عدد اليوم
حوار: علي سيد أحمد
توتنهام ليس هاري كين، بل سون هيونج مين، هذا ما تقوله نتائج دراسة قام بها موقع «فوتيول لندن»، ونشرتها الصحافة الإنجليزية قبل ساعات عن اللاعب الأكثر تأثيراً في صفوف الفريق اللندني، صحيح أن كين هو الهداف الأول والاسم الأشهر في قائمة توتنهام، إلا أن الدراسة التي تقوم على التصويت الجماهيري أسفرت عن جعل سون اللاعب الأول في فريق يوجد في صفوفه كين، وأريكس، ومورا، ولوريس وغيرهم من النجوم، وهي مكانة لم يبلغها لاعب آسيوي من قبل.
أصبح سون السفير الكروي الأول لنصف سكان العالم، فهو الملهم للقارة الصفراء، أكبر قارات العالم، واللاعب الأغلى في تاريخ آسيا، ويكفي أن قيمته السوقية تبلغ 80 مليون يورو في الوقت الراهن، ليصبح من بين الأغلى عالمياً، وفي حوار مع «الاتحاد» استباقاً للمباراة التي تجمع كوريا الجنوبية مع البرازيل غداً، أكد سون أن مواجهة البرازيل على وجه التحديد يظل لها سحرها، ليس لأنها البرازيل فحسب، بل لأنه شاهد منتخب السامبا يتوج بمونديال 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان، ولا ينسى الإنجاز التاريخي لمنتخب بلاده المتوج رابعاً في نفس المونديال.
سون يعيش كافة تفاصيل الحلم الكبير في عاصمة الضباب مع توتنهام، فقد أصبح فريقه خلال السنوات الماضية واحداً من أركان معادلة الإثارة والقوة في البريميرليج، صحيح أنه تراجع الموسم الجاري، إلا أن سون يثق في عودته إلى دائرة الخماسي الكبير، وكان بلوغ نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي أمام ليفربول تتويجاً للعمل الكبير في النادي اللندني، ومن بين تفاصيل الحوار مع سون قوله إن الحديث عن بطل البريميرليج في الوقت الراهن هو أمر لا يتوافق مع أي منطق فالصراع على اللقب مستمر حتى النهاية.
في البداية كان السؤال عن قمة البرازيل وكوريا الجنوبية في ضيافة العاصمة أبوظبي وتطرقنا في الحوار لكل محطات اللاعب المحلية والخارجية وتجربته في ألمانيا وغيرها من المحاور فماذا قال:
شاهدت البرازيل في كوريا عندما كان عمرك 9 سنوات في كأس العالم الذي استضافته كوريا الجنوبية وغداً تواجه منتخب السامبا من جديد ما هو شعورك؟
نعم كنت وقتها عمري في حدود 9 أو 10 سنوات.. كنت مبهوراً بمشاهدة منتخب البرازيل وتتويجه بلقب كأس العالم 2002.. كانت لحظات فارقة في مسيرتي ومحطة لا يمكن أن تنسى.. أعجبت بنجوم «السامبا» ومستواهم الذي قدموه في كوريا وكنت أيضاً فخوراً بمنتخب كوريا الذي واجه ألمانيا في المربع الذهبي وقدم مستويات جيدة مع صفوة الكرة العالمية.. كانت ذكرى جميلة أسهمت كثيراً في زيادة شغفي بكرة القدم، والبرازيل «منتخب قمة»، وأنا سعيد جداً بمواجهة الـ«توب تيم» في أبوظبي، وأتمنى أن نقدم مباراة جيدة.. لا أستطيع الانتظار ومتشوق للقاء الودي الكبير في ضيافة العاصمة أبوظبي.
أبوظبي تعود إليها من جديد ما هو انطباعك عن الإمارات؟
زرت أبوظبي قبل 6 سنوات، أعرف هذه المدينة جيداً وأتمنى آن نقدم مستوى جيداً يليق بالمناسبة الاحتفالية الكبيرة، أبوظبي مدينة أحبها جداً، لدي فيها العديد من الذكريات الرائعة، زرت أيضاً دبي.. الناس هنا ودودون.. والطقس مثالي والبنية التحتية على أعلى مستوى.. كل الخدمات مميزة والإمارات أصبحت قبلة للنشاط الرياضي بفضل ما تتمتع به من قبول.
ماذا تقول عن قمة الغد وما هي جاهزية منتخب كوريا لخوض اللقاء؟
أدعو الجماهير للحضور ومتابعة اللقاء وعيش تجربة فريدة لا تنسى، ستكون المباراة حافلة بكل عناصر المتعة والإثارة.. البرازيل منتخب قوي ونحن نطمح لتقديم أداء قوي والحضور الجماهيري سيكون كبيراً وحالة الطقس مثالية.. إذن كل العناصر متوافرة لكي يخرج اللقاء في حلة احتفالية جميلة.
هل تعتقد أن يوماً ما سيفوز لاعب آسيوي بلقب أفضل لاعب في العالم خصوصاً أنك من المرشحين للحصول على جائزة الكرة الذهبية؟
لماذا لا، كلنا بشر، اللاعب الآسيوي مهاراته عالية ولكنه لابد أن يعمل على تطوير نفسه وتحسين قدراته، الكرة أصبحت علماً وسباقاً على تطوير القدرات وصقل الموهبة كل شيء ممكن ووارد واللاعب الآسيوي يستحق فعلاً أن يتفوق ويصل إلى أعلى المراتب.
ماذا تعرف عن منتخب الإمارات وما هو تقييمك لأداء الفريق؟
منتخب الإمارات جيد وهناك العديد من العناصر الشابة التي يمكن أن تقود الفريق إلى مزيد من النجاحات، أعتقد أن الفريق قادر على تحقيق طموح جماهيره بالعزيمة والإصرار والعمل على تطوير قدرات اللاعبين، حتى الآن المنتخب قدم مستويات معقولة في التصفيات ولا يزال ينتظره الكثير.
هل الاحتراف الخارجي ممكن للاعب الإماراتي وما هي نصائحك لهم لتحقيق الحلم؟
اللاعب الإماراتي موهبته جيدة ولكن في الاحتراف الخارجي الموهبة وحدها لا تكفي، لابد أن يطور اللاعب نفسه في كل تدريب وفي كل محطة، لابد له أن يتعلم ويتطور، كل شيء ممكن ويحتاج فقط للعزيمة والإصرار ووضع الهدف أمامه حتى يتم تحقيقه، لا يوجد مستحيل. وأقول لكل لاعب يرغب في الاحتراف الخارجي أن يستمتع أولاً بكرة القدم.
ما هو حلمك الكبير؟
أتمنى أن أكون دائماً في مستوى عال وفي أفضل حالاتي، طموحاتي بلا حدود وهدفي دائماً الأفضل والأفضل، على مستوى المنتخب الوطني هدفي التأهل لنهائيات المونديال وعلى الصعيد الشخصي لن أبوح لك بأحلامي.
ذهبت إلى ألمانيا في عمر الـ16 عاماً لم تكن تعرف اللغة الألمانية وعلمنا أنك تعلمت الألمانية عن طريق المسلسل الكرتوني سبونج بوب هل هذا صحيح؟
عندما ذهبت لألمانيا لم أكن أعرف اللغة الإنجليزية أو الألمانية وكنت أشاهد حلقات «سبونج بوب» وقد تكون أحد العوامل المهمة التي ساهمت بشكل كبير في تعلمي اللغة الألمانية، كانت تجربة جميلة في ألمانيا.. أحببت البلد والجماهير وعشت أياماً رائعة لا تنسى ولا أزال أكن لهم كل الاحترام والتقدير.
الإعفاء من الخدمة العسكرية!
في كوريا الجنوبية تكتسي الخدمة العسكرية أهمية استثنائية، ما يعني أن وجود سون هيونج مين في أوروبا لرفع اسم كوريا الجنوبية عالمياً هو أمر قد يكون محل تقدير شعبي ووطني، ولكنه قد لا يمنحه بالضرورة الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، فما الحل لكي لا تتوقف مسيرته الاحترافية في أوروبا لمدة عامين؟
الحكومة الكورية الجنوبية تربط بين الإعفاء من الخدمة العسكرية، وبين تحقيق إنجاز رياضي عالمي أو قاري كبير، وكان في مقدور سون الحصول على هذا الإعفاء في حال كان قد شارك في دورة الألعاب الآسيوية وتوج بلقبها مع الكوريين، إلا أن فريقه السابق باير ليفركوزين لم يسمح له بالمشاركة في البطولة، ولكنه عاد ليشارك في نسخة 2018 من التحدي القاري الآسيوي، وقاد كوريا الجنوبية لذهبية كرة القدم، وحصل على الإعفاء من الخدمة العسكرية بطريقة تدعو للفخر.
شكراً لجماهير كوريا
قال النجم سون، إن الجماهير الكورية تستحق التحية، أقول لهم شكراً جزيلاً، دائماً يقفون معنا يسافرون مع الفريق.. يتابعون أخبار المنتخب.. يتواجدون حيثما نكون.. دائماً معنا.. يتطلعون نحو الأفضل، ونحن نعدهم بذلك، سنكون عند حسن ظنهم.
وأوضح أنه سعيد بارتداء شعار منتخب بلاده، وقال: «أطمح وزملائي لتقديم مستوى جيد يليق بكوريا، أسعى دائماً للأفضل، وطموحنا المرحلي دون شك التأهل لنهائيات كأس العالم، نعمل بكل جد لتحقيق الهدف، سعيد جداً بزملائي في المنتخب.. إنهم مجموعة رائعة».
اعتذار عن إصابة.. ومظلة لطفل توتنهام !
ما يميز سون هيونج مين، مثل غيره من نجوم الشرق الآسيوي، هو جاذبية الشخصية، وعدم الخروج عن النص من الناحية السلوكية مهما كانت الضغوط، وقد تجلى ذلك مؤخراً، حينما أجهش سون بالبكاء، لأنه أصاب بطريقة غير متعمدة أندريه جوميز، لاعب إيفرتون، في الجولة 11 بالبريميرليج، ولأن حجم الإصابة كان بليغاً، وأثار ضجة عالمية هائلة، وكذلك لأن العنف لا وجود له في شخصية سون، فقد حرص على الاعتذار بطريقته الخاصة، حينما سجل هدفاً في المباراة التالية، التي أقيمت بين توتنهام والنجم الأحمر الصربي في دوري الأبطال.
كما ظهر سون، قبل مباراة توتنهام أمام شيفيلد يونايتد في البريميرليج، وهو يضع يديه على رأس طفل لكي يحميه من المطر المنهمر بصورة متواصلة، مما دفع واحدة من كبريات الصحف وأكثرها شهرة، وهي صحيفة «الصن»، إلى نشر هذا الموقف الإنساني العفوي من النجم الكوري الجنوبي، وكتبت: «هذا هو اللاعب الأروع في العالم»، في إشادة بإنسانية سون، الذي خطف القلوب، وعلى الرغم من تسجيله هدفاً في المباراة المذكورة، إلا أن هدفه الإنساني هو الذي استقر في شباك الإنسانية.
الإجابة لا
عندما سألنا سون، هل تفكر في الرحيل عن توتنهام في حال رحيل المدرب؟
قال: إن هذا الأمر سابق لأوانه، وأنا باقٍ في الفريق، وسعيد باللعب في توتنهام.. أجواء الفريق ممتازة.
تجربة لبنانية
تحدث سون، عن مباراة كوريا الجنوبية مع لبنان الودية قائلاً: «لعبنا مع لبنان قبل يومين، ومباراة البرازيل اختبار جيد لنا، نحاول أن نفوز ونقدم مستوى جيداً، نسعى لمزيد من الاحتكاك والتطوير، التجربة كانت مفيدة، ولقاء البرازيل سيكون بمثابة نقطة جيدة في مسيرة الفريق الكوري، مثل هذه المباريات الكبيرة تتيح للجهاز الفني الوقوف على العديد من التفاصيل المهمة والإعداد للمحطات المقبلة».
