الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«القبعات الزرقاء» تقمع الاحتجاجات في العراق

«القبعات الزرقاء» تقمع الاحتجاجات في العراق
4 فبراير 2020 01:26

هدى جاسم، وكالات (بغداد)

شهد الشارع العراقي أمس انقساماً واضحاً في مخيمات الاحتجاج، بعد إصرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على دعم تكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الوزراء، وهو الأمر الذي رفضه العدد الأكبر من المتظاهرين في بغداد ومحافظات الجنوب، مؤكدين تمسكهم بإصلاحات شاملة.
وقام ناشطون مناهضون للحكومة ولترشيح علاوي منذ الفجر بتجميع خيامهم في ميدان التحرير ببغداد. وقال أحد المتظاهرين الذي قضى فترة طويلة في المنطقة: «لقد انقسموا إلى قسمين الآن، وهناك الكثير من الناس من كلا الجانبين.. أنا قلق من الاشتباك».. واقتحم عشرات من أنصار التيار الصدري مبنى رئيسياً في الميدان قرب المطعم التركي الذي كان تحت سيطرة المحتجين منذ أشهر، وطردوا الناشطين وأزالوا لافتات المطالب.
وانتشر أنصار الصدر، الذي أمكن التعرف عليهم من خلال قبعاتهم الزرقاء، حول المدارس والدوائر الحكومية في الكوت والحلة جنوب بغداد، لضمان إعادة فتحها بعد أسابيع من الإغلاقات بسبب التظاهرات. وأفادت مصادر طبية بمقتل متظاهر وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباكات بين متظاهرين وأصحاب القبعات الزرقاء في ساحة التظاهر وسط الحلة. وقالت إن المتظاهر فارق الحياة بمستشفى الحلة متأثرا بإصابات خطرة لحقت به في اشتباكات قرب مبنى مجلس محافظة بابل.
واندلعت صدامات بعد توافد مئات المتظاهرين من المدارس والجامعات ونقابة المعلمين على ساحة التظاهر في النجف. وحاول أصحاب القبعات الزرقاء منعهم من الدخول إلى الساحة عبر ترهيبهم بإطلاق الرصاص، كما جرت اشتباكات بالأيدي. وأوضح شهود عيان أن ساحة التظاهر تحولت إلى فوضى عارمة وسط هتافات وشعارات تندد بتدخل اتباع الصدر لفض التظاهرات الاحتجاجية.
وتوفي متظاهر مناهض للحكومة متأثراً بجروحه، بعد طعنه بالسكين جنوب بغداد، خلال هجوم لأشخاص يرتدون قبعات زرقاء، كتلك التي يستخدمها أنصار مقتدى الصدر، بحسب ما أكدت مصادر طبية وأمنية. كما أصيب ثلاثة متظاهرين آخرين بجروح جراء ضربات بالعصي، وفق ما أوضحت المصادر، خلال الاشتباك الذي انتهى بتدخل القوات الأمنية، وإبعاد أصحاب القبعات الزرقاء من مخيم الاحتجاج أمام مقر مجلس محافظة بابل منذ مطلع أكتوبر.
وأقدم أصحاب القبعات الزرقاء، على فتح عدد من الطرق، وتأمين طرق المدارس، في النجف وذي قار وميسان. وأفاد مصدر أمني من النجف، بفتح طريق مستشفى الصدر وسط المحافظة، بعد قيام محتجين بقطعه بالإطارات المحترقة. وأشار إلى انتشار أصحاب القبعات الزرقاء قرب المدارس في محافظة ميسان لتأمين عودة دوام المدارس».
وفي الناصرية التي أغلقت فيها المكاتب الحكومية أبوابها منذ أشهر، قال الناشط البارز علاء الركابي «إن هذا وقت حرج بالنسبة للحركة.. علاوي ليس خيار الشعب، لكن لنأخذ زمام المبادرة بفتح المدارس والدوائر الحكومية اعتباراً من اليوم، حتى لا نضيع هذه الفرصة وتحسب لأي شخص آخر». وفي البصرة، نقل طلاب الجامعة خيامهم للابتعاد عن تلك التي يشغلها أنصار الصدر. وقال أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت «إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل». كما حاول محتجون إغلاق مديرية التربية ونقابة المعلمين في مدينة الديوانية.
وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف دعا أمس المتظاهرين إلى سحب فتيل الخلافات، وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء وجر البلاد إلى الهاوية. وقال، عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: «أوجه نداء إلى كافة المتظاهرين الأعزاء لسحب فتيل النزاع والخلافات وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء».

العراق يحذر من حرب مدمرة
حذر وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أمس من اندلاع حرب مدمرة في المنطقة في حال تأزم الأوضاع بين أميركا وإيران. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي فيليب غوفن الذي يزور بغداد حاليا إنه تم تناول القضايا الثنائية بين البلدين، ومناقشة قضية المقاتلين الأجانب وعودتهم إلى بلدانهم وفي المقدمة النساء والأطفال. وأضاف: تحدثنا عن الجهود الرامية لتخفيف حدة التوتر بين إيران وأميركا وتجنيب المنطقة حربا مدمرة، تداعياتها خطيرة على العالم. فيما قال غوفن خلال المؤتمر: إن استقرار العراق مهم.

556 قتيلاً منذ أكتوبر
أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية سقوط 556 قتيلا و23546 جريحا منذ انطلاق الاحتجاجات في أنحاء البلاد في أكتوبر الماضي حتى نهاية يناير الماضي. وقال عضو المفوضية علي البياتي، في تصريح: إن بين ضحايا التظاهرات 539 مدنيا، و17 من قوات الأمن، وأشار إلى أنه بين المصابين 3519 من الأمن. وأشار إلى اعتقال 2713 متظاهرا، بقي منهم 328 قيد الاحتجاز، وقال: «عدد المخطوفين بلغ 72 أطلق سراح 22 منهم». كما لفت إلى أن حالات الاغتيال بلغت 49، توفي منهم 22 وأصيب 13.

مطاردة «داعش» في ديالى
أفاد مصدر أمني في ديالى أمس، بانطلاق عملية عسكرية لتعقب خلايا تنظيم داعش الإرهابي في تلال حمرين شمال شرقي المحافظة. وقال إن قوة أمنية مشتركة مدعومة بطيران الجيش انطلقت من محاور عدة لتعقب خلايا التنظيم في تلال حمرين شمال شرق بعقوبة. وأضاف أن العملية تأتي وفق أهداف محددة من قبل الاستخبارات لإنهاء أي وجود لخلايا داعش وتدمير مقراته في ديالى». وكانت الأجهزة الأمنية في ديالى نفذت مؤخراً عمليات عسكرية لتعقب خلايا داعش أسفرت عن قتل بعض عناصره وضبط وتدمير مقرات عدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©