الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إصابات الملاعب خطر يهدد اللاعبين ويؤرق الأندية

إصابات الملاعب خطر يهدد اللاعبين ويؤرق الأندية
17 أكتوبر 2010 21:54
زادت نسبة الإصابات وسط اللاعبين في الآونة الأخيرة بشكل مزعج للغاية في بعض الأندية التي خسر بعضها جهود لاعبين مهمين بالرغم من أن الموسم عملياً ما زال في بدايته، حيث لم تمض أكثر من خمسة أسابيع على انطلاقة بطولة الدوري، واللافت للنظر أن أغلب هذه الإصابات في الركبة، واضطر بعض اللاعبين لإجراء جراحة فيها لإزالة الغضروف الذي أصبح “بعبعاً” مخيفاً للاعبين والأندية على حدٍ سواء، بجانب الرباط الصليبي الذي تعني الإصابة به فقدان اللاعب نحو موسم كامل تقريباً. “الاتحاد” التقت عدداً من المتخصصين في هذا الجانب، أطباء ومعنيين بالعلاج الطبيعي أو بالتدريب ولاعبين عانوا تعدد الإصابات ولاعبين سابقين لهم تاريخ مع مثل هذه الحالات، بالإضافة لوجودهم إداريين حالياً. وقد شخص هؤلاء أسباب مثل هذه الإصابات، واتفقوا على أن من أبرز أسبابها: عدم قيام اللاعبين بتمارين تقوية العضلات بصفة منتظمة، في ما أضاف بعضهم إلى هذا الجانب “الجلسة العربية” التي تسهم بدور كبير في ارتخاء أربطة الركبة و”الأنكل”. وتعددت الأسباب الأخرى التي تقود لمثل هذه النوعية من إصابات الملاعب، ومنها اختيار الأحذية، وعدم انتظام التغذية، بالإضافة إلى السهر، والإكثار من النوم بالنهار، وغيرها من الأمور الأخرى، لكن جميع من سألناهم عن هذه الظاهرة عزوا مسؤولية مثل هذه الحالات من الإصابات “الغضروف والرباط”، إلى اللاعب نفسه. وتم تحديد سبل الوقاية والحماية التي تقلل من حالات الغضروف والرباط الصليبي بشكل كبير وتساعد اللاعب عند تعرضه لأية إصابة قدرية أن يعود إلى الملاعب بسرعة كبيرة. ومع أن الحلول التي سعى إليها هذا التحقيق ناجعة ومفيدة ليس للاعب كرة القدم فقط، بل لأي رياضي آخر، إلا أن جدواها تبقى مرهونة بوعي اللاعبين والتزامهم بها من جهة وحرص إدارات الأندية على إلزام لاعبيها ببرامج تساعد على التعود على سبل الوقاية خاصة أن الجميع يعيشون حالياً عصر الاحتراف، وأصبحت كرة القدم مهنة للاعب عليه أن يلبي كل متطلباتها. الأسباب الأكثر شيوعاً أكد الدكتور نادر درويش اختصاصي جراحة الركبة والطب الرياضي، نائب مدير مركز أبوظبي لجراحة الركبة والطب الرياضي، أن إصابة الرباط الصليبي الأمامي تعتبر من أكثر الإصابات التي يتعرض لها مفصل الركبة، وهي تحدث حين يحدث توقف مفاجئ خلال اللعب للاعب مترافق مع دوران الجسم مع أحد الطرفين السفليين، في الوقت الذي تبقى فيه القدم مثبتة في الأرض. ويضيف: بشكل عام، عن تمزق الرباط الصليبي، يمكن أن يتعرض له أي رياضي يمارس الألعاب التي تتطلب السرعة والدوران المفاجئ، إلا أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تجعل بعض اللاعبين أكثر تعرضاً للإصابة من غيرهم إذا توافر لديهم أحد أو مجموعة من هذه الأسباب ومنها: عدم الإحماء وتمديد العضلات “الخلفية والأمامية للفخذ” قبل وبعد المباريات، والتوقف المفاجئ والدوران خلال اللعب، وعدم التحضير الجيد على مدار العام وينتج عنه حدوث ضعف في بعض العضلات “نتيجة للتدريب الخاطئ”، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث عدم توازن في القوة العضلية، وبالتالي تتوافر الظروف المواتية للإصابة. ويواصل: أيضاً من هذه الأسباب: عدم التحضير النفسي للاعب، حيث يؤدي الضغط النفسي إلى وضع اللاعب في حالة يعرض نفسه فيها للإصابة بسبب: العصبية، والعنف، وعدم اتخاذ القرار المناسب خلال اللعب للحيلولة دون حصول الإصابة؛ وذلك لوجود الإرهاق النفسي. وتابع: كذلك وجود خلل خلقي في محور الطرفين السفليين “تقوس أو تفلطح”، أو وجود رخاوة وترية أو نقص في الارتكاس العصبي السريع للعضلات، وهناك ممارسة بخشونة وعنف أحياناً، الأمر الذي يدفع اللاعب إلى الدخول في احتكاكات شديدة مع الآخرين مما يوفر الظروف اللازمة لحصول الإصابة. ومن الأسباب أيضاً: عدم انتقاء الأحذية الملائمة، أو ممارسة اللعب على أرضيات غير مناسبة مثل وجود حفر أو بلل، الأمر الذي يسهل عملية الدوران والتفاف الركبة. ويرى درويش أن من سبل الوقاية من مثل هذه الإصابات: المواظبة على التمارين، والحفاظ على اللياقة البدنية خصوصاً تقوية العضلات على مدار العام وليس فقط خلال الموسم الرياضي، والقيام بالإحماء بشكل دائم قبل بدء التدريبات والمباريات، حيث يسهم في التقليل من احتمال وقوع الإصابة. ولتمديد العضلات الأمامية والخلفية قبل وبعد المباراة دور رئيس في الوقاية، حيث يحافظ اللاعب بعد إجرائها على حركة طبيعية وكاملة للمفاصل لا سيما الركبة، ومنها ما يحول دون تعرضها للتيبس، وبالتالي يشكل الحماية المطلوبة من الإصابة. ويذكر درويش: بجانب ما سبق، فإنه يتوجب على اللاعب التدرب على طريقة القفز والدوران المفاجئ حتى يتعود على الوضعية المثالي لملامسة القدمين الأرض بعد عملية القفز من خلال ثني الركبتين قليلاً مما يخفف الحمل على الرباط الصليبي الأمامي ويحول دون إصابته. ويضيف: من الأمور العامة في المتعلقة بنوعية هذه الإصابات، أن يقوم اللاعب بانتقاء الأحذية المناسبة معه ومع طبيعة الطقس وأرضية الملعب، وعدم ممارسة الرياضات التي تتطلب السرعة والدوران المفاجئ على الأرض غير المناسبة خاصة إذا كان بها حفر أو كانت غير مستوية، ومن المهم كذلك تحلي اللاعب بالحكمة والهدوء، وعدم ممارسة اللعبة بعنف أو خشونة تدفعه للتلامس أو الاشتباك غير المدروس مع اللاعبين الآخرين حتى لا يتعرض للإصابة. أكد أن المحليين مقصرون تجاه أنفسهم عبدالرحيم جمعة: «الأجانب» يتأثرون أكثر مما يؤثرون أبوظبي (الاتحاد) ـ تعرض عبدالرحيم جمعة لاعب نادي الوحدة لمحنة كبيرة مع الإصابات في العامين الماضيين جعلت مشاركته في المباريات متقطعة، وكانت البداية في الموسم قبل الماضي عندما أُصيب بالغضروف وبعد معاناة طويلة بسبب المشاركة في المباريات مع المنتخب والنادي بالرغم من الإصابة أجرى عملية جراحية نهاية الموسم المنصرم، ومع بداية العودة للمشاركة في المباريات هذا الموسم، أُصيب بالغضروف أيضاً في الركبة الثانية بصورة أثارت أكثر من علامة استفهام، وحملنا تساؤلاتنا عن أسباب هذه الإصابات خاصة أن عبدالرحيم جمعة يعتبر من اللاعبين القلائل الناضجين كروياً الذين يعرفون كيف يحافظون على أنفسهم بشكل جيد، ورد قائلاً: عند تعرضي للإصابة الأولى، كان من المفترض إجراء جراحة، لكن ظروف النادي في ذلك الوقت جعلتني أؤجل إجراءها واعتمدت على تقوية العضلات بصورة مستمرة، وتقليل الحصص التدريبية، وبالفعل شاركت مع فريقي، وكذلك مع المنتخب الوطني، وأنا فخور بذلك، لكن هذا الوضع فاقم الإصابة في نهاية المطاف لأجري جراحة نهاية هذا الموسم، أما إصابتي الحالية في الركبة الثانية، فقد بحثت عن أسباب لها، لكنها تمثل لغزاً بالنسبة، حيث كنت أمارس تدريباً عادياً بالجري حول الملعب وفجأة حدثت. ويعتبر عبدالرحيم أن من أهم أسباب الإصابات عدم الجاهزية البدنية، ونوعية الأحذية التي يرتديها اللاعبون، وهي في أحيان كثيرة تعد سبباً رئيساً في الإصابات، يضاف إلى ذلك المسافات الطويلة التي قطعها اللاعب بين مكان سكنه والنادي يومياً لأداء التدريبات، وكلما كان سكن اللاعب قريباً من ناديه يكون أكثر فائدة للاعب، وينضم إلى هذه الأسباب نظام التغذية، والنوم، وهما ما يفشل اللاعب في الحفاظ عليهما في أحيان كثيرة، وشخصياً أفقد السيطرة عليهما في بعض الأحيان. وأضاف: على إدارات الفرق دور مهم في هذا الجانب، بجانب المعدين البدنيين، ويجب أن يكون هناك برنامج ثابت لجميع اللاعبين خاصة أنهم محترفون “محليون وأجانب”؛ لأن مثل هذه التدريبات المهمة توفر الحماية لهم بالدرجة الأولى من الإصابات، كما أن الأندية من خلال حرصها عليها تكون قد وفرت الوقاية للاعبيها. يذكر أن عبدالرحيم جمعة بدأ تاريخه مع الإصابات في الأعوام الأخيرة، حيث كانت أول جراحة يجريها في صابونة الركبة، ثم تلتها عمليتا الغضروف في الركبتين على التوالي. طالب يبحث إصابات الناشئين والشباب جار النبي: «الإنترنت» والسهر خطران يهددان اللاعب أبوظبي (الاتحاد) ـ حذر جار النبي إبراهيم اختصاصي العلاج الطبيعي بنادي الوصل اللاعبين من الجلسة العربية والجلوس لساعات طويلة أمام “الإنترنت” لتسببهما في إصابات الركبة تحديداً، كما حذر من السهر، وعدم تنظيم التغذية، بالإضافة للسلوكيات الضارة التي تعتبر مهدداً لمسيرة أي لاعب. وأكد أن الإصابات الأكثر شيوعاً: الرباط الصليبي والغضروف، وهما من الإصابات التي يمكن الوقاية منهما بتنمية العضلات، والاهتمام بالصحة وتنظيم الوقت. وقال: هناك جرس إنذار يجب دقه على انتشار إصابات الرباط الصليبي والغضروف وسط اللاعبين الشباب والناشئين، وهي خطر حقيقي يهدد مسيرة هؤلاء اللاعبين الذين يمثلون المستقبل سواء مع أنديتهم أو مع المنتخبات، ويجب على إدارات الأندية والأجهزة الطبية فيها بحث أسباب هذه الإصابات، والعمل على علاج الأسباب حتى نؤمن مسيرة هؤلاء اللاعبين الصغار. وأضاف: من أهم السلبيات أن يخفي لاعب إصابته في وقت مبكر، وألا يلجأ إلى الطبيب إلا بعد أن تصل إلى مرحلة صعبة وتحتاج وقت أطول للعلاج وهذه نقطة يجب التوقف عندها، وأنصح أي لاعب متى ما شعر بأي ألم في أي موضع بأن يلجأ إلى الطبيب مباشرة. وذكر جار النبي أن هناك عوامل أخرى مثل سوء أرضيات الملاعب، وعدم توافر صالات الحديد، وهذه متوافرة بكثرة، في الدولة، حيث توجد أرضيات ملاعب لا يوجد مثيل لها في العالم، كما أن الأندية مجهزة جميعها بمواصفات جيدة، وبها كوادر طبية متميزة. بوفالقة: نوم النهار من أكبر عيوب لاعبينا أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد الدكتور نور الدين بوفالقة، مساعد مدرب الفريق الأول بنادي الجزيرة أن من أكبر عيوب اللاعب المحلي هي النوم بالنهار في الوقت الذي يتدرب فيه اللاعب في أوروبا مثلاً لساعتين صباحاً، والإسراع نحو غرفة الملابس عقب التدريب المسائي بدلاً من إجراء تمارين إطالة حتى ترتاح العضلة بعد إجهادها في التدريب. وقال: أي لاعب يريد أن يكون سليماً ومعافى، يجب عليه ألا يكتفي بالعمل الجماعي في التدريبات؛ لأن كل لاعب لديه خصائص مختلفة عن الآخر، ولا بد أن ينسق مع مدرب اللياقة حتى يكمل الجانب الناقص لديه، كما يجب عليه أن لا يسرع إلى غرفة تبديل الملابس عقب تدريب الفريق، وأن يؤدي تدريبات إطالة العضلة لمدة عشر دقائق على الأقل حتى تكتسب المرونة المطلوبة عقب الجهد الذي نالته في التدريبات، وبذلك تقل نسبة الإصابة عنده. وأضاف: أيضاً هناك سلبية أخرى ليس اللاعب طرفاً فيها، وهي توقفات الدوري، حيث تسبب خللاً كبيراً للمدربين؛ لأن الاستمرارية في المنافسة الأقوى تقلل نسبة الإصابات لدى اللاعبين. وقال بوفالقة: أساس الإعداد البدني للاعبين يتم في الفترة الصيفية التي تشهد التحضير للموسم، وهذه الفترة يجب أن تكون مدتها على أقل تقدير خمسة أسابيع، منها ثلاثة مخصصة للجانب البدني، ومتى ما نفذت بشكل سليم فإن نسبة الإصابات تقل. حاتم بن جمعة: ارتخاء الأربطة مشكلة عامة في الخليج أبوظبي (الاتحاد) ـ حمل حاتم بن جمعة طبيب الفريق الأول بنادي الوحدة الجلسة العربية ونقص التوعيـة وصمت اللاعبين، مسؤولية إصابات الركبة التي تعد الأكثر شيوعاً وسط لاعبي دورينا، معتبراً أن هنـاك خللاً كبيراً في توعية اللاعبين، كما العمل الجدي على صعيد الوقاية والسلبي عدم وعيهم بالجوانب الوقائية. وأرجع طبيب الوحدة تعدد إصابات لاعبي فريقه بالغضروف مؤخراً إلى حالة عامة لا تقتصر على الدولة فقط، بل تشمل كل المنطقة الخليجية. وهي الجلسة العربية، والتي تتسبب في ارتخاء في أربطة الركبة والكاحل، والأربطة هي أهم عامل لتثبيت الركبة. ضغط البرنامج يمنع تدريبات التقوية العويس: الاستمرار طويلاً في الملاعب بيد اللاعب أبوظبي (الاتحاد) ـ يعتبر ماجد العويس مدير الفريق الأول بنادي العين الحالي من اللاعبين الذين عجلت الإصابات المتكررة بابتعادهم عن ممارسة اللعبة، حيث اضطر للاعتزال وعمره 30 عاماً، بعد أن ضرب رقماً قياسياً بإجرائه خمس جراحات في ركبة واحدة فقط، لكن العويس يعتقد أن ظروف لاعب اليوم أفضل بكثير عن الظروف التي واكبوها، حيث تطور الطب بشكل كبير. وقال: إصابات الملاعب واردة في عالم كرة القدم وهي تعتبر جزءاً من اللعبة، إلا أن هناك إصابات يلعب القدر دوراً فيها تنتج عن الاحتكاك القوي أو الخشونة، وأخرى تنتج عن تقصير في إعداد اللاعب أو تقصير اللاعب تجاه نفسه بإهماله تدريبات التقوية المهمة جداً، وشخصياً أرى أن عمر اللاعب في الملاعب مسؤولية شخصية بالنسبة لأي لاعب، فمتى ما حرص على أداء تدريباته بشكل منتظم وحافظ على نفسه بتنظيم الوقت والابتعاد عن السلوك السلبي، سيكون عمره أطول في الملاعب. وأضاف: الإعداد الجيد قبل انطلاقة الموسم، والتركيز على اللياقة وتمارين تقوية العضلات خلال الموسم يمثلان وقاية مهمة من التعرض للإصابات وحتى إذا تعرض اللاعب لإصابة، فإن قوة عضلاته تمكنه من التعافي السريع، ومن جانبنا كجهاز إداري ومن واقع خبرتنا في هذا الجانب التي اكتسبناها عندما كنا في الملاعب، نوجه اللاعبين بصفة دائمة على الحرص على إجراء تدريبات تقوية حتى ولو لمدة 20 دقيقة فقط في صالة الحديد يومياً عبر برنامج يتم وضعه من الجهاز الطبي ومدرب اللياقة، لكن المؤسف أنه في بعض الأحيان ونتيجة لضغط برمجة المباريات لا يكون هناك وقت لتكثيف التدريبات حتى لا يتعرض اللاعب للإرهاق. وبين: ندرك أن عضلات لاعبينا مختلفة عنها عند اللاعبين في أوروبا وجسمه كذلك، لكنّ ثلث ساعة يومياً في الصالة، وساعتين في التدريب الجماعي أمر كاف. وأوضح: في نادي العين منذ العام الماضي وحتى هذا الموسم توجد تدريبات صباحية ومسائية للاعبين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©