصاً أن الخامات الموجودة قادرة على تحقيق الإضافة المطلوبة في الملعب.
وأضاف: أتمنى أن تكون الفرصة أكبر في المرحلة المقبلة، حتى تمثل هذه المشاركات الدافع المعنوي الجيد للاعبين الشباب.

منذر عبدالله: سد الثغرات
أشار منذر عبدالله، المحلل بقنوات أبوظبي الرياضية، إلى أن بعض القوانين بها ثغرات، ومن ضمنها القانون الذي يجبر الأندية على مشاركة اللاعبين الصغار، إلا أنه في الوقت نفسه لا يجبرها على الإبقاء عليهم، مما يمنحها الحرية في التلاعب به لمصلحتهم والتحكم بجزئياته، مؤكداً أن الوقت كان متاحاً لتعديل القانون، وإجبار الأندية على إشراك اللاعبين.
وقال: من المفترض أن يتم تعديل القانون منذ الموسم الماضي، خصوصاً أننا شاهدنا الظاهرة في البطولة الماضية، بحيث يجبر الأندية على إشراك اللاعبين بنسبة معينة، أو حتى الدفع بلاعبين الفئة نفسها، في حال إخراج زملائهم، حتى تتم الاستفادة الكبيرة من القانون، وتحقق أهدافها، ومن غير المقبول أن تتيح للأندية التحكم بالقانون، وفرض تحايلها عليه.
وأضاف: الأندية لا تنظر إلى مشاركة الشاب إلا لتطبيق القانون، وشاهدنا أمثلة كثيرة على لاعبين خرجوا قبل إكمال الشوط الأول، بل اللعب لمدة 10 دقائق فقط، وهذا يدل على عدم رغبة المدربين في تطوير الفريق، والبعض يربط التغيير حسب النتيجة، وإذا كان متقدماً يبقي عليهم، أما إذا تأخر فإن اللاعب الشاب مهدد بالخروج.
وقال منذر عبدالله: مباريات البطولة هي «المعترك الحقيقي» في حياة هؤلاء اللاعبين 17 و18 عاماً، لأنه من الأفضل لهم اللعب أمام أصحاب الخبرة، والبطولة تغني عن المباريات الودية، وتمنح اللاعب الدافع، والرغبة في الاستمرار مع كرة القدم، والتطور أيضاً.

عبدالله صقر: دعوة اللاعبين إلى الاستسلام!
أكد المدرب عبدالله صقر، أن الأندية بطبيعة الحال لا تحتاج إلى قانون لإعداد صف ثانٍ خاص بها، لأن من يرغب في صناعة وبناء فريق قادر على المنافسة والاستمرار لسنوات طويلة، فيجب عليه أن يوفر لاعبين متميزين بالصف الثاني لإكمال الطريق، مشيراً إلى أن معظم أنديتنا تفتقر إلى هذه الميزة، والقائمون على المسابقات وجدوا الحل في وضع هذه القوانين، والتي لا تؤخذ بـ «عين الاعتبار».
وقال: الاتحاد أو رابطة المحترفين يحاولان ضمان دور اللاعبين الشبان، ومشاركتهم في البطولة، حتى تمنحهم الثقة بالنفس، وتجهزهم خير إعداد للمنتخبات الوطنية، إلا أن التعامل الذي نشاهده من الأندية، بإخراج اللاعبين، وعدم إكمالهم للمباريات بمثابة دعوة للاستسلام، بدلاً من الروح المعنوية العالية، من المهم أن تضع الأندية خططاً لبناء اللاعبين الشبان والاهتمام بهم، والممارسة تطور اللاعب أكثر من الجوانب النظرية، والتوجيهات من المدرب في التدريبات، واللاعب يجب أن يعيش أحداث المباراة بمفرده، لأنها تساعده في اتخاذ القرارات، واكتساب حساسية اللعب، والتفاعل مع أحداثها.
وأضاف: الأندية لا تنظر لما تفعله نظيراتها المتقدمة أوروبياً، وتعمل الأخيرة على إعارة لاعبيها على نفقاتها الخاصة، من أجل مشاركة اللاعب في عدد متفق عليه من المباريات، ليضمن تجهيزه في حالة عدم قدرته على إيجاد الفرصة الكافية، ومن جانبنا لدينا بطولة كاملة تتيح للأندية إشراك اللاعبين، ولكن هذا لا يحدث، إذن متى يتم الدفع بهم؟

عبدالسلام جمعة: «العنابي» يفجر طاقات الصاعدين
شدد عبدالسلام جمعة، مدير فريق الوحدة، على أن القانون وضع من أجل دعم الشباب في كأس الخليج العربي، وتجهيزهم للاحتكاك بأصحاب الخبرة، خصوصاً أنهم لا يجدون فرصاً للمشاركة في الدوري، بسبب التنافس الكبير، على مراكز المقدمة، مشيراً إلى ضرورة مشاركة أكبر عدد منهم في هذه المسابقة، وعدم الاكتفاء بثلاثة فقط، لأن الهدف منها تفعيل دور الشباب ودعم المنتخبات الوطنية أيضاً.
وقال: من الأفضل مشاركة العديد من اللاعبين لصقلهم وتجهيزهم للمستقبل، وستكون البطولة أكثر فائدة، في حال عدم إشراك اللاعبين الأساسين والدوليين، في حال عدم استدعائهم للمنتخب الأول، لتحقيق الهدف المطلوب منها، والبطولة من المفترض أن تكون المحك الحقيقي للاعب الشاب الذي تتاح له الفرصة الكاملة، بالتعاون مع المنتخبين الأولمبي والشاب.
وأضاف: الوحدة تعود دائماً، طوال السنوات الماضية، على ضخ الوجوه الشابة في البطولة من دون التقيد بالقانون أيضاً، وإنما يدفع في كثير من الأحيان أكثر من 3 لاعبين شباب، ويعتمد عليهم بصورة تامة، ولا يقتصر الأمر على كأس الخليج العربي، كما نشاهد، يعتمد الفريق على العناصر الشابة حتى في الدوري، وهو ما تعود عليه «العنابي» على مدار سنوات طويلة، بتقديم وجوه شابه كل عام، ومنحهم الثقة الكاملة لتفجير طاقاتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©