عدد اليوم
بسام عبد السميع (أبوظبي)
تطرح شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، مناقصة تشييد مشروع «بروج 4 العملاق»، خلال النصف الثاني من عام 2020، كما تطرح مناقصات التصاميم الهندسية لتوسعة مصفاة الرويس، بحسب عبد العزيز عبد الله الهاجري، الرئيس التنفيذي لدائرة معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات في أدنوك.
وقال الهاجري في حوار مع «الاتحاد» أمس على هامش فعاليات «أديبك 2019» «دخلت كل مشاريع تطوير الرويس حيز التنفيذ، وتوزعت بين مشاريع اكتملت وأخرى قيد الإنشاء والبعض الآخر قيد التصاميم والدراسات الهندسية المبدئية».
وتابع الهاجري «من المشاريع قيد الإنشاء الوحدة الخامسة للبولي بروبلين وستنتج 500 ألف طن سنوياً بنهاية 2021، ليرتفع إنتاج مجمع البتروكيماويات إلى 5 ملايين طن سنوياً».
وأضاف «تمضي شركة أدنوك للتكرير قدماً لزيادة طاقتها التكريرية بأكثر من 65% بحلول عام 2025، ليصل إجمالي الطاقة التكريرية إلى 1.5 مليون برميل يومياً».
وتستهدف «أدنوك بناء مصفاة حديثة وتوسعة المصفاة الحالية لتصل سعة المعالجة الإضافية إلى 600 ألف برميل من النفط الخام يومياً، وسيتم تصميم المصفاة الجديدة لتحقيق التكامل مع صناعات البتروكيماويات في الرويس».
ويمثل ترسية عقد بناء المصفاة الحديثة خطوة مهمة في تنفيذ استراتيجية أدنوك لاستثمار 165 مليار درهم للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، لترسيخ مكانة الشركة كلاعب عالمي رائد في التكرير والصناعات البتروكيماوية، وتمكينها من زيادة نطاق وحجم منتجاتها من البتروكيماويات والمشتقات ذات القيمة العالية التي تقوم بتسويقها.
تعزيز الإنتاجية
وستسهم المصفاة الجديدة في تعزيز قدرة ومرونة وإنتاجية «أدنوك للتكرير» من خلال زيادة أنواع النفط الخام التي يمكن معالجتها.
وقال الهاجري «لدينا مشاريع نوعية تحول منطقة الرويس لأكبر مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات بحلول 2025-2026»، مضيفا «لدينا اليوم رابع أكبر مصفاة تكرير في العالم بطاقة إنتاجية نحو 845 ألف برميل يومي وأكبر مجمع متكامل في العالم تحت إدارة واحدة لـ«أوليفينات» و«البولي أوليفينات»، بطاقة سنوية تبلغ 4.5 مليون طن سنوي، إضافة إلى مصنع بطاقة 2 مليون طن سنوياً من الأسمدة النيتروجينية، ومعمل لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي يبلغ إنتاجه أكثر من 17.5 مليون طن سنوي من المنتجات».
مسيرة التطور
وأكد الهاجري، استمرار الشركة في مسيرة التطور، التي تهدف للتحول لشركة عالمية رائدة في قطاع التكرير والبتروكيماويات، وعلى التقدم الذي أحرزته في تحقيق طموحاتها المتعلقة بالأهداف الاستراتيجية لعمليات المعالجة والتكرير.
يقول الهاجري «تحرز أدنوك تقدماً ملحوظاً في رحلتها صوب الريادة العالمية في التكرير والبتروكيماويات، حيث حققت في هذا الإطار، هدفين استراتيجيين أساسيين، ومنذ إعلان الاستراتيجية، نجحنا في زيادة مقدراتنا في مجمع الرويس الصناعي والدخول في شراكات ذات قيمة إضافية مع شركات كبيرة في أنحاء مختلفة من العالم».
أسود الكربون
وأعلن الهاجري تدشين «مصنع أسود الكربون» مؤخراً، الذي يقوم بتحويل قاع البرميل عديم القيمة إلى منتجات عالية القيمة تدخل في صناعة الألومنيوم والبلاستيك، وسيتم إنتاج 400 ألف طن سنوياً من الفحم «الأنودي» وسيذهب إنتاج المصنع إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
وأضاف شهد الأسبوع الماضي تسليم أول شحنة من الفحم «الأنودي» إلى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، كما سينتج المصنع أيضاً 40 ألف طن سنوياً من مسحوق الكربون النقي، الذي يستخدم في الصناعات البتروكيماوية والمطاطية «الإطارات، الأنابيب، الكابلات».
محوران أساسيان
وأفاد الهاجري أن الاستراتيجية الجديدة للغاز تركز على محورين أساسيين، هما تحسين وزيادة مقدرات التكرير والبتروكيماويات في مجمع الرويس الصناعي، بجانب اختيار الفرص والشراكات الاستثمارية والاستراتيجية العالمية لتعزيز مكانة «أدنوك»، كشركة ذات توجه عالمي أكبر، فضلاً عن توفيرها للمزيد من الفرص للوصول إلى الأسواق ولعرض منتجاتها. وينتظر بدء تشغيل مشروع تعزيز مرونة تكرير النفط الخام في 2022، وسيساعد ذلك في معالجة نحو 420 ألف برميل يومياً من خام زاكوم العلوي، أو أي أنواع أخرى من الخام في السوق، ما يحرر المزيد من خام مربان لدينا والذي يباع بسعر أعلى للتصدير.
استراتيجية الغاز
وقال «تعمل الاستراتيجية الجديدة للغاز على تكملة ودعم، خططنا الرامية لتوسيع دائرة عمليات الإنتاج والتوزيع على أوسع نطاق. وينتج عن هذه الاستراتيجية، زيادة كبيرة في توفير المواد الخام اللازمة لإنتاج البتروكيماويات، ما يعني قيام خطوط جديدة للبتروكيماويات والتوسع في تطبيقات صناعية جديدة مثل، المتعلقة بالمركبات والزراعة. كما تضيف موارد تمكن الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، ويسهم ذلك أيضاً، في المحافظة على استمرارية إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال حتى حلول عام 2040، ما يسمح بالاستفادة من فرص نمو الغاز الطبيعي المُسال الإضافي وفرص نمو الغاز والكيماويات».
منطقة خاصة
وكشف الهاجري تخصيص «أدنوك» منطقة لإنشاء مجمعين للمشتقات والصناعات التحويلية في الرويس للقطاع الخاص، حيث تمت مراجعة أكثر من 190 منتجا واختيار 20 منتجاً، عقدت «أدنوك» اتفاقيات للاستثمار في 5 منها، وتتواصل مع القطاع الخاص للاستثمار في 15 منتجاً المتبقية بقيمة تتراوح بين 50 إلى 500 مليون دولار، بهدف تمكين الصناعة، وتتعاون «أدنوك» مع الجهات المحلية لتوفير الخدمات اللوجستية والبنى التحتية لدعم القطاع الخاص.
وأضاف «سيسهم الاستثمار في الرويس بزيادة الإنتاج ورفع الكفاءة، وتنويع المنتجات، والتوسع في سعتنا الإنتاجية في التكرير والبتروكيماويات وزيادة مرونتنا، وستسمح هذه التوسعة للرويس بتطوير منظومة صناعية عالمية رائدة في مجال التكرير والبتروكيماويات في الإمارات».
كما ستسهم المشاريع في الرويس عند اكتمالها في خلق حافز قوي وجديد للنمو والتنويع الاقتصادي، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، واستقطاب الاستثمارات الخارجية المباشرة إلى الإمارات، متوقعاً أن توفر هذه المشاريع أكثر من 15 ألف فرصة عمل مختصة، وأن تساهم بإضافة 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي سنوياً. وتعتزم «أدنوك» زيادة الطاقة الإنتاجية من البتروكيماويات ثلاث مرات إلى 14.5 مليون طن سنوياً ومضاعفة الطاقة التكريرية للنفط الخام بحلول عام 2025.
وقال عبد العزيز عبد الله الهاجري، الرئيس التنفيذي لدائرة معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات في أدنوك «ستصبح شركة «فرتيجلوب» لإنتاج الأسمدة النيتروجينية الناجمة عن اتفاقية شراكة استراتيجية تم بموجبها دمج أصول «شركة أدنوك للأسمدة» في منصة شركة «أو سي آي» للأسمدة النيتروجينية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكبر منصة تركز على تصدير الأسمدة النيتروجينية عالمياً، وأكبر منتج لها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطاقة إنتاجية تبلغ 5 ملايين طن من اليوريا و1.5 مليون طن من الأمونيا القابلة للبيع».
وتقدر الإيرادات السنوية للشركة لـ«فرتيجلوب»، ومقرها سوق أبوظبي العالمي، بنحو 1.7 مليار دولار، بحسب التقارير المبدئية لعام 2018. وتمتلك الشركة الجديدة أصولاً متطورة وحديثة تدعمها بنية تحتية للتخزين والتوزيع تتيح لها الوصول إلى الموانئ الرئيسة على البحر المتوسط، والبحر الأحمر، والخليج العربي.
وأضاف الهاجري «تتماشى هذه الشراكة الفريدة مع نهج أدنوك في التعاون مع شركاء قادرين على تحقيق قيمة إضافية، كما تسهم في تحسين التدفقات النقدية من محفظة أعمال أدنوك في مجال صناعة الأسمدة، كما تعد هذه الخطوة إنجازاً آخر ضمن جهودنا لتنفيذ استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي وخططنا الطموحة للتوسع في محفظة عملياتنا في مجال التكرير والبتروكيماويات».
تصدير 70% من إنتاج «أدنوك للتكرير»
تحقق شراكة «أدنوك للتكرير» مع «ايني» و«أو إم في» التي تم إبرامها في يوليو 2019، قيمة إضافية من المشروع العالمي الجديد المشترك لتجارة المنتجات، الذي سيصبح عند اكتمال تأسيسه الجهة العالمية الوحيدة التي تتولى تصدير منتجات «أدنوك للتكرير» بحجم صادرات خارجية يعادل 70% تقريباً من إجمالي الإنتاج، فيما تستمر «أدنوك» في إدارة الإمداد المحلي.
وفي واحدة من أكبر الشراكات في مجال التكرير، تُقدر الاتفاقية قيمة أصول «أدنوك» للتكرير التي يبلغ إجمالي سعتها التكريرية 922 ألف برميل يومياً وتدير رابع أكبر مصفاة للنفط في العالم في موقع واحد، بنحو 19.3 مليار دولار. وتمتلك «إيني» و«أو إم في» سجلاً حافلاً بالإنجازات في تعزيز القيمة وخبرة واسعة في إدارة المصافي الكبيرة والمتطورة، وستقوم الشركتان بنقل التكنولوجيا المتطورة، والمهارات لهذه الشراكة الجديدة بالإضافة إلى الخبرات التشغيلية في إدارة المشاريع.
