الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فرونت بيدج ماجازين»: محاسبة وسائل الإعلام المشاركة في حملة الافتراء ضد السعودية ضرورة

«فرونت بيدج ماجازين»: محاسبة وسائل الإعلام المشاركة في حملة الافتراء ضد السعودية ضرورة
17 أكتوبر 2018 00:01

دينا محمود (لندن)

طالب موقع «فرونت بيدج ماجازين» الإلكتروني المرموق في الولايات المتحدة بمحاسبة وسائل الإعلام العالمية التي رددت الأكاذيب والافتراءات ووجهت اتهاماتٍ زائفة للسعودية بشأن واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية، وقال الموقع إن هذه الوسائل تشكل جزءاً من مؤامرةٍ تقف وراءها قطر وجماعة «الإخوان» الإرهابية.
وفي مقالٍ شديد اللهجة للكاتب دانييل جرينفيلد، شدد الموقع الإخباري الأميركي على أن شبكة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية، الذراع الدعائية لـ«نظام الحمدين»، تضطلع بدورٍ رئيسيٍ في هذه المؤامرة، التي تتمثل نتيجتها في التغطية غير المتوازنة للواقعة، والتي تُستغل لشن حملةٍ مغرضةٍ على الرياض، رغم أن خاشقجي اختفى على الأراضي التركية. وأشار جرينفيلد إلى أن هذه الحملة والتغطية المُضللة لحادث الاختفاء تتماشى مع انحياز بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية للتنظيمات المتشددة مثل «الإخوان»، دون أن تولي تلك الوسائل قدراً يُذكر من الاهتمام بـ «ضحايا» التفجيرات التي تقف وراءها هذه الجماعة الإرهابية.
وأكد الكاتب والباحث الأميركي المعروف أن التغطية الحافلة بالأكاذيب لـ «ملف خاشقجي» تشبه في «طابعها المخادع» ما تقدمه بعض وسائل الإعلام من تغطيةٍ للمقاطعة التي تفرضها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) على النظام القطري، وكذلك ما تقوله هذه الوسائل نفسها عن عمليات التحالف الذي تقوده الرياض ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، لإنهاء سيطرتها على مقدرات هذا البلد وإعادته لحكومته الشرعية المعترف بها دولياً.
وأوضح جرينفيلد في مقاله - الذي حمل عنوان «جمال خاشقجي: عندما تحارب وسائل الإعلام من أجل صديقٍ لأسامة بن لادن ينتمي لجماعة الإخوان» الإرهابية - أن التغطية المشوهة لواقعة فقدان أثر الصحفي السعودي «تفتقر إلى السياق» الصحيح الذي يضع في الحسبان كل الحقائق المرتبطة بها، قائلاً «نحن نستحق سياقاً (لتغطية هذه الواقعة) كما نستحق معرفة الحقيقة» بشأنها.
وطالب بمحاسبة وسائل الإعلام التي ارتبطت بعلاقةٍ مع الصحفي السعودي المُختفي، الذي وصفه بـ«الصديق القديم لأسامة بن لادن» مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي، مشيراً إلى أن بعض هذه الوسائل تتخذ موقفاً مُنحازاً على صعيد تغطية ما وصفه بـ«المرحلة الثانية من الربيع العربي» التي قال إنها تتمثل في مواجهةٍ تخوضها الدول العربية المناوئة للإرهاب متمثلةً في «السعودية والإمارات من ناحية ضد قطر وإيران وتركيا من جهة أخرى».
وفند الكاتب في مقاله ما يردده الصحفيون الموالون لـ «نظام الحمدين» من أن اهتمامهم باختفاء خاشقجي ناجمٌ عن أن مسألة فقدان أثره تشكل قضيةً مرتبطةً بحقوق الإنسان، قائلاً إنه إذا كان ذلك صحيحاً لكان أولئك الإعلاميون «غضبوا بشكلٍ مماثلٍ حيال اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص وتعذيبهم في تركيا» عقب الانقلاب الذي أعلنت السلطات الحاكمة في أنقرة أنها أحبطته منتصف عام 2016. وقال الكاتب الأميركي إن وسائل الإعلام «لم تُظهر أي غضبٍ هيستيريٍ إزاء الصلات القوية التي ربطت خاشقجي ببعض التنظيمات المتشددة على مدار العقود الماضية، خاصة تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ومؤسسة ابن لادن. واستعرض دانييل جرينفيلد في هذا الإطار مقتطفاتٍ من كتابات الصحفي السعودي المُختفي، يبدي فيها دعماً واضحاً لأهداف قوى الإسلام السياسي ذات التوجهات المتطرفة والعنيفة. وأشار أيضاً إلى ذهابه إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي لدعم المسلحين الذين كان ابن لادن يقودهم هناك في تلك الآونة، قائلاً إن خاشقجي اعتبر أن صاحب الفضل في تمكينه من القيام بهذه الرحلة هو «عادل عبد الجليل بترجي، الذي صُنِّفَ ذات يوم كأحد أبرز ممولي الإرهاب في العالم» من جانب وزارة الخزانة الأميركية.
وتطرق جرينفيلد إلى الملابسات المثيرة للجدل التي تكتنف واقعة اختفاء الصحفي السعودي، خاصةً ما رددته من وُصِفَتْ بأنها خطيبته من أنه طلب منها الاتصال بياسين أقطاي المسؤول البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إذا لم يخرج من قنصلية بلاده في إسطنبول.
وتساءل الكاتب عن السبب الذي يدفع خاشقجي للمطالبة بالاتصال بمسؤولٍ حزبيٍ تركي في حالةٍ مثل هذه وليس إبلاغ الشرطة في إسطنبول، قائلاً إن التفسير الواضح لذلك يتمثل في أن «اختفاء خاشقجي الغامض لم يكن سوى حيلةٍ دعائيةٍ».
وأشار المقال إلى أنه في الوقت الذي تطالب فيه وسائل الإعلام المغرضة المملكة العربية السعودية بالإجابة على بعض الأسئلة المرتبطة بواقعة الاختفاء - التي لا يوجد أي دليل يثبت علاقة الرياض بها - فإنه ربما يتعين إجبار هذه الوسائل «على الإجابة على سؤالٍ يتعلق بالسبب الذي حدا بصحيفة «واشنطن بوست» إلى العمل مع داعيةٍ لأفكار جماعة الإخوان» الإرهابية، في إشارةٍ إلى الصحفي المُختفي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©