الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رعشة بيليه قبل الهدف الألف

رعشة بيليه قبل الهدف الألف
18 نوفمبر 2019 20:00

"بدأت رعشة تسري في جسدي ثم قلت لنفسي: لا يمكن أن تهدر هذه الفرصة". كلمات قليلة يصف بها بيليه أحد أهم اللحظات في حياته قبل تسجيل هدفه الألف لكنها تعكس أن حتى أساطير كرة القدم يشعرون بالخوف.
لم يكن أندرادا حارس فاسكو دا جاما أو 11 مترا هما فقط ما يفصلان بين بيليه وحلمه بتسجيل الهدف رقم ألف في مسيرته، بل تلك الرعشة التي نجح في النهاية في السيطرة عليها ليضع الكرة على يسار خصمه و لتتفجر ينابيع الفرح في مدرجات ملعب ماراكانا.
حدث هذا منذ نحو نصف قرن تقريبا، وتحديدا في التاسع عشر من نوفمبر عام 1969 الذي وافق يوم الأربعاء وفي مباراة في بطولة "روبرتو جوميش بدروسا" المعروفة أيضا بالبرتغالية باسم "تاسا دي براتا" والتي تعني بالعربية "كأس الفضة".
كانت الدقيقة 79 حينما أشار الحكم مانويل أمارو دا ليما باحتساب ركلة جزء لصالح نادي سانتوس بعد تعرض بيليه للعرقلة داخل المنطقة بعد تلقيه تمريرة بينية من زميله كلودوالدو.
تسبب قرار الحكم في حالة هستيرية من الفرحة في مدرجات الملعب الأسطوري التي احتضنت 65 ألف و157 مشجعا وبالمثل احتجاجات من لاعبي الخصم، فالرقم التاريخي الذي لم يسبق له مثيل حينها والذي انتظرته الجماهير البرازيلية بشغف كان أقرب من أي وقت مضى.
تبادل "الملك" بعض الكلمات مع لاعبي الفريق الخصم وأندرادا قبل التسديد، وهم حاولوا بالمثل استفزازه باتهامه بأنه قد قدم موقع الكرة عن نقطة الجزاء".
بعدها بـ50 عاما يصف بيليه هذه اللحظة في حوار مع (إفي) في المتحف الذي يحمل اسمه في مدينة سانتوس "كان أكثر ما يقلقني هو أن العالم بأكمله يظن أن تسجيل ركلة جزاء أمر هين، وحينما وضعت الكرة عند نقطة الجزاء، بدأ الكل يهتف باسمي".
يضيف بيله "حينها بدأت الرعشة تسري في جسدي وقلت لنفسي: لا يمكن أن أهدرها. حين نظرت للخلف وجدت لاعبي سانتوس جميعهم في منتصف الملعب وفكرت: إن ارتطمت الكرة بالعارضة أو تصدى الحارس لها، فليس هناك أحد من فريقي (ليودعه في المرمى)".
لم يتعلق الضغط بهذا فقط، إذ تزاحم أيضا عدد كبير من المصورين خلف المرمى لالتقاط اللحظة التاريخية. وقف بيليه واضعا يديه على خصره من الناحيتين، ثم عدل من وضعية جوربه ونظر للخلف مجددا نحو زملائه ثم انطلق يسدد وهو يكرر فكرة واحدة في رأسه: لا يمكنني أن أهدرها ولا الحارس قادر على إيقافها".
حينها وصلت اللحظة: تقدم ببطء وركلها بباطن قادم اليمنى لتذهب بدقة جراح على يسار أندرادا، الذي خمن اتجاهها وكاد يلحق بها، لكنه في النهاية لم يقدر وتخطت الكرة خط المرمى.
- حالة من الجنون:.
كان أول رد فعل لبيليه هو التوجه مباشرة إلى المرمى لالتقاط الكرة وتقبيلها، ولكن حينها اقترب منه عشرات المراسلين والمصورين بالكاميرات حتى أنه اختفى لبضع ثوان.
بعدها بثوان، ظهر محمولا على الأعناق من قبل الجماهير وأخذت جماهير فاسكو تهتف باسم من اعتبرته أفضل لاعب في التاريخ.
يقول بطل العالم ثلاث مرات مع المنتخب البرازيلي (1958، 1962، 1970) "لقد كان شيئا مهما حقا لأنه لم يكن متوقعا، لم أحلم أبدا بشيء كهذا. لقد كانت هدية الرب".
وأضاف "لذلك أتحدث دائما، للجميع ، للأطفال، لكل اللاعبين وأقول لهم: لا تعتقدوا أبدا أن تسديد ركلة جزاء أمر سهل، أنه صعب للغاية".
واستطاع بعدها بالكاد الوصول إلى وسط الملعب للاحتفال مع زملائه. في ذلك اليوم لعب سانتوس بتشكيل أساسي مكون من أجنالدو وكارلوس البرتو وراموس ديلجادو وديالما دياز وريلدو وكولدوالدو وليما ومونويل ماريا وادو وبيليه وابيل. كان مدرب سانتوس حينها انطونيو فرناندز المعروف باسم أنطونيو.
حمله أجنالدو وكارلوس البرتو على الأعناق للقيام بأول جولة على المضمار الأوليمبي في ملعب ماراكانا. توقفت المباراة، وكذلك البرازيل. لم تكن هناك قواعد لهذه الأوقات المميزة للغاية.
كان بيليه وهو محمول على الأعناق يعانق باقي زملائه، في حين كانت باقي الجماهير تهتف باسمه.
في وسط الاحتفالات، أعلن مذياع الملعب عن استبدال بيليه بجايير بالا وتحول التصفيق إلى صافرات استهجان حتى قام "الملك" وهو يرتدي قميص فاسكو دا جاما مكتوب عليه رقم ألف بجوب المضمار الأوليمبي مرة أخرى.
فاز سانتوس 2-1 بفضل هذا الهدف لبيليه الذي أهدى هدفه الألف للأطفال المهمشين.
وقال اللاعب الأسطوري في تصريحات من الملعب "فكروا في الأطفال.. أتذكر الأطفال الفقراء المحتاجين لملابس مستعملة ولطبق طعام. ساعدوا الأطفال المهمشين الذين يحتاجون للقليل ممن لديهم الكثير".

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©