الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالرحمن الحميري: أفتش عن ظلالي في القصيدة

عبدالرحمن الحميري: أفتش عن ظلالي في القصيدة
17 نوفمبر 2019 01:08

أشرف جمعة (أبوظبي)

يفتش دائماً عن ظلال روحه في القصائد التي يكتبها، ويعيش تفاصيل أخرى مع الطبيعة التي يحبها، ويعاتب ذاته عندما يخيم عليه الحزن في الليالي التي ينام فيها على وسائد الشعر، وهو يحلم بما لا جدوى من تحقيقه، هكذا يتعايش الشاعر الشاب الإماراتي عبدالرحمن الحميري مع القصيدة التي يكتبها بأنماط مختلفة، متكئاً على ثقافته الأصيلة، وولعه بالقراءة وحضوره الدائم وفي عالم التواصل الاجتماعي.
يقول الشاعر عبدالرحمن الحميري: «إحساسي المبكر بجماليات اللغة العربية جعلني سريع الحفظ للنصوص الشعرية التي كنت أدرسها في المراحل التعليمية المختلفة، وكنت أجيد التعبير، وأحصل على أعلى الدرجات في هذه المادة، وجربت أيضاً كتابة الخواطر التي كنت أشعر فيها بروح الشعر، لكنها كانت تفتقد للنضوج، كوني لم أكن أمتلك الأدوات الكافية التي تجعلني أكتب الشعر بالطريقة التي أطمح إليها، لافتاً إلى أنه انسجم كثيراً مع مادة العروض، وأنه بعد أن تعرف إلى الأوزان والقوافي والبحور الشعرية، كتب أول قصيدة عمودية على بحر الوافر، ومن ثم تعددت أشعاره، لكنه لا يشعر بأهميتها لكونها تعبر عن مرحلة التجريب الأولى، وهو يحتفظ بها كذكرى بين أوراقه.
ولا يخفي الحميري، أنه استفاد كثيراً من قراءاته في الشعر المترجم، وأنه بقراءته اقترب من قصيدة النثر، وأنه يحرص على نشر نصوصه على «تويتر»، موضحاً أنه أحب هذا اللون من الشعر الذي لا يجد فيه أية قيود تحده أثناء الكتابة، وأنه شعر بالسعادة البالغة، عندما وجد تعليقات الأصدقاء والمتابعين تشجعه لمواصلة كتابة قصيدة النثر، ويذكر أنه جمع معظم هذه النصوص في كتابه «الأولوية للوحيدين» خوفاً من ضياعها، فضلاً عن أنه ينظر إلى هذه التجربة كخطوة مهمة في مسيرته الشعرية، وكان لا بد منها.
ويورد الحميري، أنه خاض غمار قصيدة التفعيلة التي جذبته بحضورها البديع، إذ يراها الأقرب من ناحية الشكل إلى قصيدة النثر، ويسعى الحميري إلى ضم قصائده العمودية والتفعيلية في ديوان، خاصة أنه في الندوات الشعرية التي يلقي فيها قصائده، يلمس استحسان الجمهور لها، مشيراً إلى أن اتجاهاته في الكتابة تتمحور حول الذات، ومعاناة الإنسان، والطبيعة، وأنه في أحيان كثيرة يخاطب الشعر نفسه ويحاوره، وأنه يستمتع بهذه المحاورات التي تجعله يطوع الخيال ليتشكل المعنى بالصورة التي تكتمل مع اكتمال الحالة الشعرية التي يتعايش معها وقت كتابة القصيدة.
ويبين الحميري، أنه خاض تجربة كتابة القصة القصيرة، بفضل قصيدة النثر التي فتحت أمامه منافذ الكتابة السردية، مؤكداً أنه بصدد إصدار مجموعة قصصية، كما أنه يفكر في المدى البعيد بكتابة الراوية، كونه يشعر بأن لديه المقومات التي تجعله يخوض هذا اللون السردي الممتع.
وعن خوضه غمار أنماط كثيرة قد لا تجعل له هوية محددة في الأدب، يؤكد أنه لا يشعر بأي قلق تجاه هذا الأمر، كونه يدرك تماماً أن الشعر هو الذي سيظل يرافقه حتى النهاية.. أما السرد فهو يعبر عن جانب من جوانب تجربته مع الكتابة.
ويرى الحميري، أن المشهد الإبداعي في الإمارات محفز، وأن التجارب الشعرية الشابة تأخذ طريقها نحو النجومية، وإثبات موهبتها الحقيقية بالجد والاجتهاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©