«الأبيض» يكسب الهند بثلاثية نظيفة

حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم فوزاً مستحقاً على ضيفه المنتحب الهندي بثلاثة أهداف نظيفة في مستهل مشواره بتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014، وسجل الأبيض هدفين في الشوط الأول من ضربتي جزاء في الدقيقتين 21 و23 عن طريق حمدان الكمالي ومحمد الشحي، فيما أحرز إسماعيل الحمادي الهدف الثالث من جملة تكتيكية ذكية بينه وبين عامر عبد الرحمن في الدقيقة 81. وسيطر منتخبنا على مجريات المباراة التي أقيمت على ستاد خليفة بن زايد في العين منذ الدقيقة الأولى وكان الأخطر غير أن لاعبيه تباروا في إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى في ظل أداء دفاعي مستميت من قبل المنتخب الهندي الذي هدد بالانسحاب من المباراة في منتصف الشوط الأول اعتراضاً على أداء الحكم القطري بندر الدوسري، الذي طرد اثنين من لاعبيه واحتسب ضده ضربتي جزاء سجلهما الأبيض الذي أهدر لاعبوه العديد من الفرص السهلة التي لاحت لهم أمام منتخب لعب بـ 9 لاعبين لأكثر من 65 دقيقة. وكشفت المباراة عن ارتفاع المستوى البدني والتكتيكي والفني للمنتخب غير أنها عكست حالة من غياب التركيز أمام المرمى للاعبي الهجوم وبخاصة أحمد خليل الذي لم يحسن التصرف في أكثر من فرصة للتهديف فضلاً عن سيطرة حالة من التسرع على لاعبي الهجوم بشكل عام. وشهدت المباراة تألق إسماعيل الحمادي الذي استعاد مستواه بعد فترة من طول الغياب بسبب الإصابة فضلاً عن تألق كل من عامر مبارك وعلي الوهيبي وعامر عبد الرحمن ومحمد الشحي فيما لم يختبر الحارس علي خصيف ودفاع الأبيض بشكل عام. الشوط الأول بدأت المباراة قوية وسريعة من منتخبنا الذي دخل اللقاء بتشكيل هجومي معتمداً على طريقة الضغط على الخصم من مختلف أرجاء الملعب وعدم ترك أي مساحات للاعبي المنتخب الهندي ودفع المدرب كاتانيتش بالتشكيلة التي خاض بها آخر التجارب أمام لبنان والتي ضمت علي خصيف في المرمى أمامه وليد عباس وحمدان الكمالي ويوسف جابر ومحمد أحمد وفي الوسط عامر عبد الرحمن وعلي الوهيبي وعامر مبارك وإسماعيل الحمادي وفي الهجوم محمد الشحي وأحمد خليل. فيما وضح مبكراً اعتماد الضيف الهندي على التراجع للخلف ومن ثم الانطلاق في هجمات مرتدة للأمام واستغلال اندفاع الأبيض في محاولة من جانبه لتكرار سيناريو المباراة الودية التي أداها الأسبوع الماضي أمام المنتخب القطري وانتهت لمصلحته بهدفين لهدف وهي النتيجة التي أشعلت الصحوة في نفوس لاعبي الأبيض منذ بداية المباراة. وطبق المنتخب الهندي طريقة 4 - 4 - 2 ولكن بشقها الدفاعي مع إضاعة الوقت في الدقائق الأولى وذلك خوفاً من تلقي مرماه هدفا مبكرا ودفع المدرب الهندي كولاسو اجنيلو بتشكيل مكون من بول صوبراتا في حراسة المرمى وفي الدفاع، ديباباراتا روي، راجو، سمير نايكا، سيد نبي وللوسط متهاب حسين، لورانس، رالتي لال، جورمانجي، وفي الهجوم صوتيل شوتري وجيجي لال. هجوم ضاغط وشهدت الدقائق الأولى هجمتين خطرتين لمنتخبنا انتهت الأولى بتسديدة قوية من على حدود مربع العمليات أطلقها عامر عبد الرحمن قبل أن يرد المنتخب الهندي بهجمة منظمة انتهت بضربة ركنية حولها متهاب حسين عالية ولكنها مرت دون متابعة بعرض منطقة الـ 18 لمنتخبنا، ورد إسماعيل الحمادي بهجمة سريعة عندما تلقى تمريرة متقنة من محمد الشحي لينطلق بسرعة داخل مربع العمليات ولكن تكتل الدفاع الهندي أجبر الحمادي على التسديد أعلى المرمى. سيطرة بيضاء ومع مرور الوقت سيطر المنتخب الأبيض تماماً على مجريات المباراة وانطلق محمد الشحي بكرة سريعة حولها للحمادي النشط الذي هيأ للشحي مرة أخرى لتنتهي عند محمد أحمد الذي حولها عرضية زاحفة لتجد الشحي المتمركز أمام منطقة الست ياردات ولكنه سدد باستعجال ليضيع هدف محقق للأبيض. وارتبك المنتخب الهندي من جراء الضغط المتواصل للأبيض وهو ما أثر على تركيز لاعبيه الذين سيطر عليهم عدم الانضباط الدفاعي الجيد وعدم القيام بالأدوار المنوطة بكل لاعب، غير أن لاعبي منتخبنا تأخروا في استغلال فترة الارتباك التي سيطرت على الضيوف فيما انطلق أحمد خليل بكرة من أقصى الجهة اليسرى لمربع العمليات الهندي ودخل وراوغ ولكنه سدد في قدم الحارس صوبراتا لتضيع فرصة تسجيل هدف أول لمنتخبنا، وهي الفرصة الثالثة السهلة على التوالي بعد فرصتي الشحي والحمادي. ومع الدقيقة الـ 18 تقدم لاعبو منتخبنا إلى الأمام بعدما شعروا بعدم وجود فاعلية هجومية للضيوف وهو ما أدى لسيطرة كاملة للأبيض على مجريات المباراة وفي المقابل تراجع المنتخب الهندي ليدافع بـ 9 لاعبين، فيما ظل جيجي لال في الأمام تحت حراسة مشددة من يوسف جابر والكمالي. ركلتا جزاء وهدفان وفي أقل من دقيقتين احتسب الحكم القطري بندر الدوسري ضربتي جزاء لمنتخبنا وطرد لاعبين من المنتخب الهندي، وجاءت ركلة الجزاء الأولى في الدقيقة 20 عندما قاد إسماعيل الحمادي هجمة للأمام حولها لعامر مبارك الذي لعبها بدوره داخل مربع العمليات للوهيبي المنطلق للأمام والذي تعرض لعرقلة متعمدة من المدافع الهندي ديباباراتا احتسبها حكم المباراة ضربة جزاء وطرد المدافع الهندي، وتصدى حمدان الكمالي للكرة وسددها زاحفة على يسار الحارس الهندي محرزاً الهدف الأول للمنتخب من ضربة جزاء. وبعدها بأقل من دقيقة انطلق الحمادي بكرة للأمام ليتعرض للعرقلة من على حدود منطقة العمليات الهندية تصدى لها أحمد خليل وحولها عالية ولكن الحارس التقط الكرة غير أنه تعمد ضرب إسماعيل الحمادي الذي حاول المشاركة في اللعبة ليحتسب الحكم ضربة جزاء ويطرد الحارس الهندي بعد أقل من دقيقتين عن الهدف والطرد الأول. وأثار احتساب ركلة الجزاء الثانية الجهاز الفني للمنتخب الهندي الذي أوقف المباراة لأكثر من 5 دقائق مبدياً اعتراضه على الأداء التحكيمي مهدداً بسحب اللاعبين وعدم إكمال المباراة غير أن مراقب المباراة تدخل فضلاً عن عدد من مسؤولي الاتحاد الآسيوي المتواجدين بالمباراة. ودفع المدرب الهندي بالحارس البديل كاراجنيت سينج وسحب المهاجم جيجي لال وعادت المباراة بعد فترة توقف، في الوقت الذي تصدى فيه محمد الشحي لضربة الجزاء محرزاً الهدف الثاني للأبيض. وفرض منتخبنا سيطرته تماماً على مجريات اللعب بلا أي خطورة للضيوف الذين استسلموا بعد الطردين والهدفين المبكرين وهو ما يعكس قلة خبرة المنتخب الهندي نظراً لصغر سن معظم اللاعبين المختارين من قبل المدرب الهندي. وانطلق أحمد خليل بكرة للأمام انتهت بضربة حرة مباشرة على حدود مربع العمليات تصدى لها الوهيبي ولكنه سدد أعلى العارضة. وبادر منتخبنا الهجوم خلال النصف الثاني من الشوط الأول من مختلف أرجاء الملعب وبات الأبيض بالكامل يلعب في نصف ملعب الضيوف الذين تراجعوا إلى الخلف خوفاً من تلقي أهداف أخرى وكاد عامر عبد الرحمن أن يسجل هدفاً عندما انطلق بتمريرة من الشحي وانفرد تماماً بالحارس البديل ولكنه سدد الكرة ضعيفة، لترتد إلى إسماعيل الحمادي أنشط لاعبي المنتخب خلال الشوط والذي راوغ بدوره وحولها عرضية انقذها الدفاع الهندي. حصار شامل واستبسل الدفاع الهندي أمام الحصار المفروض عليه من منتخبنا وانتهت هجمة للأبيض عند إسماعيل الحمادي مرة أخرى الذي سدد بقوة في اتجاه المرمى ولكن دافع المنتخب الهندي من خلال تمركزه داخل مربع العمليات الذي تحول لغابة من السيقان حال دون وصول الكرة إلى الشباك. واستمر الوضع كما هو عليه حتى أطلق الحكم القطري الدولي بندر الدوسري صافرة نهاية الشوط الأول بعدما احتسب 6 دقائق وقتا بدل ضائع بتقدم منتخبنا بهدفين نظيفين. وبدأ الشوط الثاني سريعاً وقوياً من قبل لاعبي منتخبنا حيث وضح عدم ركونهم إلى الفوز السهل بهدفين في الشوط الأول وباتت الرغبة في زيادة غلة الأهداف لإراحة الأعصاب في لقاء الإياب بالهند يوم 28 الجاري هي المسيطرة على أداء الأبيض. وشهدت الدقائق الأولى أكثر من انطلاقة من الجهة اليسرى، الذي راوغ وانطلق سريعاً لمربع العمليات وحول الكرة لعامر عبد الرحمن ولكن تدخل الدفاع الهندي أنقذ الموقف في التوقيت المناسب. ومبكراً سحب كاتانيتش اللاعب علي الوهيبي ودفع بذياب عوانة بهدف تعزيز التقدم وزيادة الأهداف. وبدون مبرر سيطرت حالة من التسرع على لاعبي منتخبنا أمام المرمى على الرغم من ضعف الفريق الضيف وعدم قدرة لاعبيه على تقديم أي أداء مضاد يشكل خطورة على مرمانا فلجأ كل لاعب من منتخبنا إلى التسديد من بعد لفك التكتل الدفاعي داخل مربع عمليات الفريق الضيف ولكن غاب التركيز على التسديدات بصورة كبيرة وبخاصة من ذياب عوانة وأحمد خليل ومحمد الشحي فضلاً عن القادمين من الخلف عامر عبد الرحمن ويوسف جابر وعامر مبارك. واندفع عامر عبد الرحمن صوب مربع العمليات ولكنه عاد ليموه بجسده ويسدد كرة خاطفة من على حدود المنطقة مباغتا الجميع ولكن الحارس الهندي البديل أنقذ مرماه من هدف محقق وحول الكرة إلى خارج الملعب بأطراف أصابعه. وبعدها بدقيقة حول عامر عبد الرحمن أيضاً كرة أمامية عالية داخل مربع العمليات لذياب عوانة المنطلق باتجاه المرمى ولكنه حولها عرضية لم تجد المتابعة لتجد المدافع الهندي راجو الذي حولها إلى ضربة ركنية لم تسفر عن شيء، وتقدم حمدان الكمالي للأمام وأرسل تمريرة طولية خلف دفاع المنتخب الهندي المتكتل لتجد إسماعيل الحمادي المنطلق للأمام ولكنه حولها عرضية لم تجد المتابعة، وأسهم الدفع بالمهاجم أحمد جمعة في تنشيط الأداء الهجومي للأبيض وكاد أن يسجل من تسديدة قوية استبسل فيها الحارس الهندي لترتد لجمعة مرة أخرى ولكن يتدخل الدفاع الهندي لينقذ الموقف. واستمر أداء عامر عبد الرحمن العقل المفكر لمنتخبنا والذي تلقى كرة على حدود مربع العمليات حولها بالكعب لإسماعيل الحمادي في مساحة جيدة أمام منطقة الست ياردات حولها الحمادي لهدف عندما سدد الكرة في أقصى الزاوية اليسرى لمرمى الهند محرزاً هدف الأبيض الثالث في الدقيقة 81. ودفع كاتانيتش بأحمد علي في الدقائق الأخيرة بديلاً لأحمد خليل دون أن يتغير الأداء أو يزداد عدد الأهداف لينتهي اللقاء بفوز منتخبنا على الهند 3 - صفر. غياب الجماهير العين (الاتحاد) - سجلت جماهير “الأبيض” أمس غياباً شبه تام عن المباراة ومساندة المنتخب حيث حضرت إلى ملعب ستاد خليفة بن زايد بنادي العين جماهير قليلة وأقل بكثير مما كان متوقعاً. في المقابل، كانت جماهير الهند مساوية في أعدادها تقريباً لجماهير الإمارات، وبدا منظر الملعب خالياً تماماً من الجماهير في الجهتين الشمالية والجنوبية. تواجد أعضاء الاتحاد العين (الاتحاد) - حرص أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم على متابعة اللقاء من المقصــورة الرئيسية يتقدمهم سعيد عبدالغفار نائب رئيس الاتحاد رئيس اللجنــة المؤقتــة لرابطة المحترفين، كما حضرها أيضاً رئيس وأعضاء بعثة منتخب الهند. طاقم قطري يدير اللقاء العين (الاتحاد) - أدار المباراة طاقم تحكيم قطري قاده بندر محمد الدوسري للساحة وعاونه على الخطوط كل من حسن راشد ورمزان سعيد رمزاني وخميس محمد المري حكماً رابعاً، كما راقبها الكوري الجنوبي كيم يونج، بينما راقب الحكام الكويتي حسين غضنفري.