الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جامع الشيخ زايد الكبير.. منارة عالمية للتسامح

جامع الشيخ زايد الكبير.. منارة عالمية للتسامح
16 نوفمبر 2019 00:48

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يمثل مركز جامع الشيخ زايد الكبير منذ إطلالته على العالم في 2007، منارة إشعاع حضاري وفكري، وأكد دوره العالمي كرمز للتسامح وملتقى للثقافات، باستقباله رموز الفكر الديني، وجموع الزائرين الذين يتوافدون عليه للتعرف على رسالته الحضارية الداعية للتسامح والتعايش، والاطلاع على جمالياته.
ومن أبرز المحطات التي قام بها جامع الشيخ زايد الكبير خلال العام الجاري «عام التسامح»، استضافته اللقاء التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بداية العام الحالي، وإطلاق سلسلة برنامج «جسور» الذي خصص لدعوة جمهور من ثقافات مختلفة لقضاء يوم رمضاني يعيشون تفاصيله في الجامع، وإطلاق الدورة السابعة من جائزة «فضاءات من نور للتصوير الضوئي» تحت شعار «التسامح»، ومشاركة المركز في قمة أقدر العالمية التي أقيمت في موسكو بورقة عمل بعنوان «مهام دور العبادة في تعزيز مفاهيم التعايش والتسامح- جامع الشيخ زايد الكبير نموذجاً ًعالمياً».
كما استقبل الجامع 1600 من المشاركين في الأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» خلال جولتهم التي شملت معالم الدولة، زيادة عدد الجولات الثقافية المقدمة لزوار الجامع بمختلف ثقافاتهم لاطلاع أكبر قدر منهم على رسالة الجامع الحضارية الداعية للتسامح والتعايش وعلى جماليات الجامع المختلفة.
وفي 2018 استضاف الجامع ضيوف المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة من علماء الدين والباحثين والشخصيات الرسمية والثقافية والسياسية من 150 دولة، وفي نوفمبر 2016 احتضنت رحاب الجامع لقاء الأمير تشارلز بعدد من رجال الدين الذين يمثلون طوائف مختلفة يعيش معتنقوها في الدولة في صورة إنسانية تعبر عن روح التسامح.

رؤية المؤسس
من المحاور الرئيسة التي يوليها مركز جامع الشيخ زايد جل اهتمامه، ترسيخ رؤية الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيم النبيلة التي قامت عليها دولة الاتحاد، ممثلة في التواصل الحضاري، التقارب الثقافي، التنوع والتعايش، حيث أنشئ الجامع ليكون منصة للتواصل الحضاري، ومنذ افتتاحه رسمياً عام 2007 أضحى مركزاً لالتقاء الثقافات والتعايش والانفتاح على الآخر، ويظهر ذلك جلياً في تصميمه الذي يحمل بصمات عالمية لفنانين وحرفيين من مختلف أنحاء العالم وفيما شُيّد به من مواد طبيعية عالية الجودة تم استيرادها من دول مختلفة مثل إيطاليا، ألمانيا، المغرب، الهند، تركيا، الصين، المملكة المتحدة، نيوزيلاندا، اليونان وغيرها.
إضافة إلى ما يكشف عنه من ثراء وتنوع معماري، وانسجام بين مدارس العمارة الإسلامية كالتصميم المملوكي والعثماني والأندلسي والمغربي، فضلاً عن استيعابه أنماطاً حديثة من الطرز المعمارية المعاصرة. كما برزت ملامح التسامح في الجامع الكبير، منذ بدايات تأسيسه، حيث ساهم في تشييده أكثر من 3000 عامل، من مختلف الجنسيات وثقافات العالم المختلفة.
ويعد اللون الأبيض النقي لجامع الشيخ زايد الكبير أحد ملامحه المميزة بما يعكسه من رسالة سلام ونقاء، وقد استخدم في بناء الجامع أكثر من 165 ألف متر مربع من أجود أنواع الرخام الأبيض الذي جلب من مختلف أنحاء العالم كـالهند، اليونان، مقدونيا، إيطاليا، نيوزيلندا، ألمانيا، البرازيل، حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، محباً للون الأبيض باعتباره رمزاً للنقاء والسلام.

رسائل الفنون
أما الفنون التي تدهش عين الرائي في ساحات وأركان الجامع، فهي رسائل حضارية وقوالب لالتقاء الثقافات، حيث زينت جدران البهو الشرقي بتصاميم لأصناف من زهور منطقة الشرق الأوسط، كما زينت جدران البهو الشمالي والجنوبي بتصاميم لأصناف من زهور القطب الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية. أما المحراب، فاستوحي تصميمه بخطوطه المتموجة باللونين الأبيض والذهبي من أنهار اللبن والعسل، الوارد ذكرها في الكتب السماوية الثلاث. والأعمدة المزهّرة بالجامع، تم ترصيعها من خلال عدد من الحرفيين المغول الذين ينتمون للجيل الـ16، من محترفي فن «البيترا دورا» الذين كانت لهم بصمة خاصة في تاج محل؛ الأمر ما ساهم في إحياء هذا الفن الإيطالي والمغولي، الذي أوشك على الاندثار.

قيم التسامح
وحرص المركز على تنظيم فعاليات وبرامج تترجم قيم التسامح، والتعايش، وقبول الآخر التي آمن بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجعلها أساساً لبناء الدولة الفتيّة، ومنها: الجولات الثقافية التي تتيح للزوار الاطلاع على القيم الخالدة للأب المؤسس ورسالة الجامع الداعية للتسامح والتعايش، من خلال جولات يقدمها اختصاصيو الجولات الثقافية من أبناء الوطن، الذين يعملون على مدار الساعة لتقديم الصورة المشرقة لمجتمع الإمارات، وتمت زيادة عدد الجولات الثقافية خلال العام الجاري لاطلاع أكبر قدر ممكن من رواد الجامع على رسالة الجامع الحضارية الداعية للتسامح والتعايش وعلى جماليات الجامع المختلفة التي انعكست على اختلافها في مكان واحد.
ويأتي الدليل الإلكتروني، ليثري به مركز جامع الشيخ زايد الكبير زواره من مختلف الثقافات بتقديم خدمة إلكترونية، تمنح الزوار فرصة الاستماع إلى تفاصيل عمارة الجامع وجمالياته بإحدى عشرة لغة. كما دأبت جائزة التصوير الضوئي «فضاءات من نور»، منذ إطلاقها عام 2012 على الاحتفاء بالمعاني الحضارية السامية وما تنطوي عليه من مبادئ التعايش والتسامح والتواصل بين الأمم.
شيد الصرح فنانون عالميون من مختلف الثقافات، ممن كانت لهم بصمة خاصة في تصميم الجامع ليفصح بذلك عن احتوائه للفنون والثقافات من مختلف حضارات العالم، ونظم محاضرات تعزز رسالة الجامع في التسامح الديني وإبراز قيمة التسامح والتعايش التي يبرزها الجامع في جميع مشاريعه وأنشطته.

مشاركات عالمية
وللجامع مشاركات عالمية متنوعة تترجم رسالة الجامع وتعزز دوره في بث قيم التسامح والتعايش، منها المشاركة في سوق السفر العالمي في لندن، مؤتمر زعماء أتباع الأديان العالمية والتقليدية السادس «أستانا»، ومعرض موسكو الدولي للسياحة، والاجتماع الوزاري الأول لتعزيز الحرية الدينية في واشنطن، ومعرض السفر العالمي جنوب أفريقيا، وسوق السفر العالمي برلين.
كما نجح الجامع في إبراز دوره الحضاري والثقافي في مد جسور التقارب مع مختلف الشعوب حول العالم، من خلال عرض مجسمات وإصدارات الجامع في 19 سفارة من سفارات الدولة الرئيسة، والمؤسسات الثقافية العالمية، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

تتويج وتكريم
في نوفمبر 2018، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتتويج جامع الشيخ زايد الكبير بجائزة «أوائل الإمارات»، بوصفه صرحاً دينياً ثقافياً بارزاً ومركزاً حضارياً يعمل على نشر التسامح والتعايش والسلام، وفي ديسمبر من العام ذاته قام سموه، بتتويج مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب» فئة «التسامح».

مكتبة الجامع
مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير نافذة يطل منها الجميع على الحضارة الإسلامية بخصائصها ومكتسباتها، بما تضمه من مقتنيات متخصصة تبرز في رسائلها التواصل مع العالم، وتحظى المكتبة بدعم ورعاية مباشرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، منها لفتة سموه الكريمة بإهداء المكتبة مجموعة من الإصدارات القيمة والكتب النادرة التي أثرت محتواها، إلى جانب ما تضم من مقتنيات فريدة من نوعها والعديد من الكتب والمراجع المتخصصّة في فنون العمارة الإسلامية وعلومها التي بلغ عددها نحو 8 آلاف عنوان للكتب والدوريات المكتوبة بنحو 14 لغة، كما تضم المكتبة مصغرات فيلمية لمخطوطات خاصة بطبعات قديمة للقرآن الكريم، تمت طباعتها في أوروبا خلال الفترة الواقعة بين عام 1537م -1857م، يبلغ مجموعها أكثر من 50 ألف مصغرة فيلمية، إضافة إلى أكثر من 100 عنوان من الكتب النادرة ذات القيمة التاريخية.

أرقام وحقائق عن الجامع خلال 2018
85 % من إجمالي زوار الجامع من خارج الدولة وينتمون إلى ثقافات متعددة
6.150.271 إجمالي مرتادي الجامع
3.807.094 إجمالي عدد الزوار
1.418.587 عدد المصلين
854.090 عدد المفطرين في الجامع
70.500 إجمالي الوجبات

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©