الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات المحمول تتهافت لحجز مقعد ضمن شبكات «الجيل الخامس»

شركات المحمول تتهافت لحجز مقعد ضمن شبكات «الجيل الخامس»
10 أكتوبر 2018 01:02

هناك معركة جديدة من أجل موجات الهواء الخلوية، تجري حالياً مع بدء الحكومات في جميع أنحاء العالم بفتح المزاد لتغطية الأماكن التي ظلت حتى الآن خارج نطاق التغطية. إضافة إلى فتح المجال أمام الاتصال فائق السرعة مع شبكات الإنترنت، بحيث يمكن تشغيل الفيديو بعد تحميله على الأجهزة الإلكترونية المختلفة بصورة شبه فورية. أما على نطاق عمليات التصنيع، فيمكن للجيل الخامس من الاتصال الخلوي المعروف باسم (5G) المساعدة في تشغيل المصانع والتحكم في الأدوات، وتصفح السيارات التي لا تعمل من دون سائق.
لقد باعت البلدان منذ أمد طويل حقوق البث الهوائي للخدمة الخلوية داخل حدودها، لكن أماكن مثل بريطانيا وإسبانيا أجرت هذا العام مزاداتها الرئيسة الأولى للترددات اللاسلكية اللازمة لإنشاء ما يسمى بشبكات الجيل الخامس الخلوية، والتي يمكن أن تكون أسرع بكثير من شبكات المحمول المعروفة اليوم، لتصبح الشبكات فائقة السرعة أمراً واقعاً. وقامت إيطاليا في بداية هذا الشهر بنشر بيانات مبيعات ضخمة، حيث باعت ما قيمته 7.6 مليار دولار من الترددات للعديد من شركات الاتصالات الأوروبية الكبرى، بما في ذلك شركة تيليكوم إيتاليا اس بي ايه ومجموعة فودافون العملاقة.
في يونيو الماضي، أنفقت شركات الهاتف المحمول الكورية الجنوبية 3.3 مليار دولار للحصول على الطيف هناك. وفي الشهر المقبل، تخطط لجنة الاتصالات الفيدرالية لعقد أول مزاد رئيس للولايات المتحدة لموجات الهواء الفائقة السرعة «فايف جي».

مزادات الترددات
إن الترددات التي تُباع في هذه المزادات هي التي تعتقد الحكومات وشركات الطيران أنها ستكون حاسمة في عملية طرح واسعة النطاق من الجيل الخامس من الاتصالات، والتي تعد في نهاية المطاف بديلاً لشبكات الـ«4G» التي تعد الأسرع في الوقت الراهن.
وتصل تقنية «فايف جي» إلى الخطوط العريضة للكيفية التي ستعمل بها، لكن بمجرد أن تصبح جاهزة للعمل بشكل كامل، يشكك بعض المديرين التنفيذيين والمحللين في الصناعة في إمكاناتها، قائلين إن التكنولوجيا قد لا تكون مختلفة كثيراً عن «فور جي» التي تنتشر حالياً في معظم أرجاء الكرة الأرضية. وتخطط شركات الاتصالات في الولايات المتحدة إلى إطلاق أولى عمليات شبكات «فايف جي» في عدد قليل من المدن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتعد الموجات الهوائية الخلوية بمثابة الماء والهواء للشركات والمصانع التي لا يمكن في الوقت الراهن الاستغناء عنها في أي لحظة، وعلى نطاق أقل يمكن أيضاً القول أن المنازل لا يمكنها الاستغناء عن الاتصال بشكل دائم بشبكات الإنترنت.
يذكر أن الحكومات في العالم تحتفظ بسلسلة من الطيف من أجل الاتصالات اللاسلكية المطلوبة في البث الإذاعي والتلفزيوني، والأقمار الاصطناعية، والاتصالات العسكرية، وشبكات الواي فاي، والبلوتوث، وحتى أجهزة التحكم عن بعد وتكنولوجيا فتح أبواب الجراج للسيارات بشكل تلقائي.

موجات أثير محدودة
فقط كمية محدودة من موجات الأثير مناسبة للخدمة الخلوية، لذا فإن شركات الاتصالات اللاسلكية مثل ايه تي اند تي وفيريزون للاتصالات تتنافس بقوة من أجل الهيمنة عليها. وبشكل عام، يمكن لشبكة لاسلكية مزودة بمزيد من الطيف أن توفر خدمة أسرع، وتخدم عدداً أكبر من الأشخاص مقارنةً بمنافس ذي طيف أقل. كما يمكن أن تستند الحملات الإعلانية حول هذه الحقيقة، والتي بالتالي ستجذب المزيد من العملاء الذين يفضلون التواصل بشكل أسرع وفي المناطق النائية مما سيدر المزيد من الربح على الشركات التي تملك مساحة أكبر من الطيف.
يزداد الطلب على الموجات الهوائية «فايف جي»، حتى في هذه المرحلة المبكرة، وربما الشركات التي امتنعت في السابق عن اللحاق بسباق التواصل اللاسلكي منذ فتح المزادات، بما في ذلك الجيل الثالث والرابع، تعلم أن هذه العقود طويلة الأجل، والتي تمتد في الكثير من الأحيان إلى ما يقرب من عشرين عاماً، ستجعلهم ينتظرون طويلاً ربما لمدة عقد أو اثنين للحصول على فرصتها التالية مع انطلاق جيل جديد من الاتصالات عبر الأثير.
وقال ستيف بلايث، الذي يرأس استراتيجية الطيف لشركة أورانج العالمية للاتصالات، وهي شركة اتصالات فرنسية تعمل في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا: «إذا لم يكن لديك طيف، فلا يمكنك توفير خدمة لاسلكية».
ويقول الناقلون إن شبكات «فايف جي» سوف تتكون من أحمال من هوائيات صغيرة أكثر كثافة في المناطق المأهولة بالسكان، وستحتاج هذه الهوائيات إلى العمل على ترددات مختلفة عن تلك المستخدمة في شبكات اليوم. بشكل عام، سيكون النطاق الترددي المرغوب فيه قادراً على نقل المزيد من البيانات، ولكن عبر مسافات أقصر، وعادة ما تعقد الحكومات في كل بلد مزادات لتأجير قنوات موجات الأثير إلى شركات الاتصالات اللاسلكية، وتذهب العائدات إلى خزائن الحكومة.

استراتيجيات عروض الأسعار
ويراقب مقدمو الخدمات الخلوية عن كثب حتى في البلدان التي لا يتوافر لديهم فيها بنية أساسية، بالإضافة إلى محاولة تأمين حقوق الطيف، يمكن لشركات الاتصالات أيضاً أن تتعلم استراتيجيات عروض الأسعار، وتضغط على المنظمين على ما يعتبرونه أفضل قواعد المزاد.وتختلف المزادات اللاسلكية بالفعل على نطاق واسع من حيث كيفية عملها في جميع أنحاء العالم، وقد أثار الاهتمام المتزايد بـ «فايف جي» مزيدًا من التدقيق لدى البعض. ففي المزاد الإيطالي الذي انتهى الأسبوع الماضي، حصدت الحكومة أكثر من ضعف الإيرادات التي توقعتها، ما أثار انتقادات من شركة اتصالات بارزة.
وقد أنفقت شركات الطيران 6.55 مليار يورو (7.55 مليار دولار) في المزاد، وهذا أكثر من ضعف المتوقع، والذي بلغ 2.8 مليار يورو كانت قد أعلنتها الحكومة الإيطالية سعراً متوقعاً من عمليات البيع قبل انعقاد المزاد.
وفازت شركة فودافون للاتصالات التي تعمل في أكثر من 20 دولة، وهي تعد ثاني أكبر شركة اتصالات لاسلكية في العالم من حيث عدد المشتركين، بواحدة من الصفقات التي طرحتها الحكومة الإيطالية للمزاد، وأنفقت 2.4 مليار يورو في المزاد العام. لكن الثمن المرتفع الذي دفعته الشركة أدى إلى التذمر من قبل المديرين التنفيذيين في مقر الشركة في لندن.
وقال نك ريد، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون: «يجب تصميم المزادات لموازنة المتطلبات المالية مع الحاجة إلى الاستثمار». وحذر في بيان أصدره مؤخراً من «عقد المزادات التي لا تنتمي للواقع في المستقبل».
ورفض متحدث باسم وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية، التي أجرت المزاد، التعليق. بينما قال مسؤولون تنفيذيون في قطاع الاتصالات اللاسلكية في أوروبا: «إنهم يعتقدون أن الأسعار التي نتجت عن المزاد كانت غربية مقارنة بالدول».

بقلم /‏‏ ستو ووه ودافني تشانغ

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©