الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

75 ورشة ترسم طريق «أجيال المستقبل» للمعارف والعـلوم والفـنون

75 ورشة ترسم طريق «أجيال المستقبل» للمعارف والعـلوم والفـنون
10 أكتوبر 2018 01:07

منى الحمودي وناصر الجابري (أبوظبي)

شهدت فعاليات مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، تنظيم 75 جلسة وورشة عمل، أمس، حول 5 محاور رئيسة هي: الرياضة والصحة، والعلوم والتكنولوجيا، والمشاريع وريادة الأعمال، والقيادة والتنمية، إضافة إلى الإعلام والثقافة والفنون.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، في جلسة تحت عنوان «الهوية الوطنية واللغة العربية»، أن الهوية الوطنية روح الإمارات، ومسؤوليتنا جميعاً كمجتمع وشباب أن نحافظ عليها، مستحضرة سيرة القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومقولته الخالدة «لقد ترك الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به، ونحافظ عليه ونطوره، ليبقى ذخراً لهذا الوطن والأجيال القادمة».
وأشارت معاليها، خلال الجلسة التي نظمت في جناح الثقافة والإعلام والفنون، إلى أن مفهوم الهوية الوطنية لا يقتصر على هيئة أو لبس أو زي معين، بل يشتمل مفهومها على عمق أكبر، وهو ما يميزنا نحن، بأخلاقنا وصورتنا الحسنة تجاه الآخرين، والتي تعكس استثمار دولة الإمارات فينا كمجتمع، حيث إن الهوية الوطنية هي التعبير الشامل عن وجودنا. وأضافت معاليها: الهوية الوطنية منظومة متكاملة، والمتحف الذي يحافظ على إرثنا وتقاليدنا، وتمثل مفهوم ولاء وانتماء وواجب نحافظ عليه، موضحة أننا نستطيع أن نكون خير سفراء للوطن عبر الالتزام بالأخلاق الحميدة والمبادئ النبيلة التي رسختها القيادة الرشيدة.
واستحضرت معاليها آخر الاكتشافات المتمثلة في جزيرة مروح، والتي يعود قدمها إلى 8 آلاف سنة، إضافة إلى أقدم مسجد في العين، والذي يعود إلى 1000 عام، وهي اكتشافات تؤكد أن دولة الإمارات تعد أرضاً تعاقبت عليها الحضارات، فنحن أصحاب حضارة عريقة وراسخة، ومن المهم تعميق الشعور بالهوية، فهو الطريق الأهم لتعزيز قدرات التنافسية. وبينت معاليها الفرق بين التراث المادي الذي يشمل القلاع والحصون والمباني التاريخية، والتراث غير المادي الذي يتمثل في القهوة والزي الوطني و«التغرودة»، لافتة إلى أهمية الاستفادة وتلقي الإثراء المعرفي من مختلف القاطنين في الدولة، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الشخصية والعملية. وأشادت معاليها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سموه الحثيثة للشباب، وما يرسخ القيم الأصيلة والنبيلة في الأجيال الناشئة، مؤكدة دور مادة التربية الأخلاقية التي تستعرض القيم التاريخية والثقافية لدولة الإمارات.
اللغة العربية
وحول محور اللغة العربية، استعرضت معاليها تجربتها الشخصية، حيث التحقت بعدد من المدارس الخاصة، خلال المراحل الأولى لتعليمها، والتي تضع اللغة الإنجليزية لغة أولى في التعليم والتعلم، مما دفع والدتها إلى إلحاقها بالقطاع الحكومي حتى تحقق المعادلة بين اللغتين، وهو ما حدث فعلاً، حيث إن اللغة العربية هي لغتنا الوطنية، ومن المهم الاعتزاز بها. وأضافت معاليها: إن لغتنا العربية هي ماضي أمتنا، وحاضرنا ومستقبلنا، وأثبتت الكتب والمراجع التاريخية، أن اللغة العربية إحدى لغتين في القرن الـ 16 لكتابة العلوم مع اللغة اللاتينية، وهو ما يؤكد أهمية أن نعمل على مواكبة اللغة مع العلوم الحديثة.
وشددت معاليها على أن دولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز اللغة العربية عبر اعتماد المراسلات الرسمية باللغة العربية بين الجهات الحكومية، بينما وجهت الشباب بالقول خلال ختام الجلسة «أنتم حماة الهوية الوطنية.. وحراس اللغة العربية، وهي أمانة في أعناقكم».

الإعلام والفنون
من جهته، شهد جناح الإعلام والثقافة والفنون تنظيم 11 ورشة عمل مختلفة، حيث قدمت ندى الشيباني من «أبوظبي للإعلام» ورشة عمل حول التقديم التلفزيوني، وصفات المذيع، وما يجب أن يتحلى به من مقومات معرفية وثقافية، وقدرة على التواصل مع الآخرين أمام العدسات، بما يجعله مذيعاً قادراً على نقل التغطيات الإعلامية ومواكبة مختلف الأحداث. وقدمت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ورشتي عمل حول الأعمال الإبداعية مع خبراء قطاعات الثقافة والفنون، إضافة إلى أهمية الإبداع في الحياة الشخصية، ودور الإبداع في صقل مهارات الشخص، بما يمكنه على إنتاج الأفكار، وتحويلها إلى أعمال مثرية للمجتمع.

الطابعة ثلاثية الأبعاد
من ناحيته، قدم معهد دبي للابتكار والتصميم ورشة تناولت مستقبل الطابعة ثلاثية الأبعاد، كما استعرضت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أهمية البحث عن الموجه خلال المراحل الأولى في الأعمال الإبداعية.
وتحدث الشباب المشاركون، خلال مداخلاتهم، عن تأثير التوجيه المناسب في خلق الفرص الإبداعية التي تمكنهم من خوض مختلف القطاعات الفنية، معتبرين أن وجود الموجه يسهم في صقل المواهب والشخصية نحو توسيع مدارك الأفق، وتقديم مستويات فنية ترقى إلى تطلعات النقاد والمهتمين في مجالات الفنون.
وشهد جناح العلوم والتكنولوجيا تنظيم نحو 25 ورشة عمل أمس، تنوعت محاورها حول الفضاء والتهديدات المستقبلية ومستقبل الطاقة، إضافة إلى سبل تجاوز التحديات العالمية الراهنة، عبر توظيف التقنيات الحديثة، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا.
واستعرض مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال ورشة عمل في الجناح مشروع البيت المستقل والمستدام، حيث يعتبر البيت المستقل الذي صممه وشيده المركز الأول من نوعه في المنطقة، ويطبق شروط الحفاظ على البيئة، ويوظف أحدث التقنيات الذكية، ويضمن أعلى مستويات جودة الحياة، ويحافظ على حيز الراحة المثالي.
ولفت القائمون على المشروع إلى أنه يوظف أحدث التقنيات وأنظمة الاستشعار فائقة الذكاء، ويمتلك أنظمة تكييف تعتمد المياه المبردة، ويقوم بفلترة الهواء، ويضخ هواء متجددا ونقيا في أرجاء المنزل كافة، ويحافظ على ثبات درجة الحرارة ومستوى الرطوبة على مدار اليوم وطوال العام، وقد تم تحقيق ذلك من خلال تقنيات العزل الحراري والهوائي التي تشكل نظاماً متكاملاً مدمجاً في بنية البيت للوصول إلى بيئة داخلية معتدلة الحرارة.

لغة البايثون
من ناحيتها، قدمت جامعة خليفة ورشة عمل حول لغة البايثون، حيث تم استعراض نتائج المؤشر الصادر عن شركة «تايوب» العالمية للشهر الماضي، حيث سجلت لغة «بايثون» كأسرع لغات البرمجة انتشاراً ونمواً على الإطلاق حالياً، وأصبحت لغة البرمجة الأكثر زيارة في العالم، كما سجلت معدلات النمو لاستخدامها في قطاعات الصناعات، والإلكترونيات، والتمويل، والطاقة والتكنولوجيا.
وقدمت شركة «سيمنس» ورشة عمل حول مصادر الطاقة المتجددة المستقبلية التي يحتاج إليها العالم، حيث تم تسليط الضوء على محاور منها حاجة العالم إلى الطاقة النظيفة ودور دولة الإمارات عبر الاستثمار في الكوادر البشرية الخاصة بهذا القطاع.

ريادة الأعمال
نظم جناح المشاريع وريادة الأعمال 16 ورشة عمل أمس، في ختام فعاليات المجلس، منها ورشة قدمها أبطال دولة الإمارات في الأولمبياد الخاص من فئة «أصحاب الهمم»، الذين شاركوا في ورشة تفاعلية حول تفادي «حقول الألغام».
من ناحيته، استعرض خليفة بن هندي قصة نجاحه، المتمثلة في تأسيس مؤسسة تجارية خلال دراسته الخارجية بلندن، وهو لا يتجاوز الـ 20 عاماً، حيث خاض خلالها 4 تجارب لم توفق في تحقيق الفائدة المرجوة من المشاريع، قبل أن ينجح في التجربة الخامسة، حيث افتتح وكالة تجارية لأول علامة أجنبية في الشرق الأوسط، وهو في مرحلة الدراسة الجامعية. وأشار إلى أنه شكل فريقاً للتطوع ليعمل على القيام بعدد من المبادرات الشبابية التطوعية التي تعنى بالابتكار، وتستهدف شرائح مجتمعية مختلفة، حيث شارك الفريق في فعاليات تختص بدعم فئة أصحاب الهمم.ولفت إلى وجود العديد من التحيات التي قد تواجه رائد الأعمال عند البدء في المشروع الأول، إلا أنه من المهم البناء على أخطاء التجارب الماضية، والاستفادة من تجارب الآخرين خلال البدء في المشاريع الأخرى، حيث لن يصل اليائس إلى نتيجة، بل لا بد من مواصلة العمل والأمل بتحقيق نتيجة كبرى.
واستحضر الكلمات الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأن لا مستحيل في الحياة، وهو ما يعطي الدافع المعنوي لتكرار المحاولات نحو الوصول إلى الإنجازات.
من ناحيتها، قدمت «مبادلة» ورشة عمل حول كيفية الحصول على وظيفة في الأسواق المتغيرة، حيث أوضحت أهمية التعلم المستمر في تحصيل المزيد من المهارات، عبر المشاركة في الدورات التدريبية والمؤتمرات التي تعنى بمجالات التخصص وقطاعاته المباشرة، مبينة أن العالم اليوم يحتاج إلى موظف متكيف مع التحديات، وقادر على تجاوزها، استناداً على عوامل الكفاءة والمعرفة والمهارة.
بدورها، استعرضت الإمارات العالمية للألمونيوم عدداً من القصص الملهمة للنساء في الصناعات الثقيلة، والتي تؤكد قدرة الكوادر الوطنية من النساء على الوجود في مجال الصناعات الثقيلة والنجاح، عبر دراسة التخصصات ذات العلاقة بهذا المجال، والانطلاق فيه استناداً على الثقة والمعرفة.

الخطابة العامة
من ناحيتها، قدمت مؤسسة الإمارات ورشة عمل حول الخطابة العامة، وأهمية التحدث بطلاقة ومواجهة الجمهور، لما لها من دور في إبراز طاقات الشباب وقدرتهم على إيصال أفكارهم إلى مراحل التنفيذ الفعلي، وعرفت الورشة بأهم صفات الخطاب الجيد والتي تتمثل في التواصل المباشر للعيون والتحضير المناسب حول الفكرة، وتوزيع الفقرات وتسجيل أبرز الأفكار الرئيسة.
واستعرضت مؤسسة دبي للمستقبل خلال ورشة «استشراف مدن المستقبل»، مبادرة دبي «10x» والتي تهدف إلى تبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل بإحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، ووضع خطط مستقبلية تسهم بدور الحكومة في خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل.

4 محاور رئيسة
استعرض المهندس محمد الحرمي مدير أول في مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال ورشة عمل حول رحلة الإمارات في مجال تصنيع الأقمار الصناعية تجربته الشخصية التي بدأت في الـ 29 من أبريل عام 2006، باعتباره أحد أول 4 مهندسين ذهبوا إلى كوريا الجنوبية، للاستفادة من خبرة كوريا في مجال تصنيع الأقمار الصناعية، حيث استمر وجوده هناك لـ 8 أعوام، واجه فيها عدداً من التحديات التي تجاوزها.
وأضاف: خلال هذه الأعوام، عملنا على «دبي سات 1»، حيث وصلت نسبة المهندسين الإماراتيين فيه إلى 30%، بينما ارتفعت النسبة في مشروع «دبي سات 2» الذي وصلت فيه النسبة إلى 50%، بينما سنحتفل قريباً خلال الـ 29 من أكتوبر الجاري بإطلاق «خليفة سات»، وهو أول قمر صناعي بأيدي مهندسين مواطنين بالكامل.
وتابع: خلال وجودي في كوريا الجنوبية، تعلمت اللغة هناك، وتغلبت على التحديات، باستلهام كلمات القيادة الرشيدة، وتوجيهاتهم المستمرة بضرورة مواصلة العمل والعطاء، وصولاً إلى تحقيق الغايات المنشودة، ورفع اسم الإمارات عالياً. ولفت الحرمي إلى أن انتقال الإمارات إلى مرحلة التصنيع يمثل مرحلة تاريخية مهمة تثبت ما يتمتع به كوادر دولة الإمارات من طاقات معرفية وشغف لدراسة علوم المستقبل والتميز به، حيث تعد الإمارات اليوم إحدى الدول الرائدة في المجال. وأكد أنه توجد 4 محاور رئيسة لبرنامج الإمارات الفضائي الوطنية تتمثل في تصنيع الأقمار الصناعية، وبرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ، وبرنامج المريخ 2117، إضافة إلى برنامج الإمارات لرواد الفضاء.وأضاف: تستند رؤية دولة الإمارات فضائياً على 3 محاور رئيسة هي أن تكون مركزاً رائداً في مجال العلوم المتقدمة، وبناء قطاع وعلوم الفضاء للأجيال المستقبلية، وتعزيز مساهمة قطاع الفضاء في مستقبل الاقتصاد الوطني، بينما توجد 3 خطط استراتيجية هي بناء القدرات الشابة، والتركيز على التقنيات، وبناء الشركات.

تجارب القرق وباقر
واصل جناح الرياضة والصحة خلال اليوم الثاني من فعاليات المجلس تقديم عدد من المنافسات التفاعلية التي شارك بها الزوار؛ بهدف إثراء مهاراتهم الرياضية، التي لها بالغ الأثر في تحسين مستوى صحتهم، وإكسابهم نبذة تعريفية عن الرياضات التي تتميز بها دولة الإمارات.
وقدم يوسف القرق ورشة عمل تناولت تجربته الشخصية في إنشاء نادي وصالة متخصصة لألعاب الجمباز، وفوزه بجائزة «إنتربرايز أجيليتي 2017» عن فئة رائد الأعمال الإماراتي، حيث يعتبر أول نادٍ رياضي متخصص بألعاب الجمباز في الإمارات والمنطقة، وحصد النادي على علامة بـ «مجهود الشباب» من مجلس الإمارات للشباب، وهي علامة يتم منحها للمشاريع التي تصمم بشكل كامل من قبل الشباب.
من ناحيتها، استعرضت ياسمين باقر تجربتها كأول لاعبة جمباز في دولة الإمارات، وتأثير هذه الرياضة على صحتها، باعتبارها إحدى الرياضات العالمية التي تحظى باهتمام العالم، خاصة في الألعاب الأولمبية.
بدورها، شاركت جامعة نيويورك أبوظبي في ورشة تحت عنوان «الرياضة كأداة للتنمية الذاتية وإطالة العمر» والتي تناولت محاور منها دور الرياضة والصحة في التحصيل الدراسي للطالب، حيث تسهم الرياضة في تحقيق الاستقرار العقلي والنفسي الذي يدعم مشوار الطالب الدراسي، باعتبار أن الجسد السليم يمكن الطالب من التركيز بوضوح تام على مشواره المقبل.
استكشاف العالم
نظم جناح القيادة والتنمية 21 ورشة عمل خلال اليوم الأخير من فعاليات المجلس، حيث اشتملت الفعاليات على عدد من الورش المتعلقة بالمواصفات المطلوبة لأن تكون رائداً للفضاء وسبل التحلي بمقومات الشخصية القيادية نحو إيصال فرق العمل المختلفة لتحقيق المنجزات.
وقدمت جامعة نيويورك أبوظبي ورشة عمل حول الدراسة في الخارج واستكشاف العالم، حيث تحدث المشاركون عن أهمية مواجهة تحديات الغربة عبر استحضار سيرة الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورحلة دولة الإمارات في التغلب على مختلف الظروف، خلال بدايات الاتحاد، وما أنجزته الإمارات من تصدر لمؤشرات العالم خلال فترة زمنية وجيزة.
وخلص المشاركون إلى أن أبرز التحديات التي قد تواجه الطالب الإماراتي، خلال دراسته للخارج، تتمثل في اللغة، والبعد عن الأهل والأصدقاء، إضافة إلى الاختيار غير المناسب لمسار الدراسة والتخصص، وهو ما يفرض التفكير السليم في مسار الدراسة قبل اختيار الابتعاث الخارجي.
وأشار المشاركون إلى أن الدراسة في الخارج تعد فرصة لصقل المهارات وتطوير ملامح الشخصية، كما أنها تعد مدرسة حقيقية لتعليم مهارات التواصل مع الآخرين من مختلف الثقافات عبر الالتقاء المباشر معهم، ومشاركتهم الأبحاث والمشاريع الجامعية.

محمد العبار: رحلة الاستثمار والتنمية المستدامة

استعرض محمد العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، خلال جلسته، الظروف التي كان يمر بها الآباء في السابق فيما يتعلق بالتجارة بين الدول، حيث لم يكن هناك خرائط ولا تكنولوجيا ولا عقود بيع وشراء. وقال: عندما يسأل والدي حول كيفية التجارة من دون عقود، كان جوابه «أعطيت الرجل كلمة، وبالتالي يجب أن أكون عند وعدي وكلمتي». وأضاف: «هذا كان مبدأ عمل أهلنا، أنتجوا ووصلوا لهذا المستوى الذي عليه نحن اليوم، والدولة بعد قيام الاتحاد ثبتت الأمور وأصبحنا أفضل؛ لذلك علينا رد الجميل، فرد الجميل هو أساس كل أمر، حيث حملنا الأب المؤسس المسؤولية، ومسؤولية هذا الوطن والخير الذي نحن فيه تقع علينا نحن، وذلك بالتواضع وهو صفة الناجحين». وتحدث العبار عن تجربته بداية في العمل بالبنك المركزي في أبوظبي، ومن ثم ذهب للعمل في سنغافورة والتي فتح فيها مشاريع عدة لم تنجح، منها بيع الكيك والأحذية، وعودته للدولة ليعمل في الدائرة الاقتصادية، ذاكراً أن كل هذه الوظائف لم يكن يمتلك فيها أي خبرة، إلى أن قام بتأسيس شركة «إعمار» والتي أيضاً كان لا يمتلك فيها الخبرة الكبيرة، حتى أصبحت «إعمار» لما هي عليه اليوم برأسمال يبلغ 220 مليار درهم.
وأشار إلى أن أبناء الوطن قادرون على التعلم بشكل سريع، ويجب أن لا يتوقفوا عند من يحاول إحباطهم وتثبيط عزيمتهم، وعلى الشخص أن يتعلم من الأخطاء مع التركيز على تحقيق النجاح والذي يمكن نيله بالتركيز والاستثمارات والثبات، وعدم التخاذل والالتزام. وأضاف: العهد الآن هو عهد الشباب، وعهد التحديث، فعقول الشباب يجب أن تخضع للتحديث الدائم، فهم من لهم الحق في الإدارة، وأساس هذا أن العالم يجب أن يدار بالشباب.ولفت إلى أن كبريات الشركات العالمية، يديرها الشباب، وهناك العديد من الشركات الإلكترونية لها استثمار وأرباح تضاهي الاستثمار في الشركات الكبرى العالمية في جميع المجالات، مثل الاقتصاد، التعليم، الصحة وحتى الطعام.

الطنيجي والأنصاري: مشاركتنا في جلسة سيف بن زايد تدفعنا لمواصلة العطاء

أكد الطالبان المشاركان في جلسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عمر الأنصاري وابتسام الطنيجي، أن وجودهما عبر استعراض تجربتهما العلمية يمثل دافعاً لهما نحو مواصلة العمل والعطاء تجاه الوطن، عبر تحقيق المزيد من المنجزات لدولة الإمارات.
وأعربت ابتسام الطنيجي، إحدى الفائزات بجائزة المبتعث المتميز المقدمة من وزارة الداخلية، عن فخرها واعتزازها بالمشاركة في الجلسة، مؤكدة أن واجب طلاب دولة الإمارات في الخارج، يتمثل في إيصال رسالة الدولة إلى مختلف دول العالم، والتعريف بما تدعو له من مبادئ وقيم نبيلة، وما حققته القيادة الرشيدة من منجزات مختلفة، جعلت من دولة الإمارات في مقدمة الدول عالمياً في مختلف المؤشرات.
وأشارت الطنيجي التي تحمل «ماجستير» في العلوم القيادية إلى أن الابتعاث حقيبة محملة بالكثير من التجارب والأفكار والخبرات، يحملها الطالب من خلال التواصل الفكري والحضاري مع الآخرين خلال تجربته في الدراسة بالخارج، وطلاب الإمارات هم عيون الدولة في الخارج، بهم تتواصل مسيرة المنجزات.
ولفتت إلى أن حصولها على جائزة المبتعث المتميز في فئة التمثيل الوطني قبل عامين، جاء لدورها في تمثيل الإمارات والتعريف بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، من خلال ربط الهيئة الوطنية بالإبداع، وتعريف المجتمع الأميركي بالنجاحات والإنجازات التي تحققها الإمارات.
وأضافت: حالياً أعمل معيدة في جامعة الإمارات، كما أكمل الدكتوراه في جامعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث أواصل التحصيل العلمي بهدف أن أرفد الوطن بكل ما أمتلكه من خبرة ومعرفة، فالشباب هم أساس المستقبل، وبهم تنمو الأمم وتعلو الهمم، ونحن في دولة منحتنا كل مقومات بيئة النجاح، ولذلك ينبغي أن نكون على قدر هذه المسؤولية.
من جهته، ثمن عمر الأنصاري اختياره للمشاركة في جلسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، معتبراً أن مشاركته تمثل نقطة تحول تاريخية إيجابية له من خلال استعراض تجربته لشباب دولة الإمارات كافة في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل.
وأضاف: واجهت العديد من التحديات خلال مسيرتي في الحياة، إلا أن هذه التحديات صقلت من شخصيتي ومهاراتي، وجعلتني فرداً قادراً على مجابهة مختلف الظروف الصعبة وتجاوزها عبر مقومات التفكير السليم، ودراسة مختلف الجوانب التي تدعم أفكاري ومشاريعي، حيث إن وجود الصبر والتحمل، إضافة إلى الثقة بالذات، جميعها عوامل تؤدي إلى النجاح.
وتابع: تجربتي مليئة بالخبرات خلال فترة دراستي بالولايات المتحدة الأميركية في إحدى الجامعات التي تعد من بين الأفضل عالمياً في قطاع الابتكار، حيث صممت تعليمي بنفسي، واخترت أن يكون مركزاً على جوانب بعينها، منها الهندسة الصناعية والابتكار في المجتمع والمستقبل، علاوة على مفاهيم الأعمال وريادة الأعمال.
وأضاف: كنت الطالب الوحيد في تاريخ المدينة الذي ساهم في إطلاق مبادرة المدينة الذكية هناك، كما كنت فعالاً في جامعتي عبر عملي كممثل لصوت الطلبة في حكومة الطلبة، إضافة إلى المشاركة ببحث يختص بمستقبل التعليم والاقتصاد.
وأشار إلى أنه تعلم الكثير من رئيس الجامعة من خلال عمله في فريق العمل الخاص به، ورؤيته التطويرية للجامعة، ولكونه العربي الوحيد في الفريق، حرص على تقديم الأفكار والجهود كافة خلال عمله، بما يرفع من اسم دولة الإمارات، ويرسخ رسالتها القائمة على التسامح والتعايش والسلام.
وقدم الأنصاري نصائحه للشباب، والمتمثلة في ضرورة الحرص على طلب العلم بشكل متواصل، عبر انتقاء التخصص المناسب والاستفادة من مختلف الثقافات.

منافسون في «السياسات الحكومية»

قدم مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، الفرصة للمشاركة في تحدي السياسات الحكومية؛ بهدف تقديم المعرفة حول آليات العمل الحكومي ودورة اتخاذ القرار التي تمر بها مختلف فرق العمل الوزارية قبل إصدار القوانين والسياسات المنظمة. وشارك مجموعة من شباب الإمارات في التحدي الذي يتكون من أسئلة عامة حول مدى معرفة الشباب بمهام الوزراء واختصاصاتهم، ودراسة حالات بعينها تتطلب معرفة الجوانب المؤثرة باتخاذ القرارات ومعرفة النواتج السلبية والإيجابية منها، وصولاً إلى اتخاذ القرار ما بعد ذلك ليكون تشريعاً مطبقاً. وخلال يوم أمس، شارك مجموعة من الطلبة في إحدى التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي، حيث تعرف الطلاب على هذا التحدي وأهمية التحلي بالسلوكيات الاستهلاكية والحياتية التي تدعم هذا الجانب، وكيفية اتخاذ قرارات ملزمة وتشريعات منظمة تدعم هذا الجانب.

«سفراء القوة الناعمة»

تحرص دولة الإمارات على تعزيز دور الشباب في مختلف نواحي الحياة ومن مجالس الشباب إلى المؤسسة الاتحادية للشباب وكذلك حكومة الشباب وصولاً إلى إطلاق «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» وقبلها برنامج سفراء شباب الإمارات، فقد جرى وضع أطر مؤسسية لضمان شراكة هذه الفئة المهمة من المجتمع من موقع الكفاءة وليتم ائتمانهم بأن يكونوا سفراء القوة الناعمة لدولة لديها الكثير مما تبلغه وتعطيه للعالم وفي مقابله كثير مما يراد لشبابنا أن يكتسبوه من العلوم والمهارات التي تعظم القدرة التنافسية لدولتهم.
وفي ختام أعمال الدورة الثانية من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» التي عقدت تحت شعار «قادة اليوم يلتقون قادة الغد» وهي الدورة التي ظللت نحو ثلاثة آلاف شاب من الطلبة الجامعيين أعاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التأكيد على أهمية دور الشباب وشراكتهم في إعلاء صروح بنيان التقدم في الوطن.
ولهذه الشراكة راية يحملها «عيال زايد» بكل ثقة واقتدار في رهان حقيقي على التقدم الذي يصونه الاجتهاد والتنافس وقبل ذلك كله، التسلح بالعلم، وهي العناصر التي ستضمن لدولة الإمارات أن ترسل كل يوم رسالة إيجابية إلى العالم.
وما بين «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» وغيره من مكونات منظومة العمل التي تستهدف ريادة وقيادة الشباب لجهود صناعة مستقبل الإمارات، فإن المبادرة الفذة التي كان قد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والحديث هنا عن «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» - أسست أيضا لشبكة من الروافع التي تستهدف تعزيز دور الشباب عالميا في التعريف بثقافة وتجربة دولة تأسست على قيم التعايش والتسامح والتنمية. إن الأهمية الكبيرة التي منحت هذه المبادرة ميزة فريدة تكمن في أنها الأولى من نوعها عالميا، وفيها من صواب الرؤية القيادية وصدق الإرادة بقدر ما فيها من نهج الإبداع والابتكار في وسائل وأدوات تعزيز المسيرة الشبابية لصناعة المستقبل وقيادته. لقد أعادت النقاشات الشبابية التي ركزت على دور شباب الإمارات محليا وعالميا التأكيد على إحدى المسلمات الوطنية، وهي أن الشباب عماد التقدم والتنمية، وهم الذين يحملون مسؤولية هذا البلد الأصيل ومستقبله والأمل معقود عليهم في مباشرة العمل من اليوم ليرسموا بأنفسهم ملامح المستقبل الذي يطمحون للعيش فيه.

المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©