الثلاثاء 28 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
عربي ودولي

خطة دولية لتشكيل حكومة وحدة ليبية تشمل طرفي القتال

خطة دولية لتشكيل حكومة وحدة ليبية تشمل طرفي القتال
22 يوليو 2011 23:43
كشف دبلوماسي أوروبي كبير أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب، سيسعى لإقناع الطرفين المتحاربين في البلاد بقبول خطة تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتشكيل حكومة تقاسم للسلطة بين المعارضة والنظام الحاكم، مع استبعاد تام لأي دور للعقيد معمر القذافي وأفراد أسرته. في حين رفض الخطيب الذي يتوقع أن يعود مجدداً إلى طرابلس وبنغازي، كشف تفاصيل مقترحاته قائلاً لرويترز في عمان أمس، إن المنظمة الدولية تبذل جهوداً مضنية لخلق عملية سياسية تقوم على ركيزتين هما الاتفاق على وقف إطلاق النار والتوصل في الوقت نفسه، إلى اتفاق لإقامة آلية لإدارة الفترة الانتقالية، وأعرب عن أمله في أن تطلق موافقة الطرفين على هذه الفكرة، عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية. من جهة أخرى، أكد دبلوماسي روسي أن مسألة تنحي العقيد القذافي طرحت “بشكل عملي” خلال زيارة وزير خارجيته عبد العاطي العبيدي الأسبوع المنصرم إلى موسكو، حسبما نقلت عنه وكالة “انترفاكس” أمس، مبيناً بقوله “جرت مناقشة موضوع تنحي القذافي عن السلطة خلال هذا اللقاء، وقد جرى بحثه بطريقة عملية جداً”. من ناحيته، استبعد القذافي إجراء محادثات مع المعارضين المسلحين الذين يسعون لإنهاء حكمه، قائلاً في رسالة صوتية بثت لحشد من أنصاره في مدينة سرت مسقط رأسه، في وقت متأخر أمس الأول، “المعركة محسومة لصالح الجماهير، لصالح الشعب” مؤكدا أنه لن يجري أية محادثات مع الثوار. في غضون ذلك، أكد الثوار مقتل 16 من مقاتليهم وإصابة 126 آخرين خلال يومين من القتال الشرس للسيطرة على زليطن، آخر مدينة ساحلية تفصل مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون عن العاصمة طرابلس، حسبما صرح المسلحون الذين أكدوا أن القتال مستمر وهم يتقدمون باتجاه وسط المدينة. بالتوازي، كثف حلف شمال الأطلسي “الناتو” ضرباته في مناطق القتال معلناً أنه أجرى 124 طلعة جوية أمس الأول، بينها 45 طلعة هدفها رصد الأهداف وضربها. وقال الحلف إن من بين الأهداف الرئيسية التي تم قصفها أمس، منشأة تخزين عسكرية قرب البريقة ورادار قرب سرت ومنشأة تخزين عسكرية وقاذفتا صواريخ أرض جو و5 مدافع مضادة للطائرات قرب العاصمة طرابلس، إضافة إلى منشأة تخزين عسكرية قرب ودان، و3 منشآت تخزين عسكرية ومنشأة عسكرية وقاذفة صواريخ أرض جو وقاذفة صواريخ متعددة ودبابة وعربة مسلحة و3 عربات قرب زليطن. وذكر الدبلوماسي الأوروبي أن المقترحات غير الرسمية سيبحثها المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا عبدالإله الخطيب الذي اجتمع عدة مرات مع الحكومة والمعارضة في ليبيا. ويتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة هجمات المعارضة، ورفض مقترحات بتنحيه كما تطالب المعارضة. واستبعد الزعيم الليبي أمس الأول، إجراء أي محادثات مع المعارضة ليلقي بظلال من الشك على سلسلة من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع. وأبلغ القذافي حشدا من آلاف من مؤيديه في مسقط رأسه سرت في رسالة صوتية “أنا لا أتكلم معهم.. ليس بينهم وبيني كلام إلى يوم القيامة.. يتكلم معهم الشعب الليبي.. واللي يردوا عليهم الشعب الليبي”.” ورغم ذلك قال القذافي إنه يرحب بالمحادثات مع القوى الغربية دون شروط مسبقة لكن واشنطن وباريس تقولان إنهما سلمتا مسؤوليه نفس الرسالة التي مفادها أن على القذافي أن يتنحى. وذكر التلفزيون الحكومي أن القذافي سيلقي خطاباً اليوم موجها هذه المرة إلى المصريين في ذكرى ثورة يوليو في مصر عام 1952. وقال الدبلوماسي الأوروبي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المحادثات لم تبدأ بشأن خطة الخطيب التي تتصور تشكيل سلطة انتقالية على الفور تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة. وأضاف أن السلطة الانتقالية ستعين رئيساً وتدير قوات الأمن وتشرف على عملية مصالحة وصولاً إلى انتخاب جمعية تضع الدستور. وتابع بقوله إن الزعيم الليبي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية إذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي. لكن يمكن أن يكون لرئيس الوزراء مثلاً دور. وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمراً باعتقاله في اتهامات بارتكاب قواته جرائم ضد الإنسانية. وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة، يجب أن يتنحى القذافي على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطاً مسبقاً. وأضاف أنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه. وذكرت الأمم المتحدة أن الخطيب طرح هذه الأفكار على رئيس الوزراء البغدادي المحمودي ووزير الخارجية عبدالعاطي العبيدي. والأربعاء الماضي، قالت فرنسا إنه يمكن للقذافي البقاء في ليبيا إذا ما تخلى عن السلطة فيما بدا كمحاولة لتخفيف الموقف الغربي في الجهود الجديدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب. وتقول الولايات المتحدة إنه يجب على القذافي التنحي وأن أمر بقائه في ليبيا بعد ذلك متروك للشعب الليبي. وقال مسؤولون ليبيون إن رحيل القذافي ليس مطروحاً للتفاوض. وأمس الأول قالت المعارضة إنه لا أحد يتوقع أن تنهي المحادثات الأزمة. ميدانياً، أفاد بيان للثوار أن 16 مقاتلاً استشهدوا وجرح 126 آخرون في مواجهات مع القوات النظامية في مدينة زليطن، حيث يتردد أن الاشتباكات على أشدها في منطقة سوق الثلاثاء. وتستهدف الحملة المنطلقة من جبل نفوسة السيطرة على بلدة الأصابعة ما يفتح الطريق إلى الغريان على الطريق المؤدي شمالاً إلى طرابلس. وقال مراسل لفرانس برس يتواجد مع المتمردين عند بئر عياد في السهول على سفوح الجبل، إن هبوب رياح شديدة ليل الخميس-الجمعة وأمس، أدى لوقف مؤقت لتبادل القصف الصاروخي بين الجانبين. وقال أحد قادة المتمردين ويدعى ناصر العائب إن قوات القذافي “لا تتقدم لعدم درايتها بالمنطقة، إذ يخشون الوقوع في أكمنة ينصبها المقاتلون الذين يعرفون المنطقة شبراً شبراً”. وقبل هبوب العاصفة قال العائب إن قوات القذافي قصفت نقطة تفتيش تابعة للمتمردين على بعد بضعة مئات من الأمتار من بلدة بئر الغنم التي تسيطر عليها القوات الموالية للقذافي، ما أسفر عن إصابة 4 مقاتلين متمردين على الأقل إصابة أحدهم خطيرة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©