السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

خيرُ الصّحاب كتاب

خيرُ الصّحاب كتاب
18 نوفمبر 2019 00:20

لمَ هو خير الصحاب؟ منذ زمن بعيد جداً، حين نزل الوحي على سيد البشرية محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، بأن «اقرأ»، هذا الأمر الرّباني العظيم جاء ليكون الطريق الأمثل لإشاعة النور، ودرء الظلمات، وكافة الظلمات من حولنا، الأمر الرّباني الذي مضت عليه عقود من الزمان هو ليس وقتياً للحظته فقط، وإنما هو أمر مُستدام كلّنا مسؤولون عن ترجمته قولاً وفعلاً، ذلك أن القراءة مفتاح العقول، وأن الكتاب هو خير الصّحاب على مر الزمان.
القراءة فعلٌ إنساني عظيم، لو اعتبره بعضنا جزءاً من تكوينهم، ومن ذاكرتهم، ومن سلوكهم اليومي المزدحم بكثير من الأشياء، والانشغالات التي يعتقد بعضنا أننا غير قادرين بسببها على تجاوز الوقت من أجل الاختلاء بكتاب، وذلك منطق خاطئ، وأسلوب غير حضاري للتعامل مع القراءة بوصفها أسلوب حياة وتجدد وبناء.
إن ما تدفعه المطابع إلى الأسواق من كتب، في زمننا هذا، تشهد به معارض الكتب التي تقام على مستوى العالم، كما تشهد به الزوايا المتعددة في المكتبات العامة، التي تحمل عنوان «وصل حديثاً»، وبين ما تصدّره المطابع من كتب، وما يتّبعه الناس من تعامل سلبي مع الكتاب، الكثير من الأسئلة التي تلقي بظلالها حول الأسباب التي تجعل من القراءة فعلاً منبوذاً في بعض الأوساط، التي لا تعترف إلاّ بالأجهزة النّقالة وسيلة للمعرفة وقضاء الوقت.
ولا شك أن القادر الوحيد على معرفة تلك الأسباب، أو الإجابة عن غموض الأسئلة، هو صاحب السلوك ذاته الذي باستطاعته أن يشرح لنا، ما السبب الذي جعله يهجر القراءة، ويخاصم الكتاب بالرغم مما يحمله له من رفقةٍ طيبة، وعلمٍ نافع، بالقطع ليس في كل ما يُنتج ويؤلّف على كل حال.
قد يقول قائل: إن الأسباب التي تكمن وراء العزوف عن القراءة، هي التنشئة الاجتماعية مثلاً أو الرغبة الشخصية، أو الانشغال بالمستجدات الحديثة من محركات البحث، ومواقع تحميل الكتب، لكني أعتقد أن كل ذلك لا يمثّل أيّ متعة، إذا ما قورنت برائحة الورق، حين تحتضن كتاباً بين يديك، فتشعر بالدفء والأمان، وبأن هناك من يحتويك كما تحتويه بصبرٍ وأناة.
من هنا، كان الكتاب أجمل الصّحاب، وأقرب المحبين إليك، إن أحسنتَ وفادته أحسنت إلى علمك وذاتك، وإن أسأت فقد أسأت إلى حاجتك واحتياجك من العلم والمعرفة، الكتاب صديقنا الدائم، في كل وقت هو حولنا، وفي كل أزمة هو نديمنا، وفي تراجعٍ نفسيٍ هو دافعنا، الكتاب خير الجلساء، في زمن تبدّل النّبلاء، وتصحّر قلوب الأنقياء، وغياب الأصدقاء.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©